... 303132333435363738394041424344454647484950 ...

موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,

المواضيع الأدبية التي لا تندرج ضمن باقي الأقسام ارسال إلى Twitter ارسال إلى facebook
  1. نوران العلي
    26-07-2010, 11:28 AM

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    المعطيات الميدانية قبل المعركة:
    معركة الحصيد\ بقيادة خالد بن الوليد

    كان الجيش المسلم بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه قد استطاع تحقيق جملة انتصارات باهرة في بلاد الشام،
    وضمن تلك الانتصارات جاء فتح الحيرة ضربة موجعة للفرس والروم معا؛
    إذ كان الطرفان يراهنان على استحالة سقوطها بيد المسلمين؛ نظرا لمناعتها، وقوة تحصيناتها،
    وبعد سقوطها راهن الطرفان من جديد على أن أهل الحيرة سيثورون على المسلمين، ويخرجونهم منها،
    ولكن الرهان مرة أخرى سقط؛ فقد اتخذ خالد رضي الله عنه من الحيرة مركزا لقيادته بعد فتحها،
    وبعد أن صالح سكانها على الجزية ترك أمر إدارتها لزعمائها المحليين، واستنادا إلى تعاليم الإسلام السمحة
    أبدى الجيش المسلم الفاتح تسامحا مع الكنائس المسيحية، ولم يتعرضوا لرجال الدين النصارى،
    وبعد فترة وجيزة عم الاستقرار والازدهار في الحيرة بسبب استتباب الأمن، ورفع الظلم الذي كان الأهالي يتعرضون له على يد الفرس،

    وبدأ سكان الحواضر التالية للحيرة يتطلعون بشغف لقدوم الجيش المسلم لتحريرهم أيضا من استبداد الفرس والروم،
    بعد أن وصلت إليهم أخبار المعاملة الحسنة التي يعامل بها المسلمون أهالي البلاد المفتوحة.

    لم يطل الأمر بخالد بن الوليد رضي الله عنه فتابع فتوحاته واستولى على الأنبار وما حولها بعد المعركة الشهيرة باسم (ذات العيون

    وأقام خالد فترة في الأنبار حتى أطمأن إلى استتباب الأمن فيها، ثم تحرك قاصدا عين التمر بعد أن استخلف الزبرقان بن بدر عليها،
    وقد استعد الفرس لملاقاة جيش المسلمين قبل وصوله لعين التمر، فأمدوا حاكم عين التمر مهران بن مهرام بجيش كبير،
    ومعه حشد من القبائل البدوية الموالية للفرس بقيادة عقة بن عقة الذي نزل بقوات كبيرة لملاقاة جيش المسلمين
    قبل وصوله لحصن عين التمر، وجرت معركة بين الطرفين انهزم فيها جيش عقة؛ بل تم أسر عقة نفسه،
    ورأى خالد المصلحة في قتله إرهابا للعرب المتحالفين مع الفرس فأمر بقتله مع من ظفر بهم من فلول البدو
    وقد كان لقتل عقة أثره الكبير؛ إذ سارعت القبائل البدوية الأخرى إلى طلب الصلح مع خالد،
    وإعلان تخليها عن تحالفاتها مع الفرس، وبذلك خسر الفرس معظم حلفائهم من البدو،
    وتم لخالد الاستيلاء على حصن عين التمر بعد هرب الفرس منها .
    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
  2. نوران العلي
    26-07-2010, 11:33 AM

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    يتبع \معركة الحصيد
    مستجدات:


    بعد أن أتم خالد بن الوليد } فتح الأنبار وعين التمر
    استجدت مواقف عسكرية لم تكن في حسبان خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقد جاءته أوامر من الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
    بالتحرك فورا لنجدة قوات عياض بن غنم رضي الله عنه في دومة الجندل، وكانت دومة الجندل إحدى المدن التجارية الكبرى في الجزيرة العربية،
    وهي مشهورة بأسواقها الكبيرة، كما كانت أيضا مركزا هاما للمواصلات، ونقطة التقاء الطرق القادمة من أواسط الجزيرة العربية والعراق والشام،
    ومن ثم فقد كانت محط أنظار العرب والفرس على السواء، والاستيلاء عليها غاية يسعى إليها كلا الفريقين،

    وكان على خالد بن الوليد أن يتحرك مع قواته إلى دومة الجندل مع ما يعنيه ذلك من احتمالات التخلي عن الأراضي التي تم فتحها؛
    لأن الفرس كانوا متوثبين لاستعادتها، استردادا لهيبة الإمبراطورية الفارسية التي ضاعت مع
    الهزائم المتتالية التي ألحقها بهم المسلمون.

