محدودية الحواس : إدراك مشوه؟

مناور

Active member
ذكاء الحواس ( ؟!):
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

يولد كل بني الإنسان الأصحاء ولهم نفس الدماغ
المعقد ونفس الحواس التي من خلالها يرون العالم
ويسمعون الأصوات ويلمسون الأشياء والأجسام
ويجدون متعة في الروائح ومذاق الطعام \ ومع ذلك
فإن الطرق التي ينفعل بها أفراد مختلفون بنفس
الأشياء أو الحوادث أو ما أشبه ذلك تكون مختلفة.

فالناس :
يختلفون في قدرتهم على الفهم والتعلم
وفي قوة ذاكرتهم وحصافة تفكيرهم وإمكاناتهم
الإبداعية الخلاقة. ونتيجة لكل هذه الاختلافات
تتولد عند الناس اراء مختلفة عن العالم الذي
يعيشون فيه. فمثلا يكون الرعد عند بعض الناس
ظاهرة معقدة لقوى فيزيائية وجوية \ ويكون بالنسبة
لاخرين رسالة من عند الالهة \ بينما يذكر الرعد
قلة من الناس( مقطوعة) تلتهب حماسا من موسيقى
فاجنر!.

وكذلك:
عندما ينظر الناس إلى كهف \ فإن
ا لمفهوم الذي ينجم عن ذلك يختلف باختلاف
اﻟﻤﺠموعات الإنسانية. فقد يعتبره بعضهم مكانا
للسكن \ واخرون ملاذا تقام فيه الطقوس والشعائر
الدينية \ واخرون غيرهم موطن خطر وغموض أو
رمزا جنسيا أو (كما في جمهورية أفلاطون) تشبيها
مجازيا للحقيقة الواقعة!.

ويتميز:
بعض الناس بحاسة
قوية جدا \ كحدة البصر عند زرقاء اليمامة \ وشدة حساسية براعم الذوق
عند ذواقي النبيذ الذين يستطيعون أحيانا من مذاق نبيذ ما تحديد ا المنطقة
التي زرع بها العنب ا لمستخدم في صنعه \ بل وتحديد ا لمزرعة نفسها!
(وسنة الصنع ).

وقد لوحظ أن:
الذكور يستطيعون \ بشكل أفضل من الإناث \ التمييز
باللمس بين مختلف قطع النقد ا لمعدنية. وقد قيل في تفسير ذلك أن
الذكور يحملون قطع النقد ا لمعدنية في جيوبهم \

ولذا تتدرب حاسة اللمس:
عندهم على التعرف على تلك القطع \ واختيار اللازم منها دون حاجة للنظر.
أما الإناث فيحملن قطع النقد ا لمعدنية في حافظة نقود يفتحنها ويخترن
القطع النقدية ا لمناسبة بالنظر لا باللمس؟؟.

وبنو الإنسان يسكنون :
عا لما مليئا بالأجسام والأشياء والحوادث التي....
يتعين عليهم فهمها والتعرف عليها وتصنيفها والحكم عليها. ومع ذلك
يميلون إلى اعتبار قدراتهم الحسية أقل قدرا من حواس الأنواع الحيوانية
ا لمتعددة.

وصحيح أن الصقور:
ترى لأبعد مما يراه الإنسان \ والكلاب تشم
الرائحة بشكل أحد منه \ والخفافيش تسمع بشكل أفضل منه \ إلا أن
اعضاءا لحس عند الإنسان \ بشكل عام \ تقوم بعمل ممتاز في تنبيهنا لما يحدث حولنا .

رؤية :
فالإنسان يستطيع رؤية ضوء شمعة على مسافة ٣٠ ميلا في ليلة:

ظلماء صافية \ كما يرى أجساما مضيئة بتوهج أكثر من الشمعة بعشرة
بلايين مرة \

ويمكن أن يشم قطرة عطر:
منتشرة في بيت مكون من ثلاث غرف .

... ويسمع دقة ساعة جيب على بعد عشرين قدما. ويتذوق حلاوة
السكر حتى عندما يذاب ملء ملعقة صغيرة منه في غالون من الماء

ومنذ أرسطو :
وبنو الإنسان يقولون بأن لديهم خمس حواس (البصر والسمع
واشم والذوق واللمس) \ ولكنهم مع ذلك يملكون..

حواس أخرى منها:
حاسة وعي وضع الأطراف \ ووعي درجة التوتر العضلي \

وحركة أكثر
من مائة مفصل :
وهذه الحاسة حيوية لجعل الإنسان قادرا على الوقوف منتصبا
وا لمشي والإمساك بالأشياء والتحرك ضمن حدود البيئة.

كذلك هناك حاسة :
الجاذبية الأرضية والتوازن التي تعتمد على خلايا حسية في أعماق الأذن
الداخلية. وبالإضافة لحاسة اللمس توجد في الجلد ثلاث حواس أخرى .

