بينما ينام العالم

الاقحوان

Well-known member
الكاتبه الفلسطينية سوزان ابو الهوى






في روايتها الأولى "بينما ينام العالم" تسجل الكاتبة الفلسطينية سوزان أبو الهوى رحلة أربعة أجيال من عائلة فلسطينية،
وكيف تحولت حياتهم المسالمة إلى مأساة في الشتات، بعد ترحيلهم قسرا عن قريتهم عقب إعلان تأسيس إسرائيل عام 1948.

وفي عمل الكاتبة سوزان أبو الهوى يتداخل التاريخي بالروائي، وتسجل في نهاية الرواية ملحوظة للمؤلفة:
أنه على الرغم من أن الشخصيات متخيلة فإن فلسطين ليست كذلك ولا الأحداث
ولا الشخصيات التاريخية في هذه القصة.

وتضيف أن فكرة الرواية تعود إلى قصة قصيرة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني عن طفل فلسطيني
عثرت عليه أسرة يهودية في منزل استولت عليه عام 1948 وتولت تربيته.


وتابعت أنها نشرت مقالا عن ذكريات طفولتها في مدينة القدس، ثم تلقت تهنئة من عضو اللجنة المركزية
لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، التي شجعتها على كتابة سيرة ذاتية،
وكان لها دور بارز في إكسابها الثقة بنفسها في كتابة الرواية.






والمؤلفة ولدت لأسرة فلسطينية من لاجئي حرب 1967 التي استولت فيها إسرائيل على هضبة الجولان
السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية الفلسطينية، ثم انتقلت للعيش في الولايات المتحدة.


وجاء في تعريف المؤلفة التي تعيش في ولاية بنسلفانيا أنها حصلت على شهادة في الطب الحيوي،
ثم أنشأت مؤسسة ملاعب فلسطين المكرسة لدعم حق أطفال الفلسطينيين في اللعب.


وترجمت الفلسطينية سامية شنان تميمي رواية سوزان أبو الهوى إلى العربية، وتقع في 479 صفحة متوسطة
القطع وأصدرتها دار بلومزبري مؤسسة قطر للنشر التي سجلت على الغلاف الأخير
أن الرواية أحد أكثر الكتب مبيعا في المملكة المتحدة، ويجري حاليا إنتاجها كفيلم سينمائي.


وتبدأ الرواية بتمهيد عنوانه جنين 2002 كانت بمثابة نافذة سحرية أعادت البطلة إلى وطن لم تكن قد عرفته قط،
ثم تسجل المؤلفة في السطور الأخيرة للكتاب أنها سافرت إلى مدينة جنين عندما سمعت تقارير
تفيد بوقوع مذبحة في ذلك المخيم للاجئين، والذي كان قد عزل عن العالم وأغلق

في وجه الصحافيين والعاملين في مجال الإغاثة، بوصفه منطقة عسكرية مغلقة بواسطة الجيش الإسرائيلي عام 2002.


وتقول ألهمتني الأمور المرعبة التي شاهدتها لكي أروي هذه القصة. وقد استقيت إلهامي من صمود
أهالي جنين وشجاعتهم وإنسانيتهم حيث قدرت تقارير الأمم المتحدة وقوع 58 قتيلا فلسطينيا.






احداث الرواية:

وتبدأ أحداث الرواية عام 1941 قبل النكبة، وهو المصطلح الذي يطلقه الفلسطينيون على
إعلان دولة إسرائيل. في هذا العام توثقت صداقة بين الفتى الفلسطيني حسن وفتى ألماني اسمه
آري بيرلشتاين، وهو ابن أستاذ ألماني فر من طغيان الحزب النازي في
بلاده واستقر في القدس، حيث استأجر بيتا صغيرا يملكه وجيه فلسطيني.


ولكن آري بيرلشتاين يغادر قبيل إعلان دولة إسرائيل لدراسة الطب، ويقول: الوضع سيئ جدا يا حسن،
لدى الصهاينة كميات كبيرة من الأسلحة. لقد جندوا جيشا هائلا من اليهود، الذين يصلون
على متن السفن كل يوم... لديهم عربات مدرعة بل طائرات... سوف يستولون على الأراضي.
لقد شنوا في جميع أنحاء العالم حملة تدعو فلسطين.. أرضا بلا شعب.. سوف يجعلونها وطنا قوميا لليهود.


وتعتمد المؤلفة في نهاية الرواية على أحداث وإشارات ووقائع تاريخية، منها ثورة 36 ومحاولات
إقناع الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان الذي تولى الحكم بين عامي 1945 و1953
بالاعتراف بدولة يهودية في فلسطين ودعمها، وكيف تغير اسم البلاد بعد خروج قوات
الاحتلال البريطاني في مايو/آيار 1948 من فلسطين إلى إسرائيل، وما تلا ذلك من أحداث،
منها أن قرى سويت بالأرض على يد قوات من الجيش الإسرائيلي.


كما تسجل الرواية اغتيال السويدي الكونت فولك برنادوت، وهو الوسيط الدولي الذي عينته

الأمم المتحدة لاقتراح حل للصراع، حيث اغتيل على أيدي إرهابيين يهود في سبتمبر/أيلول 1948.


وذلك بعد أن اقترح وضع حد للهجرة اليهودية، وقال: ستكون جريمة ضد مبادئ العدالة الأساسية
إن حرم هؤلاء الضحايا أبرياء الصراع من حق العودة إلى ديارهم، في حين أن اليهود المهاجرين يتدفقون إلى فلسطين بالفعل.


والرواية التي تستعرض تاريخ الصراع، وصولا إلى عام 2003 تتوسل بالتاريخ وتستعين
بالوثائق وصفحات من كتب منها صعود فلسطين وسقوطها للأمريكي نورمان فنكلشتاين،
إضافة إلى شعر عربي منذ امرئ القيس حتى توفيق زياد ومحمود درويش.


إلا أن سنوات الشتات وتوالي أجيال لم تحل دون مزيد من الحنين، فقد ظل مخيم جنين للاجئين،
كما كان رقعة من أرض مساحتها كيلومتر مربع واحد، مستأصلا من
الزمن ومحبوسا في ذلك العام الذي لا نهاية له عام 1948.
















 
عودة
أعلى