الخوف والرغبة والإنسان!!!

نشمي

Active member
الخوف هو محرك الإنسان وليس الرغبة.. ومن يتحرك بدافع الرغبة فهو في الحقيقة خوفا من فقدان الرغبة!!
لاحظ أنك لا تتلذذ بشيء إلا وأنت تتذكر حرمانك منه.. بدليل أن الشيء النادر أو الذي أتى بعد حرمان يأتي لذيذ جدا.. إذن الرغبة نتيجة للخوف.. فابتعاد الخوف بعد وجوده ينتج لذة.. حصول الشيء مع كثرة المخاوف التي دارت حوله ينتج لذة ورغبة.. لو تذهب لتتلذذ بشيء دون أي وجود لخوف لن تتلذذ فيه.. لو أن شخصين يحبان بعضهما لكن بينهما مخاوف تمنع اللقاء حين يلتقيان سيتلذذان كثيرا.. لكن لو كانا من الأساس معا لن يكون للقائهم نفس المتعة..

الخوف هو الغريزة الأم وهو الأساس.. لهذا يمكن تسمية الإنسان بالمخلوق الخائف.. لأنه أصلا كل شيء ضدك ككائن حي.. ولولا خوف الكائن الحي لهلك!! الرغبة تخرج نتيجة للخوف.. أي أن الرغبة تخرج في بحر من المخاوف.. والغرائز الدافع لها هو الخوف.. لاحظ التنافس -وهو محرك قوي عند الناس- أساسه خوف.. فالطالب الذي يريد أن يكون الأول دافعه ليس الرغبة في الأساس بل الخوف من السقوط..

والشيطان يعد ويمني أتباعه بالرغبات ولا ينبههم للمخاوف.. وبهذا الشكل يخدع الإنسان.. فالشيطان يزين للناس ويقول أنكم أقوياء وقادرون فاذهبوا للمتعة واللذة ولا تخافوا.. أي ينسيهم ضعفهم حتى يقعوا في مصائده.. لذلك أي داعية ملحد لابد أن يصور الإنسان أنه قوي وباحث عن اللذة كما فعل نيتشه وفرويد وداوكنز وغيرهم.. فيرون علوم الإنسان ستحل كل المشاكل.. وسيمتلك الإنسان مزارع في المريخ وسيحل معضلة الموت..إلخ..

حتى المدمن يحركه الخوف من الحالة التي ستأتيه لو حرم من إدمانه.. الرغبة تحرك الإنسان لكن منتج الرغبة هو الخوف.. فالإنسان يرغب بالذهب لكن دافعه هو الندرة.. أي الخوف.. ولو كان الذهب متوفرا كالتراب لما أعجبهم بريقه..

لاحظ عيونك ونظراتك عبارة عن خوف, فأي شيء يتحرك أو يلمع تلتفت له بسرعة.. بدافع خوف وليس رغبة بلا شك.. فالعيون علامة أن الإنسان مخلوق خائف.. هذه علامة على ضعف الإنسان أنه مخلوق خائف, فعلام تتكبر أيها الإنسان؟ منذ لحظة ولادته وهو يبكي خوفا.. لذلك القرآن تكلم عن الطمأنينة وليس السعادة.. وتكلم عن الصبر وليس عن الشجاعة والطموح..

الإنسان الذي يحترم شعوره هو إنسان يحترم مخاوفه.. (وأما من جاءك يسعى وهو يخشى).. {إلا تذكرة لمن يخشى}.. لكن المتكبر لا يحترم مخاوفه ويكون متهورا ويلقي بنفسه في الأخطار.. من يحترم مخاوفه هو الذي يستطيع أن يتذكر ويؤمن.. وعلى قدر ما يحترم الإنسان مخاوفه على قدر ما يكون نبيها وذكيا ولماحا.. فالذكاء من الخوف أصلا.. والخوف من القلب.. والله وصف المؤمنين بأنهم أولو الألباب والمتقين ويخشون.. أي أن أولي الألباب يحترمون مخاوفهم.. وبالتالي يحرك الخوف عقولهم فيفكرون..

الإنسان يزداد طاقة ونشاطا حين تزداد مساحات الحب في حياته.. والسبب خوفه على هذا الحب.. لكن لو قلت الأشياء التي يخاف عليها يقل نشاطه وإرادته للحياة.. لأن الأشياء التي يخاف عليها قليلة.. إن كثرة مخاوف الإنسان هي علامة أنه حي ونبيه..

الله سبحانه قال إنه خلق الإنسان في كبد.. ولو جعل الله الدنيا بدون صعوبات لما تذكر الإنسان أن هناك رب.. فتصميم الحياة بهذا الشكل لكي يتذكر من كان له قلب.. فهذا يحرك القلب السليم لأن يشكر على النعم بسبب كثرة المخاوف حولها وصعوبة الحصول عليها.. وأن يشكر المنعم.. لكن لو كانت الحياة سلسة بالكامل لما كان لأحد أن يتذكر ويرجع..

اعتذاري لطول الطرح
دمتم بكل الخير..
 


السلام عليكم ..

