صفر+صفر=صفر

يقولون: أخبرني من تصاحب ..
أقل لك من أنت ..؟!!
لكني أقول: أخبرني ما همك الأول
الذي يهمك ويشغلك ... أقل لك من أنت ..!



الإنسان ابن همه ...
وهمه هو محركه...
وحين يكون الهم سماويا صرفا ..
تكون الثمرات لا أحلى
ولا أروع ولا أطيب منها ...
وحين يكون الهم أرضيا
بحتا صرفا ... تكون الثمرات غير ناضجة ..
بل أكثر ما تكون مرة كالعلقم..!!


همك الذي يسكنك ... ويحتل شرايينك ..
همك الذي يجري في دمك ...
ويصبح ويبيت معك ..
همك ينتصب في عينك كالشوكة ....
إذا لم يكن هما لله ..وبالله ..
وفي الله ... فإنك على خطر عظيم ..
وعليك أن تبادر في فزع إلى مخازنك ..
لجرد دفاترك .. وتقليب ملفاتك ..
وإعادة تنظيم أوراقك ..



مرارة تبلغ مستقر العظم ...
حين ترى جماهير غفيرة من الناس
لا هم لهم إلا الركض وراء شهوات حقيرة.. تذوب في أيديهم كما يذوب الملح في الماء...
فلا هم يتحصلون عليها دائما ...
ولا هم ارتاحوا من الركضر ورائها ..
عناء وأي عناء .... شقاء ما بعده شقاء ...



حين يكون الهم تافها ...
فقيمة الإنسان في هذه الحالة معروفة
لا تحتاج إلى بيان ..
فحاصل ضرب الصفر في صفر
تساوي صفرا ...!!
لكن هذا الإنسان الصفر بنفسه..
بشحمه ولحمه ودمه وأعصابه ..
حين يقرر أن ينتفض على نفسه
ويثور على أهوائها..
ويحمل سيف المجاهدة في وجه شهواتها ...
التي تبعده قليلا أو كثيرا عن الله سبحانه...
حين ينتفض على نفسه..
ليصبح همه هما أخرويا يشده إلى السماء... إذا فتح عينيه أو اغمضهما ...
إذا تكلم أو صمت ..
إذا كتب أو قرأ...
إذا قام أو قعد ...الخ
هذا الإنسان الصفر يصبح عند ذلك
رقما صعبا في معادلة الحياة ..!!


نضعه في أي خانة كانت ..
فإذا جميع الخانات من حوله أصبحت ذات قيمة عظيمة لم تكن فيها من قبل..
قس نفسك على ضوء هذه الأشعة الضوئية
من هدي السماء ..
وعلى ضوئها تستطيع أن تشخص حالتك ...
ثم قرر أن تكون ذلك الرقم الصعب..
وما ذلك على الله بعزيز ...
استعن بالله ولا تعجز ..
وتذكر دائما...
أن عساكر الموت ينتظرونك في كل ليلة ...
ولن تفلت منهم ..!!!
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



إضاءة :
النفوس الصغيرة ..
هي وحدها التي تتساقط
على الأشياء الصغيرة...
أما الهمم الكبيرة..
فإنها تأبى إلا
الإرتقاء والسمو أبدا...



وكما قال الشاعر:
إذا كانت النفوس كبارا ......
تعبت في مرادها الأجسام




دمتم
 
عودة
أعلى