" .. و يتهموننا بالغيرة ! "
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
اعترضني بالأمس خبر في الفيسبوك مفاده أن أجمل فتاة بريطانية أعلنت إسلامها , و كانت ردة فعلي الطبيعية و أنا أقرأ العنوان هي الفرح و الاستبشار الذين أشعر بهما دائما كلما قرأت خبرا من هذا النوع . و قد قادني الفضول للاطلاع على بعض التفاصيل في هذا الشأن , و لكن و لأن العين تنجذب للصور قبل الكتابة , فاجأتني الصورة التي وضعوها لهذه الفتاة , و التي التقطت لها بعد اعتناقها الإسلام على ما يبدو , لأنها تضع الحجاب على رأسها في هذه الصورة , و لكن ما لم تستمرئه نفسي هو الزينة التي ظلت ملازمة وجهها , و الملامح الفتانة التي تجعل من يراها ينسى أصلا أن صاحبة الصورة " محجبة " , و ما زاد الطين بلة أنها وضعت الحجاب بالطريقة التي نرى كثيرا من النساء المدعيات يتبعنها , أي أنها فقط اكتفت بستر شعر رأسها و أبقت على جزء من رقبتها مكشوفا , و ربما غرة رأسها أيضا لم تشملها القماشة السوداء , لأن الصورة قد التقطت من نصف الجبين نزولا إلى الرقبة .
و كان تعليقي على هذا الخبر و كنتيجة لامتعاضي الشديد :
" طيب ما الذي يجعلها تظهر وجهها الفاتن بكامل زينته هكذا إن كانت فعلا قد أسلمت قلبا و قالبا؟ "
لكني فوجئت برد إحدى مستخدمات الفيسبوك , و فيه تتهمني بالغيرة !
و هو رد كثيرا ما أرى الناس يلقونه في وجوهنا نحن النساء كلما قمنا بانتقاد نساء أخريات غيرنا ,
لكن يشهد الله أن تعليقي لم يكن مبعثه ولو نزر من الغيرة , بل كتبته لأني رأيت في الصورة جوانب شاذة لا تمت لديننا الحنيف بصلة - ديننا الذي أمرنا بالتقوى و الستر و الاستقامة - ...
و طالما أني طرحت الموضوع في شكل قصة و ربما فضفضة , فالسؤال الذي يتبادر إلى ذهني الان هو :
" لماذا يمضي الناس للتشكيك في نوايانا نحن النساء كلما وجهنا انتقاداتنا لبعضنا البعض ؟ و لماذا الغيرة بالذات هي أول تبرير يخطر على بالهم ؟ "