    تعامل خالد بن الوليد مع المستجدات:


    توجه خالد بن الوليد رضي الله عنه مع القسم الأكبر من جيشه إلى دومة الجندل، وترك قسما من الجيش في العراق بإمرة القعقاع بن عمرو؛
    فظن الفرس بأن خالدا قد انسحب نهائيا من العراق ولم يبق إلا حامية صغيرة؛ ولذلك عزموا على طرد الجيش المسلم من بلاد الشام،
    واستعادتها من أيدي المسلمين، ولهذا بدأ بهمن قائد الفرس ينظم جيشه من جديد،
    فراح يجمع شتات مقاتليه الذين انسحبوا من الحاميات الموجودة في أجزاء الإمبراطورية الفارسية، ويحشد إليهم المزيد من الجنود الجدد،
    وانضم إليهم عدد كبير من المتطوعين، ولكن ذلك جعل جيشه أقل كفاءة واستعدادا للقتال من
    الجيوش الأخرى التي حاربها خالد من قبل، واستطاع إلحاق الهزائم بها.

    وأدرك بهمن بحنكته نقطة الضعف تلك؛ فقرر ألا يزج بهذا الجيش في القتال قبل أن يدعمه بقوات كبيرة من العرب النصارى الموالين للفرس،
    وقد استجاب له هؤلاء النصارى بعد أن وجدوا أن الفرصة أصبحت سانحة لهم للانتقام من المسلمين،
    والثأر لمقتل قائدهم عقة الذي قتله خالد في عين التمر، وبدأت تلك القبائل العربية النصرانية الاستعداد للحرب
    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
  3. نوران العلي
    26-07-2010, 12:16 PM

    يتبع \معركة الحصيد

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    تخطيط الطرفين للمعركة:


    قسم بهمن قواته إلى جيشين كبيرين، جعل على الأول روزبه، وجهه إلى الحصيد، والثاني تحت إمرة زرمهر، وجهه إلى الخنافس؛

    وفي الوقت نفسه قرر القعقاع بن عمرو بناء على مراسلات مستمرة مع خالد بن الوليد رضي الله عنه
    أن يرسل كتيبتين إلى الحصيد والخنافس لتأخير قدوم الفرس في هذين المكانين؛
    واحتفظ بباقي الجيش في حالة تأهب؛ استعدادا لأية معركة محتملة لحين قدوم خالد بقواته من الحيرة بعد أن أنهى مهمته في دومة الجندل،

    وكان خالد قد تلقى من القعقاع بن عمرو تقريرا عن الوضع الميداني، فأرسل إليه يثني على ما فعله،
    وطلب منه تأخير المعركة ما استطاع، وأن يكون ظاهر تحركات الجيش الإسلامي موحية للفرس
    بأنهم سيواجهون فقط هاتين الكتيبتين الموجودتين في الخنافس والحصيد.

    وبنى قائد جيش الفرس خططه الحربية على أساس ذلك، وقسم جيشه إلى قسمين رئيسيين؛ كل قسم موكل بمواجهة كتيبة من جيش المسلمين،
    دون أن يخطر بباله بأن خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد أن حارب بقواته في دومة الجندل قد عاد بتلك القوات إلى الحيرة،
    وعبر طرق مختصرة لم يسلكها أحد من قبل، وكانت مفاجأة صاعقة للجيش الفارسي والقبائل المتحالفة معه
    عندما ظهرت قوات المسلمين من قلب الصحراء، ومن أماكن لا يتوقعونها فانهارات معنوياتهم،

    وجد بهمن قائد الفرس نفسه أمام وضع مستجد لا وقت لتداركه؛ ولهذا لم يكن أمامه إلا المواجهة وخوض المعركة
    مع الاستمرار في حشد التعزيزات التي كانت تصل من فارس،

    وقرر خالد أن يخوض المعركة على طريقته؛
    فأعاد جمع الجيش في عين التمر وقسمه إلى ثلاثة ألوية، بعد أن عززه بالقوات التي حاربت في دومة الجندل،
    وجعل الكتيبة الأولى بقيادة القعقاع بن عمرو،
    والثانية بقيادة أبي ليلى الفذكي السعدي،
    وجعل اللواء الثالث في عين التمر.

