إطلالة القمر فوق مدينتنا مساء الأحد 29 تموز 2012
إطلالة القمر فوق مدينتنا مساء الأحد 29 تموز 2012
د . عدنان جواد الطعمة
هيأت كامراتي الأربعة مع عدسات إضافية قبل أربعة أيام للسفر إلى مرتفعات
أكويريهاوزن هويهه القريبة من مدينتنا ماربورغ الخضراء الجامعية ، حيث كانت الشمس
مشرقة طول النهار و كان الجو حارا بالنسبة لمناخ ألمانيا نوعما . حملت حاملين كبيرين
للكامرات وكرسيا قبيل العشاء على أمل السفر إلى هذه المرتفعات في الساعة الثامنة
مساءا للتمتع بجمال الطبيعة الغناء و كثيرة المزارع الذهبية والخضراء
قبل ان تغيب الشمس في الساعة التاسعة والنصف مساءا .
لكن الفرحة لم تستمر فسرعان ما غطت الغيوم السوداء واشتدت الرياح والعاصير و بدأت
تهطل الأمطار بغزارة شديدة ، فقلت في نفسي القدر ما قدر ، مثلا شعبيا
عراقيا جميلا . لأن الأقدار كلها بيد الله سبحانه و تعالى .
وهكذا امنت بالقدر المقدر وجلست في البيت و واصلت عملي وهوايتي المألوفة بزيارة
موقعي ، ملتقى رياض الفكر ، للرد على مشاركات الأخوات والإخوان في منتداي
وفي المنتديات العربية الأخرى المنتشرة في دولنا العربية .
أخبرت الشاب والصديق الألماني الذي يزاول هواية التصوير باني سأبقى في البيت .
و ظل الجو طيلة الفترة متقلبا ، تارة تشرق الشمس وأخرى تظلم الدنيا بالسحب والغيوم ثم تشرق الشمس وهكذا دواليك .
إتبعت وأتبع في حياتي مبدأ التفاؤل و قبول الأمور السلبية عندما تحدث فوق طاقتنا ولا
ينفع القهر والإنزعاج من أجلها أبدا . قلت في نفسي ستأتي الأيام والليالي على
طول السنة و انئذ يمكنني إلتقاط أحلى الصور لغروب الشمس وطلوع القمر .
جلست يوم أمس بكامله في مكتبتي ومكتبي بين قراءة الكتب و المراجع الألمانية والعربية
و بين الدخول إلى منتداي، ملتقى رياض الفكر ، للرد على المشاركات و فجأة شاهدت
إطلالة القمر على نافذتي ، إلا أن السحب والغيوم كانت تتحرك بسرعة وتحجبه
عني في الساعة التاسعة والربع . بقيت أتابع رؤية السماء و حركة الغيوم حتى الساعة
الحادية عشرة وإذا أصبح الجو صافيا والقمر طالعا مضيئا بأشعته الفضية الهادئة .
وفي الحال خرجت من الإنترنت و هرعت إلى زوجتي الكريمة وسألتها عما إذا كانت ترغب
أن تأتي معي لكي نذهب إلى الجسر الرفيع أو القنطرة الممتدة على نهر اللان أمام دار بيت
الطلبة . وافقت زوجتي و قمنا بسرعة وحملت مع كامرتي مع حاملها وارتديت القبعة و
البلوز وذهبنا إلى القنطرة فوصلناها في الساعة الحادية عشرة و عشر دقائق. و على
الفور وقفت شامخا فرحا و نصبت الكامرة على حاملها وبدأت بالتقاط الصور لمدة نصف
ساعة ثم ذهبنا إلى البيت ، وحمدت الله على هذه الهبة والفرصة الثمينة .
وفي هذا اليوم قمت بتصغير أحجام الصور لغرض تشرها ,
أتمنى لكم من الأعماق أن تتمتعوا بجمال الصور و ببهاء القمر
وإلى لقاء قريب مع مفاجئات أخرى
دمتم بودي و احترامي
والتوفيق من عند الله .
د .عدنان
ألمانيا في 30 تموز 2012