موسوعة عبير الثقافية ..(مفهرسة),,

المستطرف في كل فن مستظرف..{الباب الخامس في الآداب والحكم وما أشبه ذلك:-

الباب الخامس في الاداب والحكم وما أشبه ذلك:-

قال الحكماء إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه الطاعة وألزمه القناعة وفقهه في الدين وعضده باليقين فاكتفى بالكفاف واكتسى بالعفاف

وإذا أراد به شرا حبب إليه المال وبسط منه الامال وشغله بدنياه ووكله إلى هواه فركب الفساد وظلم العباد
الثقة بالله أزكى أمل والتوكل عليه أوفى عمل من لم يكن له من دينه واعظ لم تنفعه المواعظ
من سره الفساد ساءه المعاد كل يحصد ما زرع ويجزي بما صنع لا يغرنك صحة نفسك وسلامة أمسك فمدة العمر قليلة وصحة النفس مستحيلة
من أطاع هواه باع دينه بدنياه ثمرة العلوم العمل بالمعلوم من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد
أفضل الناس من لم تفسد الشهوة دينه خير الناس من أخرج الحرص من قلبه وعصى هواه في طاعة ربه
نصرة الحق شرف ونصرة الباطل سرف
البخيل حارس نعمته وخازن لورثته من لزم الطمع عدم الورع إذا ذهب الحياء حل البلاء
علم لا ينفع كدواء لا ينجع
من جهل المرء أن يعصى ربه في طاعة هواه ويهين نفسه في إكرام دنياه
أيام الدهر ثلاثة يوم مضى لا يعود اليك ويوم أنت فيه لا يدوم عليك ويوم مستقبل لا ندري ما حاله
ولا تعرف من أهله من كثر ابتهاجه بالمواهب اشتد انزعاجه للمصائب لا تبت على غير وصية وإن كنت من جسمك في صحة ومن عمرك في فسحة
عظ المسيء بحسن أفعالك ودل على الجميل بجميل خلالك
إياك وفضول الكلام فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ويحرك من عدوك ما سكن
لا يجد العجول فرحا ولا الغضوب سرورا ولا الملول صديقا
حسن النية من العبادة حسن الجلوس من السياسة من زاد في خلقه نقص في حظه من ائتمن الزمان خانه أظهر الناس محبة أحسنهم لقاء
لا يكمل للإنسان دينه حتى يكون فيه أربع خصال يقطع رجاءه مما في أيدي الناس ويسمع شتم نفسه ويصبر
ويحب للناس ما يحب لنفسه ويثق بمواعيد الله
إياك والحسد فإنه يفسد الدين ويضعف اليقين ويذهب المروءة
قيل لأفلاطون ما الشيء الذي لا يحسن أن يقال وإن كان حقا قال مدح الانسان نفسه.
يتبعق2
 
الباب الخامس في الآداب والحكم وما أشبه ذلك

أربعة تؤدي إلى أربعة
الصمت إلى السلامة
والبر إلى الكرامة
والجود إلى السيادة
والشكر إلى الزيادة
من ساء تدبيره أهلكه جده الغرة ثمرة الجهل افة القوة استضعاف الخصم افة النعم قبيح المن افة الذنب حسن الظن الحزم أسد الاراء
والغفلة أضر الأعداء من قعد عن حيلته أقامته الشدائد ومن نام عن عدوه أيقظته المكايد من قرب السفلة وأطرح ذوي الأحساب والمروات استحق الخذلان
من عفا تفضل من كظم غيظه فقد حلم من حلم فقد صبر ومن صبر فقد ظفر من ملك نفسه عند أربع
حرمه الله على النار حين يغضب وحين يرغب وحين يرهب وحين يشتهي
من طلب الدنيا بعمل الاخرة فقد خسرهما ومن طلب الاخرة بعمل الدنيا فقد ربحهما
كلام المرء بيان فضله وترجمان عقله فاقصره على الجميل واقتصر منه على القليل كل امرىء يعرف بقوله ويوصف بفعله فقل سديدا وافعل حميدا
من عرف شأنه وحفظ لسانه وأعرض عما لا يعنيه وكف عن عرض أخيه دامت سلامته وقلت ندامته
كن صموتا وصدوقا فالصمت حرز والصدق عز من أكثر مقاله سئم ومن أكثر سؤاله حرم من استخف بإخوانه خذل ومن اجترأ على سلطانه قتل
ما عز من أذل جيرانه ولا سعد من حرم إخوانه خير النوال ما وصل قبل السؤال أولى الناس بالنوال أزهدهم في السؤال
من حسن صفاؤه وجب اصطفاؤه من غاظك بقبيح الشتم منه فغظه بحسن الحلم عنه
من يبخل بماله على نفسه جاد به على زوج عرسه إذا اصطنعت المعروف فاستره وإذا اصطنع إليك فانشره
من جاور الكرام أمن من الإعدام من طاب أصله زكا فرعه من أنكر الصنيعة استوجب القطيعة
من من بمعروفه سقط شكره ومن أعجب بعمله حبط أجره من رضي من نفسه بالإساءة شهد على أصله بالرداءة
من رجع في هبته بالغ في خسته من رقي في درجات الهمم عظم في عيون الأمم
من كبرت همته كثرت قيمته من ساء خلقه ضاق رزقه من صدق في مقاله زاد في جماله
من هان عليه المال توجهت إليه الامال من جاد بماله جل ومن جاد بعرضه ذل

خير المال ما أخذ من الحلال وصرف في النوال وشر المال ما اخذ من الحرام وصرف في الاثام
أفضل المعروف إغاثة الملهوف
من تمام المروءة أن تنسى الحق لك وتذكر الحق عليك وتستكبر الإساءة منك وتستصغرها من غيرك .
يتبعق2
 
