أسعد الله كل أوقاتكم بكل خير أحبتي ||
قال تعالى :
﴿ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ﴾ (سورة الأعراف.. 180)
العلم بأسماء الله _عز وجل_ وصفاته هو أصل العلوم وأساس الإيمان، وأول الواجبات، فإذا علم الناس ربهم عبدوه ..
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «إن العلم بأسماء الله الحسنى أصل للعلم بكل معلوم؛ فإن المعلومات سواه إما
أن تكون خلقا له تعالى أو أمر ، إما علم بملكوته ، أو علم بما شرعه ، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى،
وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضي بمقتضيه، وإحصاء الأسماء الحسنى أصل لإحصاء كل معلوم، لأن المعلومات هي من مقتضاها، ومرتبطة بها »
........
ومن هنا أحبتت أن ابدأ معكم في رحلة تأمليه لأسماء الله الحسنى وتفسيرها .. وسأتنقل معكم بين جواهر أسماء الله الحسنى وصفاته العلا
وذلك بطرح اسم من أسماء الله الحسنى في كل يوم ، وذكر تفسير الاسم ، ومواقع ذكره في القرآن الكريم ..
وسأطرح في آخر الموضوع الاسم اللاحق ، لمن يرغب في طرح مشاركة أو قصة الخ...
تخص الاسم يخبرني بذلك "جني: سواء أكان برسالة أم في رابط الصراحة الخاص بي
آمله أن ننال الفائدة جميعاا .. ونتدبر ونستشعر معنى وصفات الله جل وعلا
دمتم في حفظ الله "متوتر:
السلام عليكم :c:[FONT="] || [/FONT]
قال الله تعالى :
(فتعالى الله الملك الحق ) المؤمنون 116
(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك ) الحشر23
(لله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير) آل عمران 189
الملك اسم الجلالة " الملك " يعني :
صاحب التصرف فيما يملك بجميع اصنافه من المخلوقات كلها ما علمناه منها وما لم نعلم ..
فالله سبحانه جلت قدرته هو الملك الاعلى صاحب التصرف المطلق الذي يصرف أمور مخلوقاته كما يشاء
وفق حكمة إلاهية بديعة فهو الظاهر بعز سلطانه، الغنى بذاته، المتصرف فى أكوانه بصفاته، وهو المتصرف بالأمر والنهى بحكمته،
و الملك لكل الأشياء في الوجود و العدم , الاول و الآخر و الظاهر و الباطن بقدرته، المستغنى بذاته وصفاته وأفعاله عن غيره، المحتاج إليه كل من مخلوقاته
لا إلــــه الا هو جل جلاله .. فتبارك اسم ربك ذي الجلال و الاكرام
مساائكم خير .. وسعادة :r:||
{هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس} سورة الحشر23
{يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} سورة الجمعة 1
القدوس
تقول اللغة إن القدس هو الطهارة، والأرض المقدسة هي المطهرة،
والبيت المقدس: الذي يتطهر فيه من الذنوب،
ولا يكفي في تفسير القدوس بالنسبة إلى الله تعالى أن يقال إنه منزه عن العيوب والنقائص، فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب مع الله،
فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة، كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم،
بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعما يشبهها أو يماثلها .. قال البيهقي: (القدوس) هو الطاهر من العيوب المنزه عن الصاحبة و الأولاد والشريك والأنداد..،
وهذه صفة يستحقها بذاته جل جلاله و تقدست اسمائه ..
﴿ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ﴾ سورة البقرة 30
السلام عليكم || ( الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ) سورة الحشر 23
السلام
يعني في اللغة البراءة من العيوب والنقائص من كل شيء..
فهو سبحانه تقدست اسمائه سلام في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله من كل عيب ونقص وظلم..