    هذا التجميع السريع للقوى وإعادة تشكيله أثار حيرة قائد الجيش الفارسي،
    وبحسب الظاهر اعتقد بأن خالدا قد قرر خوض المعركة في عين التمر بقوة واحدة مجتمعة؛
    لهذا بنى خطته على أساس أن يرسل أولا القسم الأول من جيشه الموجود في الخنافس؛
    وبعد أن يلتحم مع جيش المسلمين يرسل القسم الثاني ليشكل مفاجأة لخالد بن الوليد رضي الله عنه.

    عامل المفاجأة:


    ضمن خطة محكمة تستقريء خطط الخصم وجه خالد اللواء الأول بقيادة القعقاع بن عمرو إلى الحصيد،
    وجه في الوقت ذاته اللواء الثاني بقيادة أبي ليلى إلى الخنافس؛ وأمرهما أن يتصديا لجيوش الفرس فيهما في وقت واحد وبسرعة،
    وتحرك كل من القعقاع وأبي ليلى في طريقين منفصلتين، وكانت المسافة إلى الحصيد أقصر من المسافة إلى الخنافس،
    فلما اقترب القعقاع من الحصيد فوجئت القوات الفارسية بقيادة روزبه بضخامة قوات جيش المسلمين على غير ما كانت تتوقعه،
    فظن روزبه أن كل الجيش المسلم قد توجه إلى الحصيد، فأرسل يطلب النجدة من قائد القوات الفارسية في الخنافس زرمهر،
    مؤكدا له أن كل جيش المسلمين قد اجتمع في الحصيد، وهو ما شكل حيرة وارتباكا أيضا لزرمهر،

    فالمعطيات التي عنده تقول: إن هناك قوات لجيش المسلمين في الخنافس،
    وزميله روزبه يؤكد له أن كل الجيش المسلم موجود في الحصيد، وسرعان ما انتقلت الحيرة إلى قائد الجيش الفارسي بهمن
    عندما أرسل إليه زرمهر يستأذنه بتحريك قواته للحصيد، وسط هذه الحيرة وغموض حقيقة
    الموقف بالنسبة للجيش الفارسي اتجه بهمن نفسه للحصيد ليقف على حقيقة الأمر.

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
  4. نوران العلي
    26-07-2010, 12:19 PM

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    معركة الحصيد:


    وصل القعقاع بن عمرو بقواته إلى الحصيد بتاريخ 12/8/10 ه هجرية،
    وبناء على أوامر خالد بن الوليد بدأ فورا بمهاجمة قوات الفرس فيها،
    وكانت قوات الفرس تفوق قوات المسلمين من ناحيتي العدد والعتاد،

    وعندما وصل بهمن لتفقد حقيقة الموقف وجد نفسه في أتون معركة عنيفة يظهر فيها المسلمون
    ضروبا من الشجاعة تقابلها معنويات قواته المنهارة، ولم يكن أمامه أي وقت لاستجلاء حقيقة
    وضع الجيش المسلم، هل هو موجود كله في الحصيد يحارب فيها، أم أن قسما كبيرا منه في
    الخنافس، ولم يستطع اتخاذ قرار باستدعاء قواته من الخنافس، وانعكس ذلك على القوات الفارسية،
    إذ لم يكونوا يدرون إن كانوا يقاتلون كامل الجيش المسلم أم أن هناك قوات كبيرة منه قادمة
    لتخوض المعركة ضدهم!!

    واستمرت المعركة حامية الوطيس،
    واستطاع القعقاع بن عمرو أن يقتل بسيفه قائد القوات الفارسية في المعركة روزبة،
    ثم قتل أحد الجنود المسلمين قائدهم الثاني زرمهر، فانهارات معنوياتهم نهائيا، وصار كل واحد منهم ينشد النجاة بنفسه،
    ويطلب الفرار بجلده، فانسحبوا إلى الخنافس تاركين وراءهم أعدادا كبيرة من القتلى،
    وتحقق النصر للمسلمين في تلك المعركة.

