قيام الليل مع مرتبة الشرف~

حكاية احساس

Well-known member
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~بسم الله الرحمن الرحيم~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
~~~


قيام الليل . . مع مرتبة الشرف !


إذا أعلن أحد كبار المسئولين عن حضوره إلى المدينة ليلاً؛
لحلّ مشكلات المواطنين، وتلبية كل طلباتهم،
فماذا يمكن أن تفعل وأنت واحد من سكان هذه المدينة؟!




بالطبع ربما لن تنام في تلك الليلة،
وستجد أن جميع أهل المدينة يستعدون لهذه المقابلة
أفضل استعداد وكلٌّ منهم يحمل هدية تليق بمكانة المسئول الكبير،
وأوراقًا تشمل جميع طلباته؛ كطلب وظيفة أو معونة أو قرض،
أو إعفاء من رسوم أو... أو...، فمَن مِنا ليس عنده ما يؤرِّقُه؟!
وستجد أن الجميع يحاولون التقرب إليه بشتى السبل.


ونظرًا لأن هذا المسئول تواضع وحضر إليك مبادرًا بمساعدتك،
فلن تنسى له هذا الفضل أبدًا. وإذا حظيتَ برضَاه أو وَعْد منه؛
فستجلس لتحكي لكلِّ مَنْ تراه عما حدث بينك وبينه،
فإحساسك بعظمة شأن هذا الرجل جعل مجرد تحدثه
إليك فضلاً لا يعادله فضل.

كل هذا يحدث مع إنسان لا تفضله ولا يفضلك،
نعم فأنت والمسئول سواء أمام رب العزة سبحانه وتعالى،
ولا فضل لأيٍّ منكما على الاخر إلا بالتقوى والعمل والصالح،
فما بالك إذا كان الذي يناديك، ويعطيك الموعد لتلبية كل
ما تريد هو خالق هذا الكون ومالكه؟!

ماذا ستفعل أنت وأهل بلدتك جميعًا؟!
لا تتعجّب، فهذا ما يفعله الله الكريم معنا كل ليلة
في الثلث الأخير! ينزل إلى السماء الدنيا، يمدّ لنا يد العون،
وينادينا من قريب ليلبي حاجتنا: هل من تائب فأتوب عليه؟
هل من مستغفر فأغفر له؟
هل من سائل فأعطيه؟



ألا تخجل من الله العظيم جل شأنه؟! يناديك فلا تجيب نداءه!
الذي يملك الدنيا بأسرها؛ يملك سعادتك وشقاءك، وغناك
وفقرك، وحياتك وموتك، بماذا تنشغل عنه؟! بالدنيا الزائلة
أم بالنوم والراحة؟ إذا كنت تنعم الان بين أهلك وذويك؛ فتذكَّرْ
يوم أن ترحل عن هذه الدنيا.

لن يرافقكَ أحدٌ إلا عملك، فهل ستظلّ في غفلة؟ تخيل أنَّ
ملك الموت سيأتيكَ الان، وأنت تعرف ذلك جيدًا، هل تستطيع
النوم؟! لماذا لا تقوم الليل تناجي الله، وتصلي وتدعو؟ لماذا
أصبح قيام الليل من السنن المهجورة في حياتنا المعاصرة؟!




م نق ول للفائده
 
عودة
أعلى