و إذا نظرت إلى صفات كماله جل جلاله وجدت كل صفة تعد سلاما :
_ فوجوده سلام من الموت ومن السنة والنوم فهو خالق الموت و الحياة و كل شيء " الله لا إله الا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة و لا نوم " _ وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب . _ وعلمه سلام من غياب شيء عنه أو عروض نسيان أو حاجة إلى تذكر وتفكر ، فهو محيط بكل شيء و هو العليم الخبير . _ وحلمه وعفوه ومغفرته سلام من أن تكون عن حاجة منه أو مصانعة بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه فبابه مفتوح لكل تائب يرجو رضى الرحمن الرحيم . _ وبالمقابل فان عذابه وسرعة عقابه سلام من أن يكون ذلك ظلما, أو قسوة فربك العظيم لا يظلم مثقال ذرة بل هو محض حكمته
و قسطه وعدله بين عباده ، كل حسب اعماله الخيرة والسيئة فرحمته سبقت غضبه و هو بالمؤمنين رؤوف رحيم ..
" اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام "
﴿ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ﴾ الحشر 23
المؤمن
هو مصدق عباده المؤمنين أي يصدقهم على إيمانهم بقبول صدقهم وإيمانهم وإثابتهم عليه ، كما أنه يصدق ما وعد عباده من الثواب .
وهو مؤمن لأوليائه يؤمنهم عذابه وبأسه فأمنوا فلا يأمن إلا من آمنه ،هو الذي يعزى إليه الأمن والأمان بإفادته أسبابه وسده طرق المخاوف
وهو سبحانه يصدق ظنون عباده ولا يخيب آمالهم ،
وايضا هو الذي أمن الخلق من ظلمه ، وأمن من عذابه من لا يستحقه ،
وهو الذي يصدق عباده المسلمين يوم القيامة إذا سأل الأمم عن تبليغ رسلهم ،
قال تعالى : ( ويؤمن للمؤمنين ) التوبة 61 أي يصدقهم .
وكل هذه الصفات الحسنى لله عز وجل لأنه صدق بقوله ما دعا إليه عباده من توحيد ، وأمن الخلق من ظلمه ، ووعد الجنة لمن آمن به ،
والنار لمن كفر به ، وهو مصدق وعده جل جلاله .
و عليه نقول ان لهذا الاسم الجليل عدة معاني منها : _ القول الأول في معنى اسم الله المؤمن: أن المؤمن هو الذي أمن الناس أنه لا يظلم أحدا من خلقه ، وأمن من آمن به من عذابه ، وهذا القول منسوب لعبد الله بن عباس رضي الله عنه .
القول الثاني في معنى اسم الله المؤمن: أن المؤمن هو المجير الذي يجير المظلوم من الظالم ، كما قاله محمد بن كعب القرظي ،
وذلك على اعتبار أن الله عز وجل هو الذي يجير المظلوم من الظالم بمعنى يؤمنه وينصره .
وغيرها من الأقوال ..
وقد ذكر اسم الله المؤمن مرة واحدة في القرآن الكريم .
(..المؤمن المهيمن..) سورةالحشر24 المهيمن أي المسيطر ..
فالله سبحانه جل جلاله هو المهيمن على كل شئ قائم على كل نفس بما كسبت أي يقدرها على الكسب،
ويخلقها ويرزقها ويحفظها ويجازيها على عملها.
ومن لوازم اسم الله الجليل المهيمن القدرة التامة على تحقيق مصالح شيء علما و قدرة ،ومن لوازم اسم المهيمن و هي المواظبة والاستمرار .
فقد تجد الإنسان يتمتع بالقوة ولكنه لا يعلم ، وقد تجد من يعلم ولكنه لا يقدر ، وقد تجد من يعلم ويقدر ولكن لا يضمن المستقبل.
قد تكون على علم بما يجري تحت يديك على علم بما يجري حولك وأنت واثق بأن يدك تطول كل هذا الذي تحت سلطانك ولكن لا تدري ماذا يكون في المستقبل .!
