طرحه وكفن

10569040_941650542528886_496380973932201-1.jpg

سأعرض عليكم احداث قصة حقيقية اسرتني فعلا !!
وتركت بي اثرا كبير لدرجة أنني اردت مشاركتكم بها !
إستحوذت على كياني لأيام !! وما زلت تحت تأثير أحداثها التي ما شهدت عليها بقدر ما احييتها في مخيلتي وحروفي...لأعكسها لكم بإسلوبي الخاص !
لعلها كانت عظه للبعض منكم كما كانت لي
اردت ان اعكس كامل تفاصيل القصه وبكل شفافية ولكن بأسماء #مستعاره .
اتمنى ان تنال إعجابكم حيث ستكون على شكل اجزاء....

#كرم شاب عشريني فلسطيني...خلوق اصيل وطيب الخصال...من عائلة صغيره متواضعة تمكث في إحدى قرى فلسطين العريقه.
_إبتدأت قصته عندما إلتقيا ب #ملك ولاول مرة عن طريق إحدى مواقع التواصل الإلكتروني ...فتاة حسناء تبلغ من العمر سبعة عشر عاما ... فلسطينية الاصل إلا انها تعيش في اميركا برفقة اهلها.
كرم يتحدث عن قصته لنترك له المجال...
طال بنا الحديث لساعات طوال ...ما شعرت في الملل بالرغم من صعوبة نطقها للغة العربية واختلاف التوقيت بيننا.
إستمر بنا هذا الحال لأشهر...بدأت افتقدها وانتظر لحظة حديثي إياها بكل شغف و لهفة.
تعلقت بفكرها وصوتها فقط !
كيف كان لي أن اقع في غرام إمرأه تبعد عني مئات المدن !
تلك الطفلة المرحه إستطاعت إغوائي بضحكاتها الجنونيه و نبرة صوتها البريئه.
اسرتني من بين نساء الكون...امسيت لا اسمع سوى صوتها...انام وأستيقظ على احاديثها التي ما انتهت يوما.
إلى ان اقنعتها بإكمال دراستها هنا في فلسطين...وفعلا إنتقلت للعيش مع عمها الذي كان يمكث في قريه مجاوره لقريتنا ، تبعد عننا مسافه قليله جدا.
كيف لي ان اصف شعوري لكم عندما إلتقيت بها ولأول مره !!
سبحان من كونها !! واحسن خلقها...
والله ما ازحت عيني من عينها ... طويلة القامه رشيقة المقام حنطية اللون...كانت تمتلك عيون واسعة داكنة السواد...وشعر حريري طويل يغار منه الفرس.
تلعثمت بي الكلمات... وإحمرار وجهها في إزدياد.
اه كم كانت جميله فاتنه تأسر القلوب...كنت أرغب في إخفائها عن كل تلك العيون....أرغبها لي وحدي...طفلتي مدللتي وسبب سعادتي.

_ظننت لوهلة انها مجرد قصة عشق إلكترونيه عابره !!
الا ان القادم كان اعظم....
 
1924385_941995829161024_6760186965968982-1.jpg

ساعدتها في دراستها كثيرا...وبدأت اعمل جاهدا لجني بعض النقود والزواج منها بأسرع وقت .
كنت ارغبها زوجة حبيبة لا مجرد اوقات فراغ وحب اناني ساذج خال من الصدق والديمومه !
كنا نلتقي خفية عن اعين الناس....اخافها من الأعين والشكوك... من النوايا السوداء التي ما كانت ترحم المتحابين وتنصفهم .
#ملك الإبنة الوحيدة المدللة الجميلة المرغوبة من قبل الجميع...
الحمدلله تفوقت في إمتحانات الثانويه العامه وحازت على مقعد جامعي لإتمام دراستها .
والله كلما كنت ألمح بريق عينيها... اشعر بالأمل والتفاؤل !
كنت اغارها من نفسي وعيني...
ولكن كانت صدمتي العظمى.... عندما إلتقيت مع والدتها بمحض الصدفة في إحدى الحدائق العامه...لا تقرب إبنتها بصلة !!
إمرأة بدت عليها ملامح الغرور والكبر !
وبخت إبنتها بصوت عال وطلبت منها الذهاب للمنزل فورا.
شعرت وبأن الكون قد ضاق بي...
عرفتها عن نفسي وبأنني رجل صادق واريد الزواج من ابنتها !
ولكن صدمتي كانت عندما تبسمت بكل مكر مستهزئه :
(على فكره #ملك مخطوبه من ابن عمها....
ومستحيل نتركها لواحد مثلك اكيد طمعان بجنسيتها الأمريكة...فلا تتأمل كتير وتحلم )
رحلت عني وتركت اثار صدمتي تعلو وجهي وملامحه !!
لم اقوى على الحراك واللحاق بها لأكذبها لأصرخ لها بأنها تحبني ..
ولكن ما إستطعت...فذاك الحمل كان اكبر مني .

