صندوق ذكرياتي يفتح

بسم الله الرحمن الرحيم .

اذا ارتاح الضمير ارتفع المقام

و ان عرف كل امرئ مقام نفسه

لن يضيره ما قيل و ما سيقال

لو يعود الزمان للوراء الى الوقت الذي كنت به طفل في حما والدي .

ليس لي هموم , لا تزورني الاحزان .

قلبي نقي ليس للحقد و الكره محل فيه .

احلامي صغيرة و طموحاتي قصيرة .

طفل بريئ كنت في عامي الحادي عشر .

قبل ان يغير مني الزمن لا صير بعد ذاك .

شخص في غاية الغرور و التكبر .

يملئ قلبه الحقد كثير الحزن .

طموحه هو هلاكهم و حلمه الانتقام منهم .

شاب في السادس و العشرين من العمر اصبحت .

ذا ثروة طائله جذورها اعماله القديمه القذرة .

تاجر للمخدرات كان قاتل بلا قلب هو الان .

مزور مروج مهرب كل شي دنيئ هو كان و صار .

يسعى لصدارة باي ثمن كان .

لا يهمه أي احد .

قبل شهر ..

في منزل العم سعد – ابو وائل

في ساعات الفجر الباردة

منزل العم يغرق في هدوء و سكون و ظلام دامس

بالاعلى في جناح ماجد

لا يزال متمدد على الكنبة منذ اربع ساعات مضت

بلا حراك , و كأنه جسد قد غادرته الروح و ظل على حاله

غارق في التفكير ...

يعيد حساباته , يرتب افكاره , يلملم من شتات نفسه

ليعود بعد الدمار الذي حدث بشكل اقوى

بلا ثغرات و بلا اخطأ

كلمات عبد العزيز تدور بذهنه

كلمات كان لها وقع كبير في نفسه

بدات الشكوك جميعها تدور حول عبد العزيز

و في نفسه سؤال لا اجابة لها

هل من الممكن عبد العزيز يكون ....

نفض راسه من تلك الافكار .

رفع راسه بتثاقل ينظر لنافذة

التي سمحت لبعض الضوء بالدخول

زفر بضيق و نهض بتكاسل

عيناه لم تذق طعم الراحه و جسده قد دب به التعب الشديد

توجه ليغسل وجهه لعل روحه قد تستعيد بعض طاقتها

رفع راسه ينظر للمرأة لوجهه الذابل

لعيناه الحمراويتان , لتلك الهالات اسفلها

بدل ملابسه و غادر المنزل سريعا دون ان يخبر احد بوجهته

طوال الطريق كان السكون و الانغماس في التفكير المسيطران على المكان

قطع تفكيرة صوت جواله يعلن عن وجود رسالة جديدة تنتظر منه ان يفتحها

تنهد بتعب و امسك جواله

فتح الرسالة و قراء محتوها بصمت

قام بنسخ محتوى الرسالة و ارسالها لـ " فيصل "

كتب له رسالة اخرى و قام بارسالها

" عمي اسف كان لازم اتصل و اخبرك بنفسي لكن الوقت بدري و اكيد انت نايم فما حبيت ازعجك , لكن ابشرك الاوراق خلصت , موعدنا ان شاء الله نهاية الشهر الجاي اذا يناسبكم "

اغلق جواله ورماه بجانبه و عاد لانغماسه

بعد ساعات قليلة على الطريق الطويله

و بعد اخر لوحة تخبره انه اقترب من هدفه و لم يتبقى سوى بعض كليومترات

سقطت عيناه بشكل عفوي على مرأة السيارة الجانبيه

لفت انتباه سيارة ليست بالغريبة عنه

تقترب منه بسرعة و بشكل مريب الى ان وصلت لمحاذاته

اصطدمت به السيارة بشكل قوي لتدفعه جانبا خارج الطريق

و تجبره على سلوك طريق بري

حاول ماجد جاهدا السيطرة على السيارة حتى استطاع اخيرا التحكم بها

توقفت السيارة من نوع اودي امامه بشكل عنيف

عاد بجسده للخلف و اعتدل , ترك المقود

و رفع يده ليتحسس الجرح الذي نتج عن اصطدام راسه بالنافذه

نظر للامام بكره لشخص الذي كان المتسبب لهذا الاصطدام

ترجل جمال من السيارة و ابعد نظارته الشمسيه عن عيناه بابتسامه : اسف ماقدرت انتظر اكثر , حياك وصلنا

ترجل هو الاخر من السيارة و عيناه تشع كرها : المصنع بعيد

ضحك جمال : انت صاحي مستحيل اخليك تروح المصنع

امال فمه بسخريه : خايف رياض و جماعته يذبحوني

جمال : تقدر تقول كذا

ماجد جال بنظره في المكان يتفحصه بدقه , ثم عاد ينظر لجمال : وش ذا المكان

نظر للمنزل المهجور القابع خلف تلك الشجيرات التي تغطي بعضه : هذا يا طويل العمر بيتي

لم يفهم ماجد مايعنيه ببيته فالمنزل عباره عن خرابه بمعنى اصح

تقدم جمال ناحيته و فتح الباب المهترئ و الذي فتح بسهوله بسبب قفله المخلوع

دخل جمال و اشار له بالقدوم

تبعه ماجد بعد دقائق بحذر

جال بنظره بالمنزل المتهالك او بمعنى اصح ببقايا المنزل

نوافذه منزوعه و اقفاله مخلوعه

جدرانه متشققه و بعضها مدمره

اثاثه قديم

غبار يغطي المكان

شبكات العنكبوت تنتشر بجميع زوايا المنزل

توقف عن تامل المكان و نظر بتفحص لجمال الذي رمى بكامل جسده على الكنبه المتأكله

و ذلك بعد ان ابعد قطعة قماش بيضاء كانت تغطيها و القاها بالارض

جمال لم يكن مرتاح بوجودة بذالك المنزل و هذا ما جذب انتباه ماجد و اثار تساؤلاته و بعض الشكوك لديه

تنهد جمال و التفت لماجد الواقف امامه : كم صارت خمس او ست سنين

تابع كلامه بنبره ساخره : اسئله كثيرة تدور براسي مدري من وين ابدا

ماجد بنظره غريبه : ليه سجنتك

نظر له بابتسامه : ايه هذا سؤال من الجميل نبدا به , ليه سجنتني يا ماجد او بمعنى اخر ليه بعتنا

اردف بلهجه صارمه : انا و انت و حسن ايش صار

ماجد ابعد نظره عن جمال للجهه الاخرى

جمال : ذاك اليوم ..

قاطعه بانفعال : جمال هالموضوع انتهى حسن غلط و دفع ثمن غلطته

عقد جمال حاجبيه : كيف انتهى , ماجد لا تجي تقنعني مثلهم انه خاين و لازم يموت

ماجد : وش سمعت منهم

جمال باستفهام : كيف

ماجد : عمار و رياض ايش قالوا لك

جمال : اتركنا من هرج السفاحين ذول , ابي اسمع الهرجه منك الي صار

وقف بغضب : موب معقول ارجع من برا القى عمري متهم بقضية قتل و لا قاتل اعز اخوياي و فوق كذا مطلوب امنيا لجرايم اول مره اسمع بها

ماجد بلا اهتمام : ما عندي أي اجابة بترضيك

امال جمال فمه بسخرية و سدد لكمه قويه له هوت به على الارض

اقترب منه و امسك بياقته بقوة بينما يصر على اسنانه بغضب : حسن كان بيتزوج يا حيوان , رحت بنفسي اخطبله البنت الي انتظر سنين ليتزوجها

شد قميصه بقوة باتجاهه و عيناه تحكي قصة ليست بالسعيدة : قتلتوه و خليتوا انسانه حبها و تعب ليتقدم لها سوا الي ما يتسوى لاجل يرضوا اهلها فيه , انسانه مالها أي ذنب بوصاختكم خليتوها تترمل

وجهه له لكمه اخرى : سفكت دم اعز اصحابك عشان تكسب رضى رياض الكلب

دفعه ماجد بقوة جانبا ليبتعد عنه , نهض و امسك بقميص جمال على استعداد ان يرد له لكماته السابقه

الا انه تلقى ضربه قوية من الخلف على راسه جعلته يقع على الارض فاقدا للوعي

البارت التاسع عشر

وحيد وسط ذلك الظلام الذي يحيط بي

اطرافي بارده

الم يكاد ينهي حياتي

اسمع بعض الهمسات

صوت قطرات الماء

رائحة كريهه تخنق انفاسي

اشبه ما تكون برائحة الصداء

لما لا استطيع الحراك !!

اين انا ؟

ما الذي حدث لي ؟!