يتبع الباب الخامس في الآداب والحكم

من أحسن المكارم
عفو المقتدر جود الرجل يحببه إلى أصدقائه وبخله يبغضه إلى أودائه لا تسيء إلى من أحسن إليك ولا تعن على من أنعم عليك
من كثر ظلمه واعتداؤه قرب هلاكه وفناؤه من طال تعديه كثرت أعاديه شر الناس من ينصر الظلوم ويخذل المظلوم
من حفر حفيرا لأخيه كان حتفه فيه من سل سيف العدوان أغمد في رأسه من لم يرحم العبرة سلب النعمة
ومن لم يقل العثرة سلب القدرة لا تحاج من يذهلك خوفه ويملكك سيفه صمت تسلم به خير من نطق تندم عليه
من قال ما لا ينبغي سمع ما لا يشتهي جرح الكلام أصعب من جرح الحسام من سكت عن جاهل فقد أوسعه جوابا وأوجعه عتابا
من أمات شهوته أحيا مروءته من كثرت عوارفه كثرت معارفه من لم تقبل توبته عظمت خطيئته
إياك والبغي فإنه يصرع الرجال ويقطع الاجال الناس في الخير
أربعة أقسام منهم من يفعله ابتداء ومنهم من يفعله اقتداء ومنهم من يتركه حرمانا ومنهم من يتركه استحسانا
فمن فعله ابتداء فهو كريم
ومن فعله اقتداء فهو حكيم
ومن تركه حرمانا فهو شقي
ومن تركه استحسانا فهو دني
من سالم سلم ومن قدم الخير غنم ومن لزم الرقاد عدم المراد ومن دام كسله خاب أمله العجول مخطىء وإن ملك والمتأني مصيب وإن هلك
من أمارات الخذلان معاداة الإخوان استفساد الصديق من عدم التوفيق الرفق مفتاح الرزق
من نظر في العواقب سلم من النوائب ومن أسرع في الجواب أخطأ في الصواب من ركب العجل أدركه الزلل
من ضعفت اراؤه قويت أعداؤه من قلت فضائله ضعفت وسائله من فعل ما شاء لقي ما ساء
من كثر اعتباره قل عثاره من ركب جده غلب ضده القليل مع التدبير أبقى من الكثير مع التبذير
ظن العاقل أصح من يقين الجاهل
قليل تحمد اخرته خير من كثير تذم عاقبته من خاف سطوتك تمنى موتتك إذا استشرت الجاهل اختار لك الباطل
من أعجبته اراؤه غلبته أعداؤه من قصر عن السياسة صغر عن الرياسة لا تشتك ضعفك إلى عدوك فإنك تشمته بك وتطمعه فيك
من لم يعمل لنفسه عمل للناس ومن لم يصبر على كده صبر على الإفلاس
من أفشى سره أفسد أمره الحازم من حفظ ما في يده ولم يؤخر شغل يومه لغده من طلب ما لا يكون طال تعبه
لا تفتح بابا يعييك سده ولا ترم سهما يعجزك رده سوء التدبير سبب التدمير
أغمد سيفك ما ناب عنك لسانك
ليس العجب من جاهل يصحب جاهلا ولكن العجب من عاقل يصحبه لأن كل شيء يفر من ضده ويميل إلى جنسه
إذا نزل القدر بطل الحذر رب عطب تحت طلب ومنية تحت أمنية
يتبعق2
 
يتبع الباب الخامس في الآداب والحكم

لا يخلو المرء من ودود يمدح وعدو يقدح
الجوع خير الخضوع الكذوب متهم وإن صدقت لهجته وضحت حجته من طاوعه طرفه اشتد حتفه
من لم تسر حياته لم تغم وفاته
من اعظم الذنوب تحسين العيوب
الشرف بالهمم العالية لا بالرمم البالية إذا ملك الأراذل هلك الأفاضل
من ساءت أخلاقه طاب فراقه من حسنت خصاله طاب وصاله بعد يورث الصفا خير من قرب يوجب الجفا
اللسان سيف قاطع لا يؤمن حده والكلام سهم نافذ لا يمكن رده
من اطلع على جاره انهتكت حجب أستاره
أجهل الناس من قل صوابه وكثر إعجابه أظهر الناس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يأتمر بها ونهى عن المعصية ولم ينته عنها
من سلا عن المسلوب كمن لم يسلب ومن صبر على النكبة كمن لا ينكب الفضيلة بكثرة الاداب لا بفراهة الدواب
من زادت شهوته نقصت مروءته
من عرف بشيء نسب إليه ومن اعتاد شيئا حرص عليه
عند الجدال يظهر فضل الرجال
من أخر الأكل لذ طعامه ومن أخر النوم طاب منامه
موت في دولة وعز خير من حياة في ذلة وعجز مقاساة الفقر هي الموت الأحمر ومسألة الناس هي العار الأكبر
حق يضر خير من باطل يسر كم من مرغوب فيه يسوء ولا يسر ومرهوب منه ينفع ولا يضر
عثرة الرجل تزيل القدم وعثرة اللسان تزيل النعم المزاج يورث الضغائن
من حلم ساد ومن تفهم ازداد
معاشرة ذوي الألباب عمارة القلوب
شر ما صحب المرء الحسد ربما أصاب الأعمى رشده وأخطأ البصير قصده اليأس خير من التضرع إلى الناس
لا تكن ضاحكا في غير عجب ولا ماشيا في غير أرب
من سعى بالنميمة حذره القريب ومقته الغريب
الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استبد برأيه
أشرف الغني ترك المنى من ضاق خلقه مله أهله
الحسد للصديق من سقم المودة كل الناس راض عن عقله دنياك كلها وقتك الذي أنت فيه
استر سوأة أخيك لما يعلم فيك خمول الذكر أسنى من الذكر الذميم
العجلة أخت الندامة.
يتبعق2
 
يتبع الباب الخامس في الآداب والحكم

من كرم أصله لان قلبه ومن قل لبه زاد عجبه
ربما أدرك بالظن الصواب ليس لمعجب رأي ولا لمتكبر صديق
سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار
لا تعادين أحد فإنك لا تخلو من عداوة جاهل أو عاقل فالحذر من حكمة العاقل وجهل الجاهل
ضاحك معترف بذنبه خير من باك مدل على ربه
من قل سروره كان الموت راحته
لا تردن على ذي خطأ خطأه فيستفيد منك علما ويتخذك عدوا
استحي من ذم من لو كان حاضرا لبالغت في مدحه ومدح من لو كان غائبا لسارعت إلى ذمه
وقيل المنفعة توجب المحبة والمضرة توجب البغضة والمخالفة توجب العداوة والمتابعة توجب الألفة
والعدل يوجب اجتماع القلوب والجور يوجب الفرقة وحسن الخلق يوجب المودة
وسوء الخلق يوجب المباعدة والانبساط يوجب المؤانسة والانقباض يوجب الوحشة
والكبر يوجب المقت والتواضع يوجب الرفعة والجود يوجب المدح والبخل يوجب الذم
والتواني يوجب التضييع والحزم يوجب السرور والحذر يوجب السلامة وإصابة التدبير توجب بقاء النعمة
وبالتأني تسهل المطالب وبحسن المعاشرة تدوم المحبة وبخفض الجانب تأنس النفوس
وبسعة خلق المرء يطيب عيشه
والاستهانة توجب التباعد
وبكثرة الصمت تكون الهيبة وبعدل المنطق تجلب الجلالة وبالنصفة تكثر المواصلة
وبالأفضال يعظم القدر وبصالح الأخلاق تزكو الأعمال وباحتمال المؤن يجب السؤدد
وبالحلم على السفيه تكثر أنصارك عليه وبالرفق والتودد تستحق اسم الكرامة
وبترك ما لا يعنيك يتم لك الفضل

