ديوان الشاعره .. غاده السمان

همسه هادئه

Well-known member





° °

السلام عليكم ورحمة الله

هنا سأقدم لكم ديوان الشاعره الكبير

" غاده السمان"


ولدت في دمشق عام 1942.

تلقت علومها في دمشق، وتخرجت في جامعتها - قسم اللغة الإنكليزية حاملة الإجازة ، وفي الجامعة الأمريكية ببيروت حاملة الماجستير . عملت محاضرة في كلية الاداب بجامعة دمشق، وصحفية ، ومعدة برامج في الإذاعة.

عضو جمعية القصة والرواية.

مؤلفاتها وكلها صادرة عن منشورات غادة السمان.
1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9.
2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8.
3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8.
4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6.
5- حب- 1973 - عدد الطبعات9.
6- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5.
7- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9.
8- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6.
9- زمن الحب الاخر- 1978- عدد الطبعات 5.
10- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3.
11- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5.
12- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4.
13- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5.
14- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3.
15- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3.
16- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3.
17- صفارة انذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2.
18- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2.
19- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4.
20- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2.
21- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2.
22- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1.
23- الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1.
24- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1.
25- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1.
26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.
27- عاشقة في محبرة - شعر- 1995.

الكتب التي صدرت عن غادة السمان:
1- غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977.
2- غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980.
3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980.
4- الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987.
5- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990.
6- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991.
7- غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993.



اتمنى لكم كل المتعه والفائده بهذا الديوان الشعري .



 
قصيدة _ أشهد باليل المحطات






`

كنت افكر بعلاقة انسانية حقيقية
نحياها معا
في دهاليز احزاننا و خيباتنا
و نواجه بها الموت و الحزن و المجهول ...
و نتبادل خلع الاقنعة و الحب
في ليل المحطات الموحشة الماطرة
الملقبة بأيامنا ....
***
و كنت أنت تفكر بشيء اخر ...
و تخطط لاستعراض راقص
نقدمه للاخرين
على مسارح الفضول المتبادل و الثرثرة ...
***
.. و كنت أفكر بك توأما لعذابي ..
و كنت تجد اننا نصلح معا
لتكوين زوجي فكاهي استعراضي جديد..
***
كان حبي لك صادقا كالاحتضار
و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...
جئتك من باب الأعماق البحرية
فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..
***
اردتك السر
و اردتني النصر ...
مجرد نصر اضافي اخر
لشهريار المترع بالضجر .




الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة _ نوارس الورق الابيض






`


حينما استحضرك

واكتب عنك،

يتحول القلم في يدي

الى وردة حمراء,,,

لم يكن بوسع مجنونة مثلي

ترتدي هدوءها بكل أناقة...

- وتغلق الأزرار اللؤلؤية لثوب اتزانها البارد

على تيه غجرية عارية القدمين-،

لم يكن بوسع حمقاء مثلي

إلا أن تحب شاعرا مبدعا متوحشا مثلك..

طفولي الأنانية، غزير الخيانات والأكاذيب مثلك..!

حينما أسطر اسمك،

تفاجئني أوراقي تحت يدي

وماء البحر يسيل منها

والنوارس البيض تطير فوقها..

.. وحينما ا كتب عنك

تشب النار في ممحاتي

ويهطل المطر من طاولتي

وتنبت الأزهار الربيعية على قش سلة مهملاتي

وتطير منها الفراشات الملونة ، والعصافير

وحين أمزق ما كتبت

تصير بقايا أوراقي وفتافيتها

قطعا من المرايا الفضية،

كقمر وقع وانكسر على طاولتي..

علمني كيف أكتب عنك

أو، كيف أنساك...!


الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة _ أشهد بأعمدة النسيان السبعه






`

فتحت باب الأمواج

و سبحت صوبك

و مررت بالمحيطات السبعة لأهوالك

المفروشة بجثث عرائس البحر الجميلات

اللواتي أحببنك قبلي ...

و حين وصلت الى جزيرتك

وجدتها سرابية و مكهربة ...

و تحول صوتي الى فقاعات ...

و جسدك الى أعشاب بحرية قاتمة

التفت حولي كقيد ..

***

فتحت باب التراب

و زحفت اليك في سراديب الحمى

عبر القارات السبع لبراكينك ...

فملأت حنجرتي المشتعلة حبا

برماد شهيتك

لإذلالي و امتلاكي ...

