فإذا هو مر !

فـإذا هــو مــر !

أعجبه لون الشاي الزاهي في كوب صديقه، فلم يتمالك نفسه حتى طلبه منه، فلما رشف منه، فإذا هو مر!

قد تكون هذه هي حقيقة ما نتمناه في أيدي الاخرين ربما نفقد الاستمتاع بما وهبنا الله من النعم، بسبب النظر إلى ما في أيديهم، وتمني أن نكون مثلهم، أو نحيا مثل حياتهم.

وربما حقيقة أمرهم مختلفة تماما عما تبدو لنا وقد تكون هذه الأماني، تنغص علينا حياتنا، ونشعر عند عدم تحققها أن في حياتنا شيئا لم يكتمل بعد، وأن في أفواهنا مرارة، وفي أعيننا عبرة، ولربما هي محل هلاكنا وبؤسنا، ولو حققها الله لنا ربما كنا بها أشقياء.

أتذكر أولئك النفر، في قصة قارون الذين تمنوا أن يكونوا مثله فقالوا: {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم}

لكن لأن القصة اكتملت وكشفت عاقبته، علمنا أنهم أحظ منه إذ لم يعذبوا، ولو أن الله حقق أمنيتهم لكان مصيرهم كمصيره، فكانت عاقبة أمرهم بعد ذلك أن قال الله عنهم: {وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون}

كم هي قصة عظيمة وذات عبرة؟ تقول لنا: حياتك أجمل من حياة الذين تتطلع إلى ما في أيديهم ولو كشفت لنا الأقدار ما اخترنا إلا ما اختاره الله لنا.

والوصية: مع كل نفس من أنفاسك قل الحمد لله.




وداع جوزيف ا
 
عودة
أعلى