الصك الشامل للطلاق

شمس الشتا

Well-known member



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا ستكون محطتي الأولى مع أول قضية تحت رعاية (قضية وحل ) والأجدر أن ألامس الواقع بالقضيا فأصطحب الأهم منها

وكان أختياري على قضيه كثر الباكون الشاكون منها (الطلاق ) . فلم أكتف بأحضار نبذه عن الطلاق وحله القانوني وحسب

بل أحببت أن يكون الموضوع شامل من كل الجوانب . والمعذره أن قصرت ..

___________
_________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الطلاق من أدق الموضوعات التي نحن في أمس الحاجة إلى معرفتها :

من بديهيات الأمور أنه عندما يصل الإنسان إلى شيء ثمين، هناك مهمة لا تقل خطورة عن مهمة الوصول إليه، أنا حينما أصل إلى منصب، إلى أن وصلت بذلت جهدا كثيرا لكن بعد أن أصل هناك جهد من نوع اخر، ما هو هذا الجهد؟ الحفاظ عليه، أنا حينما أنتصر في الحرب، بذلت جهدا كثيرا، ولكن حينما أنتصر هناك جهد اخر، أن أحافظ على هذا النصر، قياسا على هذا، أنا حينما أسعى، وأكد، وأتعب كي أصل إلى زوجة، والزوجة من نعم الله على الإنسان في الدنيا.(( إن الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ))


فالزوجة نعمة، فمن الكفر بالنعمة عدم المحافظة عليها، ومن عدم المحافظة عليها أن يوقع الإنسان يمين الطلاق لسبب وجيه أو لغير وجيه، هذا الذي يطلق لأتفه الأسباب، هذا يكفر بنعمة الله عليه، كانت حلالا له فأصبحت حراما عليه، كانت حلالا له وهو مطمئن فأصبحت حلالا وهو متشكك، هذا رأي فلان، لكن فلان قال لي: طلقت.
فأنا لا أرى أشد عذابا من إنسان تورط في يمين طلاق، وصار موزعا مشتتا بين المفتين، المتشددون طلقت فورا مع السلامة، لا تغلب نفسك، والمتساهلون، يا أخي من أين جاؤوا بهذا المذهب؟ إذا تساهل العلماء معه يشك في فتواهم، وإذا تشددوا يضيق منهم، والله شيء يحير، أليس من الأولى أن تبتعد عن هذه المنطقة كلها‍؟! أليس من الأولى أن تعيش ناعم البال؟! أليس من الأولى أن تعالج قضايا الزوجية في أية طريقة إلا موضوع الطلاق !.
إذا نحن في أمس الحاجة لهذا الموضوع، أنا كلما رأيت أخا راجح العقل، رأيته يبتعد عن موضوع الطلاق، يبتعد عن أن يعالج امرأته بأسلوب الطلاق، هناك الاف المعالجات؛ لك أن تعظ، لك أن تبين، لك أن تهجر، لك أن تعنف، لك أن تتغافل، لك أن تكرم، لك أن تعرض، استخدم أي طريق إلا طريق الطلاق، لأن هذا الطريق نتائجه ليست في صالحك وليست مريحة.

الزواج عقد مقدس من لوازم قدسيته المحافظة عليه :
الطلاق أيها الأخوة... مأخوذ من الإطلاق، أطلق صراحه، الطلاق مأخوذ من الإطلاق، وهو الإرسال والترك، معناها المرأة مقيدة بك، محبوسة من أجلك، مرتبطة بك، فإذا طلقتها فقد أرسلتها، وتركتها، تقول: أطلقت الأسير، إذا حللت قيده وأرسلته، وفي الشرع حل رابطة الزواج، وإنهاء العلاقة الزوجية، أنا لا أبالغ حينما أقول إن أقدس عقد في الحياة الإنسانية هو عقد الزواج، وليس هذا من عندي، ولكن هذا من القران الكريم، فالله جل جلاله يقول في سورة النساء في الاية الواحدة والعشرين:﴿ وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا ﴾
سورة النساء : 21]

هذا الميثاق الغليظ هو عقد الزواج، ميثاق غليظ، فقد أفضى بعضكم إلى بعض ،يرى الزوج من زوجته ما لا يستطيع أحد على وجه الأرض أن يراه منها، وترى منه ما لا تستطيع امرأة على وجه الأرض أن تراه منه.

﴿ وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا ﴾
سورة النساء : 21]
هذا عقد مقدس، ومن لوازم قدسيته المحافظة عليه، ومن لوازم قدسيته أنه يجب أن يكون على التأبيد، لا يصح عقد الزواج إلا إذا كان على التأبيد، هذا رأي الإمام الأوزاعي: " إن لم يكن عقد الزواج على التأبيد فهو باطل"
زواج، وإنجاب أولاد، شريكة حياة، تربية أولاد، مستقبل أولاد، أنت الان ستكون سببا لإنجاب مخلوق من بني البشر، إنسان أكرم مخلوق على الله، فإذا لم تحسن اختيار الزوجة، وأنجبت مولودا ثم طلقت أمه، فضاع بين أمه وأبيه، ضاع بين أمه المطلقة وأبيه المبغض، فشوهت شخصيته، وحطمت مكانته، وشعر بالضياع، فأنت السبب.
فقد سألل البارح أخ وكان مضمون السؤال: أن عنده زوجة وهي جيدة جدا، لكنها لا تعامل ابنته التي من غيرها كما تعامل الأم ابنتها، قلت له: هذا هو الشيء الطبيعي، هذا الذي تفعله زوجتك مع ابنتك التي من غيرها شيء طبيعي، ليست ابنتها، قلت له فيما أذكر: هذه هي أحد سلبيات الطلاق، حينما تطلق فهذه الفتاة الوديعة سوف تعيش مع امرأة ليست أمها، كل العواطف كل المحبة ليست موجودة عند هذه المرأة.

كل عقد زواج لا يلمح فيه التأبيد هو عقد باطل :


لذلك إن لم يكن عقد الزواج على التأبيد، فهو عند الإمام الأوزاعي عقد باطل على التأبيد، لك أن تطلق ولكن بعد أن بدا لك شيء جديد، أما حينما تعقد عقد الزواج، إن أردت أن تعقد هذا العقد وفي نيتك أن تطلق، فلن تنجو من عذاب الله، لكن تنجو من البشر، العلامات كلها صحيحة، ماذا يفعل القاضي معك؟ جئت القاضي وقلت: تزوجت فلانة، وقبلت وهي قبلت بك زوجا، فتوافر الإيجاب والقبول وولي وشاهدا عدل، هذه هي أركان عقد الزواج أما من الذي يتطلع على قلب الإنسان؟ الله جل جلاله، لذلك الفقهاء يحكمون على ذلك العقد بأنه صحيح، ولو أنك تنوي التوقيت، هذا لا يعلمه الفقهاء، ولا يعلمه القاضي الشرعي، ولكن الله يعلمه، الله وحده يعلم ما إذا كنت ناويا التأبيد أم ناويا التوقيت.
على كل أنا أميل إلى رأي الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى، في أن كل عقد زواج لا يلمح فيه التأبيد فهو عقد باطل، لماذا؟ لأنه أقدس عقد في الحياة الإنسانية، عقد اقتران رجل بإمرأة لإنجاب أولاد، من يربيهم؟ من يعنى بهم؟ من يهتم بشؤونهم؟
هذه الزوجة تمر بأطوار، في الطور الأول مقبولة جدا ومرغوبة جدا، أما هناك طور اخر كما قالت هذه المرأة التي اشتكت إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت قد اشتكت إلى الله، وقد سمع الله شكواها من فوق سبع سموات، اشتكت وقالت: " إن زوجي تزوجني وأنا شابة ذات أهل ومال، فلما كبرت سني، ونثر بطني، وتفرق أهلي، وذهب مالي، قال: أنت علي كظهر أمي، ولي منه أولاد، إن تركتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا"
فبكى النبي عليه الصلاة والسلام، هذه وهي شابة مرغوب فيها، بعد أن استمتعت بشبابها تطلقها وقد زوى جمالها، الان أصبحت أم أولاد، أصبح لها مكانة أخرى في الأسرة؛ مكانة الموجهة، مكانة المرأة الحكيمة، المرأة الحصيفة، توجه بناتها، تهديهم، ترعاهم، فلذلك أنا وقفت هذه الوقفة لأبين لكم أن عقد الزواج يجب أن يكون على التأبيد.
أي سلوك يباعد بين الزوجين سلوك محرم :أي سلوك يباعد بين الزوجين سلوك محرم :


