أول رواية في تاريخ الإنسانية {*جزائرية *}

massinissa

Member
'الحمار الذهبي
رواية نوميدية (الجزائر حاليا) للوكيوس أبوليوس وفي النطق المحلي لسكان الجزائر افولاي ، تعتبر أول رواية في تاريخ الإنسانية وصلت كاملة - هناك رواية قبلها لكنها وصلت ناقصة - وهي عبارة عن 11 كتاب ( فصل ) يحكي بشكل أساسي قصة إنسان يهتم بالسحر ، ويحب أن يتحول إلى طير ، و لكنه يتحول إلى حمار. و بالإضافة إلى الحدث الرئيسي ، تحتوي الرواية بين طياتها ، قصص تطول و تقصر ، ليست على علاقة وطيدة بالنص الأصلي ، و عددها 17 قصة . بعضها شهدها البطل بنفسه ، و البعض الاخر سمعها .

لقراءة الرواية حملها من هنا


شخصيات الرواية
لوكيوس - الشاب الذي تحول إلى حمار ( بطل الرواية ) .
ميلو - مضيف لوكيوس .
بامفيلا - زوجة ميلو .
فوتيس - خادمة بامفيلا .
بيرهينا - قريبة والدة لوكيوس .


كاتب الرواية
لوكيوس أبوليوس
(125 م- 180 م) خطيب أمازيغي نوميدي و فيلسوف و عالم طبيعي و كاتب أخلاقي و روائي و مسرحي وملحمي وشاعر غنائي. ولد في عام 124 أو 125 بعد الميلاد ، في مدينة مادور ، و التي يطلق عليها اليوم مداوروش في ولاية سوق اهراس بالجزائر.كان يسمي نفسه في مخطوطاته ، " أبوليوس المادوري الأفلاطوني " حينا و " الفيلسوف الأفلاطوني " حينا أخرى .

كتب رواية التحوُّلات أو التغيّرات باللغة اللاتينية القديمة، وهي الرواية الوحيدة بتلك اللغة التي لها نسخة محفوظة بحالة سليمة. وُيطلق على الرواية أيضًا الحمار الذهبي. وقد كتبت في 11 جزءًا، بأسلوب طغى عليه التعقيد والمحسنات اللفظية. وتتعرّض لمغامرات شاب يُدْعَى لوسيوس، شاءت الصدف أن يُمسخ حمارًا. فصار يتنقَّل من مكان إلى مكان، وهو يُمعْن النظر في غباء البشر وقسوتهم. وأخيرًا تنجح الإلاهة المصرية إيزيس في إعادته إلى هيئته البشرية. وتحتوي الرواية على العديد من الحكايات القصيرة، أشهرها قصة كِيُوبيد وبْسيشة.

تتناول بعض كتاباته المحفوظة الأخرى السحر والخطابة والفلسفة، ويعد كتابه الحمار الذهبي أقدم نص روائي مكتوب في تاريخ الرواية الإنسانية
 