أما إذا قلنا المهيمن اسم من أسماء الله الحسنى فمن لوازم المهيمن أنه يعلم ، ولا نهاية لعلمه لاشيء يخفى عليه سبحانه،
فالله عز وجل علم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ،
يعلم السر وما يخفى عنك ، يعلم الجهر وما تعلنه ، يعلم السر وما تخفيه عن الناس ،يعلم ما هو أخفى من السر ما يخفى عنك ،
يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معنا في خواطرنا في حركاتنا في سكناتنا في سرنا في جهرنا يعلم كل شيء .
سبحانه جل جلاله وتقدست اسماؤه لا إله الا هو رب العرش العظيم ..
( فاعلموا أن الله عزيز حكيم ) سورة البقرة ٢٠٩
( إن ربك هو القوي العزيز ) سورة هود 66
( هو الحق ويهدي إلىٰ صراط العزيز الحميد ) سورة سبأ 6
العزيز العز فى اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و الأمتناع ، والتعزيز هو التقوية ،
والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى هو الخطير ،
( الذى يقل وجود مثله . وتشتد الحاجة اليه . ويصعب الوصول اليه ) وإذا لم تجتمع هذه المعانى الثلاث لم يطلق عليه اسم العزيز ،
كالشمس : لا نظير لها .. والنفع منها عظيم والحاجة شديدة اليها ولكن لا توصف بالعزة لأنه لا يصعب الوصول الي مشاهدتها .
وفى قوله تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) فالعزة هنا لله تحقيقا ، ولرسوله فضلا ،
وللمؤمنين ببركة إيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام ..
اللهم هب لنا من أجرك مالا يحصى
ومن غفرانك عفوا لا يفنى ..
(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن
العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون)سورة الحشر 24
الجبار
يمكن القول ان له ثلاث معاني و هي: 1- جبر الرحمة :
و حقيقته هو إصلاح حال العبد بتخليصه من شدته ودفع المكاره عنه ..
2- جبر القوة :
فهو سبحانه وتعالى الجبار الذي لا يقهر بجبروته وعظمته ،
يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى تقدست اسمائه رب العرش العظيم،
فهو الذي دان كل شيء لعظمته وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته فهو يجبر عباده بما شاء مما اقتضته حكمته ومشيئته الحكيم القدير .
3- جبر العلو:
فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.
إن الجبر الإلهي بكل معانيه صفة من صفات الكمال الإلهي المطلق ،
ولا يستعمل الحق جل وعلا جبروته في موضع إلا تحقيقا لخير أو دفعا لشر ،
وهو سبحانه مستحق للحمد على جبروته كما هو مستحق الحمد على رحمته ومغفرته وكرمه ..
اللهم أرسل نفحات جنتك وبرد نعيمك على أحبابنا في القبور،
وزدهم سعة وسرور، وإجمعنا بهم في جنة الخلود ..
( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ۚ سبحانه وتعالىٰ عما يشركون ) سورة الزمر 67
المتكبر
إن العلاقة بيننا وبين الله عز وجل فيما يتعلق بالتكبر والتواضع هي أن الحق تبارك وتعالى هو المتكبر أي العظيم بذاته والمتعالي بذاته
ونحن المتواضعون له فإذا أردنا أن نتكبر على بعضنا البعض أو عليه عز وجل فقد خرجنا على مقتضى التواضع الذي هو صفة لصيقة بنا وهذا محرم شرعا ,
وقد قال جل وعلا في الحدث القدسي :
العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما ألقيته في النار ..
بينما التواضع في حق الله عز وجل خروج على مقتضى العظمة الذاتية والعلو الذاتي له جل وعلا , وهو تكلف غير جائز على الله تبارك وتعالى ,
وإذا قال زيد من الناس أنه يعامل الناس بتواضع فإنه في حقيقة الأمر متكبر , لأنه يشعر في دخيلة نفسه أنه أفضل منهم وأعظم منهم ومع ذلك فهو يعاملهم بتواضع ,
وإن جاز أن يوصف إنسان بأنه متواضع فإنه لا يجوز أن يوصف الله عز وجل بهذا الوصف لأن التواضع في اللغة من الضعة وهي الدنو ,
والدنو يليق بالمخلوق ولكنه لا يليق بالخالق عز وجل المتصف بصفات الكمال المطلق .