واعلم أن السياسة تكسو أهلها المحبة
ومن صغر الهمة الحسد للصديق على النعمة والنظر في العواقب نجاة
ومن لم يحلم ندم ومن صبر غنم ومن سكت سلم ومن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم
ومن فهم علم ومن أطاع هواه ضل
ومع العجلة الندامة ومع التأني السلامة
وزارع البر يحصد السرور وصاحب العقل مغبوط
وصداقة الجاهل تعب إذا جهلت فاسأل وإذا زللت فارجع وإذا أسأت فاندم وإذا ندمت فاقلع
المروات كلها تبع للعقل والرأي تبع للتجربة والعقل أصله التثبت وثمرته السلامة
والأعمال كلها تتبع القدر
واختار العلماء أربع كلمات من أربع كتب
فمن التوراة من قنع شبع
ومن الانجيل من اعتزل نجا
ومن الزبور من سكت سلم
ومن القران ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم

واجتمعت حكماء العرب والعجم على أربع كلمات
لا تحمل بطنك ما لا يطيق
ولا تعمل عملا لا ينفعك
ولا تغتر بامرأة
ولا تثق بمال ولو كثر

والله تعالى أعلم
نهاية الباب الخامس
يتبع الباب السادس في الامثال
ق2​
 
الباب السادس في الأمثال السائرة وفيه فصول:-

الباب السادس في الأمثال السائرة وفيه فصول:-

الفصل الأول
فيما جاء من ذلك في
القران العظيم وأحاديث النبي الكريم

اعلم أن الأمثال من أشرف ما وصل به اللبيب خطابه وحلى بجواهره كتابه
وقد نطق كتاب الله تعالى وهو أشرف الكتب المنزلة بكثير منها
ولم يخل كلام سيدنا رسول الله عنها وهو أفصح العرب لسانا وأكملهم بيانا

فكم في إيراده وإصداره من مثل يعجز عن مباراته في البلاغة كل بطل
وسنذكر إن شاء الله تعالى بعد ذلك نبذة من أمثال العرب والمولدين والعامة.

فمن أمثال كتاب الله تعالى
قوله تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) ( الان حصحص الحق ) ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) ( أليس الصبح بقريب )
( ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة ) ( ليس لها من دون الله كاشفة ) ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )
( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) ( لكل نبأ مستقر ) ( قل كل يعمل على شاكلته )
( وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) ( وإن تصبهم سيئة يفرحوا بها ) ( كل نفس بما كسبت رهينة )
( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ) ( ما على الرسول إلا البلاغ ) ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) ( ما على المحسنين من سبيل )
( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) ( هل جزاء الإحسان إلا الاحسان ) ( ولا ينبئك مثل خير ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم )
( كل حزب بما لديهم فرحون ) ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ( لا يستوي الخبيث والطيب ) ( ففررت منكم لما خفتكم )
( وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض ) ( يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون )
( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ) ( يا أيها الذين امنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدوا لكم تسوءكم )
( وما تأتيهم من اية من ايات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )
( إعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ) ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون )
( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) ( إنا وجدنا اباءنا على أمة وإنا على اثارهم مقتدون )
( يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ) ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) ( لا يجليها لوقتها إلا هو )
( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) ( كل يوم هو في شأن فبأي حديث بعده يؤمنون ) ( وما ربك بغافل عما تعملون )
( واهجرهم هجرا جميلا من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) ( إن هي إلا فتنتك ) ( فاعتبروا يا أولي الأبصار )
( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) ( وكان بين ذلك قواما )
( لمثل هذا فليعمل العاملون ) ( كل من عليها فان ) ( كل نفس ذائقة الموت )
( أفسخر هذا أم أنتم لا تبصرون )
,
ومن الأمثال من الحديث النبوي
إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى\ نية المرء خير من عمله\ افة العلم النسيان \من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه \
إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه \ أنزلوا الناس منازلهم \ اليد العليا خير من اليد السفلى \ من مات غريبا مات شهيدا \ مطل الغنى ظلم
يد الله مع الجماعة \ الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق \ من غشنا فليس منا \ سيد القوم خادمهم \
الحياء شعبة من الإيمان \ تخيروا لنطفكم \ ابدأ بنفسك ثم بمن تعول \ حدث عن البحر ولا حرج \
المجالس بالأمانات \ كل ميسر لما خلق له \ أطلبوا الخير من حسان الوجوه \ إياك وما يعتذر منه \
الوحدة خير من الجليس السوء \ استعينوا على الحوائج بالكتمان \ الندم توبة \ لا يكون المؤمن طعانا ولا لعانا \
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك \ من كثر سواد قوم فهو منهم \ أنصف أخاك ظالما أو مظلوما \
انتظار الفرج عبادة \ كاد الفقر أن يكون كفرا \ نعم صومعة بيته الأعمال بخواتيمها
يتبعق2
 