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
  5. نوران العلي
    26-07-2010, 12:24 PM

    معركة الخنافس:

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    معركة الخنافس:


    لعلها أطرف معركة يخوضها المسلمون انذاك دون أن يحاربوا فيها عبر المفهوم التقليدي للمعركة،

    ومع ذلك حققوا انتصارا باهرا؛
    فبعد هرب الناجين من معركة الحصيد التجأوا إلى الخنافس؛
    وكان وصولهم إليها قبل وصول قوات أبي ليلى بوقت قصير، فشكلوا قوة إضافية لا يستهان بها في الجيش الفارسي بقيادة مهبوزان؛
    وكان جيشا كبيرا متحصنا وراء الأسوار المنيعة للخنافس، وقد صمم مهبوزان والجيش الفارسي على التصدي للجيش المسلم،
    ثأرا لهزيمتهم في الحصيد، وقد سمعوا بتقدم جيش المسلمين إليهم وظنوا أنه الجيش الذي حارب في الحصيد،
    وهو بحسب اعتقادهم جيش متعب منهك من المعركة.
    وبدأت المفاجات تظهر للجيش الفارسي من جديد،
    فقد تبين لهم أن هذا الجيش هو القوات المسلمة التي كانت موجودة في الخنافس،
    وليست القوات التي حاربت في الحصيد، وهي بقيادة أبي ليلى، ولم يساورهم الشك بأن القوات الأخرى بقيادة القعقاع بن عمرو قادمة إليهم أيضا،
    وعندها سيكون من المستحيل عليهم الصمود أمام جيش هزمهم في الحصيد سينضم إلى جيش لم يحارب بعد،
    وهو بكامل قواه وجاهزيته، وسرعان ما انهار أفراد القوات الفارسية،
    وصاروا يفرون جماعات وأفرادا من الخنافس قبل وصول جيش المسلمين إليها،
    ولم تنجح كل الإجراءات التي اتخذها قائد الفرس مهبوزان في منع فرارهم، فاضطر إلى الانسحاب بدوره مع من تبقى من قواته،
    والخروج من الخنافس متجنبا خوض المعركة مع الجيش المسلم، وعندما وصل أبو ليلى إلى الخنافس وجدها خالية من الفرس،
    فأقام بها مدة، ثم أرسل إلى خالد بن الوليد ينهي إليه أنباء استيلائه على المدينة، ويخبره بفرار الفرس

    وهكذا انتصر المسلمون أيضا في معركة الخنافس دون أن يخوضوا معركة هذه المرة.
    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
  6. نوران العلي
    26-07-2010, 12:31 PM

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    الدروس المستفادة:
    من المعركه ,,

    من الواضح بعد ما ذكرناه أن معركة الحصيد تقدم كما كبيرا من الدروس التي ما زال الفكر العسكري المعاصر يستفيد منها،

    وفي مقدمة هذه الدروس دور القائد في تحقيق النصر، فقد توفرت لجيش المسلمين قيادة عبقرية تمثلت بالقائد خالد بن الوليد رضي الله عنه،
    وتقدم هذه العبقرية بدورها دروسا يجب أن يستند إليها القائد دائما،

    ومن هذه الدروس:


    1-التقدير الصحيح للمواقف: فقد كان خالد بن الوليد رضي الله عنه لا يخوض المعركة إلا بعد تقدير كامل

    وصحيح لقوات الطرفين، واستقراء خطط العدو، ووضع الخطط المضادة بشكل عقلاني وصحيح.
    2
    - التعامل مع المستجدات بروح الابتكار ضمن المعطيات المتوفرة.
    3- طاعة أولي الأمر والطاعة العسكرية: فعلى الرغم من حساسية الموقف العسكري نفذ خالد بن الوليد

    رضي الله عنه أمر الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وتوجه بالقسم الأكبر من قواته لنجدة الجيش
    المسلم في دومة الجندل، وهو أمر يدخل في باب طاعة أولي الأمر من الناحية الشرعية، كما أنه يدخل
    في باب أهمية الطاعة العسكرية ودورها المهم في تحقيق الانضباط في الجيش ككل، وهو أمر تبدى
    أيضا في تنفيذ القعقاع بن عمرو وأبي ليلى لأوامر خالد في توجههما للحصيد والخنافس، ودخول
    المعركة كما رسمها وخطط لها؛ مما كان له دور بارز في تحقيق النصر.
    4- العامل النفسي: إن طاعة أولي الأمر، والطاعة العسكرية مع توفر القائد، والإيمان بعدالة القضية
    التي يحارب الجيش من أجلها، تشكل بمجملها أسلحة نفسية يمتلكها الجيش في مجال تحقيق النصر.
    5
    - عامل المفاجأة: بما يعنيه ذلك من نقل المعركة إلى أرض العدو بدون توقع منه، وهو ما فعله خالد بن
    الوليد رضي الله عنه في معركة الحصيد، ثم في معركة الخنافس كما رأينا.
    6- المناورة: بما تعنيه من سرعة تجميع ونشر القوى والوسائط بحسب المستجدات الميدانية، كما فعل