والكبرياء الإلهي عصمة من الانقياد لأحد , إذ كيف ينقاد الحق عز وجل لغيره وهو المتكبر المتعالي عن صفات الخلق ولا يعلوه متكبر
فسبحان المتكبر بربويته , المتكبر على الطغاة من خلقه الذي تذل له المخلوقات ولا يذل سبحانه لأحد , والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين وإنما سمة العبيد الخشوع والتذلل . وسبحان الذي جعل التواضع سمة من سمات خلقه , بينما الكبرياء صفة وصفات كماله , لصيقة بذاته , قديمة قدمه .
( وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) سورة الجاثية 37
(هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ) سورة لقمان 11
(أفرأيتم ما تمنون *أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون) سورة الواقعة 58 ، 59
الخالق الخلق فى اللغة بمعنى الإنشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلاح .
والخالق فى صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء ، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق ،
وهو الذى قدر الأشياء وهى فى طوايا لعدم ، وكملها بمحض الجود والكرم ، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته .
والله الخالق من حيث التقدير أولا ، والبارىء للإيجاد وفق التقدير ، والمصور لترتيب الصور بعد الأيجاد ، ومثال ذلك الإنسان ..
فهو أولا يقدر ما منه موجود ..فيقيم الجسد ..ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التى تجعله إنسانا عاقلا ..
البارئ
اسم من أسماء الله الحسنى، فإذا قلنا خلق الله عز وجل الإنسان فمعنى ذلك أنه استحدثه وأوجده من العدم المطلق،
وإذا قلنا برئ الله الإنسان فمعنى ذلك أنه استحدثه وأوجده من العدم المطلق في خلقة تناسب المهمة والغاية التي خلق من أجلها.
فالخالق قد يخلق الشيء مناسبا أو غير مناسب، أما البارئ فلا يخلق الشيء إلا مناسبا للغاية التي أرادها من خلقه ويؤخذ ذلك من قوله تعالى:
{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (4) ثم رددناه أسفل سافلين (5)} سورة التين
فلو كان فعل الخلق يشير إلي درجة الخلق من الحسن أو القبح لما أضاف المولى عز وجل عبارة في احسن تقويم،
ولو كان اسم الله عز وجل (البارئ) مرادفا مرادفة تامة لاسمه (الخالق) لما قال تبارك وتعالى:
{هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم "24"} سورة الحشر
وإذا تأملنا الكون المحيط بنا سنلاحظ أن الله عز وجل قد خلق كل شيء صالحا لمهمته مناسبا للغاية من خلقه ومتوائما مع المحيط الذي وضع فيه.
فالإنسان خلق ليكون خليفة الله عز وجل على الأرض وليكون عارفا بالله عابدا له متأملا في ملكوته لذلك برأه في خلقه تناسب جلال الغاية
فبرأه أي خلقه في احسن تقويم .. أي احسن خلقه،
فجعله احسن المخلوقات من حيث التركيب ومن حيث الشكل، مألوفا من سائر الكائنات الحية الخاضعة لعظمة الله تعالى وقدرته سبحانه لا اله الا هو..
فسبحان الله العزيز القدير بعزه الذي لا يرام
و سبحان رب العرش الكريم بملكه الذي لا يضام
و سبحان الخالق البارئ ذي الجلال و الاكرام,
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ..
﴿ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾ سورة آل عمران 6
المصور
تقول اللغة التصوير هو جعل الشىء على صورة ، والصورة هى الشكل والهيئة ..