التعديل الأخير:
الفصل الثاني في أمثال العرب

الباب السادس في الأمثال السائرة
الفصل الثاني في أمثال العرب

إن من البيان لسحرا إن الجواد قد يعثر إن البلاء موكل بالمنطق إن أخا الهيجاء من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك أنف في السماء وإست في الماء إن الذليل الذي ليست له عضد أي الرجال المهذب إنما هو كبرق خلب إذا أدبر الدهر عن قوم كفى عدوهم أمرهم إياك أعني فاسمعي يا جارة إن لم يكن وفاق ففراق إنك لا تجني من الشوك العنب إذا حان القضاء ضاق الفضاء إن المناكح خيرها الأبكار إذا كنت مناطحا فناطح بذوات القرون أوي إلى ركن بلا قواعد إياك أن تضرب بلسان عنقك أكل وحمد خير من أكل وذم افة المروءة خلف الوعد إذا قلت له زن طأطأ رأسه وحزن إذا أتاك أحد الخصمين وقد فقئت عينه فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله فقئت عيناه ترك الذنب أيسر من طلب التوبة اتق شر من تحسن إليه الناس إخوان وشتى في الشيم بلغ السيل الزبى أجع كلبك يتبعك حافظ على الصديق ولو في الحريق إشتدي أزمة تنفرجي أتبع السيئة الحسنة تمحها الخيل أعرف بفرسانها رمتني بطرفها وانسلت رب رمية من غير رام الرباح مع السماح رب أكلة تمنع أكلات استراح من لا عقل له
رب أخ لم تلده أمك رب طمع أدى إلى عطب ربما كان السكوت جوابا رب ملوم لا ذنب له رب عين أنم على لسان رحم الله من هداني إلى عيوبي ركوب الخنافس ولا المشي على الطنافس سبق السيف العذل زوج من عود خير من قعود سبك من بلغك السب سحابة صيف عن قليل تقشع شر أيام الديك يوم تغسل رجلاه طاعة النساء ندامة أطلب تظفر طرف الفتى يخبر عن لسانه ظاهر العتاب خير من باطن الحقد
عند الصباح يحمد القوم السري الظلم مرتعه وخيم عند النطاح يغلب الكبش الأجم:
( العبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه الملامة )
اعقل وتوكل العتاب قبل العقاب عند الرهان تعرف السوابق عند الامتحان يكرم المرء أو يهان عند النازلة تعرف أخاك في القمر ضياء والشمس أضوأ منه القول ما قالت حذام لقد اسمعت لو ناديت حيا أقلل طعامك يحمد منامك كل فتاة بأبيها معجبة كل كلب ببابه نباح كاد العروس أن يكون ملكا كثرة العتاب توجب البغضاء أكثر مصارع الرجال تحت بروق المطامع الكلام أنثى والجواب ذكر كل إناء يرشح بما فيه كما ترزع تحصد كل امرىء في بيته صبي كلب جوال خير من أسد رابض لقد ذل من بالت عليه الثعالب ليس الخير كالعيان لكل صارم نبوة ولكل جواد كبوة لكل قادم دهشة لعل لها عذرا وأنت تلوم لكل ساقطة لاقطة لكل مقام مقال لك لسان من رطب ويدان من خشب للباطل جولة ثم يضمحل ليست النائحة الثكلى مثل المستأجرة لكل غد طعام لكل دهر دولة ورجال لا عطر بعد عروس لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين لا يضر السحاب نباح الكلاب لا تقتن من كلب سوء جروا مقتل الرجل بين فكيه ما حك جلدك مثل ظفرك من عتب على الدهر طال عتبه معاتبة الإخوان خير من فقدهم النفس مولعة بحب العاجل هذه بتلك والبادي أظلم يا حبذا الإمارة ولو على الحجارة يكسو الناس وإسته عارية يدك منك وإن كانت شلاء
يتبعق2
 
التعديل الأخير:
الفصل الثالث في أمثال العامة والمولدين

الفصل الثالث في أمثال العامة والمولدين


التسلط على المماليك دناءة اجلس حيث يؤخذ بيدك وتبر ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتجر أجرأ الناس على الأسد أكثرهم له رؤية الحاجة تفتق الحيلة الحاوي لا ينجو من الحيات الحية تدور وإلى الرحى ترجع المؤذي ردي كلما جلوته صدي الأسواق موائد الله في أرضه السلامة إحدى الغنيمتين الشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ الطير بالطير يصاد اطلع القرد في الكنيف فقال هذه المراة لهذا الوجه الظريف العادة طبيعة خامسة الغائب حجته معه الخضوع عند الحاجة رجولية الناس أتباع لمن غلب النكاح يفسد الحب النصح بين الملأ تقريع الحر حر وإن مسه الضر والعبد عبد وإن ملك الدر الثقيل إذا تخفف صار طاعونا أضيع من حلى على زنجية العمل للزرنيخ والإسم للنورة أنشط من إير دخل نصفه البغل الهرم لا يفزعه صوت الجلجل بدن وافر وقلب كافر
تزاوروا ولا تجاوروا تعاشروا كالإخوان وتعاملوا كالاجانب ثمرة العجلة الندامة جواهر الأخلاق تفضحها المعاشرة حيثما سقط لقط خذ اللص قبل أن يأخذك خذ القليل من اللئيم وذمه ذل من لا سفيه له ريق العدو سم قاتل رب ساع كقاعد زكاة البدن العلل زلق الحمار وكان من سهوة المكاري زلة الرجل عظم يجبر وزلة اللسان لا تبقي ولا تذر سلطان غشوم خير من فتنة تدوم سواء قوله وبوله سفير السوء يفسد ذات البين شهر ليس لك فيه رزق لا تعد أيامه صديق الوالد عم الولد ضرب الطبل تحت الكسا طاعة الولاة بقاء العز طفيلي ويقترح عناية القاضي خير من شاهدي عدل دلت على أهلها براقش وهو اسم كلبة نبحت فدلت على الجيش فقتلوهم غش القلوب يظهر في فلتات الألسن وصفحات الوجوه غنى المرء في الغربة وطن فر من الموت وفي الموت وقع فم يسبح وقلب يذبح فلان كالكعبة يزار ولا يزور قيل للمزمار تهيأ للزمر قال المزمار في كمي والريح في فمي كل قليلا تعش كثيرا كلامه ريح في قفص كالإبرة تكسو الناس وهي عريانة كلمة حكمة من جوف خرب كاد المريب يقول خذوني كنت سندالا فصرت مطرقة كل ما فاتك من الدنيا فهو غنيمة كلما طار قصوا جناحه لو كان المزاح فحلا لم ينتج إلا شرا لسان الجاهل مفتاح حتفه لكل جديد لذة لو ضاعت صفعة ما وجدت إلا في قفاه لو كان في البوم خير ما فات الصياد من اعتمد على شرف ابائه فقد عقهم من سعادة المرء أن يكون خصمه عاقلا
وبالله التوفيق.
يتبعق2
 