الان أي سلوك من شأنه أن يفصم هذه العلاقة، أو أن يباعد بين الزوجين، أو أن يفرق بينهما، أو أن يلقي بينهما العداوة والبغضاء، أي سلوك، هذا سلوك محرم في الإسلام، ما الدليل ؟ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم:(( ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده ))
[رواه أبو داود عن أبي هريرة
معنى خبب أي أفسد، وهذا الحديث وحده أيها الأخوة يمكن أن تنعقد عليه مجلدات، الاف الكلمات، الاف التعليقات، الاف المواقف، يمكن أن تفسد العلاقة بين الزوج وزوجته، وأنتم لا يخفى عليكم ذلك.
أي إذا قالت لها إنسانة خبيثة شيطانة: والله يليق فيك إنسان أحسن من هذا، ماذا قلنا؟ هذه الزوجة كانت غافلة، والله أنا مرغوبة، وهذا الذي أنا تزوجته غير راكز، أصبح في إعراض، أو يقول أحد للزوج ولتكن أمه أحيانا اتركها وسنخطب لك أجمل منها.
أي سلوك يفعله رجل أو امرأة من شأنه أن يفسد زوجة على زوجها أو زوجا على زوجته، هذا سلوك يبغضه الله عز وجل، فانتبه إلى كثير من الكلمات والتعليقات، البيت صغير يليق بك إنسان أحسن منه، يليق بك إنسانة أحسن منها، أي تعليق شيطاني هذا الذي يقول هذا الكلام شيطان ناطق، إبليس لعين، لقول النبي عليه الصلاة والسلام:(( ليس منا من فرق))
[الجامع الصغير]
المؤمن دائما يوفق، المؤمن على مستوى أخواته المتزوجات دائما يمتن علاقتهن بأزواجهم، عن طريق ترغيب أخته بزوجها، يمتن علاقة زوج بزوجته عن طريق ترغيبه بزوجته، النبي عليه الصلاة والسلام كان يحسن الحسن ويقبح القبيح، فالإنسان إذا زار ابنته، أو زار أخته، أو زار امرأة من محارمه، قبل أن يتكلم ويعلق يعد للمليون، لأن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم سبعين خريفا، كان هناك مودة بينهما، كان هناك وئام، كان هناك سرور، كان هناك احترام متبادل، كان هناك رضا باليسير، كان هناك عش إسلامي كله سعادة، فلما جاءت هذه المرأة الخبيثة الشيطانة فألقت في أذن هذه المرأة كلاما حزنتها على حالتها، فلما جاء زوجها نفرت منه، فلما نفرت منه نفر منها، تلاسنا تصايحا، تشاتما، حلف يمين طلاق، هذا درس اليوم، ساعة غضب شيطاني حلف بالطلاق لأن عقد الزواج أقدس عقد في الحياة الإسلامية، لأن عقد الزواج هو العقد الغليظ المقدس، لذلك أية محاولة لفصم هذه العلاقة، أية محاولة لإضعاف هذه العلاقة، أية محاولة لتحريك هذه العلاقة تحريكا سلبيا، هذا التصرف محرم في الشرع الإسلامي.

الطلاق صمام أمان للعلاقة الزوجية :

لذلك ليس في الطلاق إلا هذا الحديث:(( أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق ))
أبو داود عن ابن عمر]
أي طنجرة بخار فيها صمام أمان لئلا تنفجر، نستخدم هذا الصمام لحالات نادرة لئلا تنفجر، لئلا تنفجر فتحرق من في البيت نستخدم هذا الصمام الذي هو الطلاق، أي حينما تغدو علاقة الرجل بامرأته علاقة مستحيلة، علاقة سيئة، حينما تغدو الحياة بينهما حياة شقية، حينما لا يستطيع كل منهما أن يعيش مع الاخر، حينما نخاف على الزوجين أن يفسدا، حينما نخشى عليهما الزنا، حينما نخشى عليهم التحول عن طريق الإيمان، عندئذ يأتي الطلاق كصمام أمان لهذه العلاقة الزوجية، لذلك حينما طلب النبي عليه الصلاة والسلام من امرأة أن تراجع زوجها، قالت له: "يا رسول الله إني أكره الكفر بعد الإيمان، فلما قالت له ذلك قال: إذا طلقها تطليقة وردي له الحديقة".
هذه هي المخالعة، مادمت لا تستطيعين أن تعيشي معه، والحياة لا تطاق، حياة مستحيلة، حياة متفجرة، كل يوم مشكلة، تنافر في الطباع شديد والوفاق مستحيل، عندئذ يأتي الطلاق كصمام أمان، يأتي الطلاق كحل لا بد منه، لكن هذا الحل أبغض الحلول إلى الله.

الصلح بين الزوجين :لهذا حينما ذكر الله عز وجل موضوع الصلح بين الزوجين قال:﴿ والصلح خير﴾
سورة النساء: 128]
وحينما ذكر الله عز وجل أن ابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها قال:﴿ إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا ﴾
[سورة النساء: 35
أي أن التوجه في موضوع التحكيم في الزواج توجه نحو المصالحة، لذلك من أفضل الأعمال أن يمكنك الله عز وجل من أن توفق بين زوجين، من أن تصلح بين زوجين، أنا أقول الكلام لمن؟ للشباب أو الرجال الذين لهم أخوات متزواجات.
مرة شكا لي أخ فقال لي: كنت أشكو همي لأخ زوجتي، أتكلم له عن طباعها وعن تقصيرها، فقال لي: طلقها، فهذا سكت دهرا ونطق كفرا.. سكت، وسكت وسكت وقال له: طلقها وارتح منها، فهل هذا هو الحل؟
فكل واحد له أخوات بنات، ومن الأعمال الجليلة - أنا أقول كلاما دقيقا جدا - من الأعمال الجليلة أن يتفقد أخواته البنات، فإذا كان هناك مشكلة بينها وبين زوجها يصلح بينهما، هو المؤهل، فهذه أخته وهذا صهره، هو المؤهل أن يصلح بينهما، فهذا الموقف: ما هذا العي؟ لا أريد وجعا لرأسي، هذا موقف المنافقين، هذا موقف أهل الدنيا، أما المؤمن فيسعى للإصلاح بين الزوجين، ولا سيما إن كانت الزوجة أخته، من باب أولى، فكل إنسان عنده أخوات متزوجات، لماذا الزيارة؟ زرها من حين إلى اخر، تفقد أحوالها اسألها عن زوجها، عن علاقتهم، إن شاء الله تكوني مسرورة وهناك وفاق و مودة؟
ذكر لي أخ قصة لا أنساها له، قال لي: مرة دخلت على أختي فوجدت خصومة بينها وبين زوجها، والخصومة على مبلغ ثلاثمئة ليرة في الشهر والقصة قديمة، فقام هذا الأخ بالتبرع بالمبلغ، فهي تريد مبلغا من راتبه للكسوة، وهو ليس معه، ودخله لا يكفي للطعام، هي تريد مبلغا وهو رفض، ويظهر أنهم تصايحا وتلاسنا في وقت دخول هذا الأخ، فأراد حسما لهذه المشكلة، قال لها: يا أختي هذا المبلغ خذيه مني، فانتهت المشكلة، قال لي: والله في كل شهر أطرق الباب وأعطها ثلاثمئة ليرة، يقول لي: في الشهر السادس، طلبت منه أخته أن يلقي عليهم درسا، عليها وعلى أخواتها وعلى بناتها، فصار مجلس علم، فحضر لهم اية قرانية يفسرها، وحديثا شريفا، وحكما فقهيا، وقراءة قران، وحفظ قران، فالأخوات تحجبن، بناتهن كذلك تحجبن، وقال لي: الله أكرمني وزوجت عدة بنات من بنات أخواتي لأصهار مؤمنين، فكان هذا المبلغ الذي حل به مشكلة في البيت سببا للهدى، وأصبح توجه أسرتين أو ثلاث توجها دينيا، والله أكرمهم بأزواج مؤمنين، فأنا هذا الكلام أقوله لأنه لا يوجد إنسان ليس عنده أخوات متزوجات، أما كلمة ليس لي دخل، هذا كلام شيطان، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، هناك قول: "من مشى بتزويج رجل بامرأة، كان له بكل كلمة قالها وبكل خطوة خطاها عبادة سنة قام ليلها وصام نهارها "
وهناك قول اخر: "امش بجنازة ولا تمشي بزواجة"
أيهما أصح؟ أن يقول الإنسان قولا يقطر حكمة، ويقطر إحسانا، ويقطر رحمة، أم أن يقول قولا كله كلام شيطاني إذا:(( ليس منا من خبب امرأة على زوجها))
أبو داود عن أبي هريرة]
انتبه، في زياراتك لأقربائك، أحيانا يكون لك خالة زوجها فقير تشكي لك فقره، أنت كن ذكيا، بين قيمة الصحة، بين أخلاقه العالية، بين أنه ورع، فهي تطمئن وتقول لك: الله يجزيك الخير طمأنتني، والله ارتحت الان، فأنت بهذا العمل أرحتها، لك خالة وعمة، وبنت أخ وبنت أخت، أخوات بنات، ليس منا من فرق..(( ليس منا من خبب امرأة على زوجها))

