التائهة

أميرة الاطلس

عضو متألق
جلست في مكانها المعتاد،ثم بدأت تسترجع كل ما جرى لها هذا اليوم،استغلت وجودها لوحدها بالمكان فبكت ثم صرخت عل كل الألم يذهب مع الموجات التي تضرب الصخور وتعود أدراجها، وبعدها نظرت إلى شساعة البحر ...
وقالت: لابد ان تجيبني هذه المرة،ماهو الخطأ الذي ارتكبناه حتى تصبح سيرتنا على كل لسان...(تبكي بحرقة)....لماذا أختي الكبرى تلتجأ إلى الإدمان، وتصبح بهذا الشكل....لماذا أسماء ترحل؟..هيا أجبني..مادنبي لأفضح بهاته الطريقة...لماذا؟...أنا أعرف أنك لن تجيب لأنك جبان مثلي وغدار مثل ناجية وطموح مثل أسماء وتخفي الأسرار مثل ربيعة...أنا أعرف كل هذا،كما أعرف أنك تنتظر أي فرصة حتى تلتهمني مياهك،وأنا مستعدة لأكون بأحضانك.
فما أن همت برمي نفسها في الماء،حتى تشكلت الموجات على هيئة رجل ثم قال(بصوت رخيم):صحيح أنك عانيت،لكنني عانيت أكثر منك،أنا أسمع دائما أنينك،أحس بكل دمعة تدرفينها في،أفرح بكل فرحة تحسينها....
فقاطعته(غير مصدقة): لكن من أنت؟أهذا حلم أم حقيقة؟..لايمكن..
ابتسم الرجل ثم قال:أنا هو من اتهمته بالجبن والوحشية،مخفي الأسرار مع أنني واضح كوضوح الشمس،أعطي للناس خيراتي، وأكون طريقا لمجد بعد الناس،
عندها ضحكت أمينة ثم ردت بحسرة:أنت لاتعطيهم سوى الدمار والدموع،عندما ترمل النساء وتيتم الأطفال،وتقتل الشباب غرقا،وترسل بأمواجك لتغرق السفن، فماذا تقول في هذا؟
فأجاب قائلا:هذا ليس ذنبي،بل قدرهم أن يموت بعدهم بحثا عن خيراتي، أنا أحزن أكثر من الجميع لهذا أرميهم من داخلي...فقاطعته قائلة:إدن فقدري من أحضرني لك، فلماذا تمنعني؟
فرد قائلا:القدر لا دخل له في حالتك يا أمينة،لأنك أنت من تريدين إنهاء حياتك،إن شياطينك هي من تتحكم فيك الأن،فاستعيدي بالله وادهبي إلى ذلك المكان المضئ،فهناك ستجدين كل الحلول لمشاكلك،ثم اختفى ذلك الشبح.
عندها ظنت أنه لا يمكن أن يكون كل ما حصل حقيقة،وحتى تتأكد اتجهت إلى المكان الذي أشار إليه ذلك الغريب، فوجدته مسجدا صغيرا،كان خاليا،ما أن جلست في أحد زواياه حتى انتبهت لوجود كتاب الله وبجانبه لحاف،فوضعته على رأسها،وعندما فتحت الكتاب سمعت صوتا يقول:مرحبا بك يا بنتي في بيت الله،
استدارت لترى صاحب الصوت،فإذا به رجل دو لحية بيضاء يلبس بياض في بياض،تعجبت لذلك النور الذي يشع من وجهه،وفجأة تدخل مكسرا تأملها قائلا:عسى الخير من أحضرك يا ابنتي؟
أحست أمينة عندها برجفة شديدة خصوصا وهذه هي المرة الأولى التي يناديها أحد بهدا اللقب،ومن دون وعي ردت قائلة(برجفة):لقد أرسلني ذلك الرجل...أعرفت من أقصد؟..(أدمعت عيناها)...أنا جد متعبة،فحتى الموت لم يعد لي الحق فيه ياأيها الصالح،أنا أحس بالخوف....تخيل الكل يريد تدميري..لا أحد يحبني أمي ماتت عندما أنجبتني و أبي تخلى عنا..
فقاطعها قائلا: أنت يائسة فقط يا أمينة،ولا تنسي أنه مهما أغلقت أبواب فهناك أبواب أخرى تفتح للإنسان.
فردت قائلة:أنت لا تعرف معانتي...
فقاطعها:بل أنا أعرف كل شئ،أنا أعرف أنك تبحثين عن الأمان،لهذا جئت إلى هذا المكان الظاهر،...
عندها بكت بقرحة ثم قالت:أنا أريد أتخلص من هذا العذاب كله،لكني لا أستطيع.
فرد الرجل:حذاري يا أمينة من اليأس،لأنك بسببه قد تصبحين مذنبة بدل مظلومة،ولا تنسي أن الله قد حرم قتل النفس إلا بالحق،ولاتنسي أنك مازلت صغيرة وأن كل مارأيت إلى حد الأن ما هو إلا القليل،إن الله يختبر مدى قوة إيماننا وصبرننا،وإذا كان الجميع سيفكر مثلك بعد أول اختبار فالأكيد أن البشرية ستنقرض،فاستغفري الله كثيرا،فالأكيد أنه لن يتخلى عنك أبدا يا ابنتي.عندها صمتت...
فأكمل قائلا:أظن أنه ماعاد لوجودي الان أي سبب...
فقاطعته: لقد حيرتني يا سيدي،هناك أشياء فهمتها واخرى لم أفهم معناها،لكن يبقى أكثر ما لا أفهمه هو كيف عرفت كل ما أحس به؟من أخبرك؟ من أنت؟
فأجاب(وهو يتلاشى أمام عينيها) قائلا:أنا خيرك الذي يسكن فيك...فإياك أن تفرطي فيه...إياك،ثم اختفى..

بقلمي
مقتطفة من رواية كتبتها بعنوان
أحلام أمينة
سنة 2008
 
اليأس عندما سيطر على الشخص منا
تصبح حياته تعيسه و حزينه
الحياة جميله و الايمان بالله هو سر السعاده

عزيزتي
جميله هذه القصة
الله يعطيك العافيه
ودمتي متألقه
 
اليأس عندما سيطر على الشخص منا
تصبح حياته تعيسه و حزينه
الحياة جميله و الايمان بالله هو سر السعاده

عزيزتي
جميله هذه القصة
الله يعطيك العافيه
ودمتي متألقه

عزيزتي مزون
الله يعافيك
واهلا بيك في متصفحي
واسعدني جدا تشريفك لقصتي واشكرك على التقييم
محبتي
 
هادفه ومعبره وتحمل من المعاني الكثير
يجب ان لا نجعل اليأس يتمكن منا
تقبلي مروري
 
جميل ما خطته اناملك ,, بل هي قليلة في حقك

استمتعت كثير بالقراءه ,, لا تحرمنا من جديدك
 
عودة
أعلى