موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
{ لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر }
في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتابعون يتسابقون لفعل الخير و مساعدة المحتاج ونصرة المظلوم .
وكان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما من أشد المتنافسين على هذه الأعمال العظيمة التي يلقى في الدنيا والأخرة ,
وقعت أحداث هذه القصة في عهد خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعندها كان عمر بن الخطاب يراقب ما يفعله أبو بكر الصديق
ويأتي بضعف ما يفعل حتى ينال الخير ويسبقه إلى أعلى مراتب الجنة ,
في أحد الأيام كان الفجر وشد أنتباه أن أبا بكر يخرج إلأى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر بكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف لبيته ,
وهو لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعله أبو بكر الصديق داخل هذا البيت لأن عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير
ألا ما كان من أمر هذا البيت الذي لا يعلم عمر سره , مرت الأيام وما زال خليفة المؤمنين أبو بكر الصديق يزور هذا البيت
وما زال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى ان قرر عمر بن الخطاب دخول البيت بعد خروج أبا بكر منه
ليشاهد بعينه ما بداخله وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر ,
وحين ما دخل عمر في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحراك كما انها عمياء العينين
ولم يجد شيئ أخر فيه هذا البيت فستغرب عمر مما شاهد , وأراد ان يعرف ما سر علاقة الصديق بهذا العجوز العمياء ؟ ,
سأل عمر العجوز : ماذا يفعل هذا الرجل عندك ؟ ( يقصد أبو بكر الصديق رضي الله عنه )
فأجابت العجوز وقالت : والله لا أعلم يا بني فهذا الرجل يأتي كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ومن ثم يعد لي الطعام وينصرف دون أن يكلمني ؟
جثم عمر بن الخطاب على ركبتيه وأشهجت عيناه بالدموع وقال عبارته المشهورة :
( لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر ) ؟؟ .