***

و باسم " الحب "

حاولت أن تحيط عنقي بشريط هاتف

و تربطني الى ساق السرير

ككلب صغير

يقطن الانتظار

و يهذ بذيله مرحبا بك باستمرار

***

و حين فتحت باب الفضاء

و هربت الى كوكب حريتي و صدقي

رميتني بالغرور

و اليوم أحمل غروري وردة صفراء

و أغرسها في شعري

ليضيء بها طيراني

الى أعمدة العبث السبعة

***

لكنني أعترف بصدق حزين :

لقد أحببتك حقا ذات يوم

ولولا عكاز الأبجدية لانكسرت أمامك !



الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد على جنوني _ غاده السمان








`

أفتتح الحب بك و الفرح

و أتوجك

في مملكة الذاكرة أميرا

يرفل في حرمانه ..

رعيته من العشاق و الأزهار و العصافير

و القواقع التي تغلي حياة سرية

داخل أصدافها القاسية البكماء

على شطان حارة لبحار منسية ...

***

أفتتح الضوء بك

و أشهد بانهيارات أكواخ وطني ...

و شظايا زمني

و بليالي الغربة في فنادق القطارات

أشهد بالتشرد

و عزف المتوحدين في المحطات

أشهد بالقتل و الدمع الأسود بالكحل ...

اشهد بالبوم اللطيف و بحبري

و أوراقي و خواتمي و غيتاري

***

أشهد بالنوم على بركان

و بممحاة النسيان

أشهد بالبجع و الغزال و القارات و العناصر

أشهد بالعاصفة تطاردني

و بالشراسة المائية المعدنية الحجرية تحاصرني ..

***

أشهد بدمي و دمك و سلالات الأسرار

و مواقد العشاق في البراري

أشهد بالبحر

و النجوم في ليلة صحراوية صافية

أشهد بالشاي البارد في مطارات الوحشة

أشهد بكل ما أحببته أو كرهته

بكل ما طعنني و طعنته

أشهد أنني أحبك

***

أشهد بسكين البوصلة و ليلة الشمس

أشهد ب" نعم " و "لأ " و بالعودة الى التفاحة

أشهد بفجر القلب العاري و المرايا المكسورة

بوداعات مكهربة بعناق اللغم بمباهج السم ...

أشهد بنزوات مطلقة السراح

حتى جنون الصحو

***

أشهد بالعصافير تطير من عينيك

الى قلبي

أشهد بقهوة الصباح معك

ذات فجر غابر في " الحي اللاتيني "

أشهد بالثلج

فوق تلة " مونتمارتر " و سلالمها

أشهد بأصابع الرسامين

الملطخة بالأصباغ و النيكوتين

و هم يرسموننا معا في ساحة " التيرتر "

أشهد أنني أحببتك مرة .... و ما زلت ..

***

و اذا أنكرت حبي لك

تشهد أهدابي على نظرة عيني

المشتعلة حتى واحتك

و اذا تنصلت منك

تشهد يدي اليمنى على اليسرى

و أظافري على رسائل جنوني بك

و تشهد أنفاسي ضد رئتي ..

و تمضي دورتي الدموية عكس السير

ضد قلبي

و تشهد روحي ضد جسدي

و تشهد صورتي في مراياك

ضد وجهي ...

و تشهد الأقمار الطبيعية و الاصطناعية

ضد صوتي

***

و حتى يوم أهجرك – أو تهجرني –

لن أملك

الا التفاتة صبابة صوب زمنك ...

لأشهد أنني أحببتك مرة ... و ما زلت .


الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة عاشقة الممحاة _ غاده السمان






`

أقضي ليلي وأنا أكتب إليك رسائل حب

ثم أقضي نهاري التالي ,

وأنا أمحو كل كلمة على حدة !

فعيناك بوصلتان ذهبيتنان

تشيران دوما صوب ... بحار الفراق !


الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة اميره في قصرك الثلجي _ غاده السمان






`

أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟

ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....

* * *

ضيعت قدرتنا المتناغمة على الطيران معا

وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...

* * *

أين أنت ؟

ولماذا جعلت من نفسك خصما لحريتي ،

واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟

* * *

ذات يوم ،

جعلتك عطائي المقطر الحميم ...

كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،

دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..

* * *

ذات يوم ،

كنت مخلوقا كونيا متفتحا

كلوحة من الضوء الحي ...

يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،

دونما مناقصات رسمية ،

أو مزادات علنية ،

وخارج الإطارات كلها ...

* * *

لماذا أيها الأحمق الغالي

كسرت اللوحة ،

واستحضرت خبراء الإطارات ؟

* * *

أنصت إلى اللحن نفسه

وأتذكرك ...

يوم كان رأسي

طافيا فوق صدرك

وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة

وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك

لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..

كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،

موته المحتوم ذات يوم ...

* * *

حاولت ان تجعل مني

أميرة في قصرك الثلجي

لكنني فضلت أن أبقى

صعلوكة في براري حريتي ...

* * *

اه أتذكرك ،

أتذكرك بحنين متقشف ...

لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح

منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...

لحظة ودعتك

وواعدتك كاذبة على اللقاء

وكنت أعرف انني أهجرك .

* * *

لقد تدفق الزمن كالنهر

وضيعت طريق العودة إليك

ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،

وما زلت أرفضك بصدق ...

* * *

لأعترف !

أحببتك أكثر من أي مخلوق اخر ...

وأحسست بالغربة معك ،

أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق اخر ! ...

معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،

معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن

النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...

اه اين أنت ؟

وما جدوى أن أعرف ،

إن كنت سأهرب إلى الجهة الأخرى

من الكرة الأرضية ؟ ...

* * *

وهل أنت سعيد ؟

أنا لا .

سعيدة بانتقامي منك فقط .

* * *

وهل أنت عاشق ؟

أنا لا .

منذ هجرتك ،

عرفت لحظات من التحدي الحار

على تخوم الشهوة ...

* * *

وهل أنت غريب ؟

أنا نعم .

أكرر : غريبة كنت معك ،

وغريبة بدونك ،

وغريبة بك إلى الأبد .



الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة امرأة البحر _ غاده السمان






`

رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار

وقال لي : قفي داخلها ...

فانطلقت هاربة

إلى شوارع البحر.

* * *

غاضبا لحق بي

غاضبا زقزق في وجهي ، وقرعني

وقال ان القضية جادة

وان "البث مباشر"

ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو)

لأقف وسط دائرة الطباشير

وتحت دائرة الضوء

* * *

مسكينة ومبتلة

كمتسول شتائي

حاولت أن أقول له

انني انا أيضا جادة ! ..

ولكنني (أبدا أبدا)

لن أتركه يسجنني

داخل دائرة مرسومة بالطباشير

على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..

لن أتركه يسجنني ،

لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ،

ولا باسم أحد .

* * *

اه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة

ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...

* * *

ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب

ان الحرف الأول من اسمك

هو جزء من دائرة

فلا تتابع رسمها حولي !

* * *

الساعة مستديرة

لكن رمل الزمن

صحارى من الأسرار

تسخر من الاشكال الهندسية .

وأنا أكره الدائرة ،

واكره المربع والمثلث

وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع

وكل ما هو مغلق كالسجن ! ...

وحدها النقطة المتحركة أحبها

اما الخطان المتوازيات

فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء

ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...

* * *

إلى شاطئ البحر أهرب منك

وأقف وحيدة

وبطبشورة الحرية

ارسم دائرة غير مغلقة ،

مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق

وأقفز داخلها ،

وأركض منها إلى البحر ..

البحر .. البحر ... البحر ...

الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة اشهد على بصمات شاعر _ غاده السمان






`

حبيبي وقع لي ديوانه الشعري

ثم وقع البحر وقع الأفق

وقع الأشجار و الأزهار و العصافير...

وقع الشمس و القمر و قطات المطر

وقع الأرصفة و المقاهي و ضحكات الأطفال

وقع قلمي

ثم وقعني و مضى ...

***

حبيبي ترك بصماته على الليل

فولدت النجوم ...

***

أحدق في شجرة تركض

و سمكة تتجول على الرصيف

و سلحفاه تخلع صدفتها مهرولة كأرنب

و قطط تراقص الفئران بود و أمان

***

و ثعلب لطيف يدفىء عنق عجوز باريسية ثملة بذيله

لقد تبدل العالم قليلا

فهل يعني ذلك أنني عاشقة ؟



الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة اشهد على عصيان _ غاده السمان






`


أشهد على عصيان

.

... و لن أغفر لك

فقد تامرت علي مع أعماقي ..

و منعت التجول في شوارع عمري..

و أعلنت الأحكام العرفية في شبكتي العصبية ...

و ها أنا أسيرتك !

أركض في دورتك الدموية مكبلة بالسلاسل

كجدتي الملكة زنوبيا في شوراع روما ...

***

... و لن أغفر لك

و سأعاقبك عقابا لن تنساه :

سأحبك ! ...

الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد بأن زمنك سيأتي _ غاده السمان






`

أسبح عكس التيار

خارج قطيع الأسماك المذعورة لأعود اليك ..