أية امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس حرمت الجنة :

: ماذا تعني كلمة غضبان هل أنت مجنون؟ الغضب الذي نص عليه الفقهاء هو: ألا تعرف السماء من الأرض، والطول من العرض، أي غضب هذا، فهذا الشيخ قال لك: غضبان، لا لم تطلق، والاخر قال لك: لا لم تكن غضبان، اقعد وحدد مقدار الغضب الذي ينطبق عليك حكم الغضب.
أنا أتمنى على الأخ ألا يتصرف هذا التصرف فيصبح نهبة وعرضة لفتاوي العلماء لذلك:(( أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة))
الترمذي عن ثوبان]
بالمقابل زوج، تعبت، وجهدت، وصمدت، حتى اشتريت هذا البيت وفرشت هذا البيت وحتى خطبت هذه الإنسانة وحتى استقريت معها، لأنه أصبح في مشكلة في البيت ولم تلب لك طلباتك فورا تقول لها: طالق بالثلاثة، بالثلاثة فورا، إن حللك شيخ يحرمك عشرة، هذه يقولونها كثيرا، ما هذا الكلام الفارغ؟ أنا لا أنطلق من هراء، أنا أنطلق من حالات أستمع إليها دائما، مشكلات أعانيها، هذا واقع مجتمعنا المسلم يوجد تقصير وهناك جهل أيضا.

 


أنواع الطلاق :

الطلاق الواجب، إذا أقر الحكمان أن الشقاق بين الزوجين لا يزول، وأنه يتفاقم، وأن هذا الشقاق ربما أدى إلى مفسدة كبيرة، ربما أدى إلى انحراف خطير، فعندئذ الطلاق واجب، أما الطلاق المحرم فقال: هو الطلاق من غير حاجة إليه، وإنما كان حراما لأنه إيقاع الضرر بنفس الزوج ونفس الزوجة، هذا الطلاق لا يوجد أسباب موجبة، فهي مقبولة عنده ومقبول عندها، وينفق عليها، ويسكنها في بيت وحدها، انتهى الأمر، مقبولة ومقبول، وينفق عليها، وهي في بيت مستقلة به، لأسباب مشادة ومشاحنة تنفصم هذه العلاقة، يحرم منها، وتحرم منه، ويشرد الأولاد هذا طلاق محرم.
الواجب هو حينما يرى الحكمان أن الطلاق خير من البقاء، حكمان عدلان منصفان متبصران، فهما جلية الأمر، فهما أبعاد المشكلة، رأيا أن هذا الزواج لا يمكن أن يستمر، هذا الطلاق الواجب، الطلاق المحرم طلاق من غير حاجة، لأنه إتلاف للمال، إضرار للنفس؛ بنفس الزوج ونفس الزوجة، وتضييع للأولاد، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم:
(( لا ضرر ولا ضرار ))
[ابن ماجة عن ابن عباس]
وفيما رواه أبو داود عن محارب قال: قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم:(( ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق ))
أبو داود عن محارب]
الواجب عرفناه، والمحرم عرفناه، أما الطلاق المباح الذي يكون عند الحاجة كما قلت قبل قليل، فحينما يشك في سلوكها، حينما يشك في عفتها، حينما يخشى أن تنجب من غيره، أو حينما لا تحصنه إطلاقا، بل ربما دفعته إلى الانحراف، أما المباح إذا لسبب مقبول في نظر الشرع.
وهناك طلاق مندوب قال: الطلاق الذي يكون عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها، سافرة، لا تصلي، لا تحب الدين إطلاقا، تهاجم الدين، تربي أولادها تربية فاسدة، تبعدهم عن بيوت الله، هذا الطلاق المندوب، أصبح عندنا طلاق واجب، وطلاق مباح، وطلاق محرم، وطلاق مندوب.
أنا أرى أن موضوع الطلاق موضوع يجب أن يقف على دقته وأبعاده كل الشباب، وأكمل شيء في الطلاق أن تتزوج امرأة لا تحتاج أن تطلقها، كيف؟ عليك أن تتزوج امرأة لا تحتاج إلى تطليقها، أي ادرس الأمر جليا، اسأل عن أخلاقها، عن أسرتها، عن والدتها، عن والدها، عن مستواها، مستواهم الديني، الدين عندهم مقبول، غير مقبول، يوجد تربية طيبة، يوجد فهم، أي عد كثيرا، عد للالاف قبل أن توافق، أي أن تتزوج امرأة لا تحتاج معها أن تطلقها، هذا هو أكمل شيء في موضوع الطلاق.الطلاق من حق الرجل وحده :
04-2.jpg

