حياتي ع وشك الانهيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي قبل فترة شفت نفس مشكلتك ل صبية
وطلبت مشوورة احد الشيوخ ولم يبخل عليها
سأختصر لك ما دونه وارجوا ان تجدي حل ل مشكلتك
قبل أن يبحث المرء عن النجاة من هم المشكلة التي يواجهها لا بد أن يدرك حقيقة الدنيا التي يعيشها ، وأنها مطبوعة على الأخطار ، مجبولة على الأكدار ، يتقلب الدهر فيها بين مأساة ومسرة ، ومن المحال فيها دوام الحال ، ومن المحال فيها أن يتخلص المرء من كل أكدارها وأحزانها .
( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) فاطر/34-35 .
فالسعيد هو من وطن نفسه على تحمل المشاق ، وغذى روحه وقلبه بقوة الإيمان بالله واليقين ، واستسلم بكليته لله رب العالمين .
إن أعظم ما يمكن أن انصحك به - وكل مهموم ومكروب - هو قوة النفس وثبات العزم ، وهي صفات يمكن اكتسابها بالتعلم والتدرب ، لا ينبغي لأي إنسان أن يتجاوزها ، بل يجب عليه اعتياد تحديث النفس بها ، والقراءة عنها ، والتأمل في سير الصالحين الذين نالوا منها أوفر حظ ونصيب .
إن العبد المسلم إذا استغرقت محبة الله تعالى قلبه ، هان دونه كل شيء ، وتلاشت كل العلائق البشرية عنه ، فينجو من كل ما يحيط به من كربات ، ويتعامل مع المشكلات بكل حكمة وثبات .
وأما عن مشكلتك فأمرها عارض سريع الزوال بإذن الله ، ينبغي حدها في حجمها المناسب من غير تهوين ولا تهويل ، كي لا يتجاوز في علاجها الطريقة الصحيحة .
كثيرة هي الحالات التي تصاب بها الزوجات بسبب تطلع أزواجهم الطامعين إلى غيرهن ، فيتجاوزون الحلال إلى الحرام ، والمباح إلى المعصية ، ولكن كثيرا من تلك الحالات تم علاجها – بحمد الله – لتعود الأمور إلى نصابها الصحيح .
ولمشكلتك اذكرك بأمرين مهمين لعل فيهما مفتاحا للحل :
الأول : تفتيش الزوجة عن كل ما تحسن به علاقتها بزوجها ، لتزيد من رصيده العاطفي نحوها ، فتظهر له عناية زائدة ، وتبادله الكلمة الطيبة الجميلة ، وتسعى في رضاه وإسعاده ؛ لأن سعادتها مشتركة بسعادته ، ولا نقول لها : لتبحث عن تقصيرها فتصلحه ، فقد لا تكون مقصرة في الواجبات – كما تقولين عن نفسك – ولكنها كثيرا ما تكون غافلة عن المستحبات والمكملات التي تضفي على علاقتها بزوجها لونا جديدا من المحبة والمودة والرحمة .
قال بعض الحكماء :
" خير النساء ما عفت ، وكفت أي : لسانها ، ورضيت باليسير، وأكثرت التزين ، ولم تظهره لسوى زوجها".
ثانيا : المصارحة الهادئة في ساعة طمأنينة وحضور قلب ، فينبغي أن تفاتحيه بالموضوع من باب التذكير بالله تعالى ، ونصحه بتقوى الله ، وبيان حرمة ما يفعله ، مع إظهار العفو والصفح من جهتك نحو ما قام به ، وأن غرضك هو حفظ حق الله عز وجل ، قبل الغيرة على حظ نفسك ، وحتى يمكنك السيطرة على المشكلة ، وعلى مجرى الحديث ، تذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم ( 2594 ) .
لذلك اعمدي دائما نحو تهدئة الأمور والنفوس ، مع إيصال رسالة التذكير بالله تعالى بأسلوب أو باخر ، وتجنبي النزاع وارتفاع الأصوات وتنافر القلوب ، إذ ليس بالضرورة أن سلوك الزوج هذه المسالك كان بسبب كرهه زوجته أو نفوره عنها ، بل كان بسبب طمع وشهوة تدفع إليها النفس الأمارة بالسوء ، وربما كانت نزوة طارئة ، أو أمرا محدودا ، لا يفكر هو في أنه سيزيد عن وضعه الحالي . فلا ينبغي أن يزيد العلاج الحالة سوءا فتؤدي إلى الشحناء والبغضاء .
وخلال ذلك لا بد أن تحرصي على الستر والكتمان ، فلا تشعريه بافتضاح أمره وانكشاف حاله ، إذ غالبا ما يكون ذلك سببا في الشقاق والإصرار على الخطأ .
ولعل الولد الذي تحملين يكون سببا في زيادة المودة بينكما ، حين يستشعر زوجك معنى الأبوة ، وطبيعة المسؤولية ، ليكون رسالة من الله سبحانه وتعالى له ، يذكره بوجوب شكر النعمة وحفظ المنة ، وأن ذلك لا يكون إلا بتقواه عز وجل والتزام أمره ونهيه .
اختي لا تبكي ولا تقهري نفسك
ربك كبير ورحيم.
وغاليتي لا تملي من الدعاء له ولك بالهداية والتوفيق ، فقد يستجيب الله دعاءك في لحظة صدق تنفتح فيها أبواب السماء ، فيكفيك بذلك معاناة طويلة في نصح زوجك وتذكيره .
ارق واسمى التحايا