الطريق المستقيم

فارس الكلمات

كــاتـب في عبير

قاد حسن سيارته ومضي في طريقه الى الاسكندريه

بينما اشعه الشمس تميل الي الغروب بعد عناء يوم طويل من العمل الشاق

لايدري لماذا قرر في هذا اليوم ان يحطم كل القواعد التي عاش مؤمنا بها

رغبه عارمه تملكته في ان يكسر القوالب الحياتيه التي طالما امن بها وحافظ عليها طوال حياته

انه الان يتمرد علي قناعات عشعشت بعقله طويلا

جائه صوت عبد الوهاب شاديا كل ده كان ليه لما شوفت عنيه

تراقصت اصابعه على عجله القياده نغما وطربا

داهمته فجاءة اسئله كثيره انك تعود للماضي تعود الي الجمود تحن الى ******يه الالوان

بحث عن اخر...كانت كل الاغاني قديمه ام كلثوم عبد الوهاب ونجاه

بسرعه بحث عن موجه الراديو للموسيقي ....جائه صوت موسيقي السييمفونيه الثالثه لبيتهوفن

انها المسماه بالقدر كانت نغمات الموسيقي التي عشقها في شبابه والتي كانت مصدر الهامه الدائم

وكان ماهرب منه يطارده الان بعنف

عاد بذاكرته 25 عاما في مدرج الجامعه وتذكر النقاش الذي دار بينه وبين استاذه

عندما ساله لماذا تظنون انفسكم انكم فقط من يمتلك الحكمه والعلم والقدره

ولاتدعونا نختار ونقرر ونخطأ ونصيب انتم سترحلون لابد ان نكمل نحن

كان رد الفعل غاضبا جدا من الاستاذ وكان مصيره الطرد من القاعه

تسارعت دقات العزف بينما كانت الحركه الاخيره من السيمفونيه تشرف علي الانتهاء

عاوده نفس السؤال لماذا تحن الى الماضي والقوالب التي عشت تدور في فلكها

داخل الاستراحه طلب حسن فنجان من القهوه............................... ضحك بشده

وطلب مره اخري فنجان من الكابتشينو بينما اعتلت شفتاه ابتسامه وجله

وضع حسن اغانيه الجديده ...........كان صوت شيرين يشدو بتوحشني وانا وياك

لم يستطع ابدا ان يشرد وهو يستمع بانتباه الى رقه الكلمات وروعه وبساطه الموسيقي

ابدا لم يكن قد استمع اليها من قبل كان يعتبر ذلك نوع من الاخلال بثقافته ووقاره

استرجع حسن حياته مره اخري ........كانت هناء زميلته بالجامعه والتي طالما

كانت تساعده تشاركه لحظات سعادنه مثلما تتقاسم معه احزانه

.......احبته في صمت وهو من لم يستطع فهم مشاعرها

تذكر حين فجائته يوما صراحه

انا احبك ياحسن

كانت ثقافته المحافظه تعتبر هذا نوع من الخروج على التقاليد

حين ذهبت والدته تختار له عروس لم يبدي اي اعتراض او حتى تصورا

كونه الجامعي الذي واكب تطورات المجتمع الحديث

كان صوت شيرين مازال يشدو بينما السياره تمضي قدما في طريقها

ماتحرمنيش منك كلمات بسيطه لكنها رقيقه كانت هي كلمات وداع سمعها حسن مره واحده

كانت لحظات حزينه لكنها رماديه وحسن يعيش مع زوجته في هدوء لكنه بلا مشاعر كان

رجلا يحسدها الاخرين عليه

رجلا شهما كريما حنونا ذا هيبه يشعر بها كل من يعرفه ودودا يتمني الكثيرون صداقته

كان حسن يفتقد الى شئ مجهول في حياته كثيرا ما يتضائل امام نظره واحترام المجتمع اليه

كان رجلا مثاليا في عيون الاخرين لكنه دوما كان حزينا بداخله

عاش هكذا طويلا بلا الوان بلا موسيقي بوتيره هادئه يحسبها الناس قمه السعاده

كانت ضحكات اولاده وهم يتباهون بوالدهم امام اصدقائهم في المناسبات الاجتماعيه

ترن في اذناه وهو يقترب من نهايه مشواره

تراود الافكار راسه بين روعه التمرد واحساسه بالحريه وبين تلك الصوره الجميله

المضيئه الحزينه وهو الذي يمكنه تحديد

الالوان بدقه وهو ايضا من يمكنه الطيران بحريه ولو جاء متاخرا كثيرا

تنهد حسن فجاءه بينما يديه تمتد الى شريط يضعه بالكاسيت

اشتقت اليك فعلمني الا اشتاق علمني كيف تموت الدمعه بالاحداق

علمني كيف اقص جذور هواك من الاعماق

علمني كيف يموت الحب وتنتحر الاشواق

كانت دمعتان تملائان عيني حسن

بينما كانت السياره تعاود ادراجها الى القاهره

___________________

بقلمي في 9 سبتمبر 2014
[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
 
عودة
أعلى