قال: الطلاق من حق الرجل وحده، قد يجد الإنسان هناك من يهاجم الدين فالبعيدون عن الله عز وجل، المتمسكون بالشرائع الوضعية لا يعجبهم ذلك، الزوج تكلف، مادام هو المنفق، هو المتضرر بإنفاق المال الكثير لتحقيق هذا النفع في الزواج، فمن حقه وحده أن يطلق، فالشرع الحنيف جعل حق الطلاق بيد الرجل وحده، لماذا؟ أيهما أحرص على بقاء الزواج؟ الزوج أم الزوجة من الوجهة المادية؟ الزوج لأنه أنفق، المنفق هو الأحرص على بقاء الشيء، مادام الزوج أنفق، وتجشم المتاعب حتى حصل على هذا الزواج، وهو المتضرر ماديا، إذا من حقه هو أن يطلقها، أما هي مزاجية فلسبب أو لاخر لو كان الطلاق بيدها لا يبقى زواج ولا في المئة واحد، فلحكمة أرادها الله عز وجل وهو الخالق الخبير جعل الطلاق من حق الرجل وحده، فإذا أراد تطليق امرأته عليه أن يعطيها مؤخر المهر، ومتعة الطلاق، وأن ينفق عليها مدة العدة "
دائما الزوج لأنه أنفق فهو أصبر على ما ينغص الزواج، والزوجة لأنها لم تنفق أقرب إلى أن تفصم عرى هذا الزواج، فلذلك الشرع الحكيم جعل حق التطليق بيد الرجل وحده، أما الزوجة فيوجد لها صمام أمان، أي حينما الزوجة تجد أن الحياة معه مستحيلة، بإمكانها أن تفتدي نفسها منه، أي أن تسامحه بكل مالها عنده، عندئذ تكون المخالعة، قال له:" طلقها تطليقة وردي له الحديقة "
فنحن عندنا قاعدة، إذا أمر القاضي بالتفريق بين الزوجين فهذا التفريق طلاق أوقعه القاضي، وإذا أراد الزوج إنهاء هذه العلاقة فهو الطلاق، وإذا أرادت الزوجة إنهاء هذه العلاقة، فهي المخالعة، يوجد عندنا مخالعة، وطلاق، وتفريق، التفريق من طرف ثالث وهو القاضي، والطلاق من طرف الزوج، والمخالعة من طرف الزوجة.
تفاصيل في الطلاق :الان دخلنا في تفاصيل الطلاق، يقع الطلاق من الزوج العاقل، فالمجنون لا يقع طلاقه عند معظم العلماء، البالغ الصغير لا يقع طلاقه، يجب أن يقع الطلاق من العاقل والبالغ والمختار، أما المكره فلا يقع طلاقه، إذا أكره إنسان تحت قوة السلاح أن يطلق، طلاقه لا يقع، طلاق المجنون والصبي والمكره طلاق يعد لغوا لا أثر له في فصم هذه العلاقة، فقد ورد في سنن لأبي داود عن علي عليه السلام عن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال:(( رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل ))
أبو داود عن علي]
وفيما رواه الترمذي والبخاري:((كل طلاق جائز إلا طلاق المعتوه المغلوب على عقله ))
الترمذي و البخاري عن أبي هريرة]
وفي درس اخر إن شاء الله أتحدث عن طلاق المكره، وعن طلاق السكران، وعن طلاق الغضبان، وعن طلاق الهازل، وعن طلاق المخطئ، وعن طلاق الغافل والساهي، وعن طلاق المدهوش، ثم ننتقل إلى المرأة التي يقع عليها الطلاق، ونتابع هذا الموضوع إن شاء الله، على أن ننهيه في درسين أو ثلاثة، لأن هذا الموضوع يجب أن يكون عند الأخوة الكرام موضوعا أساسيا، المتزوج وقاية، والمتزوج الذي تورط في طلاق علاجا، والشاب تعلما.والحمد لله رب العالمين
 
التعديل الأخير:



المنحى القانوني للطلاق

____________
________________


032863424339-1.jpg





تباشر المرأة التي ترغب الانفصال عن زوجها ثلاث قضايا رئيسة (الطلاق، الحضانة، النفقة)، وكل قضية أمام القاضي منفصلة عن الأخرى، وتحتاج إلى وقت طويل من الإجراءات والإثباتات والمواعيد، وربما تخلف المدعى عليه (الزوج) عن حضور كثير من الجلسات المقررة، رغبة منه في المماطلة بما عليه من التزامات، أو نكاية بالمرأة المسكينة التي تقف أمام بوابة المحكمة تنتظره لحل معاناتها وأطفالها الصغار، الذين قد لا يجدون قوت يومهم، بسبب أب فضل الانتقام من زوجته، على حساب ألم ومعاناة أطفاله..



وجد بعض النساء المتضررات، وبعض المحامين أن فصل تلك القضايا الثلاث -رغم أنها مرتبطة واقعيا- تؤدي إلى الكثير من الإشكاليات في الحكم في تلك الدعاوى، ولاتصب في مصلحة المرأة وأطفالها، حيث يبت في القضية الواحدة على اعتبارها قضية قائمة لها ثبوتها وأنظمتها، لتجد المرأة نفسها أمام سلسلة طويلة من الأنظمة التي لابد أن تقوم بها وتثبتها في كل مرة تقيم دعوى طلاق، لتنتقل بعد ذلك لإقامة دعوى للحضانة، ثم النفقة، والسؤال الذي تطرحه "الرياض" في هذا التحقيق: لماذا لا يكون هناك "صك شامل" لهذه القضايا الثلاث؟، فالرجل قبل أن يطلق زوجته يحسم أمر الحضانة ويلتزم بالنفقة، ثم بعد ذلك يخرج صك من القاضي يثبت فيه كل هذه القضايا الثلاث، لتتحقق قيمة التسريح بالإحسان.إعادة النظر في النظامفي البداية طالب المحامي بندر المحرج في مشروع تقدم به إلى الجهات المعنية بضرورة النظر في قضية الطلاق الخاصة بالمرأة مع النفقة والحضانة كقضية متكاملة في صك واحد، مشيرا إلى أن عدم فصل الأمور المتعلقة بالمرأة في الطلاق والنفقة والحضانة؛ بسبب عدم صدور قرار تشريعي يقضي بتعديل ذلك النظام وفق الأمر المبتغى، وهو أن ينظر لقضية الطلاق والنفقة والحضانة كقضية واحدة للوصول إلى الحل في جميع أجزائها، كما أن هناك عددا من أصحاب الدعاوى من النساء حينما تتقدم لدعوى تتقدم لتطلب الخلع فينظر في قضية الخلع فقط، أو ينظر لدعوى الحضانة فقط، أو دعوى الإنفاق كل على حدة، مما يشكل مشقة على المرأة، لذلك لابد من توعية المرأة بحقوقها وما ينبغي عليها من المطالبة به وما لابد أن تتركه.