و ما هذا المكان ؟؟

فتح عيناه بتعب و ارهاق شديد

جبينه يتصبب عرقا

صدره يعلو ويهبط بعنف

شعور بألم رهيب في كتفه الأيسر

صداع قوي قد هاجمه

جسده يكاد ينهار , همس لنفسه : حيوان , ما كان لازم اثق فيك

اغمض عيناه و عاد ليفتحهما بسبب ان الرؤيا لم تكن واضحه

تجول ببصره في الانحاء , ليعرف اين هو , اين رمي , الى اين اؤخذ بالقوة

حاول تحريك يداه و تحريرها من ذلك الحبل الذي ربط به

لكن شي ما يمنعه

قوته فجاءة اصبحت صفر

و شعور قوي بالخدر يسري بجسده

هل يعقل انهم قد اعطوه احد تلك العقارات الـ****

ارتسمت ابتسامه ساخره على شفته تبعتها صرخه غاضبه : جمــــــــــال يا كلــــــــب

رفع نظره للشخص الذي دخل و على وجهه ابتسامة مزعجه

نزل الى مستواه ينظر اليه بخبث : لسى تذكرني و لا وصخ الدنيا نستك اهلك و ربعك

ماجد بابتسامة ساخرة : انت و امثالك وصخ الدنيا

اقترب يمسك بياقة قميصه : لتذكير اسمي عماد

نقل بصره للشخص الذي يقفل خلف عماد , احتدت نظراته بكره و هو ينظر لذلك الرجل

التفت عماد ورائه ليرى الى من ينظر

: ايفل

ترك ياقة قميصه طوعا و وقف مبتعد عنه

بينما تقدم ذلك الشخص ليجلس على الكرسي مقابلا له

نظر لهم ببغض : شسويتوا فيني

وضع قدمه على الاخرى : ثمن الخيانة غالي و مالها عقاب الا الموت

ماجد بسخرية : و مين بيبقى كذا من رجالك

تقدم بجسده للامام : عارف كان فيه مكافئه كبيره للي يجيب أي شي يدل على مكانك و عن مكان الحيوان صاحبك ما فتكر كان الرقم فيه كم صفر

ايفل : ثمنيه اصفار

وضع يده على ياقته يعدلها : واحد و عن يمينها ثمنيه اصفار مبلغ يعيشك عيشة امير بس لمجرد عنوان فما بالك بوجودك انت شخصيا تتوقع قد ايش بيوصل عدد الاصفار تسعه اصفار عشرة او يمكن توصل لاعلى من كذا , لرقم تتسائل عنده هل يا ترا فيه مبلغ بذا العدد من الاصفار

رفع نظره لتلك العينان الناعستان , و على فمه ابتسامه كريهه , شده بقوة من ياقته

تحدث ببغض من بين اسنانه : لكن هالفلوس كلها ما تهمني كثر ما يهمني اشوفك قدامي غرقان بدمك

ماجد : وش تنتظر اذبحني و حقق امنيتك

افلته رياض : لسى بدري على موتك يا حلو باقي فيه اشياء كثيرة تسبق موتك

اشار لايفل بالخروج و اغلاق الباب

و ما ان خرج ايفل و تركهما لوحدهما , حتى سارع رياض بالاتصال على احدهم

وقف رياض و هو يتحدث بصوت خافت مع الطرف الاخر و عيناه مثبته على سجينه " ماجد "

ارتسمت ابتسامه قذره على شفتيه تدل على عمل دنيئ مقدم عليه

اغلق هاتفه و تقدم نحوه و تلك الابتسامه لا تزال على شفتيه : شغلي معك انتهى

اتسعت ابتسامته : تدري منو كان يكلمني

ماجد : واحد من الي مرغت وجهه بالترب و جاي يدور على انتقام

رياض : موب أي واحد , ستيف اخوه لكرستيان الي غدرت فيه و وصلته لحبل المشنقه

وقف و اردف : عاد تدري هالكفار ما يتعاملون مثلنا مسدسات و ذبح على طول

سدد ركله قويه الى بطنه : يعذبونك بالاول

تبعها ركله اخرى اشد قوه : لين تعض اصابعك ندم

تلتها ركله اخرى : تتمنى لو يذبحونك و تنتهي من هالعذاب

تابع رياض تسديد تلك الركلات لماجد الذي بدا يفقد وعيه تدريجيا

اقتحم ايفل المكان و وجهه يدل على حدوث كارثه : رياض

التفت له رياض بانزعاج لمقاطعته : وش تبي

ايفل : جمال هرب

صرخ المدعو رياض بغضب : كيف انحاش

ايفل : السيارة انقلبت و هو الي كان متسبب بـ

سكت و هو يرى رياض يفرغ غضبه على ماجد الملقى على الارض شبه ميت و تلك الالفاظ القبيحه التي يرميها عليه

التفت له رياض و هو يزمجر بغضب : يلاقونه من تحت الارض يطلعونه

هدء من نبرة صوته : ان ما جابوه بغضون 24 ساعه

قاطعه ايفل : عمار

صرخ رياض بغضب : بلاه

ايفل : عرف انا ماسكين ماجد

خرج رياض غاضبا صوته يرعب من يسمعه

تحدث ايفل بحذر : اذا تأكدت انه راح اطلع

ماجد شبه واعي : جمال

ايفل : ما ادري عنه

تحرك ايفل ليلحق برياض

تارك خلفه جسد ماجد المنهك ملقى على الارض

امتدت يده بصعوبه لجيبه يخرج السكين التي اعطاها عماد له و يقطع تلك الحبال التي قيد بها

نهض بصعوبه و جسده يترنح يمين و يسار

جال ببصره باحثا عن مخرج غير الذي ارشده اليه عماد

عندما اقترب منه عماد سابقا مدعيا انه يحدثه , كانت يده ممتده خفية لجيب ماجد ليدس بداخله سكينا صغيره تساعده على قطع قيده و الهرب , امسك بياقة قميصه و جذبه اليه ليهمس له بطريقه للخروج

جسد ماجد المتعب كاد يهوي على الارض لكنه استند على الحائط ليمنعه من السقوط الذي سيحدث صوتا يفضح امره

يأس من ايجاد طريق اخرى للهرب و لم يكن امامه سوا طريق عماد

فتح الباب و هو يختلس النظر للرواق الذي تبين له ان الحراس قد تركوه في نوبة غضب رياض

مشى مع ذلك الممر الطويل يعد الابواب كما اخبره عماد ان يدخل الغرفة الرابعه في الرواق

فتح باب الغرفة الرابعه و دخل , تحرك لتلك النافذه الشبه محطمه و التي حطمها عماد سابقا مدعين ان ذلك حدث بالغلط , استطاع فتحها و الخروج بسهوله

تجاهل الطريق الذي اخبره بسلوكه فعماد ليس بالشخص الذي يستطيع الوثوق به و هرب باتجاه الاشجار الكثيفه التي نوعا ما تكون غابه صغيره

***

في طريق العقبه حادث شنيع .

سيارة سوداء فقد صاحبها السيطره عليها في منتصف العقبه

تقلبت عدت مرات حتى باتت كرة من العجين

احدهم مرمي بجانبها بلا حراك مغطى بالكامل بالدماء

اصابته تبدو بليغه

و الاخر استطاع الخروج منها زحفا

و البقيه لا يزالون محتجزون بداخلها

في دقائق قليلة تجمهر عدد كبير من الماره

و في ثواني ابلغ عن الحادث

قدمت سيارات الشرطة و الاسعاف و الدفاع المدني

طريق العقبة اغلق بالكامل

رجال الشرطة استطاعوا التعرف على اصحاب السيارة

جميعهم مطلوبين امنيا

احد رجال رياض كان يقف بين المتجمهرين يبقيه على صله بكل ما يحدث

بينما رياض يفرغ غضبه بكل ما يراه

و خبر ان ماجد قد هرب جعل منه وحش هائج من المستحيل ان يهدء

انسحب ايفل بهدوء من المكان و استقل سيارته عائد الى جدة

بعد ان طلب من احد رجاله الثقه ان يراقب المشفى الذي نقلوا له المصابين دون ان يعلم رياض بذلك

استطع تخمين ان ماجد لم يثق به و انه لم يذهب للمكان الذي اخبره بالتوجهه اليه

طوال فترة بقائه بجدة كانت تصله اخبار عن وضع جمال الصحي من الرجل الذي وكله بالقيام بذالك

كما وصله ان رياض يجري مسحا كاملا للمنطقه بمحاوله لايجاد ماجد

بعد ان تحسن جمال صحيا و امتثل لشفاء اخذ للسجن العام بالجنوب مع رجال رياض الذين اصيبوا بالحادث

