الحلقة الأولى للنقد..همسي
أدمن صدري شذا هواكِ
الكل يكتب ويلعب بالألفاظ كيفما شاء ، ويبقى المعنى هو القرار ونهاية التلاعب بالألفاظ كيفما صالت وجالت ، في الحقيقة هنا سأتكلم عن نقد لهذه الخاطرة من الزاوية التي قرأتها من خلالها ، بمعنى أن الكثير يستطيع قراءة النص من أكثر من زاوية هو يراها من خلالها .. فبسم الله نبدأ :
عندما قرأت الخاطرة لأول وهلة ظننت أنها خطاب من الحبيب للحبيبة ، بل بالفعل هي كذلك ولكن حبيبة من نوع اخر ، ألا وهي حبيبتنا اللغة العربية .
الفكرة والمغزى :
أرى أن الكاتب هنا يحاول عرض عشقه وولههه للغة العربية بحيث إنه يعاني القلق والحيرة بسبب فراق اللغة له .
العنوان :
يوحي العنوان هنا بأمور كثيرة ألاحظها في :
كلمتي ( أدمن صدري ) : توحي تمكن عشق اللغة العربية من الكاتب وصعوبة التخلص منها ، فهي بمثابة الشهيق والزفير .
وكلمتي ( شذا هواكِ ) : أي ما ينبعث من ألفاظ اللغة العربية من استمتاع بمعانيها ومضمونها ..
شخصية الكاتب : تدور الخاطرة حول شخصية الكاتب وهي شخصية رئيسة تجاه حبه للغة العربية وعشقه لها وألمح فيها أنها شخصية متوترة تتجسد فيها مشاعر الحب للغة العربية التي تسيطر على كيانه .
الحبكة الفنية : أرى أن الحبكة الفنية هنا متماسكة حيث إنها متصلة ببعضها اتصالاً وثيقاً من البداية والصراع والعقدة والحل والنهاية .
الحوار :أرى أن الحوار واقعي لأنه لا يسير على نبرة واحدة فهو يرفع صوته حيناً ويخفضه حيناً اخراً .. وطريقة عرض الحوار بأسلوب المتكلم يجعلنا نشعر كأننا نجلس إلى صديق يتحدث لنا عن مشاعره الخاصة .
اختيار عنصر الزمان : وهو المناجاة بالليل حيث يلف الظلام الكون وتكون هي بمثابة النور الذي يضيء لها الطريق .
التصوير الجميل البديع في :الوردة التي تعطر المكان _ نور الشمس _ عطر الجنان .. إلخ
أرى أن في الخاطرة صراع درامي بين الكاتب وبين حبه للغة العربية .
السرد القصصي : أرى أنه يثير الاهتمام والإقناع وتثقيف القارئين والسامعين .
كان اختيار الكاتب للألفاظ والأساليب الموحية أثر كبير في روعة الخاطرة ..
في الختام أرى أنه عمل جليل وعظيم استطاع الكاتب أن يجسد لنا مدى حبه للغة العربية وعشقه لها حتى أدمن صدره شذا هواها ..
لقد أبدع الكاتب في اختيار عنوان الخاطرة وبين لنا صدق إحساسه ومشاعره تجاه اللغة العربية ..
أختم بدون مجاملة : هنيئاً لنا بكاتب مثل حجم هذه الكاتب إن كان المغزى هو ما ذكرت ..
دمتم بود ، وتقبلوا خالص تقديري..