وقال: إننا نحتاج إلى تعديل أسلوب التشريع يقضي بأنه في حالة الدعوى التي تطلب فيها المرأة إنهاء العلاقة الزوجية، سواء بالخلع أو الفسخ أو الطلاق لأي سبب، فإن ذلك لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار الأمور المتعلقة أو النتائج التي تحققت من خلال العلاقة الزوجية كالحضانة والنفقة ومسألة الوثائق بالنسبة للمرأة إذا كانت تطالب بالحضانة، كذلك مسألة إثبات وثيقة الطلاق، موضحا أن هناك جهلا من الزوجين باستخدام مصطلح الطلاق بشكل غير دقيق، فهناك حالات من العلاقات الزوجية قد تنتهي بالطلاق وقد تنتهي بالفسخ والبعض منها ينتهي بالخلع، وكل له ظروفه، فالمرأة حينما تبادر إلى المحكمة وتطلب من القاضي الطلاق دون أخذ استشارة من المحامي فإنها لاتعرف أن تختار المصطلح الذي يتناسب مع أسبابها، فتقول للقاضي "طلقني"، وحينما تسأل عن الأسباب تورد أسبابا لاتنطبق على الطلاق، لكنها قد تنطبق على مفهوم الفسخ أو الخلع، وهذا من أهم أسباب إطالة قضايا الطلاق، ولا يجوز للقاضي أن يلقن أحدا من أطراف الدعوى مايجب أن يفعل في قضيته، لأن الفقهاء منعت القضاة من تلقين أحد المختصمين الحجة، فذلك يعد عيبا في القاضي؛ لذا ينبغي على المرأة أن تسأل عما تريد، فجهل المرأة بالأنظمة يسهم في تأخير قضاياها.مصلحة المرأة وأطفالهاويتفق معه المحامي تركي المحيا الذي يرى أن مصلحة المرأة وأطفالها تقتضي ضم قضية الطلاق والحضانة والنفقة حتى يبت فيها معا، فحينما ترغب المرأة بالطلاق من مدمن مخدرات، فإذا أثبتت ذلك، فان ذلك سيخدم الأمر المتعلق بالحضانة والنفقة، كما أن القضية ستكون لدى قاض واحد عالم بجميع تفاصيل القضية، وذلك يسهل على المرأة خاصة أنها تحتاج إلى من ينوب عنها أحيانا، وهناك صعوبة في حضور المرأة للمحاكم لفترة طويلة؛ فتجد صعوبة في التنقل وتوفير المواصلات وحضور ولي الأمر معها على مدار الحكم في القضايا الثلاث، ولكن إذا ماجمعت تلك القضايا في صك واحد لقضية واحدة، فإن ذلك سيسهل عليها الكثير من الجهد، خاصة أن بعض الأزواج يتهرب من الحضور إلى المحكمة حتى تصل بعض قضايا الطلاق إلى ستة أشهر، فيستلم قضية الطلاق قاض وتنتقل قضية النفقة لقاض اخر، وفي كل مرة يتم التبليغ من قبل "إمارة المنطقة" فتطول القضية، مشيرا إلى أن القاضي حينما يستلم القضية كاملة فسيكون ملما بجميع تفاصيل الحالة، وفي النهاية إذا طلبت المرأة ضم القضايا الثلاث في صك واحد قد تحال لقاض واحد وقد تجزأ، وبالتالي ستطول فتقديمها في عريضة واحدة أفضل.وجهة نظر مختلفةويرى الشيخ حمد بن محمد الرزين قاضي المحاكم العامة في جدة أن نظام تعدد قضايا الطلاق والنفقة والحضانة وعدم وضعها في صك واحد هو في صالح المرأة، فقضية الحكم في النفقة والحضانة من قضايا الأحوال الشخصية التي قد يطول الحكم فيها، مشيرا إلى أن هناك من النساء من تطلب أن تكون الثلاث قضايا في قضية واحدة فتستجيب المحكمة لطلبها، إلا أن ذلك لايصب في مصلحة المرأة، لأنه سيؤخر البت في القضية الأساسية وهي الطلاق حتى يبت في جميع القضايا الأخرى، ففصل تلك القضايا جهد على المحكمة القضائية وليس على المدعي، فالقاضي يسهل عليه تجميع القضايا في قضية واحدة، إلا أن ذلك قد يسهم في طول القضية من حيث إثبات الحالة والتحري والإجراءات، فلا يصب ذلك في مصلحة المرأة.وقال إن المرأة حينما يبت في قضية طلاقها، فإنها قد تتنازل عن النفقة، فتنتهي قضيتها في جلسة واحدة بتنازلها، ولكن إذا أصرت المرأة على ربط قضية النكاح بالحقوق، فإن قضية طلاقها تتأخر حتى البت في القضايا الأخرى، خاصة أن القضايا الثلاث ستكون لدى قاض واحد، لأن الأحوال الشخصية واحدة فيتولى الثلاث قضايا ويكون لديه الدراية الكاملة بظروفها فالقاضي لايتخلص من القضايا، مشيرا إلى أن غالبية النساء اللواتي يطالبن بضم القضايا الثلاث في صك واحد تطالب بفصلها بعد أن تجد بأن القضية تطول، خاصة أن عدم فصل القضايا المتعلقة بالطلاق يصب في مصلحة الزوج، فيطالب دائما بعدم فصلها لأنه يتخذها وسيلة للضغط على الزوجة، فلا يتجاوب في قضية النفقة والحضانة حتى يفصل في قضية الطلاق وذلك ضد الزوجة.الفصل أفضلويجد أستاذ القانون بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة د.عمر الخوذي أن نظام المحاكم يقضي بأن تنفصل قضايا الطلاق عن النفقة والحضانة، فينظر إلى كل قضية على حدة، رغم أن الطرفين في كل القضايا الثلاث واحد، وذلك التعدد للقضايا لا يخدم المرأة حتى إن رأى بعض القضاة أن ذلك في مصلحة المرأة، لأن القاضي لم يتلبس في ثوب المدعي فهو يحكم دون أن يعلم شيئا عن معاناة المدعية، مشيرا إلى أن نظام المرافعات هو من قاد إلى تلك الإشكالية، فالمرأة حينما تقيم عدة دعاوى على زوجها، فإن ذلك يستلزم إحضار الزوج أمام القاضي، وذلك يكون صعبا في كثير من الأوقات، فالأفضل أن يتولى قاض واحد الحكم في جميع تلك القضايا على اعتبارها قضية واحدة، متأملا أن يصدر نظام جديد في القضاء ينص على توحيد هذه القضايا، وأن تنظر من قاض واحد في صك دعوى واحدة، خاصة أنه سيختصر الكثير من الجهد والوقت على المرأة.«رحلة طلاق» طويلة..وشاقة!

لم تكد "أمل عبدالله" تستجمع قواها لاتخاذ قرار إنهاء علاقتها بزوجها الذي عانت منه، حتى بدأت معاناة جديدة مع أروقة المحاكم التي أصبحت فيها "زبونة" دائمة، حيث بادرت أولا برفع قضية الطلاق من زوجها، فاستمرت تلك القضية بين هروب زوجها من عدم الحضور للجلسات وبين الإجراءات الطويلة في إثبات أسباب ذلك الطلاق وما يترتب عليه، ف"أمل" تحضر للمحكمة برفقة أبيها الطاعن في السن الذي تجهده الحركة كثيرا، إلا أنها تصر على ذلك الطلاق الذي جاء البت فيه بعد ثمانية أشهر، لتبدأ معاناة جديدة في رفع دعوى ثانية لضم حضانة طفليها إليها والمطالبة بالاحتفاظ بهما لعدم أهلية "طليقها" الذي أخذ يرفض تسليم الطفلين حتى استمرت تلك القضية بين رفض الزوج وبين محاولة إثباتها لأهليتها في الحضانة لطفلين تجاوزا سن السابعة، وتمضي السنة الأولى من قضية الحضانة ليبت فيها "القاضي"، ثم تعود "أمل" من جديد لأروقة المحاكم لرفع قضية "ثالثة" على طليقها تطالبه فيها ب"النفقة" التي تنصل منها، فتستمر تلك الدعوى القضائية لتنتظر في سلم الأشهر من المعاناة والتردد على المحكمة مع "شيخها" الطاعن حتى تثبت حق أبنائها في النفقة.. إلا انها تجد بأن الطريق طويل والقضايا المتعلقة في بداية قرارها بالطلاق لاتنتهي، فتضطر في كل قضية اللجوء إلى محام حتى يستطيع إثبات حقها على الرغم من ظروفها المالية الصعبة، وما أن تنهي القضية الأولى حتى تبدأ بالتفكير في المقدم المالي الذي ستعطيه للمحامي في القضيتين المتبقيتين!لم تستطع "أمل" قبل طلاقها أن تستوعب مقدار تلك المعاناة التي ستعاني منها بطلبها للطلاق، وأنها ستحمل على عاتقها التردد للمحاكم لتمضي السنوات الأولى من حياتها الجديدة بين القضايا الثلاث، الأمر الذي دعاها لأن تفكر.. لماذا لايوجد نظام ينص على أن "قضية الطلاق" تستلزم مناقشة كل مايترتب على ذلك الطلاق من الحضانة والنفقة في حالة وجد أبناؤها بدل رفع القضايا المتتابعة الطويلة والتي قد يستغل فيها الزوج تعددها بأن يحضر أو لايحضر؟.