    خالد بن الوليد رضي الله عنه بتجميع قوات الجيش في عين التمر بسرعة، وتقسيمها إلى ألوية،
    وتوجيهها إلى الأماكن المختارة للمواجهة.
    7- القوات الاحتياطية: أي أن يترك القائد دائما قوات في المؤخرة بكامل جاهزيتها؛ لدعم القوات

    المحاربة في ميادين القتال إذا تطلب الموقف تدخلها، وتكون هذه القوات أيضا حماية للعمق في حال
    تبدل الموقف القتالي، وهذا ما رأيناه في نهج خالد بن الوليد رضي الله عنه، فبعد تجميعه للجيش في
    عين التمر قسمه إلى ثلاثة ألوية، وجه لوائين إلى الحصيد والخنافس، وأبقى لواء في عين التمر، ولم
    يزجه في المعركة، وبذلك بقيت بيد خالد قوات احتياطية يستطيع بها التعامل مع أي مستجدات غير
    محسوبة أثناء المعارك.


    مجد وإشراق:


    من المؤكد أننا عندما نستعيد وقائع معركة الحصيد وغيرها من معارك المسلمين المظفرة، لا نريد التغني

    بأمجاد سابقة، ولكن لنؤكد أن تاريخنا العربي المسلم يشكل أمجادا واشراقات ما أحوجنا إلى الأخذ
    بأسبابها، وفي مقدمتها: عودتنا الصحيحة القوية إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، تلك التعاليم التي
    شكلت عقيدة قوية لدى أجدادنا، استطاعوا بها تحقيق الانتصارات الرائعة، ونشر مبادئ الحب والخير
    والتسامح والعدل في العالم، مبادئ الإسلام الحنيف.

    وها نحن مرة أخرى نستذكر حديث العقيد الروسي بروميكوف عن عبقرية القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه بقوله:
    "إن الكثير من الخطط الحربية التي نتباهى بها كعسكريين لا تضاهي الخطط الرائعة التي وضعها وقادها خالد بن الوليد، خاصة في قتال القوات في الصحراء.."

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,
  7. نوران العلي
    09-08-2010, 12:04 AM

    شاعرات العرب

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    شاعرات العرب

    • الخرنق بنت بدر بن هفان من بني ضبيعة (520م – 600 م) وهي قريبة لطرفة بن العبد، وهي
    أقدم شاعرات الرثاء.

    • سعدي بنت الشمردل الجهنية، وهي قبيل الإسلام بمدة وجيزة.

    • الدعجاء بنت وهب من بني باهلة، عاشت في القرن السادس، ولها قصائد في الأصمعيات
    والأمالي.

    • الخنساء: وهي تماضر بنت عمرو من بني سليم، ولدت ما بين 580 م -590 م وتوفيت في
    أواخر خلافة عثمان، وفدت على الرسول (ص) وأسلمت، وهي أشعر شاعرات العرب، ولها ديوان.

    • جنوب: وهي جنوب بنت العجلان من بني عامر بن كاهل من هذيل عاشت قبل الإسلام، ولها
    مرثيات عديدة، وهي مذكورة ضمن ديوان الهذليين.

    • عاتكة بنت زيد بن عمرو من بني عدي عن كعب من قريش، وأبوها زيد بن عمرو الحنفي الوحيد
    في الجزيرة زمن الجاهلية، زوجها عبدالله بن أبي بكر، ثم عمر بن الخطاب، وبعد وفاته تزوجت
    الزبير بن العوام، ولها ديوان.

    • حسانة التميمية (180 ه - 238 ه ).

    • لبنى كاتبة الحكم المستنصر توفيت 374 ه .

    • عائشة بنت أحمد بن قادم القرطبية، اشتهرت بالمدح توفيت 400 ه

    • مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري الشبلي- من أهل أشبيلية توفيت 419ه

    • صفية بنت عبدالله الربي توفيت 417 ه .

    • الغسانية البجانية من أهل بجانة اشتهرت بالمدح في الأندلس.

