,
- العطاء سمت المسلم
ربما كانت فضيلة مغريه كثيرا لـ الحذو تجاه أوطانها
و شغل أماكن السحب فيها , تلك التي تدر خيراتها على الأرض در أصحاب السعة و الكرام
فـ ثمارها أتت الأرواح عبق الجنان و اسقطتها بين نبضات المؤمنين المطمئنة
ولعل الحديث في العطاء تجلى وكثر في الفترات الأخـيرة بـ لغة الحماس التي تملئ أفواه أصحاب الهمم و الطاقات المفعمة
حتى أوتيت الأمه سبله بـ احتشاد مذهل
و باتت السنة الشباب و مشاعرهم لا تعبر ولا تغني ولا تستنطق سطورها
الا بـ حكايات اللذة الممتلئة في خدور تلك الفضيلة الإنسانية العذبة
شعور جمـيل أن ترى الأمة تنعش هذه الفضائل الباذخة و تنفض عنها الغبار فـ تعيد له بريقه المنطفئ
لـ تمتد فيها الأيدين كرما و ترتبط بها الأرواح أخوة , تحت هدى ( إنما المؤمنون أخوه )
و لكن رغم هذه العذوبة التي تملئ إحساس الكلمات
الا أني لا أنكـر أنا أقبلنا على هذه الفضيلة دون أن نحسن قوامها
أقبلنا عليها دون أن نصفي عكرة مائنا
أقبلنا عليها دون أن تنضج زهرة أعمارنا .. فـ بات جمال العطاء فيها خاليا من العطر
أقبلنا عليه شكلا متحمسا دون ثقل جوهري .. يروي الأرض رواء البحار المالحة , لا الأنهار العذبة
كيف لا , و ذواتنا تشكي الجدب
و أصوات أهاتها تصدع بـ الرنة العطشى ذا المسلك التائه
حتى بتنا بـ منظر جسدا يئن فقرا بين دنيا ممتلئة بالأخـضر و الأحمـر
و جنانا عظيمه لها أن تحطمها أول ريح تعصف بالمكان في ذات الزمان !
العطاء لا يكون ولن يكون قبل أن تمتلئ الذات
و البريق محال أن يصل قبل أن تقوى الحجره و يصلب قوامها
فـ لا تكن كالذي بدد طاقاته هنا و هناك .. و سقط في فخ ( حب البروز ) أو في هاوية ( العطاء ذا الأثر المحدود )
اجمع طاقاتك و ازرعها في ذاتك قبل أن تطلقها
و قبل أن تفكر أن تسلط ضوئها على المجتمع , سلطه على نفسك و ذاتك
فـ المجتمعات لا تريد طاقاتك !
بل هي عطشى لما تنتجه طاقاتك فيك
اعمل , كافح , ابني , و قوم ذاتك
و انتج لـ ذاتك للمجتمع
ذاتا قويه , متمكنة , تجمع العلم و تفقه أعماقه
لا تستعجل العطاء ... فـ كلما تأخـر ثق أنه ازداد عمقا في ملامسة حاجات البشر الحقيقيه
تمـهل في تقديم طاقاتك
و وجهها في مراحلها الأولى لـ ذاتك , و نفسك , وروحك
حتى تنتج لنفسك بيئة و مجتمع خاص بك وحدك
تدبر خلاله الأمـر عقولا
و تؤتي خلاله الخطوة مضبوطة
و تترك خلفها الأثار عمـيقه
و تكن خير خليفا في الأرض