D8ADD982D988D982_D8A7D984D8B2D988D8ACD8A-1.jpg



حقوق الزوجة المادية : فمن واجبات الزوجة على زوجها أن يكسوها وأن يجعلها تبدو بأبهى حلتها . توفير الطعام والشراب الصالحين للاستخدام والترفق بها . اعطائها من ماله لشراء حاجياتها الأساسية . حسن المعاملة والكلمة الطيبة صدقة . تكريمها في لحظات التعب وشكرها على أداء واجباتها تجاهك التلطف في الحديث معها والاستئذان في طلب الأشياء . عدم الظن بها وحسن المعاشرة بينك وبينها . أما في حالة الطلاق فيقول صل الله عليه وسلم "ان أبغض الحلال عند الله الطلاق " فالرسول الكريم وضح بأن الطلاق حلال الا أنه مكروه والسبب في ذلك خراب البيت وتشتت أسرة بأكملها وضياع مستقبل الأولاد ان وجدوا . رخصة الطلاق : منح الله للمرأة الحق الكامل في تطليق نفسها ان كانت تشعر بأنها على غير راحتها مع زوجها فهناك عدة أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق .. أحق الاسلام للمرأة بأن تطلب الطلاق ان كان زوجها ثقيل اللسان واليد يضربها ويشتمها ولا يقدر انسانيتها .. لايعبأ بحقوقها المادية والمعنوية ويجبرها على الرضا بالقلة معه .. أن يكون بخيلا عليها وعلى أطفالها .. أحق لها الطلاق ان كان يعاني من مرض ما قبل الزواج ولم يخبرها به مسبقا .. ان كان عقيما ولا ينجب .. حقوق المرأة بعد الطلاق : وللمرأة حقوق على زوجها بعد الطلاق وجب عليه الالتزام بها : أولا : الموخر : وهو مبلغ من المال يكتب في عقد الزواج يضمن للمرأة حقها في حال تم الانفصال . ثانيا : النفقة : وهي مقدار ما يصرفه الزوج لزوجته على سعة منه كل شهر . ثالثا : المسكن : فان كان لديها أطفال يحق لها البقاء في مسكنها كما حدد الشرع . رابعا : أثاث المنزل : وهو من نصيب الزوجة ويكتب في عقد الزواج . أما الحقوق المعنوية فتتمثل في حقها في ارضاع الطفل ان وجد ويمكنها أن تطلب أجرها من ذلك حق حضانة الأطفال .

D8ADD982_D8A7D984D8B2D988D8AC_D8B9D984D9-1.jpg





الحياة الزوجية شركة بين الزوجين، تحتاج إلى تجاوب الطرفين وتعاونهما لتحقيق السعادة المنشودة. وقد كرم الإسلام الزوج الصالح، والزوجة الصالحة. ومن أجل سعادة الزوجين أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على الزوجين الصالحين لتخلق الأزواج بهذا الصلاح فتسعد الأسرة، ويسعد المجتمع، فمما ثبت في شأن الزوج الصالح قول رسولنا: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائكم." وما ورد في شأن المرأة قوله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة." لذلك فالسعادة الزوجية يقوم على إرضاء الزوج، وذلك عن طريق إيفائه كافة حقوقه من قبل زوجته. المرأة تستطيع أن تجعل بيتها جنة، يحب الزوج أن يأوي إليها كل حين، ويجد في رحابها السكينة والطمأنينة، وتذهب عنه الهموم والأحزان، وتمسح المتاعب والالام، وتجدد نشاطه، وهذه بعض حقوق الزوج على الزوجة. 1.حسن الاستقبال: في حسن استقبال الزوج عند عودته إلى البيت، من خلال طلاقة الوجه والبسمة الملازمة لها الخارجة من قلبها إلى شفتيها. 2.التطيب: فمما يشرح الصدر، ويقر العين، أن ترى زوجتك في زينة جذابة من ثياب نظيفة وجميلة، ووجه حسن، وشعر مصفف منمق، مع العطر الذي يحبه. 3.الأخبار السارة وهي عبارات الشوق والارتياح : فمن الأشياء التي تسعد الزوج وتزيل عنه عناء ومشقة العمل، أن تستقبله الزوجة بعبارات الاشتياق، والسعادة في ظله، فإن ذلك قوى تجلب السعادة، وتزيد الوئام والمحبة. 4.حسن إعداد الطعام: فكما يقول القائل: "أقصر طريق إلى قلب الرجل هي معدته." فذلك يزيد من حبه لك وشعوره بالتميز يبحث على من تجيد إدخال السرور إلى قلبه ومعدته. 5.تجميل الصوت وترقيقه، فمن طبيعة المرأة جمال الصوت ورقته، وحسنه، وتلك الطبيعة التي فطرها الله عليها، لتغري الرجل بخطابها، وتجذبه بكلامها، فيشعر بالنشوة والطرب أثناء الحديث معه، فواجبها أن تخص زوجها بالنعومة بالحديث، حتى لا تكون فتنة. 6.التزين والتطيب، إن حسن التطيب والتزين وحبهم فطرة في الأنثى، لذا فهي تحب أن تبدو حسناء الصورة، رشيقة البدن، خلابة الثياب، طيبة الرائحة، والإسلام يحث على ذلك ويزيد عليه تنظيمه وتهذيبه. ومن خير ما قد تفعله الزوجة، اختيار أوقات الزينة، كأوقات الجماع، أو في لحظات الأنس والسعادة، والعودة من السفر....إلخ. وعليها باجتناب الزينة المفرطة والمحرمة كالوشم والنمص و وصل الشعر، أو التزين لغير زوجها. 7.الجماع، ففي الجماع حفاظ على البيت وتحقيق للسعادة وإشباع للغريزة، فمن حقوقه أن تلبي دعوته حال طلبها للفراش. 8.الرضا بما قسم الله. لأن الزوج قد لا يستطيع تحقيق كافة مطالبها، فعلها أن تصبر، فالغنى غنى النفس. 9.الزهد، من الأمور التي تحفظ ترابط الأسرة وتديم ودها ومحبتها أن تكون الزوجة زاهدة في الاحتياجات وقليلة الطلبات. 10.حفظ الجميل والوفاء وحفظ العرض والبيت والمال والعيال في حال غياب الزوج. 11.طاعة الزوج .


D985D8A7_D8ADD982D988D982_D8A7D984D8B2D9-1.jpg



دعا الإسلام من خلال القران الكريم والسنة النبوية الشريفة الرجل إلى ضرورة احترام زوجته ومعاملتها بالحسنى ، وتلبية طلباتها قدر المستطاع ، وإعطائها حقوقها الزوجية بما يرضي الله سواء في الإنفاق عليها أو في المعاشرة الحميمة إلى غير ذلك من الواجبات المفروضة عليه . ورغم وضوح النصوص الشرعية التي تحث على ذلك إلا أن بعض الأزواج يتجاهلونها ، وينقصون من حقوق الزوجات ، يعاملونهن بالعنف ويوجهون لها الإساءات اللفظية والجسدية ، ويقترون عليهن بالمال حتى لو كان الرجل ميسورا ، ومن هنا أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم - الرجال بالإحسان إلى الناس وحسن معاشرتهم . قال عليه الصلاة والسلام : " واستوصوا بالنساء خيرا " وفي حديث اخر قال : " رفقا بالقوارير " والقوارير هو الإناء الزجاجي ، وفيه شبه النبي قلب المرأة بالإناء الزجاجي سهل الكسر ، وفي ذلك يدعو إلى الرفق في معاملتها لأنها رمز العذوبة والرقة والجمال والحنان . حقوق الزوجة على زوجها : تنقسم حقوق الزوجة على زوجها لقسمين : الحقوق المالية الحقوق المعنوية " غير المالية " الحقوق المالية : وهي تتمثل بالمهر ، النفقة ، ومنزل السكن . المهر : وهو المبلغ الذي يدفع للزوجة لحظة عقد الزواج ، وهو واجب شرعا كحق ثابت ضمنه لها الإسلام ، تكريما للمرأة ورفعا لشأنها بعيون زوجها . النفقة : فإنفاق الرجل على زوجته وهي في بيت الزوجية واجب أيضا بإجماع العلماء ، وهو حق لها ما دامت غير ناشز ، ولا ممتنعة عنه . إذ لا بد أن ينفق ليكفيها قدر استطاعته فلا يقتر عليها ، أو يمتنع عن شراء مستلزماتها الأساسية . حتى لو كانت غنية أصلا فمالها لها إلا أن تجود به عن طيب خاطر ولا إجبار عليها ، لأن القوامة للرجل وليست للمرأة . السكن : وذلك بأن يجهز الرجل لزوجته سكنا مناسبا لها ولأولادها على قدر إمكاناتها المالية ، ولها أن تشترط الإستقلالية بالسكن دون الشراكة مع عائلته أو أمه إلا إذا رضيت بذلك . الحقوق المعنوية : المعاشرة بالمعروف : إذ أن الرجال مطالبون بحسن عشرة المرأة ، والرفق بها ، واللين في الحديث معها والتحبب إليها بالعبارات الجميلة غير الخادشة أو الجارحة لأنه يؤثم على ذلك ، لا يهينها ولا يضربها ولا يشتمها ولا يذكرها بسوء ، وأن يحفظ سرها . احترام عائلتها وأقاربها ، ومشاركتهم بأفراحهم وأتراحهم ، إكراما لها . العدل بين الزوجات : فإذا كان الزوج لديه أكثر من زوجة واحدة ، وجب عليه العدل بينهن في كل شيء بالإنفاق والمعاشرة والمبيت والكسوة ومكان السكن .