الفصل الرابع في الأمثال من الشعر المنظوم مرتبة على حروف المعجم

حرف الألف:
( ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل )
( إذا جاء موسى وألقى العصا ... فقد بطل السحر والساحر )
( إذا لم يكن فيكن ظل ولا خبا ... فأبعد كن الله من شجرات )
( إذا كنت في فكري وقلبي ومقلتي ... فأي مكان من مكانك ألطف )
( إذا أراد كريم منع صاحبه ... فليس يخفي عليه كيف ينفعه )
( إذا ما أتيت الأمر من غير بابه ... ضللت وإن تقصد إلى الباب تهتد )
( إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل )
( إذا لم يكن عندي نوال هجرتني ... وان كان لي مال فأنت صديقي )
( الناس في طلب المعاش وأنما ... بالجد يرزق منهم من يرزق )
( أيها السائل عما قد مضى ... هل جديد مثل ملبوس خلق )
( إنما أنفسنا عارية ... والعواري حكمها أن تسترد )
( إن العدو وأن أبدي مسالمة ... إذا رأى منك يوما غرة وثبا )
( أتمنى على الزمان محالا ... أن ترى مقلتاي طلعة حر )
( إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذاهبه )
( إذا ثارت خطوب الدهر يوما ... عليك فكن لها ثبت الجنان )
( إذا كنت لا ترضى بما قد ترى ... فدونك الحبل به فاختنق )
( ان الأمور إذا بدت لزوالها ... فعلامة الإدبار فيها تظهر )
( إذا ضاع شيء بين أم وبنتها ... فإحداهما لا شك ذلك اخذه )
( إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا ... فلا تلم الصبيان فيه على الرقص )
( إذا ما أراد الله اهلاك نملة ... سمت بجناحيها إلى الجو تصعد )
( إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ... أصبت حليما أو أصابك جاهل )
( إذا لم تستطع أمرا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع )
( إذا صوت العصفور طار فؤاده ... ولكن حديد الناب عند الثرائد )
( أهن عامرا تكرم عليه فإنما ... أخو عامر من مسه بهوان )
( إذا محاسني اللاتي أتيت بها ... عدت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر )
( إخوان صدق ما رأوك بغبطة ... فإذا افتقرت فقد هوى بك من هوى )
( إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأيسر ما يمر به الوحول )
( ألم تر أن المرء تدوى يمينه ... فيقطعها عمدا ليسلم سائره )
( إذا أنت لم تعلم طبيبك كل ما ... يسؤك أبعدت الدواء عن السقم )
( إذا أنت حملت الخؤن أمانة ... فإنك قد أسندتها شر مسند )
( أكل خليل هكذا غير منصف ... وكل زمان للكرام بخيل )
( إذا أنت عبت المرء ثم أتيته ... فأنت ومن تزري عليه سواء )
( أسأت إذا أحسنت ظني بكم ... والحزم سوء الظن بالناس )
( الحادثات إذا ألم خطوبها ... فلها مساو مرة ومحاسن )
( الخير لا يأتيك متصلا ... والشر يسبق سيله مطره )
( العلم ينهض بالخسيس إلى العلا ... والجهل يقعد بالفتى المنسوب )
( الكفر بالنعمة يدعو إلى ... زوالها والشكر أبقى لها )
( أيا دارهم ما كنت أنت بدارهم ... ولا أنا مذ سار الركاب بهم أنا )
( أقلب طرفي لا أرى غير صاحب ... يميل مع النعماء حيث تميل )
( إذا ما قضيت الدين بالدين لم يكن ... قضاء ولكن ذاك غرم على غرم )


حرف الباء الموحدة:
( بنا فوق ما تشكو فصبرا لعلنا ... نرى فرجا يشفي السقام قريبا )
( بالملح نصلح ما نخشى تغيره ... فكيف بالملح إن حلت به الغير )
( بني عمنا إن العداوة شأنها ... ضغائن تبقى في نفوس الأقارب )


حرف التاء المثناة الفوقية:
( تحن إليه أفئدة البرايا ... وتهواه الخلائق للسماع )
( تلوم على القطيعة من أتاها ... وأنت سننتها للناس قبلي )
( تلجي الضرورات في الأمور إلى ... سلوك ما لا يليق بالأدب )
( تفرقت الظباء على حراش ... وما يدري حراش ما يصيد )
( تجتلي الأذن منه أحسن مما ... تجتلي العين من وجود البدور )

حرف الجيم:
( جن له الدهر فنال الغنى ... اه لمن أغفله الدهر )
( جربت أهلي وأهليه فما تركت ... إلى التجارب في ود امرىء غرضا )

حرف الحا المهملة:
( حياك من لم تكن ترجو تحيته ... لولا الدراهم ما حياك أنسان )

حرف الخاء المعجمة:
( خفض الجأش واصبرن رويدا ... فالرزايا إذا توالت تولت )
( خليلي إن الحب صعب مراسه ... وإن عزيز القوم فيه يهان )
( خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة ... إن الجلوس مع العيال قبيح )
( خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب )
( خن من أمنت ولا تركن إلى أحد ... فما نصحنك إلا بعد تجريبي )

حرف الدال المهملة:
( داود محمود وأنت مذمم ... عجبا لذاك وأنتما من عود )
( دعيني أنهب الأموال حتى ... أعف الاكرمين عن اللئام )

حرف الدال المعجمة:
( ذو العقل يشقي في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاء منعم )

حرف الراء:
( رب مهزول سمين عرضه ... وسمين الجسم مهزول الحسب )
( ردوا علي صحائفا سودتها ... فيكم بلا حق ولا استحقاق )
( رضيت ولا أرضى إذا كان مسخطي ... من الأمر ما فيه رضا صاحب الأمر )
( رب يوم بكيت منه فلما ... صرت في غيره بكيت عليه )

حرف الزاي:
( زنيم ليس يعرف من أبوه ... بغي الأم ذو حسب لئيم )

.
يتبعق2
 
الفصل الرابع في الأمثال من الشعر المنظوم مرتبة على حروف المعجم

حرف السين المهملة:
( سروري أن نبقى بخير ونعمة ... وإني من الدنيا بذلك قانع )
( سوء حظي أنالني منك هجرا ... فعلى الحظ لا عليك العتاب )
( سبكناه ونحسبه لجينا ... فأبدى الكير عن خبث الحديد )
( ستذكرني إذا جربت غيري ... وتعلم أنني نعم الصديق )

