الشك ....
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نفوس تتحطم
بيوت تتهدم
وأسر تتشرد
وصلات تتقطع
واعراض تتهم
وصور مضيئه تشوة
ومجتمعات تتردي
والسبب :
الشك !!!!!!
في البدايه وإنطلاقا من مفاهيمنا التي تعلو على كل المفاهيم والقيم وايات القران الكريم حافلة في الدعوة الى حسن الظن وكذلك ما أثر عن نبينا المصطفي عليه خير الصلوات والسلام...يقول الله تعالى:يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم...وسوء الظن مغبته وخيمة وذلك لأن الظن هو ما يختلج في النفس من تصور تجاه شخص أو حدث معين، وليست هناك أدلة وبراهين تثبته، وهو مثل الوهم والشك، ومتى ما وجدت الدلائل والبراهين تحول الظن إلى علم ويقين,وإن خيم سوء الظن في نفس احدهم تصبح عيشته كدر وهم وغم ولا يدري في أي إتجاه يسير وبهذت تكون شخصيته غير ثابتة ومتذبذبة.
وفي التاريخ الأسلامي فإن حادثة الإفك ما هي إلا من سوء الظن ,وقد قال الله تعالى:لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا,وقال إبن عاشور في تفسيرها:إستئناف لتوبيخ عصبة الإفك من المؤمنين وتعنيفهم بعد أن سماه إفكا,وتابع قوله:وجرى الكلام على الإبهام في التوبيخ بطريقة التعبير بصيغة الجمع وإن كان المقصود دون عدد الجمع فإن من لم يظن خيرا رجلان، فعبر عنهما بالمؤمنين وامرأة فعبر عنها بالمؤمنات على حد قوله:{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم }[ال عمران: 173].
وقوله: { بأنفسهم خيرا } وقع في مقابلة { ظن المؤمنون والمؤمنات } فيقتضي التوزيع، أي ظن كل واحد منهم بالاخرين ممن رموا بالإفك خيرا إذ لا يظن المرء بنفسه.
روي أن أبا أيوب الأنصاري لما بلغه خبر الإفك قال لزوجه: ألا ترين ما يقال؟ فقالت له: لو كنت بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله سوءا؟ قال: لا. قالت: ولو كنت أنا بدل عائشة ما خنت رسول الله فعائشة خير مني وصفوان خير منك. قال: نعم.:اه
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلا ولا حقدا ، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا....
وعن رسول الله أنه قال: إن الله حرم على المسلم دمه وماله وعرضه وأن يظن به السوء
وقوله عليه الصلاة والسلام:المومن غر كريم والفاجر خب لئيم
وقوله عليه الصلاة والسلام: لكن المومن يحسن الظن أولا، ثم إذا بدا من أحد بادرة سوء كان منه على حذر.لأن المومن لا يلسع (في رواية: لا يلدغ) من جحر مرتين. أقوال بعض الصحابة في حسن الظن:
قال عمر بن الخطاب:لست بالخب ولا الخب يخدعني
قال علي بن أبي طالب:من لم يحسن ظنه استوحش من كل أحد
وقال ايضا:ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا
الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.
وقال ابن سيرين : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه
. في الاخير اتمنى اني ما اطلت بالكلام
ولا انسى ان اشكر مبدعتنا * ماسه فلسطين *
على موضوعك الاكثر من رائع