النفوس العظيمة


السلام ورحمة الله وبركاته والرحمة​

إننا كثير ما نسمع عن أناس قد أخلدوا سمعتهم في قلوب البشر ودنت سيرتهم في كتب ومجلدات
فمنهم من أخترع ومنهم من أكتشف ومنهم من أنجز ومنهم من ألف ومنهم من كان عابد أو كان مجاهد أو كان فقيه.
هؤلاء عظماء بإنجازتهم لأن إنجاتهم هي التي جعلت أسمائهم ذات شهره وسيرتهم ذات معرفة ومكانتهم ذات رفعة.
ف هؤلاء عظماء بإنجازتهم التي أفادت البشرية أو ربما أفادت من في وقتها فقط ولكنها أفادت جموع من الناس.

وماذا عن تلك النفوس التي لم تشتهر ب بسبب إختراع أو إكتشاف أو إنجاز أو تأليف،
والفرق بين النفوس العظيمة و الأعمال العظيمة
هو أن أهل الأعمال العظيمة إشتهروا بعملهم وربما جعلوا إخلاصهم للإنسانية{لدنياهم}
وأما من سكنت فيه نفس عظيمة ربما لم يعرف عنه إلا خالقه أشتهر بعظمة روحه ونفسه قبل عظمته عمله وجعل عمله لله {للأخرة}

{فهذا رسول الله هو أول من حمل نفس عظيمة بإخلاصه لربه}.


إنها نفوس يعرف صدقها من خلقها ولا يعلم عنها مخلوق

نفوس عرفت أن الدنيا قصيرة وأن الأخرة قريبة

نفوس طالما فكرت بتأمل في خلوتها فكرت بمن خلقها وبث الروح فيها

نفوس لا تعرف الجحود ليس طريقها طريق الشر ولا مألها إلى الرقود

نفوس سبق إحسانها إيمانها وعلمت:{ أنها إن لم تر الله فإن الله يراها}

نفوس خاشعة ألهمت الخوف والخشية من خالقها في كل مكان وزمان

نفوس دمعت عين من حملها من خشية من خلقها

نفوس عظيمة بأفعالها التي ربما لم يعرفها كثير من البشر وربما عرفها كل البشر

سر عظمتها إخلاصها للذي أحسنها {إنه الله}

نفوس عظيمة

أنتقلت تلك النفوس من الشرور والغرور إلى الخير والسكون

نفوس: أثر فيها قوله تعالى :{ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.

اية أقضت مضاجع من حمل النفوس العظيمة :{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا }

أهل النفوس العظيمة تذكروا تلك اللحظة التي يلقون فيها اخر النظرات في دنيا الغرور التي بعدها أما إلى دار السرور أو إلى دار الشرور

إنها اللحظة التي تظهر فيها معالم السكرات

إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها بالحسرة والالم على كل لحظة فرط فيها في جنب الله

إنها اللحظة التي يؤمن فيها الكافر ويوقن فيها الفاجر

إنها لحظة يعرف الإنسان فيها حقارة الدنيا

نفوس لم تغيب عنها تلك اللحظات

نفوس فهمت مقصدها من حياتها تنزهت من العثرات وتائبت من السيئات وعملت بالحسنات

نفوس تجهزت لملك الموت عملت لتلك اللحظة التي تنقلها من ميدان العمل إلى ميدان الحساب،


عملت من أجل لحظة واحدة من أجل ضيق الدنيا إلى سعة الأخرة

عملت من أجل لحظة واحدة عملت من أجل يوم نهجر فيه جوار الكائنات ونذهب فيه إلى جوار الله


نفوس مؤمنة نفوس عملت لليوم المشهود واللقاء الموعود



يا أمان للخائفين ورازقنا إلى يوم الدين اللهم إجعلنا مؤمنين وارحمنا برحمتك اللهم اغفر لنا وأرحمنا اللهم وموتنانا، وجيمع موتى المسلمين



وفي الختام: اتمنى أن تضع كلماتي بصمة في قلب كل من قرأ
، دعائكم أبلغ لي من مدحكم
 
عظمة النفس الإنسانية في قدرتها على الاعتدال، لا في قدرتها على التجاوز
النفوس العظيمة هي التي تنسى الإساءات مهما كثرت وفحشت وهي التي تكافئ على المعروف بمثله بل وأحسن وهي نفوس دائمة السعادة تملئها

جزيت خيرا
بارك الله فيك
 
عودة
أعلى