    • ليلى الأخيلية كانت زمن الخلافة الأموية، وهي شاعرة مجيدة.

    • عمرة بنت مرداس بن أبي عامر.

    • عائشة بنت الخليفة العباسي المهدي.

    وهناك شاعرات كثر في تاريخ الأدب العربي، ولكن هؤلاء الشاعرات هن الأشهر شعرا وذكرا
    .,.
  8. نوران العلي
    16-08-2010, 12:39 AM

    شهر رمضان الكريم هو شهر الجهاد والغزوات ،

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    شهر رمضان الكريم هو شهر الجهاد والغزوات ،
    فيه حارب المسلمون وإنتصروا على أعدائهم وفتحوا البلاد لنشر الدين وهداية البشر

    ومن أشهر المعارك خلال التاريخ الإسلامي :

    في 17 رمضان 2 للهجرة : غزوة بدر الكبرى بين المسلمين والمشركين

    في 11 رمضان 8 للهجرة : فتح مكة

    في رمضان 9 للهجرة : وقائع غزوة تبوك بين المسلمين والروم

    في رمضان 14 للهجرة : معركة القادسية بين المسلمون والفرس

    في رمضان 53 للهجرة : فتح جزيرة رودس

    في رمضان 91 للهجرة : نزلت جيوش المسلمون بلاد الأندلس

    في رمضان 92 للهجرة : انتصر المسلمون في الأندلس على القوط

    في رمضان 584 للهجرة : حقق الناصر صلاح الدين الايوبي عدة إنتصارات

    في رمضان 658 للهجرة : إنتصر المسلمون على المغول في عين جالوت
    .,.
  9. نوران العلي
    16-08-2010, 12:51 AM

    معركة بدر . . وقائع ودروس وعبر

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    معركة بدر . . وقائع ودروس وعبر



    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد:

    شهر رمضان هو شهر الجهاد والتضحية ، والعز والتمكين ، وإن تاريخ المسلمين الزاخر بالأمجاد ليحدثنا عن جهاد المسلمين في شهر النصر أحاديث كتبت
    بنور الإيمان ودماء الشهداء الأبرار ، كما يحدثنا عن صور البطولة والعز ، والمجد الذي بناه السلف وضيعه الخلف.

    وحديثنا عن معركة من معارك المسلمين الخالدة التي دارت رحاها في هذا الشهر الكريم ، ألا وهي معركة " بدر الكبرى " ،
    فقد كان يوم بدر يوم الفرقان بين أهل الكفر وأهل الإيمان ،
    كما قال تعالى { إن كنتم امنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان }
    [سورة الأنفال:41].

    وكان يوم بدر فرقانا بين مرحلتين من تاريخ المسلمين وتشريعهم ، مرحلة الصبر على الأذى وتحمل الشدائد والصعاب ، والصبر على التعذيب والإهانة ،
    وبين مرحلة تشريع القتال وإيجابه ومشروعية تعقب أهل الكفر كما
    قال تعالى { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير }
    [سورة الحج:39] ،
    وقال تعالى: { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد } [سورة التوبة:25] ،
    وقال تعالى { فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون }
    [سورة التوبة:12] ،
    وقال تعالى { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة }
    [سورة التوبة:36] ،
    وقد استقر على ذلك التشريع دون نسخ أو إنساء.

    ومعركة بدر كانت مثالا رائعا للشجاعة النادرة التي يبذلها أهل الإيمان ومن يوقنون بوعد الله تعالى وفي ذلك
    يقول الله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل
    والقران ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم }
    [سورة التوبة:111].

    أولا : وقائع الغزوة :

    إن معركة بدر لموقعة تستحق أن تكتب أحداثها بحروف من نور ، وأن يقف عندها التاريخ طويلا موقف إجلال وتأمل ، فقد خرج فيها المسلمون لا يزيد عددهم عن الثلاثمائة إلا قليلا ،
    ولم يعدوا للأمر عدته ، ولم يتخذوا له أهبته فلم يكن معهم إلا فرسان فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد بن الأسود ،
    وسبعون بعيرا يتعاقب الرجلان والثلاثة منهم على البعير الواحد ولم يحملوا معهم من السلاح إلا ما خف ، فلم يكن قصدهم القتال بل كانوا يقصدون العير [1] ،
    وبعد انفلات عير أبي سفيان وبلوغ ذلك إلى أهل مكة ، أخذهم الكبرياء وحب الفساد والغطرسة ،
    فقال طاغيتهم أبو جهل: ( والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم بها ثلاثا ، نشرب الخمر وننحر الجزور وتعزف لنا القيان وتسمع بنا العرب بمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا ) ،
    { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }
    [سورة الأنفال:30].

