شمس الشتا
Well-known member
.... تتبلور هناك في الذهن كلمات أنشائية ،بلاغية المعنى ،جميلة الحضور ، أنيقة الفكر .
.مالها الا أن نفسح المجال لمعانقتها للواقع لتشاهد النور .
لكن ..لا يسعفنا الفكر بطريقة أخراجها وتغليفها بأحلى حلة . قد يكون لأيماننا المطلق بأن الصمت في كثير من الأحيان
أولى لنا به من الكلام .. فلا نحبب منحها الحرية ..ونبقي عليها حبيسة الفكر ... مقتولة الأرداة ....
مهلا .ضاقت الروح ، أختنق الحرف في جوف الكلام... أتراه متمردا كما البشر حينا ؟!
عندما يقيد لا يسعه الا الأعتراض وكسر تلك القيود التي تأسر روحه .. نعم .ولما لا يتمرد كأصحابه .
.فهو المتكلم الناطق بفكرهم ،وأحساسهم ... هو ترجمة طقوس حياتهم ..وتضاريس فلسفتهم المنطقية واللامنطيقية ..
هو الصراع بين أكون ولا أكون ...عندهم
هو الأداة المناسبة لأسرهم وزجهم في جميل الأحساس وعدمه ..
أذن الحرف هو الأنسان بشتى الطرق ،هو أندماج تكوينه بأساطير الكلم .
هو المنفس والمساحة الشاسعة للأنفراد فيها مع ذواتنا ...
فكم من الجميل المستحسن أن نتصارح مع الحرف مصارحة ذاتية في جلسة صفا ..نعلن فيها
عدم أحتباسه لأي سبب ، وتحت وقع أي ظرف الظروف ... فمن لايريد سماع كلامنا هذا شأنه ..
ومن يسبب له حرفنا أدمان الألم ..هذا شأنه ...
لن نكن وحروفنا حبيسي الصمت الا في مواطن حدود اللامسموح ..وغير ذلك ،فتنطلق كلماتنا كبلابل شاذية
تغرد بأعذب الكلام ..وأن كانت في مواطن ألم فلترسم لنا لحنا شذيا أيضا يعانق الروح بحنان ..
بقلمي ...