ذاكرة وجع .....

أشتهي قلبا لاتصيبه حمى الفقد
ولا تلصق على زواياه صورا مخذولة لأشياء لا تعوض
أشتهي أمكنه لاتحوي روائح عطورهم .. !
ولا تحمل أثار أقدامنا المثقلة بعبء الفراق
أشتهي لمكان بعيد ..
يضمني للسماء ثم أنسى هناك .. دون ذكرى تذكر ..
دون أشخاص يترددون على عالمي ، بعد أن كانوا من المقيمين فيه . . !؟
 
اكتفيت اوجاعا من عزاء هذا الفراق
فلا قلب يحتمل الوجع ولاعين تصدق البعد
فانت هنا بقربي بجانبي
اضمك كل يوم وانفث عليك تعاويذ البقاء
فما بقي معي الا خيال اخيله انك انت
وانت بعيد هنااك لاترى .. !
 
أريد قلبا :
أجوف ، بارد وأحمق .. !
لا يتألم لـ فقد ،
لا يحب ولا يشعر بـ الوجع
أريد قلبا خاليا من كل شي
و و و و و و و منك .... !
 
لنقل إنني أحتمل هذا الفراق
هل سأحتمل النظر إلى الأمآكن والبشر
هل سأحتمل العطور التي تأتي لوحدها من دونك
الأمر ليس بالفراق , الأمر ما يخلّفه هذا الفراق .. !
 
آعشقك بحجم ندمي على حبك ،
بحجم الدموع التي ذرفتهآ سرا دون علمك ،
وربمآ بحجم أكبر ،
ولكن اهوال هذا الوجع تقتات على روحي .. !
 
تاج الحزن يزين ذاكرة وجعي
بعض الاحزان لم نتوقع اننا سنكتبها يوما ..
لكننا نفعل ..
لماذا هذا الصباح شديد الظلمة شديد الكآبة و الحزن
لماذا يسكنه الرعب والخذلان
كم هو ثقيل كجبل وبطيء كسلحفاة و بارد كميت.!؟
 
حكايتي يتيمة تتجول في خاطري كالغرباء
والورد يئن في الشرفات كالمطعون
والسياف نكس سيفه وأجهش في البكاء؟
أين ذهب الأمان ..
ما الذي حدث لذاكرة اوجاعي هذا الصباح؟
لقد بكيت بصمت ..
وتلك البسمة الكاذبه تزين ملامح وجهي بهدوء .
 
في هذا الصباح بدأت أرسم علامات استفهامي
والكل في حالة ذهول و صمت وسكون
هو سكون يسكن اوصالي من نفسي
هو وليد الصدمة يشبه كثيرا صمت الموت تماما؟
أهو الموت اقترب مني؟
واني أخشى
ان اطلق رصاصة السؤال .. فتقتلني رصاصة الاجابة!
 
اذكر جيدا حديث طبيبي لي ..
قال :
ستشفين مرضك له دواء ولم يعد مثل الماضي مخيف
عندها شعرت بطعم النهايات ولكن : لم اخاف الموت
رغم اني حفظت ملامحه وتذوقت مرارته
شعرت بأن الاخرة تقف خلف باب غرفتي ...
ولم اخاف الموت ...
ولكن خفت من ذنب حبك انه سيدخلني النار ..
لم اشفى من مرضي ولم اشفى منك !
لقد كان الموت الحقيقي والخوف الحقيقي هو حبك
شعور الموت هذه المرة
ليس قصيدة حزينة ولا حكاية مرعبة اسردها عليك
الموت هذه المرة يا سيدي يختلف ..
طعم الموت مختلف ..فالموت هذه المرة هو .. أنت .
 
انت هو النبأ الحزين لذاكرة اوجاعي !
فأي الحروف تسعفني لكتابة المي؟
واي الكلمات تغيثني لاشهق اهاتي؟
واي بقعة من الارض تستوعب حزني؟
واي فضاء يحتمل صرختي!؟
اواه .. بأي عنوان أعنون هذا الاحساس؟
وبماذا ألقب هذا الجرح؟
وهذا الحزن الذي ما توقعت اني سأكتبه يوما
وهذا هو الحدث العظيم الذي ما تمنيت
ان اسجله بتاريخ عمري يوما
لكنه حدث وبوجع ..
ووجدتني أسجل فوق جدار قلبي بأنكسار
وبيد مرتعشة ..
في مثل هذا العام دونت خيبتي وحزني واوجاعي .
 
