المطاوعة{اللهم اجعلني منهم}
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ، أما بعد ،،
مسمى – أعتبره – رائعا ، يندرج تحته فئة ليست بالقليلة ، على امتداد الوطن الإسلامي ، يفخر الكثير به ، ويتمنى الكثير أن يندرج تحته ، بينما يحذره الاخر ، ويسبب الحساسية الشديدة للكثيرين أيضا ، عارضه بعض المشايخ والمصلحون ، لكنه أصبح واقعا لا مفر منه ، انبرى الكثيرون بصحفهم وأقلامهم ومسلسلاتهم وأفلاهم للنيل من أصحابه ، وانقلب السحر على الساحر ، إذا زاد مريدي أصحابه ، وكثر محبيهم ، والحمدلله رب العالمين .
( المطاوعة ) ، وما أدراك ما هم ، هم بصيص الأمل المتبقي لإصلاح الأمة ، إذا رأيتهم ذكرت الله ، بمجالستهم تأنس النفوس ، وتفرح القلوب ، وتنشرح الصدور ، وتنفرج الأسارير ، تطرب إذا ما سمعت أحدهم يتكلم ، وتخشع إذا ما رأيت الاخر يتلو الايات ، تهيم فرحا إذا ما أتوك في زيارة خالصة لوجه الله ، فتبذل كل ما لديك لضيافتهم وإكرامهم . بالبعد عنهم تقسوا القلوب ، وتضيق الصدور ، ويخف الرجاء ، يزداد التعلق بالمادة الفانية ، ويخفت ذكر الله ، تتضطرب النفسيات ، وتظهر الأحزان ، ويزداد القلق .
هم من تبقى لنشل هذه الأمة من براثن الفتن والجهل ، وهم من يؤمل فيهم للنجاة ، لا تدارس لكتاب الله من دونهم ، ولا ذكر للاخرة بغيابهم ، هم من انبروا للدعوة إلى الله ، وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس ، هم من تصدوا لتيارات الكفر والضلال الجارفة التي جرفت الكثير الكثير ، و هم من حفظوا ما تبقى من ماء وجه المسلمين بجهادهم وقتالهم ، باذلين في ذلك أرواحهم وأنفسهم لحفظ كرامة وعرض كثيرون ممن لازال ينعق يالتهجم عليهم ومحاولة النيل منهم .
يصاب الكثيرون بالتشنج لذكر اسمهم وطرح قضية من قضايهم ، فترى عروقه قد انتفخت غيظا ، وأوداجه قد احمرت قهرا ، وهو ينبح بذكر مثالبهم ، ويصرخ بكثرة نقدهم وضرورة تخلص المجتمعات منهم ، اتهموهم بأنهم العائق الوحيد في وجه الحضارة ، وما درى الأغبياء أنهم التحضر والتقدم بذاته ، عندما يحرصون على مجتمع طاهر عفيف .
اتهموا مجتمعاتهم بأن فيها ما فيها من السوء والقبح ، وما دروا بأن مجتمعاتهم من أنقى المجتمعات ، وأطهر التجمعات ، لا يخالطها إلا سوء من اندس فيهم لتشويه صورتهم ، ولبيان فسادهم .
زعموا بأن أفكارهم قديمة ومتحجرة لا تقبل النقد ، ولا ترضى الحوار ، وما دروا بأن كلامهم وأفكارهم جاءت من كلام الله و هدي رسوله ، على عكس نباحهم الذي جاء من قال فلان ( الكافر ) ، وذكر فلان ( الفاسق ) .
كذبوا عندما قالوا بأنهم منغلقون على أنفسهم لا يقبلون بانضمام أحد إليهم ، وما رأينا منهم والله إلا كل انفتاح وبهجة بانضمام أي أحد إليهم ، على عكس من اتهموهم إذا يشترطون الفسق والعصيان شرطا أساسيا للإنضمام إليهم .
بعضهم يطرح المواضيع الاستفزازية ، التي تدعي بأنها حوارية نقدية لتصحيح الأخطاء ، ونسوا بأن هناك عقولا تقرأ ، وألباب تفهم وتميز الخبث والسوء من الحسن والجميل .
إلى كل هؤلاء أقول ، اخسئوا في أماكنكم ، فمسيرة هؤلاء القوم بإذن الله ستظل سائرة برغم نباحكم ونعيقكم ، لن يضرهم من خذلهم ، ولن يضيرهم من اتهمهم ، فهم يحملون أعظم لواء في البشرية ، لواء الإسلام ، الذي يتزين بكلمة التوحيد ، دول كثيرة تدعمكم ، وتيارات أكثر تقف معكم ، وتمدكم بما ليس له نهاية من المادة وغيرها ، في سبيل ايقاف المسيرة ، ولكن الله من وراء هؤلاء النفر ، والله مولاهم ولا مولى لكم .
إلى إخواني وأحبتي وأسيادي ومشايخي وقدواتي ( المطاوعة ) أقول : لن يضير السحاب نبح الكلاب ، إذا كان غيركم يفخر بالوطنية ، أو القومية ، أو فكر فاسد ، أو تيار منحرف ، فافخروا بدينكم ، افخروا بعقيدتكم ، افخروا بمظهركم وملبسكم وكلامكم وفكركم ، فهو والله الباقي وغيره الزائل .
وإلى أقلام بدأت تنمو على ظهور أصحابنا بذكر مثالبهم أقول ، أقدر فيكم الجهل المركب الذي يغذي حروفكم ، احذروا من نقمات مولى من تأكلون لحومهم ، إن لم تنالكم نقماتهم هم أنفسهم ، وجهوا جهودكم وأقلامكم غير هذا التوجه المشين ، فلن تصلوا إلى شيء في النهاية ، سوى دعوات في جوف الليل بأن ينتقم الله منكم ، وربي حينها سيمهلكم ولن يهملكم .
250*300 Second