كي لا ننسى ,,!!

( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم )
الأشهر الحرم هي أربعة أشهر منها ثلاثة متتالية ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وشهر متفرد وهو رجب
وفضل شهر محرم أنه الشهر الوحيد الذي نسب إلى الله عز وجل , قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم )
لقد اصطفاه سبحانه وتعالى عن بقية الأشهر المحرمة .
هذا الشهر رافقته أحداث دينية وتاريخية جليلة , فيه انتصر الحق على الباطل , انتهاء عهد وبداية عهد جديد ,
* يقال في العاشر من محرم استقرت سفينة نبي الله نوح على الجودي , هو بداية نسل جديد من صلب نوح عليه السلام فقط , وتفرد التوحيد كعبادة في الأرض لفترة طويلة من الزمن .
* نجاة نبي الله موسى وبني اسرائيل من طغيان فرعون واستعباده , هو انتصار للمستضعفين وأهل التوحيد .
* أول شهور السنة الهجرية والتي تذكرنا بهجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب , هي بداية تأسيس دولة إسلامية عظيمة , ونصرة للمضطهدين والضعفاء .
وهناك بعض الأحداث التاريخية المرتبطة بهذا التاريخ وهنا ليس مجال التحدث عنها .
فيوم عاشوراء له مكانة عظيمة وحرمة قديمة عبر العصور , وقيل أن نوح عليه السلام صام هذا اليوم ومن بعده موسى عليه السلام وحتى في الجاهلية وقبل الإسلام كان يصام , ولما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى تعظيم اليهود له وصيامهم سأل عن هذا اليوم وعرف أنه يوم نجاة موسى من فرعون , وأنه صامه شكرا لله على نجاتهم , قال عليه الصلاة والسلام كلمته العظيمة والتى تدل على ترابط الديانات السماوية وتوافق رسالات الأنبياء ( نحن أحق بموسى منهم ) وصام هذا اليوم وأمر بصيامه .
ولهذا اليوم العظيم مغزى اخر بجانب أنه اتباع لسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وتكفير للسنه الماضية ( إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) رواه مسلم ,
فيه تعبير عن الفرحة بنجاة نبي ,و إيمان المسلمين بجميع الأنبياء السابقين ومحبتهم لهم .
من حسناته أيضا أنه يقع في أول شهر من السنة الهجرية , و هي فرصة لمحاسبة النفس وفتح صفحة جديدة بيضاء خالية من الذنوب والمعاصي .
واخيرا يجب أن نعلم جيدا أن تعظيم هذا اليوم وصيامه هو شكر وحمد لله على نصره للمؤمنين وليس لتخليد حادثة تاريخية معينة .
جعلنا الله وإياكم ممن يتبعون الحق غير ضالين ولا مضلين .
على الهامش :
ما أحوج المسلمين في هذا العصر باتباع نظرية التلاحم مع الاخر ومشاركته أفراحه وألامه ولو معنويا
هذه مقالة من سلسلة مقالات تابعة لموضوع فن المقالة من يرغب بالإطلاع على المقالات السابقة يضغط .. هنا
تحياتي
د.س