عدت لمنزلي محملا بخيبات الأمل والإنكسار الشديد !
ايعقل ان تكون قد خدعتني طيلة هذا الوقت وأوهمتني بالمستحيل ؟؟
كيف لغيري أن يحبها وينسج شعرها لجدائل طويلة...يلامس وجنتيها ويغازل عينيها!!
والله يا جماعه شعرت لوهلة بأنني في كابوس...وجلست أحاكي نفسي واضربها لعلي إستيقظت من صدمتي !
بهذه اللحظة تلقيت مكالمة هاتفيه من #ملك... تبكي وتتنهد ...كنت ولاول مرة اشهد على دمعها!
ما انكرت الخبر !!
بل بدأت تعتذر وتطلب السماح مني !
ذنبها لا يغتفر...لم اعد قادرا على سماع صوتها...كان يخنقني ويكتم انفاسي...وكأنني مقيد بحروفها .
تحاول تبرير موقفها...بأنها أجبرت عليه من قبل والدتها...فهي لم ترغبه وهو ما أحبها !
إنما جاء الإصرار من قبل العائلتين...كونه ابن العم المقرب وهو الأحق من غيره #بجنسيتها !!!
وكم حاولت الإنفصال عنه...إلا أن محاوﻻتها باتت في الفشل.
شعرت عندها بأن زواجها منه عبارة عن صفقه تجارية وليس مشروع زواج !
كان علي ان أتخذ القرار النهائي وإياها...فإما ان تكون لي انا وحدي .... أو أستسلم امام ظلم عائلتها وأتركها تتزوج منه !
فأنا ما رضيت يوما بأن اكون في مرتبة #الدخيل الثالث بين طرفين جمعهما النصيب والقدر.
صارحتها بذلك،
وكانت ردة فعلها صارمه جدا.....
#يتبع.....
 
10624965_942534889107118_613324023907978-1.jpg


#طرحة_وكفن 3

وعدتني بأن لا تقبل الزواج منه...
وبأنها ستخلص لي طيلة العمر...وتنجب طفلنا الذي طالما حلمت بأن يحمل صفاتي وجمالها !
قالت لي جمله لا انساها وقد غرزت الرعب بقلبي...
قالت: (إما اكن لك طرحة...او كفن) !!
ما أخذت بكلامها وظننته مجرد كلام عابر لمواساتي فقط!
مرت بنا الأيام...ويوم عن يوم كنا نزداد بعدا...لا استطيع مهاتفتها او اللقاء بها وذلك لشدة ترصدها من قبل والديها !
وفي إحدى الليالي المشؤومه...
تلقيت مكالمة هاتفية من #ملك...
وبصوت خافت ملؤه الحزن والإرباك تقول لي :
( اليوم موعد زفافي...بس لا تزعل...انا على وعدي ...يحرم على نفسي اي رجل غيرك...)
وانهت مكالمتها لأقع ارضا من شدة صدمتي بذاك الخبر القاتل !!
تزف لغيري ؟؟
يغازلها رجل غيري !!!
حبيبتي القمرية...ما عادت لي !؟؟
يا ويلة قلبي ويا شدة تألمه...ابكيها كطفل ضل والدته...اركض ناحية منزلها لعل عيوني كذبت ذاك الخبر...فأراها تتلوح بين يديه برداء ناصع البياض...كما كنت اتمناها دوما...ولكن وجهها الوردي شاحب مترهل !
الجميع من حولها يهنئها...يقبلها ويستودعونها له ذاك الغريب !
وانا...
انا اتجسسها خفية من بعيد...وقد تشوشت الرؤيا امامي من شدة بكائي عليها.
كيف لحبنا ان ينتهي بين احضان رجل ما رغبته وما احبها !!
اي ظلم و اي لعنة هذه !
واين وعووودها لي...اما وعدتني بأن لا يزفها رجل سواي !!!
اخلفت الوعد وما اخلصت لي.
خدعتني.

#يتبع......
 
10685460_942774869083120_390009443111630-1.jpg

اختي..
اكتب لكي ودموعي قد إستولت على قواي ، اليوم مر عام كامل على فراقها.
لم اتوقع يوما بأنني ضعيف إلى هذه الدرجة !! لطالما خبرني ابي ان البكاء ليس من صفات الرجولة...فكتمتها لأنفجر بها الان.

_ما الذي يحزنك ؟؟
زواجها من رجل اخر !!
ام إخلافها للوعد !؟

_ألا ليتها اخلفت الوعد...ألا ليتها تزوجته ... ولكن !