المصور من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ، ومعطى كل مخلوق صورته على ما أقتضت حكمته الأزلية ،
وكذلك صور الله الناس فى الأرحام أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل ، ، وكما قال الله نعالى
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ،
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ،
وكما يظهر حسن التصوير فى البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل فى باب الأخلاق ، ولم يمن الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال
( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، وكما تتعدد صور الابدان تتعدد صور الأخلاق والطباع .
( واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) سورة طه الغفار فى اللغة الغفر والغفران : الستر ، وكل شىء سترته فقد غفرته ، والغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمنه ، لا بتوبة العباد وطاعتهم ، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى الدنيا وتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة ، وهو الغافر والغفور والغفار ، والغفور أبلغ من الغافر ، والغفار أبلغ من الغفور ، وأن أول ستر الله على العبد أم جعل مقابح بدنه مستورة فى باطنه ، وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق قلبه وإلا مقته الناس ، فستر الله عوراته .
وينبغى للعبد التأدب بأدب الإسم العظيم فيستر عيوب اخوانه ويغفو عنهم ، ومن الحديث من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب .
{ قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار} سورة الرعد 16
{ لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار } سورة الزمر 4
( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ) سورة الأنعام 18 القهار
صيغة مبالغة من القاهر اسم فاعل ،
وهو " الذي يقهر كل شيء فيغلبه ويصرفه لم[FONT="]ا يشاء كيف يشاء ، فيحيي خلقه إذا شاء ، ويميتهم إذا شاء ، لا يغلبه شيء ، ولا يقهره "[/FONT]
عن[FONT="] [/FONT][FONT="]ابن جرير رحمه الله[/FONT][FONT="] في تفسير قوله تعالى ([/FONT][FONT="]وهو القاهر فوق عباده[/FONT][FONT="]) :[/FONT] " ويعني بقوله : "القاهر" ، المذلل المستعبد خلقه ، العالي عليهم .
وإنما قال : " فوق عباده" ، لأنه وصف نفسه تعالى ذكره بقهره إياهم . ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعليا عليه .
فمعنى الكلام إذا : والله الغالب عباده ، المذل لهم ، العالي عليهم بتذليله لهم ، وخلقه إياهم ، فهو فوقهم بقهره إياهم ، وهم دونه "
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ۚ إنك أنت الوهاب)سورة آل عمران ٨ (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب )سورة ص ٩ ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب )سورة ص ٣٥
الوهاب الهبة أن تجعل ملك لغيرك دون عوض ، ولها ركننان أحدهما التمليك ، والأخر بغير عوض ،
والواهب هو المعطى ، والوهاب مبالغة من الوهب ،
والوهاب والواهب من أسماء الله الحسنى ، يعطى الحاجة بدون سؤال ، ويبدأ بالعطية ، والله كثير النعم .
" اللهم انت الوهاب لاسواك.. والمعطي لمن دعاك..
يامن ترانا ولانراك.. وتعطينا ولا نبلغ ثناك..
اجعل كل ايام احبتي في حسن عبادتك واكرمهم بخير الدنيا ونعيم الاخره ..يارب "
( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)سورة الذاريات58 (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) سورة آل عمران 37
الرزاق
من الرزق ، وهو معطى الرزق ، ولا تقال إلا لله تعالى . والأرزاق نوعان:
" ظاهرة " للأبدان كالأكل ، و " باطنة " للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم ،
والله إذا أراد بعبده خيرا رزقه علما هاديا ، ويدا منفقة متصدقة ،
وإذا أحب عبدا أكثر حوائج الخلق إليه ، وإذا جعله واسطة بينه وبين عباده في وصول الأرزاق إليهم نال حظا من اسم الرزاق .
من أسباب سعة الرزق المحافظة على الصلاة والصبر عليها .
" اللهم ارزقنا حلو الحياة و خير العطاء وسعة الرزق و راحة البال ولباس العافيه و حسن الخاتمه "
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.