    ونقلت استخبارات دولة الإسلام خبر قدوم قريش بقضها وقضيضها وطواغيتها وفرسانها المدججين بالسلاح ، يدفعهم الغل على أهل الإسلام ،
    يريدون استئصال شأفتهم وتدمير دينهم وهدم دولتهم ، فعقد النبي صلى الله عليه وسلم مجلسه العسكري الاستشاري لاستطلاع رأي قادة الجيش وأهل المشورة ،
    فتكلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأحسن فدعا له النبي بخير ، وقام عمر الفاروق رضي الله عنه فتكلم فأحسن فدعا له بخير ،
    وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يقول أشيروا علي أيها الناس.

    وهنا تجلت أعظم صور الحب لدين الله وللنبي صلى الله عليه وسلم والتضحية والفداء فقام المقداد بن عمرو رضي الله عنه فقال بثبات المؤمن الصادق متحدثا بلسان قومه ،
    كلمات لم يعرف التاريخ لها مثيلا: "يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ،
    ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق نبيا لو سرت إلى برك الغماد لسرنا معك" ، وهنا تهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له ولقومه بالخير.

    وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يكرر على الناس قوله: (أشيروا علي أيها الناس) ، فقام سعد بن معاذ رضي الله عنه ، وكان حامل لواء الأنصار وزعيمهم ،
    فقال بلسان الواثق بوعد الله تعالى ، الواثق من موقف قومه أهل الصدق والبطولة والفداء: (لعلك تريدنا يا رسول الله [2] ،
    قال: أجل ، فقال سعد رضي الله عنه : فقد امنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة
    فامض يا رسول الله لما أردت فوالله لا يتخلف عنك اليوم منا رجل واحد ، ولو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ،
    إنا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء ، ولعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله) ،
    فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد فقال: { سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم].

    ولقد جعل الله تعالى لنصر المؤمنين في هذه المعركة علامات ثبت بها قلوب أوليائه ، وزلزل بها قلوب أعدائه ، فأنزل الله تعالى عليهم النعاس أمنة منه ،
    كما أنزل المطر فكان على المؤمنين طلا خفيفا ، طهرهم به وثبت قلوبهم وأرجلهم ، وثبت به الأرض من تحت أقدامهم ، وأذهب عنهم به رجز الشيطان ،
    وكان على المشركين وابلا شديدا منعهم من التقدم والعمل ، وكانت هذه أول أمارات وإرهاصات سير المعركة ونتيجتها ،
    قال تعالى { إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام }
    [سورة الأنفال:11].

    وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيش الإيمان.

    يتبع ,,

  10. نوران العلي
    16-08-2010, 01:02 AM

    يتبع غزوة بدر,,

    موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,


    وهنا يروي أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل أدنى ماء من مياه بدر ، فأشار عليه الحباب بن المنذر رضي الله عنه كخبير بالمواقع العسكرية
    بعد أن عرف أن نزول هذا المنزل ليس عن وحي ولكنه اجتهاد من القائد الأعلى ، فقال الحباب: يا رسول الله إن هذا ليس بمنزل فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من القوم
    يعني قريشا فننزله ونغور نخرب ما وراءه من القلب ثم نبني حوضا نملأه ماء فنشرب ولا يشربون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أشرت بالرأي.

    واقترح سعد بن معاذ في هذه الغزوة المباركة أن يبنى للنبي صلى الله عليه وسلم عريشا يقود منه المعركة ويصدر منه الأوامر ويشرف منه على مكان المعركة
    فأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير وتم بناء العريش للنبي صلى الله عليه وسلم وانتخبت فرقة من شباب الأنصار لحراسة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وقضى النبي صلى الله عليه وسلم ليله كله في ذكر لله تعالى وتسبيح ودعاء ، أن ينزل نصره على هذه العصابة الضعيفة التي تدافع عن دينه وحرماته ،
    وظل النبي صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ويتضرع إليه حتى سقط الرداء عن منكبه ، فقال له الصديق أبو بكر رضي الله عنه :
    (هون عليه يا رسول الله كفاك مناشدتك ربك لقد وعدك الله إحدى الطائفتين).