ملخص
يتوجه شاب ، يدعى لوكيوس ، من مدينة كورنث ، لأسباب عائلية إلى مدينة هيباتا بمقاطعة تيساليا . فيلتقي في طريقه اليها بمسافرين ، سمع من أحدهما حكاية بشعة ، و لكنها مثيرة عن الأعمال السحرية ، حركت فضوله . و عندما وصل مدينة هيباتا ، نزل ضيفا على غني بخيل يدعى ميلو ، و التقى في المدينة بقريبة لأمه اسمها بيرهينا ، حذرته من الأعمال السحرية ، التي تمارسها بامفيلا ، زوجة مضيفه ميلو ، و عرضت أن يقيم عندها تجنبا لما قد يناله بسببها من متاعب ، و لكنه رفض عرضها حتى لا يجرح شعور مضيفه البخيل ، و زاد هذا التحذير من فضوله و من رغبته في التعرف على هذه القوى السحرية الغامضة . و أخذ يتقرب ، لبلوغ هذا الغرض من فوتيس خادمة بامفيلا . في يوم من الأيام ألح على فوتيس أن تمكنه من رؤية سيدتها و هي تمارس أعمالها السحرية ، فوعدته بتحقيق رغبته في وقت قريب . و وفت بما وعدته فعلا ، فقادته إلى مكان خفي ، استطاعا منه أن يلاحظا معا كيف أخذت بامفيلا مرهما من إحدى العلب و دهنت به جسمها ، فتحولت إلى بومة و طارت مبتعدة عن بيتها . عندها ملك الفضول عليه نفسه ، فرغب أن يعيش هو نفسه تجربة التحول . فألح على الخادمة أن تستجيب لرغبته ، فلم تمانع في ذلك ، و حين أحضرت له المرهم المطلوب ، أخطأت في تناول العلبة المناسبة ، فكانت نتيجة ذلك أن تحول لوكيوس بعد دهن جسده به إلى حمار . و راح يشاهد نفسه كيف أخذت تبرز في جسمه كل أعضاء الحمار و كيف أخذ يتصف بجميع صفاته الظاهرة باستثناء عقله ، الذي ظل عقل إنسان . فاسقط في يده و كذلك حبيبته الخادمة ، غير أنها وعدته بأنها ستحضر له في الصباح التالي باقة من الورد ليأكل منها ، و يستعيد بذلك شكله الإنساني . ثم قادته إلى الإسطبل ، ليقضي فيه ليلته مع حصانه و حمار مضيفه ميلو . لكن لسوء حظه ، هاجم اللصوص البيت في الليلة نفسها ، فحملوا المسروقات عليه و على زميليه، و قادوه تحت الضربات الكثيرة الموجعة إلى مغارتهم في أحد الجبال ، و كانت تقوم على خدمتهم امرأة عجوز . و في المغارة عاش حدثا اخر مروعا ، و هو أن اللصوص أحضروا معهم فتاة رائعة الجمال ، كانوا قد اختطفوها يوم عرسها لابتزاز أموال أبيها ، فراحت تبكي بكاء مرا تواصل طويلا و لم تسكت إلا عندما هددتها العجوز ، فراحت حينئذ تروي لها حكاية لتسليتها ، هي حكاية امور و بسيشة ، أو الحب و النفس . و عندما عزم على الفرار ، امتطته ففر بها ، لكن اللصوص لحقوا بهما ، و أعادوهما ، و كان من الممكن أن يعاقبوهما عقابا شديدا ، لو لم يحضر شاب إلى مغارة اللصوص ، ادعى أن له تجارب كثيرة في ميدان اللصوصية ، و اقترح أن يكون رئيسهم ، فوافقوا على ذلك ، و لم يكن هذا الشاب في واقع الأمر إلا خطيب الفتاة المختطفة ، فأسكر اللصوص ، ثم قيدهم و فر بخطيبته بعد أن أركبها فوق ظهر الحمار ( لوكيوس ) . حاولت الفتاة بعد نجاتها أن ترد للحمار جميله ، فطلبت من والديها العناية به ، فأمرا بتسليمه إلى رئيس الإسطبل لإرساله إلى المرعى مع الخيول . لكن ما إن وصل الحمار إلى المرعى ، حتى وجد معاناة جديدة في انتظاره . فقد استخدم في إدارة الرحى ، و فرض عليه حمل الحطب من الجبل إلى السهل ، و لقي معاملة قاسية من الغلام الذي يسوقه . كان عليه ذات يوم أن يحمل الحطب من جديد ، و إذا بدب يظهر أمامه و يعترض طريقه ، فخاف منه و هرب ، لكن الخدم لحقوا به و أعادوه إلى رئيسهم . و تبدأ مرحلة جديدة من حياة لوكيوس بعد موت الفتاة . فقد سرقه رئيس الإسطبل و فر به . و بعد مغامرات أخرى وقع في يد مجموعة من رهبان الإلهة السورية ايزيس ، فكان عليه أن يحمل تمثالهم أثناء تنقلهم . و كانت له معهم تجارب مريرة أيضا ، و ناله منهم العذاب أكثر من مرة ، و لم يسلم من سطوتهم إلا بعد أن اتهم الرهبان بسرقة قدح ذهبي و سجنوا . و أصبح له سيد اخر ، فقد اشتراه طحان استخدمه في إدارة حجر الرحى ، و كانت زوجته تكره الحمار . و انتقلت ملكيته بعد موت الطحان إلى بستاني ، فعانى عنده الجوع و البرد ، و منه انتقلت ملكيته إلى جندي ، ثم إلى أخوين يعملان حلاويين و طاهيين عن أحد الأغنياء ، فبدأت مرحلة رائعة بالنسبة إليه ، إذ صار يأكل بشكل كافي من بقايا الأطعمة التي كان الأخوين يحضرانها من بيت سيدهم . غير أن تناوله لهذه الأطعمة سرعان ما تحول إلى نزاع بين الأخوين : إذ اتهم أحدهما الاخر بأكلها دون علمه ، ثم اكتشفا السر ، و حدثا سيدهما عن ذلك ، فأبدى السيد اهتماما كبيرا بذوق الحمار و اشتراه منهما ، و قدمه لعتيق له للعناية به . و علمه هذا ألعابا مختلفة نالت إعجاب الخاص و العام ، و أخذ يؤجره لمن يرغب في خدماته المتنوعة . من ذلك أن صاحبه قرر تقديمه في عمل مخز على المسرح ، لكنه أنقذ نفسه من تلك المهزلة بالفرار منه . و أخذ التعب منه فنام حيثما اتفق له ، و حين استيقظ في منتصف الليل وجد نفسه على الشاطئ ، فأغطس رأسه في البحر سبع مرات و تضرع إلى ملكة السماء أن تحرره من هيأة الحيوان . و عندما عاوده النوم ظهرت له الإلهة ايزيس في حلمه ، و أخبرته أنها استجابت لدعائه . و ما إن وصل الموكب العظيم لتمجيد إلهة كورنث حتى لمح لوكيوس الكاهن و هو يحمل إكليلا من الورد ، فأسرع إليه و أكل منه ، فاستعاد في الحين هيأته البشرية . فتحدث الكاهن عن قدرة الإلهة على إحداث هذه المعجزة التي اندهش لها الناس ، و أمر لوكيوس بتكريس حياته لعبادتها . فانضم إلى الموكب المتوجه إلى البحر لتدشين سفينة ، ثم عاد معه إلى معبد الإلهة . و ظل بعدئذ وفيا لعبادتها إلى أن تم له في النهاية الاطلاع على أسرارها ، فكان يتردد في روما على زيارة معبدها ، و بعد سنة من ذلك اطلع أيضا على أسرار أوزيريس و نال الدرجة الثالثة من القدسية بعد فترة أخرى من الزمن و صار كاهنا في نظام الرهبنة .
 
عودة
أعلى