و ها أنا من جديد هناك

في بيروت المكفنة بفلاشات عدسات التصوير

و روائح احراق النفايات و الجثث

و ظلال الحرائق على أعمدة البكاء

كمدينة ضربها الطاعون

طالعة من أساطير اللعنة

و أكمام العصور المنقرضة ...

***

حتى النوافذ تنكرت لنا

و لم نعد نرى عبرها

و لكن يرانا المسلحون من الخارج بوضوح

و نحن نلملم أطراف الحذر

و نأوي كالجراذين الى أوكارنا في الدهاليز

حين يرفع القصف عقيرته بالنباح الأسود...

***

اقترفت خطيئة فتح نافذة للتجسس على الشمس

شاهدت الرجل المسلح يختال في الأرض مرحا

على جثث الشوارع الخاوية ...

ذراعه بندقية

لم تعرف طلقاتها غير قلوب الأبرياء و الأطفال ...

شاهدت أوراق الأشجار تموت و تتساقط حين مر

و الأزهار تذبل فجأة

و الألوان تهرب من المرئيات

مثل صورة تلفزيونية ملونة

تستحيل بيضاء و سوداء ..

و العصافير تطلق صيحات الذعر

و هي تفر من دربه ...

و السيارات تنقلب على ظهرها

كالصراصير المعدنية الميتة ...

و المسلح يمشي

تتصاعد أبخرة الكبريت الخانقة من أنفاسه

الحوامض الكاوية تتفجر من موضع قدميه...

عند المنعطف التقى بالمسلح ضبع مخيف...

فانضم اليه بعدما تعانقا بحرارة...

أغلقت النافذة

أحصيت أعضائي..

تلمست بطاقة سفري...

***

ولم تعد الغابات ملعبنا و الشطان الليلية

ها نحن محشوران داخل بكاء الأطفال في الملجأ

و الفئران تقرض أطرافنا و بطاقات هويتنا و أحلامنا...

و نحيب خافت لمشلولة يصم اذاننا كالقصف..

ولد صغير يسأل بالحاح مخبول كلما سقطت قذيفة

" ماذا يحدث " ؟

من يجرؤ على أن يقول له

أنهم يحاولون اقتسام الجوهرة المسروقة النادرة

منذ ثلاثة عشر عاما و يفشلون ؟...

من يجرؤ على أن يشهد عكس الريح ؟

***

عبثا يسطون على دفء القلب

اني أتذكر ...

أحارب الجدران بنوافذ الحلم ..

ذلك الصباح منذ ألف عام

وجدتك مرميا على الشاطىء أمامي

شهيا و دافئا كعشبة بحر استوائية

لكنني أعدتك الى الموج..

شكوت لي الملمس البارد لعرائس المحيطات

و أهديتني مركبك

فصنعت منه سرير عرس

عبثا يحوله ضباع الليل و دبابيره

الى تابوت ..

***

هذا ليس زمنك

أيها المرهف شفافية و عذوبة

هذا زمن اعدام العصافير

و الأطفال و الفراشات و النجوم ...

و أنت تدفق الحنان صوب كائنات الله كلها ...

هذا ليس زمنك

لكنني أشهد عكس الريح

على أن حبك وحده سيبقى

و أزهارك الربيعية اتية من ميتاتنا العديدة...

لتنمو كنباتات الأساطير

فوق القبور المنبوشة

و أشلاء المخطوفين..

و شفاه شققها الأنين...

و سأظل أحبك عكس الريح

ريثما يطلق الموت سراحي .



الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد بالحب _ غاده السمان






`

أشهد عكس الريح

على زمن عدواني عكس القلب...

و أشهد بالمحبة

على كوكب في مدارات الكراهية ...

و أقف بالرفض

أمام مستنقع الرمال المتحركة الشاسع

بين عدن و طنجة ...

و أعلن أن "لا"

لن نركع للبشاعة

و لن نرضى برؤية الحصان العربي الجميل

بعيدا عن براري الضوء

في اسطبل التدجين ...

أشهد عكس الريح

على زمن بشع

كوجه قواد عجوز عبثا تجمله أقلام التزوير

و أشهد بالحب

على أحزان الرماح المكسورة .



الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد بأصابع ألأشجار _ غاده السمان






`



ها هو نهر الزمن يجرفك ...

و الأشجار تلوح

بأذرعها الشبحية الرياحية

"وداعا"مرسومة بالأخضر...

و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة ...

و أنا أتامل المياه تغمر وجهك

الذي كان يوما منارتي ...

و لا أقول شيئا ...لكنني أتثائب

***

لقد ألفت هذا المشهد

و كنت أعرف منذ البداية

أنني وجدتك لأضيعك

و أحببتك لأفقدك

فقد التقينا مصادفة

و أنت ذاهب الى فرحتك بمجدك ...

