موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
ولسنا نستغرب هذا عن بني إسرائيل فتلك أخلاقهم مع موسى عليه السلام تشهد بذلك،
كما أن القران الكريم يشير إلى أنهم غيروا وبدلوا وحرفوا كلام الله وقتلوا الأنبياء
{لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون}،
ويحدثنا التاريخ
أنهم قتلوا النبي حزقيال حيث قتله قاض من قضاتهم لأنه نهاه عن منكرات فعلها، وأن الملك
منسى بن خرقيا قتل النبي أشعيا بن أموص إذ أمر بنشره على جذع شجرة لأنه نصحه وعظه، وأن
اليهود قتلوا النبي أرميا رجماً بالحجارة لأنه وبخهم على منكرات فعلوها .
ويظهر أن مملكة يهوذا قد اعترتها عوامل الضعف والوقوع تحت النفوذ الخارجي فترات طويلة، فقد
هوجمت مرات عديدة وهزمت ودخل المهاجمون القدس نفسها، كما فعل شيشق فرعون مصر عندما
دخل القدس واستولى على ما فيها (أواخر القرن 10 ق.م)، وهاجم الفلسطينيون والعرب القدس
في عهد يهورام 849 – 842 ق.م فدخلوها واستولوا على قصر يهورام وسبوا بنيه ونساءه،
أما الملك حزقيا 715 –687 ق.م فقد اضطر لإعلان خضوعه التام لملك الاشوريين سرجون
الثاني بعد أن أسقط مملكة إسرائيل، ودفع منسي بن حزقيا الجزية لأسرحدون واشور بانيبال ملكي
اشور، وقد قيد الاشوريون هذا الملك بسلاسل من نحاس وذهبوا به إلى بابل ثم عاد للقدس وبها
مات، وأيام حكم يوشيا بن امون 640 – 609 ق.م تقدم نخاو بعد أن حكم ثلاثة أشهر، وأرسله
لمصر أسيراً حيث مات هناك، وضع مكانه يهوياقيم بن يوشيا 609-598 ق.م وقد أرهق هذا
الحاكم الشعب بالضرائب ليدفع الجزية لسيده المصري ورجع إلى عبادة الأوثان، وفي أيام يهوياقيم
هزم بختنصر البابلي نخاو المصري شمال سوريا سنة 605 ق.م وزحف إلى أن وصل للقدس
وأخضع يهوياقيم وأذله وأدخل البلد تحت نفوذه، ولما ثار يهوياقيم على بختنصر دخل الأخير وجيشه
القدس وقيد يهوياقيم بسلاسل من نحاس حيث مات بعد مدة .
وعندما حكم يهوياكين 598-597 ق.م حاصر بنوخذ نصر بختنصر القدس وأخذ الملك مع عائلته
ورؤساء اليهود وحوالي عشرة الاف من سكانها (فيما يعرف بالسبي الأول) وبعض خزائن الهيكل
إلى بابل، ثم إن بختنصر عيّن صدقيا بن يوشيا 597-586 ق.م حيث أقسم له يمين الولاء، غير
أن صدقيا في اخر حكمه ثار على البابليين الذين ما لبثوا أن زحفوا للقدس وحاصروها 18 شهراً حتى أسقطوها،
وأخذ صدقيا أسيراً وربط بالسلاسل من نحاس وسيق إلى بابل، حيث يذكر أنه قتل أبناؤه أمامه
وسملت عيونه، وخرب نبوخذ نصر القدس ودمر الهيكل ونهب الخزائن والثروات، وجمع حوالي 40 ألفاً
من اليهود وسباهم إلى بابل السبي البابلي الثاني وهاجر من بقي من يهود إلى مصر ومنهم النبي
إرمياه، وبذلك سقطت مملكة يهودا 586 ق.م .
ويسجل التلمود أن سقوط دولة اليهود وتدميرها لم يكن إلا عندما بلغت ذنوب بين إسرائيل مبلغها
وفاقت حدود ما يطيقه الإله العظيم، وعندما رفضوا أن ينصتوا لكلمات وتحذيرات إرمياه وبعد تدمير
الهيكل وجه النبي إرمياه كلامه إلى نبوخذ نصر والكلدانيين قائلاً: لا تظن أنك بقوتك وحدها استطعت
أن تتغلب على شعب الله المختار، إنها ذنوبهم الفاجرة التي ساقتهم إلى هذا العذاب .
وتشير التوارة إلى اثام بين إسرائيل التي استحقوا بسببها سقوط مملكتهم، فتذكر على لسان أشعيا
أحد أنبيائهم ويل للأمة الخاطئة، الشعب الثقيل الاثم، نسل فاعلي الشر، أولاد مفسدين تركوا الرب،
استهانوا بقدوس إسرائيل، ارتدوا إلى وراء سفر أشعيا – الإصحاح الأول، وتقول التوراة والأرض
تدنست تحت سكانها لأنهم تعدوا الشرائع، غيروا الفريضة، نكثوا العهد الأبدي سفر أشعيا –
الإصحاح 24 .