أتمنى أن تنالوا الفائده

مودتي
 
التعديل الأخير:




الجانب النفسي والعلاج



Divorce850x198jpgw650h200zc1q100-1.jpg






لطلاق أبغض الحلال عند الله ، ولكنه الحلال الذي يحدث أحيانا حلا لمشكلات فقد الأمل في حلها بين المرأة والرجل ، أو أنه حدث بدافع فردي من الرجل أدى لهدم البيت دون التفكير في الحب ، أو السنوات الطويلة بينه وبين الزوجة ، أو حتى التفكير في مصير الأطفال بين أم وأم منفصلين ، وبطبيعة المرأة الحساسة مهما كانت أسباب الطلاق فهي تصاب بردة فعل تنعكس على حالتها النفسية وأحيانا الجسدية ، والتي تحتاج لفترة زمنية لتطبيب جراحها بعد تجربة مرت بحلوها ومرها ، وهي أعراض تتفاوت بين الإحساس بالاكتئاب ، والصدمة ينبغي على المرأة تخطيها بسرعة واستعادة ثقتها بنفسها مرة أخرى .

أعراض تعانيها المرأة بعد الطلاق :
– الأرق :

إذ أن الطلاق قرار ليس بالهين خاصة عند المرأة ، وله اثاره السلبية على حالتها النفسية والفكرية ، فقد تصبح المرأة مشتتة الذهن ، مضطربة ، تروادها مشاعر الوحدة ، والخوف من تقاليد المجتمع الذي نعيشه والتي تكون ظالمة للمرأة في كثير من الأحيان ، مع ذكريات جزء من حياتها مرت دون عدوة ، كلها أحاسيس تدعوها للقلق ، وعدم الراحة أو القدرة على النوم .
– فقدان الشهية : عرض يصيب كثير من النساء بعد الطلاق ، وهو أمر ينتج عن انخفاض مستوى هرمون السيروتونين المسئول عن انتظام الشهية في الجسم ، وهو نتيجة طبيعية للإحباط الذي يصيب المرأة بعد الانفصال .الأكتئاب : الحزن ، والتغير الكبير في نمط حياة المرأة بعد الطلاق ، وعدم النوم بشكل جيد ، عوامل أساسية لإصابة المرأة بالاكتئاب والتوتر العصبي ، وعدم التركيز ، وهي أعراض لابد من علاجها إذ تعدت المرحلة الطبيعية لما بعد الطلاق ، والتي لابد أن تختفي بشكل تدريجيا وتلقائي

.
– الشعور بالنشاط المفرط :

هو شعور طبيعي يتكون بعد زوال نمط الحياة مع شريك ، تلك الحياة بكل مسئولياتها وأعبائها على المرأة ، والتي كانت تعتاد عليها بشكل يومي ، ومع نقص مستوى هرمون الفينيليتيلامين المعروف بهرمون السعادة ، تشعر المرأة بطاقة كبيرة ونشاط مفرط يصاحبه شعور بالتوتر والقلق

.
– الرغبة في الانطواء والوحدة :

بعد الانفصال تشعر المرأة في الحاجة للجلوس مع النفس ، والتي قد تصل لحد الوحدة ، وعدم الرغبة في التفاعل مع الناس والمجتمع من حولها ، وفي الأغلب ما يكون هذا الشعور أحد أعراض الاكتئاب الذي تعانيه المرأة في هذه الفترة .


ضعف مناعة الجسم :
عدم النوم بشكل جيد ، وعدم الرغبة في تناول الطعام ، له اثار سيئة على مناعة الجسم ، واصابة المرأة بالضعف ، والهزال ، يزيد من حدته الحالة النفسية المتوترة للمرأة ، مما يعرضها للإصابة بالأمراض

.
كيف تتخطى المرأة الاثار النفسية للطلاق :

– الإصرار على البدء من جديد :
الطلاق ليس نهاية حياة المرأة ونهاية العالم من حولها ، فلا يعني الفشل في تجربة حياتية الفشل إلى مالا نهاية ، بل هودفعة للوقوف مرة أخرى بقوة أكبر ، وتصميم على النجاح ، وتحقيق الذات ، والبحث عن ما تخلت عنه المرأة قبل ذلك ارضاء لشريك حياتها السابق ، فلا يجب عليها الاستسلام والبقاء متقوقعة

. الصداقات الحقيقية :
يأتي دورها في هذه المرحلة من حياة المرأة ، والذين يلعبون دورا أساسيا وهاما لخروج المرأة من حالة اليأس والاكتئاب ، إذ أن التواصل الإنساني في العلاقات الاجتماعية وخاصة الأصدقاء المقربين يلعب دورا كبيرا في تحطي المرأة لأزمتها .

الانخراط في المجتمع : وذلك يكون بالعودة للعمل إذ كانت المرأة عاملة ، والانخراط في عمل اجتماعي تطوعي يعطي احساسا بالسعادة ، كما يساعد المرأة بالإحساس بحاجة أناس لها ولعطائها ، والذي فقدته بالطلاق واحساس الوحدة .– الرياضة : تعلب دورا هاما في الخروج من الاكتئاب ، وتحسين المزاج والحالة النفسية وهذا ما أثبتته الأبحاث الطبية ، والذي يعود نتيجة لإفراز هرمون الإندروفين الذي يفرز عند بذل المجهود البدني ، ويعمل على تحسين الحالة المزاجية ، فمن الجيد اشتراك المرأة في صالات الرياضة الجماعية والتي تأتي بنتيجة ملموسة .

– تقييم التجربة والذات :

وقفة لابد للمرأة أن تقفها مع نفسها بصراحة ووضح ، وتواجه نفسها بالسلبيات التي مرت في تجربتها السابقة ، ومواجهة النفس بالأخطاء الشخصية ، واخطاء الطرف الاخر ، والنية على تغيير وتصحيح هذه الأخطاء للبدء من جديد بنجاح وتحقيق السعادة



دراسة علمية حديثة

: الطلاق يحطم نفسية الرجل أكثر من المرأة!



أثبتت دراسة علمية حديثة أن الرجال هم المتضررون من الطلاق في المقام الأول، وليست النساء كما يزعمون. وأشارت الدراسة التي شملت 10 الاف رجل إلى تزايد نسبة الرجال المطلقين الذين يعانون أمراضا جسدية ونفسية، كما أفادت أيضا أن الإقبال على الانتحار لدى هؤلاء يفوق مرتين ونصف معدل الرجال المتزوجين.