..وعلى الأقل هي:
حاسة الألم \ وحاسة الحرارة \ وحاسة البرودة.
ونظرا لأن بني البشر يعيشون في الدرجة الأولى في عالم بصري-
(يلعب البصر فيه دورا رئيسيا )...

فهناك أقوال شعبية مثل »الرؤية سبيل التصديق « و »لا أصدق حتى « أرى...

ولا :
يختلف اثنان في صحة هذه ا لمقولات وأشباهها \ رغم أنها تفترض افتراضات؟!
وغير صحيحة حول الطريقة التي يتفهم بها الناس العالم. فالحواس الإنسانية ..
لا توفر سوى دلالات قليلة على عالم الأجسام ; ومع ذلك لا نجد الناس
يتصرفون في ضوء حتى هذا القليل من المعلومات الحسية. على أن مثل
هذا الحذر من ا لمعلومات الحسية أمر حسن \ نظرا لأنه لا يجوز اعتماد
اعتمادا كليما على الحواس لفهم العالم الخارجي.
وبشكل عام يفترض الناس أن أعينهم تنقل صورة دقيقة للعالم الخارجي
وترسل عبر الأعصاب إلى الدماغ حيث تتبلور الصورة هناك. وتشبه العملية
هذه ما يحدث في الة التصوير. ولكن التجارب اليومية تظهر أن البصر
يسهل خداعه!!.
فمثلا إذا وضعنا عصا مستقيمة في ا لماء..
تبدو للعين وكأنها :
مكسورة. وبالطبع يصحح ذكاؤنا هذا الانطباع البصري \ فنعلم أن أشعة
الضوء هي التي كسرت \ لا العصا \ بسبب مرورها من الهواء القليل الكثافة ..
..إلى الماء الأكثف.

و يمكن خداع البصر بسهولة بعدة طرق:
فمثلا \ إذا أغلقت
عينك وضغطت عليهما بإصبعيك تحس وكأنك ترى ومضة ضوء. وبذا
تكون قد خدعت عينيك والعصب ( البصري ) والدماغ بأن جعلتها »ترى «
ضوءا دون أن يكون هناك ضوء. كما أن الناس لا يرون دوما بالعيون \ إذ
يرون رؤى واضحة ومعقدة في الأحلام والهلوسات \ عن طريق تبلور الصور..
..في الدماغ دون واسطة العيون (والأعصاب)؟!.

....,.....وهكذا :
يتضح أن بني الإنسان لا يمكنهم اعتبار الحواس بأنها دوما مراة دقيقة ..
.. تعكس صورة العالم. ويزيد الوضع تعقيدا أن كل إنسان يخلط مع
الأحداث الحسية خبراته الخاصة وشخصيته واحتياجاته وحوافزه وتوقعاته
الثقافية.

(ولا يضاح ذلك وبخاصة التوقعات الثقافية نقول) :
إن المحارب
الهندي الأحمر يعتزل الناس \ في فترة من حياته \ وفي بقعة منعزلة موحشة
محاولا طلب »رؤيا « معينة. وفي العادة يعود من فترة الاعتزال وقد حصل عليها :
بسبب أنه كان قد شحن نفسه إلى أن وصل إلى حالة عاطفية شديدة
التركيز جعلته على استعداد لتصور رؤياه وتحقيق التجربة التي توقعها هو..
..ومجتمعه.

وللأطفال نفس حواس الكبار:thumbs_up
وتعمل بنفس الكفاءة ولكن الطفل؟؟
لا يستطيع تصور ما في البيت بدقة من مجرد رؤيته من الخارج.
ولا يرجع ذلك إلى اختلاف في الأحاسيس التي يحس بها الصغار \ ولكنهم
لم يتعلموا بعد كيف يفسرون ا لمعلومات التي تنقلها إليهم تلك الأحاسيس.
أما الأطفال الأكبر سنا فيكونون \ مثل الكبار \ قد تعلموا كيف يترجمون
ا لمؤثرات الحسية بعملية تعرف باسم »(الإدراك)« إلى خبرات وتجارب
منظمة \ أو ما يعرف با لمدركات.

thumbs_up
 
فالناس :


يختلفون

في قدرتهم على الفهم والتعلم
وفي قوة ذاكرتهم وحصافة تفكيرهم وإمكاناتهم
الإبداعية الخلاقة.

ونتيجة لكل هذه الاختلافات:
تتولد عند الناس اراء مختلفة عن العالم الذي
يعيشون فيه.

... فمثلا
يكون الرعد عند بعض الناس
ظاهرة معقدة لقوى فيزيائية وجوية
\ ويكون بالنسبة
لاخرين رسالة من عند الالهة !
!!\ بينما يذكر الرعد
قلة من الناس( مقطوعة) تلتهب حماسا من موسيقى
فاجنر!.
____ الانسان كائن صعب الفهم . ؟ ! حتى لنفسه !
 
عودة
أعلى