    وقضى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليلتهم في هدوء وسكينة ، ولما انبلج الفجر وظهر ضوء النهار نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعدائه
    وقال: (اللهم إن هذه قريشا قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني اللهم أحنهم الغداة) ،
    ثم عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف وأمر جنده أن لا يبدءوا القتال حتى يتلقوا منه الأمر بذلك.

    أما المشركون فقد استفتح لهم طاغوتهم قائلا: ( اللهم أقطعنا للرحم ، وأتانا بما لا نعرفه ، فأحنه الغداة ، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم) ،
    وفي ذلك يقول الله تعالى { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين }
    [سورة الأنفال:19].

    وكان من أوائل ما أشعل نار المعركة أن خرج ثلاثة من فرسان قريش وهم عتبة وأخوه شيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة طالبين للمبارزة ،
    فخرج إليهم ثلاثة من شباب الأنصار وهم عوف ومعوذ ابنا الحارث وعبد الله بن رواحة ، فقالوا: من أنتم؟ ، قالوا: رهط من الأنصار ، قالوا: أكفاء كرام ما لنا بكم حاجة إنما نريد بني عمنا ،
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة ، وقم يا على) ،
    فلما دنوا منهم وعرفوهم فقالوا: إياكم نريد ، فبارز عبيدة وكان أكبر القوم عتبة بن ربيعة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد ،
    فأما حمزة وعلي فلم يمهل كل منهما قرينه حتى أجهز عليه ، وأما عبيدة فاختلف بينه وبين قرينه ضربتان ، فأثخن كل واحد منهما صاحبه
    ثم كر على وحمزة على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله ، فلم يزل كذلك حتى مات في طريق العودة إلى المدينة ،
    وكان علي رضي الله عنه يقسم بالله أن هذه الاية نزلت فيهم { هذان خصمان اختصموا في ربهم }
    [سورة الحج:19].

    وحمي وطيس المعركة وسط مناشدة النبي صلى الله عليه وسلم لربه واستدارت رحى الحرب والنبي صلى الله عليه وسلم يناشد ربه
    قائلا: { اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم] ،
    وأوحى الله إلى ملائكته { أني معكم فثبتوا الذين امنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب }
    وأوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم { أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ،
    ثم أغفى النبي صلى الله عليه وسلم إغفاءة ثم رفع رأسه فقال: { أبشر يا أبا بكر هذا جبريل على ثناياه النقع أي الغبار اخذ بعنان فرسه يقوده] ،
    ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عريشه وهو يثب في الدرع ويقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر } ،
    وأخذ حفنة من التراب ورماها في وجوه المشركين ، فما منهم من أحد إلا وأصابه منها شيء ، وفي ذلك أنزل الله تعالى
    قوله { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحرض أصحابه على القتال
    قائلا: ( والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة ) ،
    ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( قوموا لجنة عرضها السماوات والأرض ) ،
    وحينئذ قال عمير بن الحمام: بخ بخ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما يحملك على قولك بخ بخ؟ ) ، قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها ،
    فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنت من أهلها ) ، وأخذ عمير تمرات كن في قرنه فألقى بها قائلا: لئن عشت حتى اكل تمراتي هذه إنها إذا لحياة طويلة ، ثم قاتلهم حتى قتل رضي الله عنه .

    وسأل عوف بن الحارث نبي الله صلى الله عليه وسلم قائلا: يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده؟ ، قال: ( غمسه يده في العدو حاسرا ) ،
    فنزع درعا كانت عليه فقذفها ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل رضي الله عنه .

    وبدأت أمارات الفشل والاضطراب تظهر في صفوف المشركين بعدما نزلت الملائكة تقاتل مع المؤمنين وانسحب إبليس نصير المشركين بعد ما وعدهم بإعانتهم
    ثم خذلهم وقد جاء في صورة سراقة بن مالك المدلجي من المعركة ، وأخذت جموع المشركين في الفرار من وجه جند الله المؤمنين ،
    غير أن طاغوت المشركين أبا جهل أظهر تجلدا أمام قومه داعيا إياهم إلى الصمود والتصدي لهجمات المؤمنين ،
    وما لبث إلا قليلا حتى أخذت الجموع تهرب والصفوف تتصدع أمام هجمات أهل الإيمان.
    \
    يتبع
... 303132333435363738394041424344454647484950 ...