بدأ بالتفكير في طريقة يخرج بها جمال من السجن قبل ان يقدم احد رجال رياض على قتله

و لم يكن امامه سواء وائل الذي يمتلك ايادي حكوميه قويه

استغل فرصة بحث وائل عن ماجد و اتصل به ليخبره ان جمال يعلم بمكانه

لم يشك وائل و لو للحظة بانها خدعه فالذي يشغل باله هو ايجاد اخيه

استطاع التواصل بصعوبه مع جمال و اطلعه على ما ينوي القيام به

لكن جمال طلب منه امرا غريبا

بعد خروج جمال من السجن و اسقاط جميع التهم التي وجهة اليه بمساعدة وائل

اتصل بطلال للبدأ بتنفيذ خطته الاخرى

في الوقت الحاضر

في احد القرى الجنوبية القابعه في المرتفعات

توقف جمس ابيض من نوع اكاديا ترجل منه ذلك المدعو عماد و على وجه ابتسامة انتصار : good job my friend

القى السيجارة التي كان يدخنها من دقائق , داس عليها بقوة و التفت باتجاهه بانزعاج : ليش تأخرت

ابعد عماد نظارته الشمسية لتتضح عيناه الرمادية المرعبه : زحمة الطريق

التفت ينظر لسماء بتفكير

اقترب منه عماد بتساؤول : الحين وش ناوي عليه شكسبيرنا

جمال و عيناه لا تزال تحدق بالسماء : اول شي لازم الاقي ماجد

جلس على الصخرة التي كان يجلس عليها جمال من دقائق : رياض شاد حيله يدور عليه بضمير

صرخ بغضب و قدمه تدفع ذلك الحجر من اعلا المرتفع نحو الهاويه : هالغبي ليش ما راح للمكان الي اتفقنا عليه هالحين رياض لو لقاه احتمال

قاطعه : خويك ما قدر يثق فيني , ماضيي اسود معه برغم اني ساعدته لاجل يهرب مثل ما طلبت بس برضه ما قدر

جمال بغضب : هذا الغبي , كل شي خططت له راح عالفاضي

عماد بنفي : ما راح شي عالفاضي لا تنسى انك كسبت عدو جديد و لا نقول اربعة اعداء جدد

التفت له بحاجبين معقودين بينما اردف : رياض قالب الدنيا عليك حالف بمنصب مهم للي يعرفلك طريق , و طبعا ما ننسى وائل و طلال الي من يعرفون انه انضحك عليهم حتى يشدون حيلهم و يدورونك

جمال بسخرية : و الرابع

عماد بضحكة : خوينا الضايع ماجد , صدقني اكثر واحد بيتمنى يقتلك حتى اكثر من رياض

جمال بسخرية : مو كثر ما ودي اقتله و امرغ وجهه بالثرا

عماد بتفكير : تتوقع وين يمكن يكون منخش

جمال : مدري يمكن يكون باي مكان

عماد : اذكر انه ما كان بوضع يسمح له يمشي اكثر من نص متر و اشوف حتى خطوتين على بعضها كثير عليه

جمال باستغراب : ليه وش فيه

عماد : رياض ما قصر معه زيادة على المخدرات الي انعطتله

ساد الصمت دقائق طويله حتى قطعه صوت جوال عماد الشخصي الذي اعاد تشغيله من دقائق و لم ينظر لوارداته بعد

ظل يحدق بالشاشة التي تنير باسم المتصل , بينما جمال يراقب بصمت

اجاب بهدوء على عكس ما بداخله : هلا

وقف مبتعد عن عينا جمال

بعد دقائق قليلة عاد عماد بابتسامه : امش اظني ادري صاحبك وينه

جمال : وين

عماد : اركب و بالطريق اقلك

توقفت سيارة عماد و جمال بقرب محطة البترول الكبيرة و المكتظة بالناس و السيارات

اخرج عماد سلاح وائل الذي سرقه سابقا و مده باتجاه جمال : خذه معك

التقطه جمال بتفكير : ما تقولي وش صار على الولد

عماد و يده تبحث بداخل الدرج : أي ولد , قصدك على الي كان مع طلال

خبئه جمال خلف ظهره : ايه وينه

نظر له عماد بابتسامه : لا تخاف عليه بالحفظ و الصون مدلعه اخر تدليع

جمال عقد حاجبه : وش سويت فيه

عاد للبحث بداخل الدرج : حجزتله شاليه عجيب سبع نجوم برغدان له مطل انما ايه ووصيت الرجال يهتمون فيه و ينوعون له بالمنيو عشان ما يمل من نفس الصنف

اعتدل عماد بعد ان وجد ظالته التفت باتجاه جمال الذي ينظر له باستغراب

ابتسم بمرح : اقسم بايات الله الرجال حي و منجد استاجرت له شاليه و وصيت رجالي عليه

جمال بسخرية : ما عرفتك و الله

عماد : و ربي ظالميني تراني بشر برضه و عندي قلب

جمال بسخرية : يا ربي

اردف بعد ذلك بجديه : الا ما تقولي وش تبي فيه

ابتسم عماد بشكل غريب : شاك بشي و ابي اتأكد

جمال بلا اهتمام : وش شاك فيه

عماد بابتسامه و لمعان غريب بعيناه : اذا تأكدت من الي شاك فيه علمتك

تحرك عماد خارجا من السيارة و عقله يرسم مخطط جديدا ليبدا بتنفيذه حين تتأكد شكوكه

اخفيا سيارتهم هناك و تابعا طريقهما سيارا على الاقدام من بين الاشجار المتشابكه

امتدت يد عماد لايقاف جمال و عيناه تنظر باتجاه البيت القديم حيث يختبأ رجال رياض و لربما رياض هناك معهم

عماد : انزل لتحت و انا باشيك على الي يصير هناك و بالحقك

جمال اتجه ناحية المنحدر الذي يقبع اسفله قريه صغيره و بعض المنازل الشعبيه

المكان ليس بالغريب عليه و جسده معتاد على طبيعة الارض الوعرة و النزول من الاعلى للقرية بالاسفل ليس بالامر الصعب عليه , و التي يراها البعض مستحيله

استطاع النزول بسهوله مع الجبل حتى وصل للاسفل لتلك القرية الصغيرة

اختبئ باحد المنازل التي يعلم سابقا بانه مهجور في انتظار عماد

دخل عماد البيت القديم و الذي يعود ملكه لـ " جمال " بهدوء كعادته

وقعت عيناه على مجموعه من الصناديق يعلم جيدا ما تحتويه : وش جاب ذي لهنا

ارتعد الرجل برعب و التفت خلفه باتجاه عماد الذي لا يعلم متى و كيف دخل فلم يسمع لوقع اقدامه صوت : ايفل ذي شحنه امرنا رياض ننقلها هنا

عماد : وليه

انتقل ببصره لرياض القادم من بعيد و على وجهه نظرة غاضبه , وجهه كلامه اليه : شلي قاعد يصير هنا و هالشحنه المفروض تكون بالمصنع

رياض و لا تزال تلك النظرة الغاضبه على وجهه اشار له بالقدوم لتحدث بالداخل

تبعه عماد بخطواته الحذره دائما

ارتمى رياض بكامل جسده على الكنبه بينما عماد يقف امامه : وش الي قاعد يصير فهمني

رياض و يده تفرك جبينه بعنف : هالشحنه مهمه مابي اغامر بها و اوديها للمصنع و انت عارف رجالي الكفء انقبض عليهم و الشرطة قاعدة تحقق معهم و المصنع بوضع مو امن و احتمال يكون مراقب بعد

عماد : لمتى بتم هنا

رياض : يمكن يوم او يومين لحد ما يجي الموزع و يستلمها

اعتدل رياض بجلسته و اردف : هالبضاعه بتكسر السوق و بتكسبنا كثير

عماد : عندي لك اخبار اهم من بضاعتك

رفع نظره باتجاهه عماد : جيتك لهنا مو لله وش جايب معك

عماد : مكان ماجد

وقف رياض بغضب : وينه هالحيوان عـ

قاطعه عماد : اهداء و اسمع للاخير

جلس رياض بغضب : قول

عماد : ابي الملف الي انخذ من بيت ماجد

رياض بادعاء للجهل : أي ملف

ضحك عماد بشكل مريب و اردف بعدها بجديه : رياض الملف الي انخذ من بيت ماجد استلمه و اقولك المكان

رياض بنظرات حاده : وش يهمك فيه

عماد : نفس الي همك

امتدت يد رياض لجواله ليجري مكالمه لم تدم الا لثواني معدود

اغلق هاتفه و نظر مباشرة لعينا عماد بقوة : هالملف و بيكون بعد دقائق بين يديك و الحين