حرف الشين المعجمة:
( شفيعي إليك الله لا رب غيره ... وليس إلى رد الشفيع سبيل )
( شكرتك قبل الخير أن كنت واثقا ... بأني بعد الخير لا شك شاكر )

حرف الصاد المهملة:
( صحح لنا والده أولا ... وأنت في حل من الوالده )

حرف الضاد المعجمة:
( ضاقت ولو لم تضق لما انفرجت ... والسر مفتاح كل ميسور )

حرف الطاء المهملة:
( طويل عمر المعالي والندى أبدا ... قصير عمر الأعادي والمواعيد )
( طوبى لأعين قوم انت بينهم ... القوم في نزهة من وجهك الحسن )

حرف الظاء المشالة:
( ظهرت خيانات الثقات وغيرهم ... حتى اتهمنا رؤية الابصار )
( ظلمت أمرا كلفته غير خلقه ... وهل كانت الاخلاق إلا غرائز )

حرف العين المهملة:
( علم الله كيف أنت فأعطاك ... المحل الجليل من سلطانه )
( على المرء أن يسعى لما فيه نفعه ... وليس عليه أن يساعده الدهر )
( عسى فرج يأتي به الله إنه ... له كل يوم في خليقته أمر )
( عتبت على عمرو فلما تركته ... وجربت أقواما بكيت على عمرو )

حرف الغين المعجمة:
( غني بلا دين عن الخلق كلهم ... وإن الغنى إلا عن الشيء لا به )
( غلام أتاه اللؤم من شطر نفسه ... ولم يأته من شطر أم ولا أب )

حرف الفاء:
( فلم أر كالأيام للمرء واعظا ... ولا كصروف الدهر للمرء هاديا )
( فنفسك أكرمها فإنك إن تهن ... عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما )
( فصبر جميل إن في اليأس راحة ... إذا الغيث لم يمطر بلادك ماطره )
( فما أكثر الأصحاب حين تعدهم ... ولكنهم في النائبات قليل )
( فإن كانت الأجسام منا تباعدت ... فإن المدى بين القلوب قريب )
( فلو كان حمدا يخلد المرء لم يمت ... ولكن حمد المرء غير مخلد )
( فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال )

حرف القاف:
( قد يجمع المال غير اكله ... ويأكل المال غير من جمعه )
( قد زال ملك سليمان فعاوده ... والشمس تنحط في المجرى وترتفع )
( قد يدرك المتأني نجح حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل )
( قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خلق وجيب قميصه مرقوع )

حرف الكاف:
( كلوا اليوم من رزق الإ له وأبشروا ... فإن على الخلاق رزقكم غدا )
( كفى زاجرا للمرء أيام دهره ... تروح له بالواعظات وتغتدي )
( كنت من كربتي أفر إليهم ... فهم كربتي فأين القرار )
( كانوا بني ام ففرق شملهم ... عدم العقول وخفة الأحلام )
( كل المصائب قد تمر على الفتى ... فتهون غير شماتة الأعداء )
( كأنك من كل النفوس مركب ... فأنت إلى كل الأنام حبيب )
( كالكلب إن جاع لم يمنعك بصبصة ... وإن ينل شبعا ينبح من الأشر )

حرف اللام:
( لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقي ... إذا هو لم يجعل له الله واقيا )
( لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق )
( للموت فينا سهام وهي صائبة ... من فاته اليوم سهم لم يفته غدا )
( لو ان خفة عقله في رجله ... سبق الغزال ولم يفته الأرنب )
( لو كان ما بي في صخر لأنحله ... فكيف يحمله خلق من الطين )
( لعمرك ما الأيام إلا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود )
( لكل امرىء حالان بؤس ونعمة ... واعطفهم في النائبات أقاربه )

حرف الميم:
( من يحمد الناس يحمدوه ... والناس من عابهم يعاب )
( من لم يعدنا إذا مرضنا ... إن مات لم نشهد الجنازه )
( متى يبلغ البنيان يوما تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم )
( من كان فوق محل الشمس رتبته ... فليس يرفعه شيء ولا يضع )
( من الناس من يغشى الأباعد نفعه ... ويشقى به حتى الممات أقاربه )
( ما كان في المخدع من أمركم ... فإنه في المسجد الجامع )
( ما قام عمرو في الولاية ... قائما حتى قعد )
,
يتبعق2
 
الفصل الرابع في الأمثال من الشعر المنظوم مرتبة على حروف المعجم

حرف النون:
( نسود أعلاها وتأبى أصولها ... وليس إلى رد الشباب سبيل )
( نحن بنو الموتى فما بالنا ... نعاف ما لا بد من شربه )
( ندمت ندامة الكسعي لما ... رأت عيناه ما صنعت يداه )

حرف الهاء:
( هناكم الله بالدنيا ومتعكم ... بما تحب لكم منها ونرضاه )
( هل بالحوادث والأيام من عجب ... أم هل إلى رد ما قد فات من طلب )
( هب الدنيا تقاد إليك عفوا ... أليس مصير ذاك إلى الزوال )
( هنيئا لمن لا ذاق للدهر لوعة ... ولم تأخذ الأيام منه نصيبا )
( هم يحسدوني على موتي فواحزني ... حتى على الموت لا أخلو من الحسد )

