ساعة حائط وعقارب متسارعة
كرسي هزاز قديم بالي وفنجان قهوة وسحب دخان
وعينان جاحظتان تنظران للاشيء
اختلاط أصوات ما بين بائع متجول وبين صوت مذياع وتلفاز
وأغان صارخة تصم الأذان وصوت الجار والجارة في شجار
ونداء الحق يعلو عبر مكبر يسمع قارات العالم الخمس
يغمض عيناه ويضع قطعتين من القطن بأذنيه
فيسود هدوء تام وظلام تام
إلا من صوت يصل على استحياء لأذنيه
تك تك تك تك
يحاول أن يتجاهلها بالتفكير في شيء ما !!
فتزيده عنادا وتزيد من سرعتها تك تك تك تك تك تك
فيرمقها بنظرة تهديد !!! يتخيل اليه بأنها أصابها الرعب
ويسمع دقاتها على أستحياء تك تك
فيعود ليغلق عيناه
وما زالت سحب الدخان تنساب بين أصبعيه
وسعال خانق مكتوم يخرج من بين شفتيه
مد يده ليأخذ رشفة ماء
الكوب فارغا الا من هواء
لا يستطيع النهوض !! ربما كسلا وربما من تعب السنين
فأخذه خياله الى والديه
فلقد عاشا في أيامهما الأخيرة كما يعيش الأن
وحيدان !!! بعد أن تزوج هو وأنقطع عنهما والسبب وهم الانشغال !!!
فماتا ولم يعلم بموتهما الا الجيران
فهل يحدث الأمر ذاته معه بعد أن هجره ولديه ؟!!
ويموت وحيدا فوق كرسيه وكما تدين تدان؟!!
سرعان ما فتح عيناه مذعورا من فكرة الموت وحيدا
ونزع القطن من أذنيه ليتأكد بأنه ما زال حيا يتنفس
فسمع ضجيج الأصوات
البائع المتجول يصيح وصوت المذياع والتلفاز
وشجار الجار مع الجار !!!
ولكن عقارب الساعة توقفت
فلم يعد يسمع
تك تك تك تك
بقلمي ... حسام