وقالت سهير جميل جمال، أستاذ علم النفس أن الاراء التي تزعم بأن الرجل أسرع على التأقلم بعد الحياة ما هي إلا انعكاس لموروث ثقافي خاطئ، لأن الرجل مثله مثل المرأة كلاهما يتأثر بالحدث حسب عدة عوامل، أهمها تاريخه الشخصي ، كيفية نمط حياته، والأمور التي تعرض لها وواجها ، بالإضافة إلى الثقافة والبيئة.


من ناحية أخرى أكدت دراسة ميدانية مصرية أجراها باحثون في قسم الاجتماع بكلية الاداب جامعة عين شمس بمصر، أن معظم الرجال الذين سبق لهم خوض تجربة الزواج وفشلوا فيها، معرضون للإصابة بالاضطرابات النفسية جراء هذا الفشل، وأن (الرجل المطلق) يعاني غالبا من عدم القدرة على التكيف اجتماعيا بعد الطلاق، كما يواجه صعوبات في خوض التجربة مرة أخرى باعتباره رجلا (له ماض).

أما أطباء الصحة النفسية فيؤكدون أن السبب الاخر الذي يضايق الرجال بعد الطلاق ليس فقط فقدان دورهم كأزواج، ولكن خسارتهم لدورهم كاباء ، فالأم تلعب بعد الطلاق دور الأب والأم معا أما الزوج فيخسر دوره كأب.


وما يزيد الأمر تعقيدا أن الرجال يحملون أنفسهم مسئولية الطلاق، فالرجل هو الذي يصعق ويفاجأ حين يعلم بقرار الطلاق، على الرغم من أن الزوجة ترسل له الكثير من الإشارات التي تنبئ بإنهاء العلاقة، ولكنه يفاجأ في نهاية الأمر بأنه خسر كل شيء: دوره كزوج، وأب، وربما خسر ماله وبيته أيضا ، كما يحصل في بعض المجتمعات الغربية.

وقال الدكتور محمد خليل أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الزوج المطلق أكثر معاناة من المرأة التي غالبا ما تتأقلم مع وضعها الجديد، فالنساء أكثر قدرة من الرجال على تحمل صدمة الطلاق، فالرجال يميلون عادة إلى كبت أحزانهم وعدم البوح بها للغير كما تفعل معظم النساء، مما يعرضهم إلى أمراض جسدية ومشكلات نفسية عديدة بعد الطلاق، وإن كان هذا لا ينفي وجود اثار إيجابية يمكن أن تحدث نتيجة للطلاق، فقد يدفع الإحساس بالفشل الرجل إلى الثورة على نفسه، فيحاول التركيز في عمله وإثبات ذاته والتغلب على مرارة التجربة والخطأ.


أما الدكتورة سامية الساعاتي (أستاذ علم الاجتماع)، فترى أن الرجل المطلق غالبا ما يجد نفسه وحيدا بعد الطلاق، نتيجة طبيعة العلاقات الاجتماعية التي يبنيها حوله والتي تتسم عادة بالسطحية، فهو يشعر بالخيبة والمرارة لفقدان دوره كأب وزوج، ويصطدم بالناس نتيجة شعوره بالمسئولية عن انهيار الأسرة.
مشيرة إلى أن البيئة الاجتماعية التي تحيط سواء بالرجل أو المرأة لها دور رئيسي في مدى تأثر كل منهم بالاثار الاجتماعية السلبية الناجمة عن الطلاق.


 
التعديل الأخير:
موضوع رائع واعجبني يا شموسه بصراحه
يعطيك الف عافية
دمتي بخير
 
التعديل الأخير:
و عليكم السلام و الرحمة
دائما ما يجعلنا فكرك النير أن نمنح الثناء لمقامك الكريم
و نحني القامة احتراما لجهودك المبذولة في هذا الصرح الجليل
من خلال ما تثيريه من مواضيع لها خاصية انسانية صرفه فيتجسد ذلك من خلال ما تطرحيه للبحث
من اسباب و سلوكيات و نتائج على الفرد و المجتمع .. لك مني كل الاحترام والتقدير اختي الموقرة شمس الشتا
بالنسبة لما تفضلتي به عن الفقرة الأولى التي هي الطلاق معرفة و مضمونا كما جاء بالشرح اليسير اسمحي لي اختي بالتوضيح
فقط حول الطلاق صمام أمان للعلاقة الزوجية من ان هناك فرق بين الطلاق و المخالعة
ف الطلاق هو أحادي الجانب لأن القانون اعطى الحق لكل من الزوجين ان يطلب من القاضي حق التفريق
أما المخالعة فهي من العقود الرضائية التي لا يجوز ان ينفرد احد الزوجين بايقاعه او طلبه بل لا بد من اتحاد الإرادتين حول ذلك و ما ينجم عن ذلك من تبادل الفاظ
الإيجاب و القبول و الى ما هنالك من خصائص توافقية تدل على نية الطرفين بالوصول الى انهاء العلاقة الزوجية رضاء
و من جهة اخرى الطلاق كما تفضلتي بالمضمون كما جاء بالاية الكريمة فابعثوا حكما من اهله و حكما من اهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ..
من هنا تدل الاية على حق كل من الزوجين بطلب التفريق و انهاء العلاقة الزوجية و النتائج المحتمة على ذلك ان يلجأ الزوجين الى التحكيم من الأقارب أو من الاباعد في حال عدم وجود من يصلح من الأقارب
و الهدف هو تقدير المحكمين الشرعيين نسبة الإساءة لكل من الزوجين و انعكاسها على كامل المهرين المعجل منه و المؤخر
أما بالنسبة للمخالعة التي هي عقد رضائي فهو يقوم على أساس أن تدفع الزوجة المال لزوجها مقابل ان يخرجها من عصمته و عقد نكاحه و لا حد لأقل و أعلى البدل أي بدل المخالعة
يعني ليس شرطا ان يكون البدل هو ذاته ما ذكر بالمهرين فقد يكون على بدل ضئيل جدا وهذا يعود لأصل الزوج
طبعا كما يقال بالعامية الزوجة لا تلجأ للمخالعة إلا بعد أن وضع الزوج حد السكين فوق رقبتها للضغط عليها و كثيرة تلك الحالات و للأسف
و يخطرني القول أيضا للتوضيح هناك حالة تسمى الخلع و هي تستخدم في مصر كثيرا و هي تعني ان العصمة بيد الزوجة و هذا له سلبياته نظرا لتحكم العاطفة و اثارها السلبية على الحياة الزوجية
لأن الحياة الزوجية اساسها المودة و المحبة و الرحمة المتبادلة
اجمالا الحديث يطول عن الطلاق اسبابه و اثاره و انواعه و نتائجه و جوانبه النفسية على كل من الزوج و الزوجة و اعتقد كفيتي و وفيتي بالكثير من ذلك بطرحك القيم هذا
اكرر شكري لمقامك الكريم و اعتذر عن الاطالة
ربي يسعدك بالدارين
 
اهلا استاذنا عبد الرحمن
ما شاء الله شرح من حضرتك قيم ومفيد
جعله الله في ميزان حسناتك .
جميل ان نتعلم ما هو مفيد وقيم .
لك باقات من الورود واجمل تحية لهذا
الحضور .
يسعدك ربي
 
أولا شكرا على الفكرة
وأعانك الله على ذلك
أظنك وفيت الموضوع كلاما لم نجد ما نضيف
لدي فقط ملاحظتين:
- الحديث الشريف:(( أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق )) يدرج ضمن الاحاديث الضعيفة
يبقى الطلاق للرجل والخلع للمرأة من الامور التي تؤخذ بعين الاعتبار اذا لم يثمر الصلح.
- بالنسبة للأثر النفسي للطلاق يكون على حسب البيئة الاجتماعية التي تحيط بالرجل اوالمرأة كما ذكرت وأظن ان المرأة لها النصيب الأكبر في مجتمعاتنا العربية .

شكرا مجددا على الفكرة المتميزة
أطيب المنى
 
عودة
أعلى