حرف الواو:
( ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل )
( وإذا خشيت من الأمور مقدرا ... وهربت منه فنحوه تتوجه )
( والرزق يخطىء باب عاقل قومه ... ويبيت بوابا بباب الأحمق )
( ولا يغررك طول الحلم مني ... فما أبدا تصادفني حليما )
( ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب )
( وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل )
( وما للمرء خير في حياة ... إذا ما عد من سقط المتاع )
( وما المرء إلا كالهلال وضوئه ... يوافي تمام الشهر ثم يغيب )
( وقد تسلب الأيام حالات أهلها ... وتعدو على أسد الرجال الثعالب )
( ومن يأمن الدهر الخئون فإنني ... برأي الذي لا يأمن الدهر أقتدي )
( وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذخرا يكون كصالح الأعمال )
( ومن يكن الغراب له دليلا ... يمر به على جيف الكلاب )
( ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا ... من الزاد يطرح نفسه أي مطرح )
( ولربما منع الكريم وما به ... بحل ولكن سوء حظ الطالب )
( ولا بات يسقينا سوى الماء وحده ... وهذا جزا من بات ضيف الضفادع )
( ومن عاش في الدنيا فلا بد أن يرى ... من العيش ما يصفو وما يتكدر )
( ولو دامت الدولات دامت لغيرنا ... رعايا ولكن ما لهن دوام )
( وأحسن فإن المرء لا بد ميت ... وأنك مجزي بما كنت ساعيا )
( ولا ترين الناس إلا تجملا ... وإن كنت صفر الكف والبطن طاويا )
( وما لامرىء طول الخلود وإنما ... يخلد طول الثناء فيخلد )
( وكان رجائي أن أعود ممتعا ... فصار رجائي أن أعود مسلما )
( وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع )
( ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أو يتوجع )
( وهون حزني عن خليلي أنني ... إذا شئت لاقيت الذي مات صاحبه )
( ويوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر )

حرف اللام ألف:
( لا تنظرن إلى الجهالة والحجى ... وانظر إلى الإقبال والإدبار )
( لا يسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهد من الخبر )
( لا يصبر الحر تحت ضيم ... وإنما يصبر الحمار )
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
( لا يبالي الشتم عرض ... كله شتم وذم )
( لا تنظرن إلى امرىء ما أصله ... وانظر إلى أفعاله ثم احكم )
( لا يسكن المرء في أرض يهان بها ... إلا من العجز أو من قلة الحيل )
( لا يقبلون الشكر ما لم ينعموا ... نعما يكون لها الثناء تبيعا )
( لا أسأل الناس عما في ضمائرهم ... ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني )

حرف الياء المثناة التحتية:
( يفر من المنية كل حي ... ولا ينجى من القدر الحذار )
( يريك الرضا والغل حشو جفونه ... وقد تنطق العينان والفم ساكت )
( يهمهم للشعير إذا راه ... ويعبس إن رأى وجه اللجام )
( يفارقني من لا أطيق فراقه ... ويصحبني في الناس من لا أريده )
( يزيد تفضلا وأزيد شكرا ... وذلك دأبه أبدا ودأبي )
( يواسي الغراب الذئب في كل صيده ... وما صارت الغربان في سعف النخل )
( يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم اعراض لنا وعقول )
( يغر الفتى مر الليالي سليمة ... وهن به عما قليل غوائر )
( يغيظني وهو على رسله ... والمرء في غيظ سواه حليم )
( يريك البشاشة عند اللقا ... ويبريك في السر بري القلم )
,
نهاية الباب السادس
يتبع الباب السابع في البلاغه والبيان
يتبعق2
 
يتبع المستطرف في كل فن مستظرف..الباب السابع في البيان والبلاغة والفصاحة

الباب السابع في البيان والبلاغة والفصاحة وذكر الفصحاء من الرجال والنساء وفيه فصول:-
الفصل الأول في البيان والبلاغة
أما البيان فقد قال الله تعالى ( الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان )
وقال أن من البيان لسحرا قال ابن المعتز البيان ترجمان القلوب وصيقل العقول
وأما حده فقد قال الجاحظ البيان اسم جامع لكل ما كشف لك عن المعنى

وأما البلاغة فانها من حيث اللغة
هي أن يقال بلغت المكان إذا أشرفت عليه وإن لم تدخله
قال الله تعالى ( فإذا بلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف )
وقال بعض المفسرين في قوله تعالى ( أم لكم أيمان علينا بالغة ) أي وثيقة كأنها قد بلغت النهاية
وقال اليوناني البلاغة وضوح الدلالة وانتهاز الفرصة وحسن الاشارة
وقال الهندي البلاغة تصحيح الاقسام واختيار الكلام
وقال الكندي يجب للبليغ أن يكون قليل اللفظ كثير المعاني
وقيل إن معاوية سأل عمرو بن العاص من أبلغ الناس فقال أقلهم لفظا وأسهلهم معنى وأحسنهم بديهة
ولو لم يكن في ذلك الفخر الكامل لما خص به سيد العرب والعجم
وافتخر به حيث يقول نصرت بالرعب وأوتيت جوامع الكلم
وذلك أنه كان عليه الصلاة والسلام يتلفظ باللفظ اليسير الدال على المعاني الكثيرة
وقيل ثلاثة تدل على عقول أصحابها الرسول على عقل المرسل والهدية على عقل المهدي والكتاب على عقل الكاتب
وقال أبو عبد الله وزير المهدي البلاغة ما فهمته العامة ورضيت به الخاصة
وقال البحتري خير الكلام ما قل وجل ودل ولم يمل
وقالوا البلاغة ميدان لا يقطع إلا بسوابق الاذهان ولا يسلك إلا ببصائر البيان
وقال الشاعر:
( لك البلاغة ميدان نشأت به ... وكلنا بقصور عنك نعترف )
( مهد لي العذر نظم بعثت به ... من عنده الدر لا يهدي له الصدف )
وروي أن ليلى الأخيلية مدحت الحجاج فقال يا غلام اذهب إلى فلان فقل له يقطع لسانها
قال فطلب حجاما فقالت ثكلتك أمك إنما أمرك أن تقطع لساني بالصلة فلولا تبصرها بأنحاء الكلام ومذاهب العرب
والتوسعة في اللفظ ومعاني الخطاب لتم عليها جهل هذا الرجل

وقال الثعالبي البليغ من يحول الكلام على حسب الامالي ويخيط الألفاظ على قدر المعاني
والكلام البليغ ما كان لفظه فحلا ومعناه بكرا
وقال الامام فخر الدين الرازي رحمة الله تعالى عليه في حد البلاغة إنها بلوغ الرجل بعبارته كنه ما في قلبه
مع الاحتراز عن الإيجاز المخل والتطويل الممل
ولهذه الأصول شعب وفصول لا يحتمل كشفها هذا المجموع ويحصل الغرض بهذا القدر
وبالله التوفيق إلى أقوم طريق.
يتبعق2
 