الخووف محرك عضلة السعي عند الأنسان كما تفضلت أمر مئة في المئة

فلولا خوف الأنسان على فقد الشيء لما سعى للحصول عليه ....

كأن يذهب الى الوظيفة خوفا من عقوبة في خصم راتبه ..الخوف دافع لتطبيق
العمل ومحرك له كما تفضلت

سلمت ودمت
بكل سعادة​
 


السلام عليكم ..

الخووف محرك عضلة السعي عند الأنسان كما تفضلت أمر مئة في المئة

فلولا خوف الأنسان على فقد الشيء لما سعى للحصول عليه ....

كأن يذهب الى الوظيفة خوفا من عقوبة في خصم راتبه ..الخوف دافع لتطبيق
العمل ومحرك له كما تفضلت

سلمت ودمت
بكل سعادة​

شكرا لهذا الحضور وشكرا لموافقتك الرأي
دمت بكل الخير
 


دائما إطالة المواضيع تجعلني أرفع صوتي أثناء القراءة
حتى أصل لاستيعاب النص :)
صلب الموضوع وجد في آخر مقطوعات النص ..
لولا الخوف لما كانت العبادة ..
الخوف من الحرمان من النعيم يتبعه اجتهاد
وحرص على عدم التقصير ..
لكن يضل الإنسان مقصرا لأنه أيضا وصف
بالنقص ..
سبحان ربي ما أعدله حين ضمن كل ما
نحتاج أن نتعلمه في كتابه ..

وفقت في الطرح ربي يسعدك خيي نشمي ..


 


دائما إطالة المواضيع تجعلني أرفع صوتي أثناء القراءة
حتى أصل لاستيعاب النص :)
صلب الموضوع وجد في آخر مقطوعات النص ..
لولا الخوف لما كانت العبادة ..
الخوف من الحرمان من النعيم يتبعه اجتهاد
وحرص على عدم التقصير ..
لكن يضل الإنسان مقصرا لأنه أيضا وصف
بالنقص ..
سبحان ربي ما أعدله حين ضمن كل ما
نحتاج أن نتعلمه في كتابه ..

وفقت في الطرح ربي يسعدك خيي نشمي ..



ردك لا شائبة فيه (إلا كلمة واحدة)..
أما عن إطالة الموضوع.. فكما أخبرتك من قبل هناك البعض يحب الإستفاضة والشرح وضرب الأمثلة.. على كل حال سأحرص في المرات القادمة إن شاء الله على عمل ملخص في نهاية أي موضوع حتى لا تقرأين بصوت مرتفع.. فربما أزعجتي من حولك وأكون السبب في هذا..

تنهيدة..
الخشية من الله هي أساس العمل الصالح.. ولهذا قيل رأس الحكمة مخافة الله.. و قال تعالى (وأما من خاف مقام ربه) وقال (سيتذكر من يخشى) وقال (ويتجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) ولم يقل جنة ربه العالية.. فهو يتزكى بدافع الخوف من الله أكثر من الرغبة..

الخوف من الله هو سبب رضا الله أكثر من الطمع.. قال تعالى (قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) أي كانوا خائفين من غضب الله وناره.. وإذا بهم في جنة يحبرون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الجنة للمتقين والخائفين.. وأن تتق أفضل من أن تطمع.. مثل ما أن توفر أفضل من أن تكسب.. وأن تحرص على السلامة أفضل من أن تحرص على مكسب خطر.. والوقاية خير من العلاج.. وهي من الحكمة وكمال العقل..

الف شكر لتواجدك النافع الثري
 
ما شاء الله المداخلات متنوعة ومثمرة وتفتح لنا آفاق جديدة
تأخذنا لأطروحات أعمق

شكرا لمن كان ها هنا
 
مجرد رأي لو تكرمتم
ممكن تنهيدة تملك من الذكاء والاغلب مايجعله
يكتفي بصياغة جملتان ليستوعب الفكرة ..
ولكن هناك من لايملك نفس الدرجة لذا يجب
توضيح وطرح امثلة ..فخير الامور اوسطها ...
وكمان يفيد الاوسط بالموضوع فلا اسهب في خوفي
حتى يتملكني عقد نفسية ولا اترك المجال للحرية
العمياء ..

شكرا اهي نشمي
يسعدك ربي وفكرك القيم
 
مجرد رأي لو تكرمتم
ممكن تنهيدة تملك من الذكاء والاغلب مايجعله
يكتفي بصياغة جملتان ليستوعب الفكرة ..
ولكن هناك من لايملك نفس الدرجة لذا يجب
توضيح وطرح امثلة ..فخير الامور اوسطها ...
وكمان يفيد الاوسط بالموضوع فلا اسهب في خوفي
حتى يتملكني عقد نفسية ولا اترك المجال للحرية
العمياء ..

شكرا اهي نشمي
يسعدك ربي وفكرك القيم

إن شاء الله أحاول بقدر الإمكان مراعاة ما تفضلت به تنهيده
أو تفضلتي به أنت شمس..

أشكر الحرص لتقديم الأفضل
 
عودة
أعلى