وبعد عودتي للمنزل متثاقلة خطاي...مطئطئ الرأس ، محملا بأطنان من الخذلان وخيبات الظن...
خلدت بنوم عميق...وكأنني احاول الهرب من واقع مرير لعالم الأحلام,,,
استدعيها قبل نومي لعلها زارتني وخففت عني ما حملتني إياه من ألم ومعاناة !
رأيتها في الحلم على هيئة طائر أبيض الجناحين !
باهرة الجمال كما إعتدتها دائما...كلما كنت احاول الإقتراب منها إبتعدت!!!
إلى أن إختفت عني بشكل مفاجئ...مخلفة ما ورائها طرحه بيضاء ملطخه بالدماء !!
فزعت من نومي على رنين هاتفي فجرا.. كان يدق مثل ناقوس الخطر ...
بإلحاح شديد و بلا توقف !
إرتعش جسدي لوهلة عندما لمحت إسمها !!
ترددت جدا عن الإجابة !!
إلى ان تمالكت نفسي وأجبت..
كان صوتها خافت...يتألم...ويبتسم
قالت لي :
( ما وفيت لك الوعد...بس بترجاك تسامحني...حب و إنحب وعيش حياتك من بعدي....لا تعذبني )
وانهت مكالمتها مخلفة ما ورائها ركام رجل...حطام قلب !
خوف وشكوك تملئ مخيلتي...عاودت الاتصال بها مرارا وتكرارا ولكن بلا جدوى !!
ثقل كبير إنسكب على انفاسي...اجبرني على مكالمة امها لتطمئن على وحيدتها#ملك.
ولكن صدت طلبي بإتهامي في الكذب والشعوذة...وبأنني دخيل يرغب بإتعاس إبنتهم ليلة زفافها !
إلى أن....
إلى ان انهزت قريتنا بذاك الخبر المشؤووووم ...
( عروس تقتل نفسها ليلة زفافها ) !!!

_هنا دام الصمت بيننا....
ما عاد يكتب وما عدت ابصر الشاشة بوضوح !!
وكأنما غيمه سوداء إقتحمت نظري !!
أقتلت نفسها حقا !؟؟؟
أي ذنب هذا !؟؟؟
وأي ظلم !
والله تلقيت العديد من الرسائل والقصص الواقعية !
إلا ان هذه القصة هزتني...أبكتني حد الإنخناق !!
لملمت نفسي وحاولت المتابعة معه رغما عن اناملي التي كانت ترتجف طيلة الوقت !

_ #كرم....اكمل.

وبحروف متقطعة !
_ ماتت....حبيبتي #ملك ماتت ملاكي .

قد مر عام كامل على رحيلها ... ولكنني اعيشه يوميا كلما زرت قبرها ...أعتليه لأشم ترابها...لأترك لها بعض الورود وادعوا لها بالرحمة...أحدثها عن أيامي واضحك وإياها...امسو ينعتوني في العاشق المجنون !
تركت دراستي...عملي...اصدقائي..ورهبنة العمر على قبرها !
جميع عائلتها تركوها وهاجروا خارج البلاد..... فهي امست عارهم المخجل وتوجب عليهم الرحيل....تركوها لي كفن بعدما تمنيتها طرحة !!
واه كم ان مجتمعي لا يرحم ولا يشفع !
ظالم هو....إتهموا تلك الطفلة العفيفة العذراء في اغلى ما تملك...لعنوها و ذموها...ولكن أكثر ما المني حقا...
وإعتصر فؤادي ....
بأنهم ما صلو لها....ما ترحمو عليها...
بل نعتوها بالمرتده الملعونة....

أعلم أن نهايتها باتت تحت تراب يضمها....
أتقنت ان الكفن هو رداءها يوم لقاءها!!
رائحة الموت لا تزاولني...
وكأنها تذكرني بواقع مؤلم لا مفر منه!
ستكون دموعهم مسقى لترابها...
ورودهم ندى لمقبرتها...
يلونون بها ارض الموت!!
يحاولون القضاء على لون سواد قد ساد بها
او إحياء ارض قد تشبعت من موتاها!!!
وهي متجه نحو قبر نقشت عليه احرف من اسمها
في رداء ناصع البياض
وكأنه يوم زفافها!!!!
لا اتخيل سماع بكاءهم من حولي
وهم لا يسمعون ما انا به!
لا يشعرون!
لا يرون!
تمنيت دوما ذاك الرداء الأبيض المنصع بأحجار ملونة
ترتديه بين أحضاني متراقصة!
كيف لهم أن يحملونها بنعش خشبي قبل ان تحمل بذراعي؟
ايعقل ان يرمونها بورود الموت!!
بدل ان يزفونها بها؟
ايعقل ان تبكي امها دما لفقدانها!
وكيف لنعشها أن يكون قصرها!
وماذا عن يوم لقاءها؟
يوم حساب قد توعدنا به!
ماذا تقول؟
بماذا تتفوه!؟
والروح بين يدي الخالق...
والجسد بين رحمة التراب!!
تسمع صوت فراقهم...
صوت اقدامهم يعلوها!!!
وهم لا يسمعون استغاثتها؟؟!؟
اسمعهم يودعونها ولا يترحمون لها!!
بدأ القبر يشتد ظلمة عليها ...
والتراب يشتد قسوة...
الهدوء عم!!!
وجسدها امسى ترابا!!
طفلتي ماتت وكانت لي كفنا لا طرحة.
#النهاية



اتمنى اسمع ارائكم بهذه القصه
 
عودة
أعلى