هل تذكر؟
حين سردت عليك حكاية عشقي اليك ذات يوم
عندها ملأت كفيك بالدموع من فرحك
ووعدتني ان تحفر ينابيع الفرح في اراضي عمري
وانك ستمنحني السعادة بلا حدود
وسنكون معا للابد !
وان لا يخرجني من عالمك سوى الموت
وصدقت الوعد ..
اني اتذوق طعم النهايات والموت داخل فمي .
 
بنفس خائفة وقلب مرعوب
أحاول التكيف مع فكرة الفراق
وأحاول ان ادرب لساني على كتابة الامل والافراح
احاول ان اقنع قلبي ان صوت الطرق على بابي
لن تكون طرقات احساسك وكلماتك
وان رنين الهاتف لن يكون رنينك واسمك غير مدون فيه
وان الرسائل في بريدي لن تكون رسائلك
وان ذلك الطيف في الظلام لن يكون أنت
ترى؟
ان كان حنيني الى الاحياء يقتلني
فماذا عساه يفعل بي حنيني ، سوى الوصول للموت ؟
 
آآه لو تدرى كم تعمقت بالاحساس بك
كم توغلت فى مراحلك... وكم ابتعدت بخيالى بك !!
وكاننى كنت احاول اختصار الزمان كله فى سويعات قليلة
كى أعيشه كله بك ومعك...!!
وكاننى كنت أعلم / كنت أشعر وأستشعر!!
انى لن ابقى فى عالمك كثيرا
وكاننى جئت لهذا الزمان الذى لايشبهنى عابرة سبيل من زمانى
صدقنى لم اخن وعدى لك
و بأني سأتوفف عن حبك ولكن خانتنى أقدارى !!
وافتقدك كثيرا ، وكيف لا أفتقدك ؟ كيف لايرعبنى فراقك ؟
وأنا إعتدت ان أعيش بك تفاصيل يومي واسرد لك تفاصيل ولهي !
مخيف هذا الفراق ، مرعب ان أنقطع منك / وعنك / مرعب جدا !!
 
لااعلم كيف ستختمنى من حياتك ؟؟
كأنثى شيدت لك مدن العشق ..وامتلئت بك اوراقها حب و وجع
ليت من هم حولي يؤمنون بأمنية ماقبل الموت !
لقلت لهم اني تمنيتك ! واحتاجتك مشاعري بقوه ..
لقلت لهم انك المطر والعيد وانك اجمل لحظات العمر ..
لو انهم يؤمنون بتلك الامنية الاخيره والفرصة الاخيره ..
لقلت لهم : اريد السفر للبعييد ،
اريد قضاء يوم ما قبل الموت معك انت !
أطلب منك الجلوس قريبا مني ..
كي أمسك يديك للمرة الأولى والأخيرة !
و لأمسح وجهك بحنان .. ولانظر لعيناك بهيام
لاحدثك كم أحببتك وكم بكيتك وكم تمزقت غيرة عليك منهن !
وكيف قضيت ايامي وانا اتخيلك ، وكم مرة طرت إليك !
اتعلم يا انت ..
هم لا يؤمنون بهذه الخرافه
شكرا لهم لانهم لايؤمنون ! شكرا لعراقة عاداتهم ولأصالة تقاليدهم
كي تبقى خارج اسوار لحظاتى الأخيرة !
كي لا ترى ذبولى واقتراب الموت مني !!
كي أبقى فى نظرك أنثاك التى عرفت وأحببت !
كي تبقى ضفائرى فى خيالك غجرية مجنونة !
كي أبقى الحلم الجميل الذى أشعلك يوما وإنطفأ !!
 
يا الهي ما اقوى حظي بالكتابه
ما اجمل حظي عندما وهبت كتابة انفاسي ومشاعري كلمات
هي فرصة لاتتحقق...إلا للقلة فقط !!
اكتب عنك واكتب مني اليك ..
لا تبتسم بل امنح عينيك فرصة الامتلاء بالدموع الآن !!
لكن تمهل ولاتتعجل بالبكاء....أريدك ان تقرأنى بوضوح...
تنفس الآن بعمق ... ولكن الآن أنا بدأت أختنق بعمق!
خلص ابتعد عن عالم احزاني ...
يكفيني هذا الصباح كتابة الالم والفراق وتدوين نبأ الموت بالاوراق .

.



شكرا لكل الأعين والقلوب التى مرت من هنا !!
شكرا لكل من يتابع ويقراني بصمت ولا يتحدث !!
 
عودة
أعلى