موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
معركة الخنافس:
لعلها أطرف معركة يخوضها المسلمون انذاك دون أن يحاربوا فيها عبر المفهوم التقليدي للمعركة،
ومع ذلك حققوا انتصارا باهرا؛
فبعد هرب الناجين من معركة الحصيد التجأوا إلى الخنافس؛
وكان وصولهم إليها قبل وصول قوات أبي ليلى بوقت قصير، فشكلوا قوة إضافية لا يستهان بها في الجيش الفارسي بقيادة مهبوزان؛
وكان جيشا كبيرا متحصنا وراء الأسوار المنيعة للخنافس، وقد صمم مهبوزان والجيش الفارسي على التصدي للجيش المسلم،
ثأرا لهزيمتهم في الحصيد، وقد سمعوا بتقدم جيش المسلمين إليهم وظنوا أنه الجيش الذي حارب في الحصيد،
وهو بحسب اعتقادهم جيش متعب منهك من المعركة.
وبدأت المفاجات تظهر للجيش الفارسي من جديد،
فقد تبين لهم أن هذا الجيش هو القوات المسلمة التي كانت موجودة في الخنافس،
وليست القوات التي حاربت في الحصيد، وهي بقيادة أبي ليلى، ولم يساورهم الشك بأن القوات الأخرى بقيادة القعقاع بن عمرو قادمة إليهم أيضا،
وعندها سيكون من المستحيل عليهم الصمود أمام جيش هزمهم في الحصيد سينضم إلى جيش لم يحارب بعد،
وهو بكامل قواه وجاهزيته، وسرعان ما انهار أفراد القوات الفارسية،
وصاروا يفرون جماعات وأفرادا من الخنافس قبل وصول جيش المسلمين إليها،
ولم تنجح كل الإجراءات التي اتخذها قائد الفرس مهبوزان في منع فرارهم، فاضطر إلى الانسحاب بدوره مع من تبقى من قواته،
والخروج من الخنافس متجنبا خوض المعركة مع الجيش المسلم، وعندما وصل أبو ليلى إلى الخنافس وجدها خالية من الفرس،
فأقام بها مدة، ثم أرسل إلى خالد بن الوليد ينهي إليه أنباء استيلائه على المدينة، ويخبره بفرار الفرس
وهكذا انتصر المسلمون أيضا في معركة الخنافس دون أن يخوضوا معركة هذه المرة. 