اعتدل عماد بوقوفه : شايف هالوادي الي اسفل الجبل هناك بتلاقيه

رياض : وش يثبتلي انك مو قاعد تخدعني

اقترب عماد ليهمس بؤذن رياض : هالمعلومة بعتها من دقائق لجمال و لعمار بعد

تحرك خارجا و هو يقول : جمال امداه وصل حاول تسبقه لكن عمار يا عيني ما اظنه بيلحق

وقف رياض ليجمع رجاله و يأمرهم بان يجلبوا له ذلك الخائن حيا او ميتا

اخرج عماد جواله ليتصل به : وينك , انتظرني ثواني و جاي

نظر مع النافذه لرياض الذي اختار الوصول بالسيارة عوضا عن المجازفة و النزول مع الجبل

ابتسم بسخرية " هذا عيبك يا ولد نجد متعود عالطعوس عمرك ما جربت تنزل مع العقبات لكن اتمنى لك التوفيق في طريق 120 كم يلف على 4 عقبات كل وحدة اصعب و اطول من الثانيه"

نظر لساعته ليحسب الوقت المحدد لهم لايجاد ماجد قبل وصول رياض

خرج متجهه للمنحدر ليسلك نفس الطريق الذي سلكه جمال قبله و الذي لن يستغرق وقتا اكثر من ربع ساعة بينما طريق رياض الذي سلكه طويل للغاية و صعب

بالاسفل قريتان صغيرتان تسكنها قبيلتان من قبائل جنوب المملكة

يفصل القريتان عن بعضهما طريق واسعه و وعره

عماد هو حفيد لعمدت القرية التي تقع عن يمين الطريق اسفل العقبه مباشرة

و جمال من ابناء القبيله التي تسكن القرية الاخرى

ابناء تلك القريتان في خلاف و عداوه منذ زمن طويل

بسبب حادثة قديمة حكم فيها الجهل و العادات

و كانت سبب لتلك الخلافات التي توقفت لفترة بسبب قرار ظالم اتخذه كبار القبيلتين لاصلاح بين ابنائها

لكن للاسف سرعان ما عادت الخلافات مع اخلال من ظلموا بذالك القرار له

رغم تلك الخلافات التي بدأت من القديم و غرست بنفس كل طفل و شاب و عجوز في تلك القريتان

الا ان جمال و عماد جمعت بينهما صداقه قويه من الصغر لا احد يعلم بها

عند عماد الذي التقى بجمال من دقائق

يراقب من خلال النافذه المحطمة ماذا يجري بالخارج بتيقظ تام في انتظار حلول وقت الصلاة حيث سينشغل كل من في القرية بادائها

جمال بالخلف يجلس على الارض منغمس بالتفكير

في وقت سابق ورد لعماد اتصال من شقيقته " العنود " تخبره بحسن نيه عن وجود شاب ليس بالغريب عنها تشتبهه بكونه احد اصدقاء زوجها القدامه متواجد بالقرية منذ اكثر من شهر بمنزل احد الفلاحين كما اخبرته بانه كان مصاب و فاقد
للوعي

جمال بصوت هادئ : كم معنا من الوقت

التفت عماد باتجاهه و كأنه يعلم ما يرمي اليه : الي يكفيك

وقف جمال ينفظ الغبار عن ملابسه بينما اردف عماد : روح و حل مشاكلك المعلقة و انا بجيب ماجد

جمال : نتقابل هنا بعد ربع ساعة

عماد : ماشي

غادر جمال المنزل بعد ان تأكد من ان جميع رجال القرية قد توجهوا للجامع لاداء الفريضة

تحرك بسرعة باتجاه المنزل الكبير الموجود بوسط القرية

تبعه عماد بعد ثواني باتجاه المنزل الاخر حيث يوجد ماجد

*********************

هل يعشق الشخص دون ان يدرك ؟

هل يتيم دون علمه ؟

هل يخفق قلبه دون ان يشعر ؟

ام لكل ذالك احاسيس تسبقها و قواعد تحكمها

وقفت رهف : يله سلام بسري لامي قبل لا تفقدني في بيتكم

ندى تسقطها برجلها على وجهها : و الله ما تسيرين مكان قبل لا تصلحين الي خربتيه

رهف بتمسكن : ياخي اعتقيني لوجه الله و خليني اروح بيتنا

ندى : مافي

خطفت الجوال بسرعه من يدها و اجابت على الاتصال

وضعت الهاتف على اذن ندى و انطلقت لجمع اغراضها استعدادا للهرب بينما ندى تنظر لها بتوعد

صوت مصعب الذي اتاها عبر الهاتف جعل من بطنها يصاب بالمغص

رهف بهمس : ردي على مقرودك و صرفيه بنفسك انا ماشيه سلام

: الو ندى

ابعدت الهاتف عن اذنها و اشارت به باتجاه النافذه المفتوحه : و ربي اطلعي من الباب و الجوال بيطلع من الطاقه

رهف بخوف : ما تسوينها

ندى : هيا انثبري

جلست رهف مجبره على حافت السرير تتوعد ذلك المصعب و تلك الامل بالقتل

عادت ندى لتجيب و هيا لا تعلم ماذا تقول : الو

مصعب : قلقتيني عليك مكالمات كثير و يوم دقيت ما رديتي خفت يكون صاير بك شي

ندى تلتقط المنديل المرمي بجانبها و تلقي به على رهف التي فزعت و صرخت بصوت عالي : جني وش بك

ندى تتوعدها : بتموتين على يدي يا زق , و الله لادق على حامد و اسمعه اغنيه رومنسيه

رهف ترد لها منديلها : وش دخل حامد يا بلا لا توهقيني مع الرجال

ندى : دخله انك داقه علـ

قاطعتها رهف بسخط : يلعنك الهي انتي و مصعوبك الي ابلشتينا فيه , روحي ردي على الرجال امداه مصنم عند السماعه

مصعب : الو ندى

ندى : ايو هلا

مصعب : امري كنتي تبين شي

ندى تقذف المنديل باتجاه رهف من جديد : جدري قوليله عندي هديه لك

ندى بسخريه : بالله

رهف بغضب : كزق هذا الي عندي

ندى : حبيت اقدم لك هدية و ذا شسمه ما عرفت أي عنوان لك

رهف : هبلا بيقول كان ارسلتيها للقناة

ندى بسرعة : حتى عنوان القناة ما عرفته

مصعب بابتسامه : هديه بمناسبة وش

ندى تقذف كل ما تصله يدها باتجاه رهف : هدية من سمر تعرف سمر ازعجتني

رهف بالم : وش دخل سمر يا معوقة

مصعب بخيبة : من سمر يعني مو منك

ندى : لا مني

مصعب قضب حاجبيه : كيف

رهف : يا حمارة قوليله عشانك ساعدتني

ندى : عشانك ساعدتني

مصعب بضياع علم انها مرتبكة : و سمر

ندى : ايشبها

ضحك مصعب بشكل اسر قلبها : عالعموم انا الحين بالطايف اذا حابه نتقابل

ندى بحزم : نعم

مصعب فزع من صوتها و بمحاولة لترقيع : يعني انا الحين بخرج و بروح المول يعني شسمه

ندى : ايوا فهمت

رهف انجلطت : ذبحتي الورع جعلك الي ماني بقايله يا معاقه

ندى : انا بعد ذحين خارجة مع صاحبتي للمول

مصعب : اوك نتقابل هناك يعني اخذ الهدية بس اخذها مافي شي ثاني

ندى : ايو

اغلقت منه و هيا تنقض على رهف لتقضي عليها : ليش تدقين عليه هاه مين سمحلك : الحين يا كلبه ما معي فلوس بطاقتي تو جدك الظريف سحبها كيف اجيب هديه للرجال

رهف تتحسس الباقي من عظامها : الحين شيلي هم كيف تطلعين نورة مقفله باب الفيلا بالمفتاح و متكيه برا هي و زوجها المصون يتقهون

ندى توقفت عن ضربها : ايه و الله

ندى بعد تفكير : تهقين لو قلنا لهم بنروح نذاكر لامل يرضون

رهف تشوتها : امل علمي يا فله

ندى بيأس : اجل كيف

وقفت رهف : انا سارية بيتنا

ندى تجلسها بالقوة : بعد ما نكبتي اهلي بتسرين اقول انثبري

رهف : طيب انا اقولك كيف نطلع بس الفلوس من وين

ندى ترفع جوال رهف : بتصل على امل

رهف بصراخ : املللل لالالالا احذفي رقمها و رقم البقرة حقك اصلا انا ببيع جوالي حرام معاد اخليه عندي بعد التكفيخ الي كفختيني اياه

ندى : كزق

ندى اتصلت بامل : الو

امل : هاه

ندى : عندك فلوس

امل : حافيه منتفه

ندى : ما تعرفين احد عنده فلوس

امل : للاسف و الله

اغلقت منها : ماش و الله تقول ما عندها

رهف : تسلفي من سواقكم

ندى : جدي قافل على السواق الباب

رهف : سبحان الله كأنه عارف بنته , و كيف بتروحين ذحين

ندى بابتسامة : تاكسي

رهف تضربها بقوة : اولا ما معنا فلوس ثانيا وين بتلقين تاكسي بذا الحي

ندى باحباط : و الحل

رهف بتفكير : دقي على صاحب تاكسي و خليه ينتظرنا عند بيتزا هت الي في الشارع العام

اردفت بغضب : بس كيف بتدفعين له

ندى ببصيص امل : على الله القاء بطايق رعد حقت الشركة , و حق التاكسي بشوف الحريم الي تحت يرضون يسلفوني و لا