و أنا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الان ...

و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه

و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء ...

***

أودعك بغصة صغيرة ..

فلحظة عبر كل منا صاحبه

أضاءت الدنيا كلها لبرهة

كما البرق المفاجىء في سماء صيفية ...

و شاهدت حقيقتي الهشة ..

و حقيقتك الهزلية

و لكن أمطر الحب دفئا ...

و في الاعصار امتزجنا

و توهمت العناصر أن لا فراق لنا ...

جميل أننا التقينا

و مريح أننا افترقنا ...و دخلنا في التثاؤب .

الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد بالهذيان _ غاده السمان






`

ضبطت نفسي متلبسة بحبك

مثل لصة صغيرة

تسرق رغيف حنان ..

***

وسط موقد الحمى

رأيت جنوني بك يتلهب

و انتظاري لهبوب رياحك

لا ينتهي ..

***

ضبطت نفسي متلبسة بالهذيان

أمام الأقمار الاصطناعية

ووهم حضورك ..

بينما كنت أنت مشغولا

بقطف رأس امرأة أخرى ..

لم أشعر بالغيرة

بقدر ما وعيت عظمة حماقتي !



الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد برجل على صهوة رساله _ غاده السمان






`


ذلك الرجل

الذي استطاع اقتحام مملكتي

على صهوة رسالة .. أحببته...

***

خارق العذوبة و الكبرياء

نقاء صحاري طهرتها الشمس

طوال عصور من اللهيب ..

ايها القادم من مسقط رأس أجدادي

و مسقط قلبي ..

أطلق سراحي من حريتي ..

خذني اليك

أجهز علي بحبك ..

هل ترضى بأن تموت امرأة مثلي

بغير خنجر العشق المستحيل ..؟

***

اني أحرضك على قتلي ..

فليجلبوا حروفي بعد مصرعي

كأحد الشهود على براءتك

من هدر دمي على أرصفة الغربة .

الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد بفرح عرفته _ غاده السمان






`

متوحشة و حزينة

مثل درب جبلية تفضي الى البحر

تشتعل الغابات على طرفيها

و يهب رمادها على ريعان الموج البعيد ...

متوحشة و حزينة غادرتك ..

ولست مدينا لي

بغير فرح عرفته معك ...

***

مرصودة لحزن كبير ؟

لم أجهل هذا في أي يوم ...

سأذهب وحيدة الى الليل الأخير ؟

كنت دوما موقنة من ذلك ...

سأمضي الى البحر كأنني ساستحم

لكنني وحدي أعرف أنني ذاهبة الى القاع

لأبحر وحيدة في المياه المظلمة

وسأقفز اليها من منارة القارات

المتوجة بالأضواء ...

بينما الموت يراودني عن نفسي ...

واستسلم لحبه .

الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد بالسفن الغاربه _ غاده السمان






`


لماذا كلما تذكرتك

اسمع صوت السفن الغاربة

عن شواطئ أحبتها

و هي تطلق صرخات الوداع

مثل طيور استوائية

فاجأها اعصار الطوفان ...

هل يعني ذلك أنني .... أحبك .. ؟!!




الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد بطوابع البريد _ غاده السمان






`


اتمزق شوقا الى سماع صوتك ...

الان

لا قبل عشر دقائق

و ربما ليس بعد ...

***

تطلع الي من أعماقي

مثل بركان عبثا أطمر فوهته

و أسترها بالطحالب و الابتسامات

و طوابع البريد ...!!

***

توهمتني أحب باريس

ربما لأنني التقيتكما معا ...

و الان و قد فقدتك

تجثم باريس على صدري

حجر قبر ...

أضواؤها و مسارحها و زينتها الساطعة

تتدلى

مثل مصباح مكسور فوق جبيني ....!!



الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد على مخاوفي _ غاده السمان






`


و لم أكن لأثق بك

اذا صافحتني

خشيت أن تسرق أصابعي ....

و اذا قبلتني

أحصيت عدد أسناني ....!!

الكاتبه غاده السمان .



 
رد: قصيدة أشهد برجل ليس لي_ غاده السمان






`

ألعن تلك اللحظة المباركة

حين اصطدم مركبي بجزيرتك

و تحطم

و أسعده حطامه

و عشق شطانك .....!!

***

ألعن تلك اللحظة المباركة

و أنا أهرول كعادتي

في دروب مدينة ليست لي

لأحلم برجل ليس لي ....!

الكاتبه غاده السمان .



 
عودة
أعلى