متلازمة النسونجية
لانتخابات البلدية والعبقرية الفذة
تفتقت عقول ليبراليينا وليبرالياتنا من الكتاب والصحفيين عن عبقرية فذة ظهرت عبر مقالاتهم بما
يشبه الإجماع على مقاطعة الانتخابات البلدية لأنها منعت المرأة من المشاركة فيها.
وبصراحة حتى الان لا أدري مالضرورة الماسة لدخول المرأة في انتخابات مجالس بلدية! ليس
هناك علاقة مباشرة بين أعمال المجالس البلدية عموما وبين طبيعة المرأة.. على الأقل نحن نعرف
مجتمعنا جيدا وندرك أن السياق الاجتماعي العام لا يرى ضرورة لذلك، فما الداعي لمحاولة فرض
المواقف عليه؟ المسألة تبدو لي وكأنها متلازمة "نسونجية" تظهر لدى هؤلاء بمناسبة وبلا
مناسبة..
طبعا لا يصح أن يقال إن حملة المقاطعة بلا فائدة وإلا سقطت تهمة العبقرية الفذة.. فما الفائدة يا
ترى من حملة المقاطعة هذه؟
الفائدة الأولى من فوائد المقاطعة هي ممارسة الضغوط على المسئولين عن الانتخابات البلدية حتى
يسمحوا للمرأة بالمشاركة في الانتخابات القادمة.. وبعض أمانات المناطق بدأت من الان تلمح إلى ذلك..
بل صرنا نرى بين يوم واخر ما يشبه الهرولة من أمين مدينة الرياض في هذا الاتجاه،
وأخشى أن بعض الأمانات صارت تكلف نفسها بمهام جديدة مريبة.
أما الفائدة الكبرى التي تفتقت عنها عبقرية هذه الشريحة الليبرالية- إذا جاز اعتبارها شريحة- فهي
أن نتيجة الانتخابات محسومة، ولن تختلف كثيرا عن نتيجة الانتخابات الماضية، فالتيار العام
معروفة اتجاه بوصلته، فخسارة أي مرشح ينتمي إلى تلك الشريحة مضمونة.. ولهذا فالمقاطعة
ستكون عذرا جيدا للهزيمة، ولن يستطيع أحد من الناخبين مثلا أن يحتفي بفوز مرشحه على من
دعى إلى مقاطعة الانتخابات!
فقط تأملوا ردود أفعالهم وتعليقاتهم عندما تظهر نتائج الانتخابات..
اختلاقهم العذر المبكر للهزيمة في الانتخابات البلدية يذكرني بقطيع من الثعالب تتدلى فوقها عناقيد
من العنب اللذيذ..
رشود التميمي