ندى انطلقت لغرفة الخدم : على بال ما اجيب الفلوس دقي على التاكسي

بعد دقائق قليلة

رهف برعب : الله ياخذك ياندى وياخذ الحمار الي تحبينه , اناوش بليت نفسي فيه الله لايوفقكم اجمعين

ندى : بسك تحلطم يا تراب و انزلي

رهف بغضب : وين انزل شايفه انا وين معلقة

رهف معلقة على الماصورة خارج الفيلا بين السماء والارض متشبثه بقوة بكلتا يديها وقدميها و بالاسفل ندى

ندى بملل : نطي وانا بامسكك

رهف بغضب : نطوا فوقك عفاريت شايفه بعد الارض

ندى : بامسكك

رهف : احلفي

اردفت بغضب : انقلعي هاتيلي سلم لا اصيح واخلي نورة وخالد يكبسون عليك

ندى : من وين اجيبلك سلم

رهف : مدري عنك دبريلي سلم ونزليني من ذا العله بسرعه

ندى : الله يبلشك بعمرك الحين من وين اجيبلك سلم

رهف : تصرفي

وبعد نص ساعة واكثر تم انزال رهف بصعوبة للارض

وما ان وطئت قدمها الارض حتى انقضت على ندى لكي تقتلها

ندى بهواش : امشي اخرتينا

رهف : والله ما اسير بعـ

لم تترك لها المجال للاعتراض , امسكت بها بقوة وسحبتها خلفها

تسللتا من باب الكراج وما ان خرجتا حتى انطلقتا مسرعتين قبل ان يلمحهما احد

بعد دقائق في الجوري مول

ندى تتأكد من شكلها للمره المليون

و رهف لم تكف عن التذمر حتى تم تسكيتها بموكا تسد به حلقها

جلست الاثنتان داخل المقهى في انتظار وصول مصعب

رهف تعبث بهاتفها الذي كانت ستفقده قبل لحظات

و ندى عيناها مسلطة بتركيز على مدخل الكوفي في انتظار وصول فارس احلامها

وقف مصعب امام الكوفي يتأكد من هيئته في انعكاسه على الباب

دخل بتميلح و شخصية رجوليه عكس مافي داخله من توتر و رجفان

شهقت ندى و نظرت لعينا رهف و همست : جاء جاء جاء جاء

رهف : لا حول و لا قوة الا بالله , اثقلي جعلك بالي ماني قايلة

اردفت رهف : قوليلي وش قاعد يسوي مابي التفت و نبين انا ميتين عليه

ندى : واقف على الباب يطالع في الناس

مدت لها رهف الجوال : دقي عليه و قوليله تركنالك الهدية فوق الطاولة

ندى بزعل : ليــــــــــــــه

رهف : حمارة قلتلك اثقلي

ندى بتمسكن : ابي اتمقل فيه بس دقايق

رهف برفض : بعدين بعدين

وقفت رهف : امشي نطلع مع الباب الثاني

وقفت ندى : طيب نوقف بعيد نتمقل فيه

رهف : امشي ذحين و بعدين نشوف

خرجتا مع الباب الاخر بعد ان تركتا كيس الهدية فوق الطاولة

اتصلت ندى بمصعب تخبره بما اخبرتها رهف ان تقوله : اسفه ماقدرت انتظر اكثر اصل صاحباتي عازميني على الغداء و مره تأخرت عليهم

رهف تصفق باعجاب : قود قود

مصعب بخيبة امل : لا ماله داعي تعتذري , على العموم شكرا على الهديه

ندى وعيناها تراقبه و هو يرحل : الشكرا لك لانك ساعدتني

اغلقت منه و التفتت باتجاه رهف : ليش كذا مصعوبي زعل

رهف : يا غبيه اذا تماديتي معه بيفكرك حاجه سهله و انك ميته عليه , اثقلي شوي

ندى بزعل : لمتى بظل اثقل كذا

رهف : اقسم بالله الكلام معك ضايع امشي نفرفر شوي و نرجع قبل لا تقفطنا جدتك الوناسه

***********************

لا يزال طلال متواجد بالجنوب متاجهل لجميع الاوامر التي نصت على ضرورة عودته للطايف

و ترك مهمة البحث عن رعد للشركة

لكنه اصر على البقاء و البحث عن صديقه بنفس , فهو يرا ان اختفائه هو خطئه

فلم يكن يجدر به ان يتركه لوحده بال انه لم يجدر به من الاساس ان يسمح له بالقدوم معه

لا يزال يجهل مكان وائل و هو ايضا لا يعلم ان كان على قيد الحياه او انه قد غدر به

بعد مده من البحث الذي لم يأتي بأي نتيجه توجه اخيرا الى اقرب فندق ليحصل على قسط من الراحه قبل ان يستأنف البحث من جديد

نظر لهاتفه قبل ان يلقي بجسده المتهالك على السرير

لم يهتم لوجود الكثير من الاتصالات من عائلته و التي لم يجيب عنها

القى الهاتف بجانبه و استلقى على السرير لم يستغرق الامر الا دقائق قليلة حتى غفت عيناه بسبب الاجهاد

****************************
 
في داخل احد منازل القرية

الذي تزينه اشجار الرمان و اللوز و التوت

و ورد الجبال ذات الرائحة الزكيه القوية

فرن التنور و البئر الصغيرة

تقف بالخارج في ذالك الهواء البارد تقوم بنشر الملابس على حبل الغسيل

فتاة جميلة جذابة طويلة القامة , قوامها ممشوق

ذات شعر احمر كثيف و طويل

تمتلك صوت عذب و طبقة صوتية فخمه

تدندن بشكل جميل للاغنية الوحيدة التي تحفظها

وقف خلف جدار المنزل يسترق النظر

عينه تراقب بصمت من حكمته الظروف بتركها

تلك الجميلة التي لم يكن من ذنبها ان تكون زوجة لرجل قذر مثله

ارغمتها قبيلتها على الزواج منه للاصلاح بين القبيلتين

لن يستطيع ان ينسى ما اذاقه لها من عذاب و ألم لان كبريائه فقط لم يرضى بالذي حدث

قبل ستة سنين مضت

في قرية عثمان العمدة للقرية التي تقبع اسفل الجبل مباشرة ووالد راضي الرجل الذي بدأت معه كل تلك الخلافات

لم يكن عثمان راضيا عن تلك الخلافات و التي قد فرقت بينه و بين صديق طفولته جمال العمدة للقرية الاخرى بسبب فعلت ابنه البلهاء

في الماضي كانت القريتان قرية واحدة تسكنها كلتا القبيلتين , تنعم في سعادة و امان و تناغم

حتى حدثت تلك الحادثة الشنيعه حيث قتل عمران ابن جمال الوحيد على يد راضي ابن عثمان

بسبب تلك الحادثة انقسمت القرية لتصبح قريتان متعاديتان جمال و قبيلته طالبوا كثيرا بدم ابنهم المغدور

لكن عثمان لم يرضى لمطلبهم فلا يزال راضي ابنه حتى و ان اخطئ و لن يسمح لحفيديه " عماد و العنود " ان ييتما

و بعد سنوات من تلك الحادثة و التي قد جلبت معها الكثير من المشاكل

قرر عثمان ان يجتمع بجمال و يضع حدا لتلك الخلافات

وقف عثمان و بعض من رجال قريته الذين وافقوه القرار امام منزل العمدة جمال

خرج رجال القرية من منازلهم ينظروا ما الذي قد جلب هؤلاء الى هنا

تحدث احدهم : وش جابكم بعد سواد وجهكم

عثمان : جاين لعمدتكم نبي نصلح الوضع و نرد كل شي مثل ما كان

تحدث الاخر : ما عاد في شي يتصلح

تحدث اخر : ما نرضى الا بدم قاتل عمران و لا حتى دم ولده يرضينا

خرج جمال من منزله باستغراب لتلك الاصوات الغاضبة : وش الي جابك يا عثمان لارضي و وقفك قدام بيتي

عثمان : جاين ننهي الي قاعد يصير

تحدث احد رجال القرية : قلنالك مافي شي بيرضينا و يريح ولدنا عمران بقبره الا دم قاتله

جمال : سمعت الرجال

في داخل منزل العمدة جمال , اعتلا الخوف قلب الجدة ام عمران و لم تكن راضيه بالشي الذي تسمعه حتى و ان كان ابنها هو من قتل فلن تسمح بان يسكف دم رجل اخر و حتى و ان كان قاتل ابنها

توجهت الجدة لايقاظ حفيدها جمال الذي عاد من لحظات من العمل في المدينة و غلبه النوم بسبب التعب

بعد محاولات من الجدة لايقاظه استيقظ اخيرا و خرج ليقف بجانب جده باستغراب لذالك الحشد الكبير

التفت الجد باتجاه حفيده جمال و الذي قد سماه عمران ابنه الوحيد باسمه قائلا بانه يأمل ان يصبح مثله بالتمام

ذلك الفتى الذي فقد والدته في ولادته و اباهه في عامه الخامس و عاشا يتيما وحيدا بلا عائله في منزل جداه

جمال بألم يغرس في قلبه : عثمان ان كانك معزم تبي تصلح الوضع وافق على طلبي

عثمان : ان كان طلبك دم ولدي او ولده فطلبك مردود و ان كان غيره فانا عطيتك

الجد جمال : عطنا بنت راضي لجمال

نظر جمال لجده بصدمه

بينما تلون وجه الجد عثمان : بس يا

قاطعه الجد جمال : هذا اخر كلامي تبيه و لا خل الحياه تمشي مثل ماهي

عثمان بقلة حيله وافق على مطلب الجد جمال

صرخ الجد جمال في ابناء قريته : شاهدين يا رجال

صرخ الجميع خلفه : شاهدين

عاد عثمان بضيق ليخبر حفيدته العنود بالذي حدث لكنها وافقت و لم تعترض قائلة ان كان ذلك قد يمحي ما تركه اباها من هم على مثقليه فهي موافقه

بعكس ما حدث بمنزل الجد جمال و ذالك الشجار و الرفض التام الذي كان من طرف جمال لكنه قد اجبر في النهايه على الزواج من العنود

طلب الجد جمال من جمال اختيار ارض من اراضي القرية و بناء منزله عليها لكن جمال قرر اختيار ارض في اعلى الجبل تكون قريبه من المدينه مدعيا انها اقرب لعمله

لم يدم زواج العنود و جمال طويلا فكبرياء جمال لم يستطع ان يرضى بالزواج بالاجبار

فكانت فترة زواجهم مثل الجحيم لكلا الطرفين حتى انتهى بهما الحال مطلقين لكن الجد جمال اجبره على اعادتها

اعادها جمال الى ذمته كما طلب الجد لكنه هرب بعد ذلك مباشرة الى خارج البلاد تاركا لها ليس لانه لا يرغب بها

بال لانه قد خاف عليها من اؤلائك الاوغاد الذين يعمل معهم , خاف ان يقدم احدهم على ايذائها خاصة بعد ان شاهده احدهم معها

و لكنه عاد بعد ان غاب طويلا ليشبع عيناه التي قتلها الشوق بها

وينظر مطول لتلك التي قد غادر سابقا تاركا قلبه معها لتصونه و تحفظه

فبعد ان اذاقها الألم و اعاشها العذاب وقع بشباكها و اصبح متيما مغرما بها تهون نفسه امامها .

نظر الى ساعته التي كانت تشير الى انه مضى اكثر من نصف ساعة على تواجده هنا

غادر مسرعا ليلتقى بعماد الذي تأخر عليه

وهو يتمنى لو يبقى لوقت اطول فتلك المدة التي بقيها لم تطفي أي من نيرانه شوقه الى الان .

عند عماد

في منزل العم صابر احد الفلاحين الذين يعملون لدى عثمان عمدة القرية

يجلس عماد بابتسامه ساخره على وجهه امام ماجد الجسد الممدد بلا حراك

في رأسه تدور الكثير الكثير من الافكار الغير جيدة

انتقل ببصره من جسد ماجد الى صابر الذي عاد للتو من المسجد

صابر بدهشه : عمي عماد

عماد بابتسامه مزيفه : وشلونك عم صابر

صابر : زين الحمد لله يا عمي

عماد اشار بعيناه باتجاه ماجد : من متى و هو على هالحالة

صابر : ان ما كنت غلطان من شهر , عاينه الدكتر و قلنا انه يلزمه يروح المستشفى

عماد : منو الي عاينه

صابر : الدكتر عبد القادر ولد اخوي شبل

وقف عماد و تحدث بجدية : عم صابر ما ابي أي مخلوق من الديرة يدري انه كان عندك و لا ان عبد القادر عاينه و نبهلي اخوك وولده محد منهم يجيب سيرته

اردف عماد بعد لحظات : متأكد جدي و رجال الديرة محد منهم يدري بوجوده

صابر : ايه يا عمي محد منهم يدري عنه , انا من لقيته طايح يم الجبل و متعور و بحالته هذيك خشيته عندي و لا علمت احدن به

عماد : ما صحي من ذاك الوقت للحين

صابر : امبلا يا عم هو يصحى و يهرج معنا و يسأل هو وين بس ان العوار الي فيه شايد و يلزم منا نعطيه من هالادويه لينه يرد ينام

عماد : بوش يهرج معكم فيه , وش قد قلك

صابر: علمنا بان اسمه ماجد و انه كان ضايع و في مره كان مصر يروح بس العوار هده و زهمناله عبد القادر

عماد : زين مثل ما وصيتك و بالمناسبة ابي منك خدمه بسيطه

صابر : امر يا عمي بالي تبيه

بعد ساعات قليلة وصلوا رجال رياض للقرية مدعين بانهم من رجال الحكومة و بانهم يبحثون عن بعض المطلوبين

فتشوا منازل القريتين لكنهم لم يعثر على أي شي

تحدث العم صابر قائلا كما طلب منه عماد ان يقول " بانه يرى احيانا ضوء في منزل السيدة العجوز الموجود بقرب الجبل و المهجور منذ ان ماتت "

سارع رياض و رجاله لذالك المنزل لكنهم لم يجدوا ماجد فيه

بال قد عثروا على الملابس التي كان يرتديها قبل ان يهرب منهم و بعض الاشياء التي تدل على تواجده هنا من مدة طويلة

صرخ رياض بغضب و هو يرى ان جمال قد سبقه اليه : 400 الف و صندوقين هاش و سيارة اف جي موديل 2015 للي يجيب راس جمال

لم يصدق رجال رياض ما تسمعه اذانهم فتلك مكافئه لم يحلموا بها قط , انطلق جميع من سمع بأمر المكافئه باحثا عن جمال

*******************

في منتصف الليل في مدينة الرياض

في احد المباني السكنية المكون مما يزيد 20 طابق

يجلس في شقته اما التلفاز

عيناه قد جافاها النوم

و استولت الحيره على علقله

و صار بين نيران القبول او الرفض

لعرض سعود الذي لا يعلم ماهيا خوافيه

"

سعود بابتسامه و نظرات لم يستطع تفسيرها : انت الحين معك دكتوراه ادارة اعمال من نفس الجامعة الي حصل منها ماجد شهادته في الدكتوراه

ابتسم سعود برضا : صرتم متساوين بالمؤهل التعليمي

تغيرت ملامحه لعدم الرضا و اشار بابصعه : لكن ماجد رجل اعمال كبير عنده شركته الخاصة و المدير التنفيذي لشركة طيران اجنبية و عنده سلسلة مطاعم معروفة بالخليج و باروبا , مشاريعه الناجحه ماتنعد غيرالفنادق و المنتجعات الي يمتلكها

اردف سعود بنبرة غريبة : و انت ؟

تحدث بسخرية : اسف لاني بخيب ظنك ما عندي أي من النجاحات الي حققها ولد سعود ال.....

امال جسده للامام : انت الولد الثاني لسعود ال ... ما ابي يكون هذا ردك

اعتدل و تابع حديثه : هالعايلة تكونت ثروتها من عرق و تعب ابوي , كون ثروتها من الريال و كبرها و قبل لا يموت وصاني احافظ عليها , و كنت بترك حلالي كله لسندي راشد لكن الله يرحمه , و هالحين بتركها للي بيقدر يحافظ عليها ويديرها مثل ما كانت تندار من 60 سنه

تابع الجد حديثه بنبره اخرى : انت و ماجد الاحفاد الوحيدين لهالعايله , اخوك و يوسف رحمة الله عليهم و البنات مافي مره بتدير مليارات بدون خساير

تابع حديثه باهتمام : المنافسه بينك و بين ماجد واحد منكم بيثبتلي انه الاحق

قاطعه بسخرية : تبيني انافس حفيدك المدلل , برائي تعتبر هذي منافسه خاسرة وضياع وقت عالفاضي

ابتسم سعود : تبي الصراحة ماجد خارج عن سيطرتي ومن الخطأ اترك بيده ثروة تقدر بالمليارات لاجل ذا انا دربتك و علمتك لاني ابيك انتي موب ماجد , يعني اترك فلوسي لواحد من دمي و لا اتركها لواحد غريب

عقد حاجبيه لانه لم يفهم ما كان يقصده بقوله

امال الجد جسده للامام بجدية واردف : انت لازم تثبت ان ماجد موب كفئ ليكون الوريث لحتى اتنازلك عن املاكي

تحدث باهتمام : واذا ماقدرت

اعتدل الجد بجلسته : املاكي كلها بيظفر بها ماجد , ماجد هو منافسك الحين وانت لازم تتغلب عليه

رفع حاجبه : وش مكسبي من ذا كله لا تقلي فلوس انت عارف انها ماتهمني فلوسك , انا مستعد اعيش فقير ولاغني بالحرام

ابتسم سعود باعجاب : لا جاء الوقت بتعرف وش مكسبك

وقف سعود على وشك المغادرة الا انه تذكر شي اثار فضوله و يريد ان يستفسر عنه , التفت باتجاهه بتساؤول : انت ليش قلت للحارس ان اسمك معتز

وقف هو الاخر و اقترب منه ليهمس له قبل ان يغادر : ابي اذكرك بولدك الي قتلته بدم بارد خفت تكون نسيت

"

اغلق التلفاز الذي لم يكن يتابعه بالاصل فقط كان جسده من يجلس امامه و عيناه من تنظر له

ام عقله و تفكيره كان مع سعود

وقف على شرفة شقته القابعه بالدور العاشر

ينظر للشوارع و الهواء البارد يلفح وجهه ويطير بعض من خصلات شعره

ابتسم بانكسار و هو يتذكر من كان و كيف كان و ماهو هو عليه الان او مايريده سعود ان يكون عليه

********************

بمدينة الطايف

وقف امام المراءه ينظر ماذا حل بجسده ووجه

مالذي فعله هذا الشهر الذي قضاه فيه مسجونا بالجنوب

و الاحداث التي مرت عليه من جمال و رياض انتهائا بعماد

بهذا الجسد الذي يعاني و لا يحتاج للمزيد من المعاناه

خرج من الحمام بعد ان حصل على حمام ساخن اراح به اعصابه

توقف امام الباب ينظر لذالك الشخص الذي ينام بعمق فوق السرير دون ان يعلم مالذي حدث له

توجهه للمنضده بجانب السرير التقط هاتفه و عاد ينظر لذالك الشاب و في داخله الكثير من التساؤولا ت التي لا يجد لها اجابة مقنعة

ما الذي قد يريده عماد من هذا الفتى و ما الذي قصدة بقولة " شخص يهمك يمكن مو الحين بس هو يهمك "

ضغط الارقام سريعا و ما هيا الا دقائق قليلة حتى اجاب بصوت ناعس : صحصح و تعال عندي للفندق

مشاري بنوم : مختفي شهر و بعدين تدق علي بنص الليل تقول تعال عندي , وش مهبب

ماجد : اترك الكلام الفاضي عنك و اسرع

مشاري بكسل : طيب

ماجد : يله هالحين ارسلك لوكيشن الفندق

قام بارسال الموقع له و القى جواله باهمال على المنضدة

جلس على طرف السرير ينظر بتمعن للشخص الذي منذ لقائهم الاول اثار بداخله الكثير الكثير و لا يزال يجهل السبب

"

فتح عيناه بصعوبه و ألمه الفضيع قد عاد اليه ككل مره يستيقظ فيها يعود معها ذالك الالم الذي يكاد يشعر بروحه تخرج من جسده معه

و تلك الكوابيس التي لم تفارقه البته و لا تزال تلاحقه اينما هرب منها

عقد حاجبيه بشدة بسبب الالم الذي لا يحتمل

نظر للسقف باستذكار للاحداث التي جرت ككل مره يعود فيها للوعي

حاول النهوض بصعوبه و هو يرا ان المكان ليس نفس الذي كان يستيقظ و يجد نفسه فيه منذ ان هرب من رياض وكلابه

بعد ان استجع قوته استطاع الوقف متجاهلا الم ساقه التي قد كسرت عندما سقط مع ذالك المنحدر و لم تشفى بشكل كامل بعد

حاول المشي قليلا للامام لكن جسده مخدر بالكامل

احس بوجود احدهم ينظر له و يراقب تحركاته اليائسه استدار خلفه فاذا به ينظر له

ماجد بكره و بنظرات حاده : ويني فيه

عماد لم يجيب على سؤاله كانه لم يسمع ما قاله فقط كان يجلس مستند راسه للجدار خلفه و عيناه تنظر بشكل غريب لماجد

ماجد بتكرار لسؤاله : ويني فيه

عماد بهدوء و هو لا يزال على وضعيته : موب قادر تنسى

عقد ماجد حاجبيه بعدم فهم لما يقصد بينما تنهد عماد ووقف قائلا : المفروض تبين الشكر و الامتنان للي طلعك من الموت و لو شوي

ماجد بعقدة حاجب بسبب الالم : لو اني موب متأكد ان وراك غاية كان بينت لك الي تبيه

اردف بسخرية : اما انك تساعد احد بدون أي سبب صدقني قوية ما تتصدق

ابتسم عماد بشكل غريب , اقترب منه ورمى بالملف الذي قد انهى من قرائته للتو امامه

عض ماجد بقوة على شفتيه و هو يعلم جيدا كم هو مهم ذاك الملف لاي شخص قد يحمل الغضينه له

امسك به بقوة من قميصه : يدك الوصخة انطالت لبيتي

انزل يديه بقوة من على قميصه : قصدك يدين رياض انطالت لبيتك

اردف عماد بتفكير : تدري انا ما كنا على وفاق ابد لكن لنقول اني بساعدك و اطلعك من هنا مثل ما ساعدتك و نحشتك من عند رياض

ماجد برفعة حاجب : و ليه بتسوي كذا

عماد بضحكة : كان معك حق في كلامك انا اساعد بدون مقابل ماهي من اطباعي

اردف عماد بجديه : لنقول نوايا جمال موب جايزتلي

تابع حديثه بنظرات غريبه : انت ما تدري علي ناويه جمال

ماجد : وش مقابلك

عماد بنوايا خفيه : اذا جا الوقت المناسب حتعرف وش ابي

اردف عماد بعد دقائق : صح نسيت اقولك

تابع حديثه بنبره لم يستطع ماجد تفسيرها : ان خرجت من هنا بتلاقي تاكسي منتظرك عند الشارع العام و بداخله شخص يهمك يمكن مو الحين بس هو يهمك

"

**********************

في صباح اليوم التالي

تنزل الدرج متمايله على انغام اغنية اسبانيه .

تتحدث عن قوة القلب و الثبات امام اختبارات الحياة .

وعدم اليأس مهما كانت صعوبة الظروف .

و الرضا بما كتب من النصيب .

ان رحل من احببت و ان خان لا تيأس .

هذه الحياة اختبار يجب ان تنجح و تجتازه .

قفزت الدرجات الثلاث المتبقية

و اكملت تمايلها بينما تتوجه لباب الفيلا

صادفت وليد يجلس على عتبة الباب مسند رأسه للجدار يكمل نومه الذي حرم منه بينما ينتظر نزولها

مرت من جنبه بينما يدها تصفعه بقوة على رأسه

فتح عيناه بغضب : وجع وش تبين

رهف ببرود : صحصح يا بني عجلة التنميه بانتظارك

وليد بنظرات قاتلة : تبين تموتين

رهف بسخريه : يمه خوفتني

صوت رائد المنزعج انهى من الشجار الذي كان سيحدث لتو : هيا يا ولد

تحركت رهف لسيارة رائد مكمله لتمايلها على انغام تلك الاغنية

في السيارة رهف لا تزال تستمع لاغنيتها و وليد نائم , اما رائد فعين تستذكر من الكتاب الذي بحضنه وعين مثبته على الطريق

لفت انتباه رهف الطريق الذي ليس بطريق أي من مدرستها و لا مدرسة المزعج الصغير وليد فقالت تود انباه رائد الذي تظن انه قد اضاع طريقهم : يا اخ شوية فوكس لا نلاقي نفسنا بالقاهرة الطريق غلط

رفع رائد عينه ليتاكد من الطريق الذي سلكه , اعاد عيناه للكتاب مره اخرى : لا صح

اردف بعدها بثواني : بنمر حامد اول

رهف بكره : خير وش يبي ذا

رائد : سيارته متعطله

رهف بتحلطم : افا وشلون سيارته تتعطل و ما نفزع له

رائد بضحكة : بس ابي اعرف وشلون بتعيشون بعدين

رهف لم تفهما ما الذي يقصده فلم تكترث

بعد دقائق امام منزل حامد

اوقف رائد سيارته امام الباب و اتصل عليه : يله انزل

رائد بسخرية : و الله لو ان الي بتلبسه فستان كان خلصت ولا هالطبع واحد فيك و في مرتك تحبون تلطعون الواحد

رائد بابتسامه : اضحك وش عليك انا الي منلطع برا

رهف في نفسها " و اخيرا بيعرس مقرود العايله , الله يكون بعون الي ماخذته و الله اني راحمتها من الحين "

رائد : يله انزل و خلصنا و لا ودك المدام تنتظر تراها لا عصبت اخلاقها تقلب

اغلق رائد و هو يضحك : ما هقيته خاروف لذي الدرجة

ثواني قليلة حتى خرج حامد متأنق و على وجهه ابتسامه واسعه

فتح الباب الذي بجانب رائد وصعد : السلام عليكم

رائد بمزاح : هلا و الله بالنسيب وش هالكشخه

رهف من ان لمحت عيناها حامد قادم من بعيد حتى وضعت السماعات باذنها و رفعت من صوت الموسيقى و ادارت وجهها للجهه الاخرى فلا تريد ان تصطدم معه في أي حديث و تعكر من مزاجها على الصباح

رائد : و الله اني فرحان فيك الا ان الدنيا موب شايلتني بس و الله و انا اخوك ما صدقت الكلام يوم سمعته

حامد : افا ليش

رائد : وش صار خبري ما تطيقون بعض

رائد بمزاح : الظاهر انكم كنتم تلعبون علينا

حامد : الناس تغير و مثل ما يقولون ما بعد الكره الا حب

رائد : يا حركات يا الحبيب , من قدك ماخذ اختي

حامد : يله عاد عقبالك و لا ناوي تقعد عزابي

رائد : لا و الله الظاهر انا بنعزب لين يرضى القلب علينا

****************************

فتح عيناه بفزع

التفت ينظر يمينا و شمالا

وقف بسرعة على وشك المغادرة

لكنه داسا على شيء طري على الارض

مشاري نهض بتكشيره متألم : يا الله صباح خير

رعد باستغراب : مشاري وش جابك

مشاري : كيف وش جابني بيتي

رعد جلس على طرف السرير بتذكرا لاخر الاحداث لذالك الفتى ذو العينان الغريبتان الذي قام بحركة غريبة اثناء حديثهما جعلت من جسده يسقط فاقدا للوعي

رعد : وش جابني لبيتك

مشاري : شكلك ما تذكر طلال جابك عندي قبل كم يوم حرارتك مرتفعه لدرجة انك كنت تهلوس وتصفق الجدران

رفع رعد حاجبه باستنكار : طلال

*****************

عاد طلال للطائف سريعا منذ ان تلقى مكالمة ماجد

توجه فورا للفندق الذي ينزل فيه ماجد

وجدهما يجلسان بقرب المسبح في حديقة الفندق

اقترب منهم و بادر بالسؤال : رعد وين

ماجد بتنهد : ارسلته امس مع مشاري

جلس طلال : وش صار

التفت ماجد باتجاهه : هالولد وش يسوي مع عماد وشله شغل معه

طلال بكره : هالكلب

ماجد : ما تقولي

طلال بكذب : كان معي يوم اتصل جمال و من عجلتي اخذته معي

تقدم باتجاهه بغضب : تدري ان شغلنا حساس و فعل متهور مثل ذا يكلفنا كثير

اعاد ظهره للخلف و بصيغة الامر : رعد لازم ما يدري عن الي صار ان سألك عن شي انكر

طلال : ان شاء الله

التفت طلال باتجاهه وائل الذي لم ينطق بكلمه منذ وصوله , فقط عيناه ظلت تراقب بصمت

****************

الحب زائر عزيز يعرف احبابه , ويعرف الارض التي تستحق ان يغرس فيها .

ولهذا فانه لا يزور اوطانا , يدرك انه غريب بين اهلها .

مع اشراقة شمس صباح جديد تمحي بها ظلمة ليل طويل

لربما حمل مع طوله الكثير من الالم ولربما الكثير من الفرح

تقف على شرفتها تنظر لتلك السماء البرتقالية وتلك الشمس التي تمشي ببطئ حتى عانقت السماء

نسائم صباح باردة تداعب خصلات شعرها وتطيره في الافق عاليا مبسببه لها الازعاج فتعيدها مره اخرى في تأفف

انفها احمر وعيناها غارقة بالدموع شاردة الذهن

استدارة عائدة للغرفة تجر قدميها للداخل , فالاجواء باردة جدا وليست ملائمة للوقوف بالخارج البته

سمعت صوت والدها الغاضب : وينها للحين ماصحت

وصوت والدتها الهادء على عكسه : ما اظنها بتداوم اليوم

فيصل بصوت مزمجر : هالاسبوع مهم كله مراجعات للامتحانات والهانم توجيهي لازم تشد حيلها وتبطل دلع

عزة بقهر تحاول كبته : فيصل اتركها براحتها لين تهداء نفسيتها

تجاهلها فيصل وتقدم لباب الغرفة يطرقه بقوة

تجاهلت طرقات الباب وكأنها لا تسمع لها

وصوت عزة التي تخبره بان لا فائدة من طرقاته فلقد حاولت قبله مرارا وتكرارا ولكن الفشل هو ماقابلها

بعد مدة هدئت الطرقات وصوت فيصل اختفى وهذا يعني انه قد رحل بعد ان علم ان لا فائدة مما يقوم به كما قد اخبرته زوجته سابقا

هذا يومها الثاني في عزلتها منذ ان اخبرها والدها عن مافعل بها بتزويجها من ذلك المدعو " ابن العم " دون موافقتها

استندت بظهرها على السرير تنظر للمرأة المعلقة امام السرير بشرود

ثواني قليلة حتى لمع في رأسها فكرة من وساوس ابليس لربما مجنونة

التقطت جوالها وانطلقت تنفذ فكرتها دون تردد وفي نفسها تردد " اذا فكرتي مجنونة فانا اجن منها "

فتحت باب الغرفة قليلا تختلس النظر لصالة الكبيرة

بعد ان تأكدت من ان المكان امن وان الجميع بالاسفل كما هيا العادة على طاولة الافطار

انطلقت سريعا نحو غرفة والديها

توجهت نحو تلك الطاولة الصغيرة حيث يترك والدها جوال العمل بالشاحن من عودته حتى ذهابه للعمل مباشرة

التقطته واخذت بالبحث في الارقام المسجلة عن " ماجد "

لكنها لم تجد اسمه في القائمة

اعادت الجوال لمكانه بخيبة وعقلها لايزال يستمع للوسوسات المجنونة

التفت حولها تبحث عن جوال والدها الاخر

وبعد بحث ليس بطويل وجدته ملقى بجانب وسادته

ومن حسن حظها انها عثرت عليه مسجلا في هذه القائمة

التقطت صورة للرقم بجوالها وقبل ان تغلق الجوال وتعيده لمكانه

جذب انتباهها رسالة تم استلامها من شهر تقريبا وكانت الاخيرة تؤكد لوالدها تنفيذ مايريد

فتحت الرسالة التي قبلها في غيض شديد من ابيها الذي جعل منها سلعه للبيع

كانت الرسالة تحتوي على صور وكلام كثير غير مفهوم التقطت صور للمحادثة وماتحتويها

اعادت الجوال لمكانه وتوجهت سريعا لغرفتها قبل ان يراها احد

**********************

عاد طلال لمنزلة متعب الجسد و كل ما يبحث عنه هو النوم و الراحه

توجهه لغرفته سريعا قبل ان يشعر والداه اللذان يجلسان بالصالة بوجودة

مر من امام غرفة شروق و رحيل وجدها مظلمة و بابها مفتوح و الذي دائما ما كان مغلق من قدوم رحيل

لم يكترث للامر و اكمل طريقة لغرفته

في الليل بعد ان حصل طلال على نوم عميق لم يذق طعمه منذ فترة

نزل للاسفل للاتقاء بعائلته الذي يذكر انه تركهم و هو قلقين من تصرفاتها التي لم تكن بالحسبان

التقى بشروق التي تجلس وحيده على الكنبة امام التلفاز بذهن شارد

وقف طلال : شروق امي و ابوي وينهم

التفتت شروق باتجاهه : انت رجعت

تنهدت بعمق و اردفت : امي نايمه و ابوي عنده شغل برا

تحرك على وشك الخروج لكن قلبه المشتاق اجبره على الوقوف و السؤال : ما اشوف خويتك معك وينها فيه

التفتت شروق باستغراب باتجاهه : وش خويتي

طلال : رحيل

شروق : راحت

طلال عقد حاجبيه باستغراب : وين راحت

شروق : قصدي ابوها جاء و اخذها

طلال بصدمة : نعم متى صار هالكلام

شروق : قبل يومين او ثلاث مدري

نهاية البارت


 
عودة
أعلى