الفصل الثاني في الفصاحة

الفصل الثاني في الفصاحة
قال الامام فخر الدين الرازي رحمة الله تعالى عليه اعلم أن الفصاحة خلوص الكلام من التعقيد وأصلها من قولهم أفصح اللبن إذا أخذت عنه الرغوة وأكثر البلغاء لا يكادون يفرقون بين البلاغة والفصاحة بل يستعملونهما استعمال الشيئين المترادفين على معنى واحدة في تسوية الحكم بينهما ويزعم بعضهم أن البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ ويستدل بقولهم معنى بليغ ولفظ فصيح
وقال يحيى بن خالد ما رأيت رجلا قط الا هبته حتى يتكلم فان كان فصيحا عظم في صدري وإن قصر سقط من عيني
وقد اختلف الناس في الفصاحة فمنهم من قال إنها راجعة إلى الألفاظ دون المعاني ومنهم من قال إنها لا تخص الألفاظ وحدها واحتج من خص الفصاحة بالألفاظ بأن قال نرى الناس يقولون هذا لفظ فصيح وهذه الالفاظ فصيحة ولا نرى قائلا يقول هذا معنى فصيح فدل على أن الفصاحة من صفات الالفاظ دون المعاني وإن قلنا إنها تشمل اللفظ والمعنى لزم من ذلك تسمية المعنى بالفصيح وذلك غير مألوف في كلام الناس والذي أراه في ذلك أن الفصيح هو اللفظ الحسن المألوف في الاستعمال بشرط أن يكون معناه المفهوم منه صحيحا حسنا ومن المستحسن في الالفاظ تباعد مخارج الحروف فإذا كانت بعيدة المخارج جاءت الحروف متمكنة في مواضعها غير قلقة ولا مكدودة والمعيب من ذلك كقول القائل:
( لو كنت كنت كتمت الحب كنت كما ... كنا وكنت ولكن ذاك لم يكن )
وكقول بعضهم أيضا:
( ولا الضعف حتى يبلغ الضعف ضعفه ... ولا ضعف ضعف الضعف بل مثله ألف )
وكقول الاخر:
( وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر )
قيل إن هذا البيت لا يمكن إنشاده في الغالب عشر مرات متوالية إلا ويغلظ المنشد فيه لأن القرب في المخارج يحدث ثقلا في النطق به .
يتبعق2
 
الفصل الثاني في الفصاحة

وقيل من عرف بفصاحة اللسان لحظته العيون بالوقار
وبالفصاحة والبيان
استولى يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام على مصر وملك زمام الأمور
وأطلعه ملكها على الخفي من أمره والمستور
قال الشاعر:
( لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... ولم يبق إلا صورة اللحم والدم )
وسمع النبي من عمه العباس كلاما فصيحا فقال بارك الله لك يا عم في جمالك أي فصاحتك
وعرضت على المتوكل جارية شاعرة فقال أبو العيناء يستجيزها أحمد الله كثيرا فقالت حيت أنشأك ضريرا فقال يا امير المؤمنين قد أحسنت في إساءتها فاشترها وقال فيلسوف كما أن الانية تمتحن بأطيانها فيعرف صحيحها من مكسورها فكذلك الإنسان يعرف حاله من منطقه
وقال المبرد قلت للمجنون أجزني هذا البيت:
( أرى اليوم يوما قد تكاثف غيمه ... وإبراقه فاليوم لا شك ماطر )
فقال:
( وقد حجبت فيه السحائب شمسه ... كما حجبت ورد الخدود المحاجر )
وقال عبد الملك لرجل حدثني فقال يا أمير المؤمنين افتتح فإن الحديث يفتح بعضه بعضا وقال الهيثم ابن صالح لابنه يا بني إذا أقللت من الكلام أكثرت من الصواب قال يا أبت فإن أنا أكثرت
وأكثرت يعني كلاما وصوابا قال يا بني ما رأيت موعوظا أحق بأن يكون واعظا منك وقال الشعبي كنت أحدث عبد الملك بن مروان وهو يأكل فيحبس اللقمة فأقول أجزها أصلحك الله فإن الحديث من وراء ذلك فيقول والله لحديثك أحب إلي منها وقال ابن عيينة الصمت منام العلم والنطق يقظته ولا منام إلا بتيقظ ولا يقظة إلا بمنام
قال ابن المبارك:
( وهذا اللسان بريد الفؤاد ... يدل الرجال على عقله )
ومر رجل بأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ومعه ثوب فقال له ابو بكر رضي الله عنه أتبيعه فقال لا رحمك الله فقال أبو بكر لو تستقيمون لقومت ألسنتكم هلا قلت لا ورحمك الله
ومنه ما حكي أن المأمون سأل يحيى بن اكثم عن شيء فقال لا وأيد الله أمير المؤمنين فقال المأمون ما أظرف هذه الواو وأحسن موقعها وكان الصاحب يقول هذه الواو أحسن من واوات الأصداغ ويقال اللسان سبع صغير الجرم عظيم الجرم وقال بعضهم شعرا:
( سحبان يقصر عن بحور بيانه ... عجزا ويغرق منه تحت عباب )
( وكذاك قس ناطق بعكاظه ... يعيا لديه بحجة وجواب )
وقيل أنه حج مع ابن المنكدر شابان فكانا إذا رأيا امرأة جميلة قالا قد أبرقنا وهما يظنان أن ابن المنكدر لا يفطن فرأيا قبة فيها امرأة فقالا بارقة وكانت قبيحة فقال ابن المنكدر بل صاعقة وكان أصحاب أبي علي الثقفي إذا رأوا امرأة جميلة يقولون حجة فعرضت لهم قبيحة فقالوا داحضة وكتب إبراهيم بن المهدي إياك والتتبع لو حشي الكلام طمعا في نيل البلاغة فإن ذلك العناء الأكبر وعليك بما سهل مع تجنبك الألفاظ السفل ويقال القول على حسب همة القائل يقع والسيف بقدر عضد الضارب يقطع.
يتبعق2
 
الفصل الثاني في الفصاحة..


وقال الأحنف سمعت كلام أبي بكر حتى مضي وكلام عمر حتى مضى وكلام عثمان حتى مضى
وكلام علي حتى مضى رضي الله تعالى عنهم ولا والله ما رأيت فيهم أبلغ من عائشة
وقال معاوية رضي الله تعالى عنه ما رأيت أبلغ من عائشة رضي الله تعالى عنها ما أغلقت بابا فأرادت فتحه إلا فتحته ولا فتحت بابا فأرادت إغلاقه إلا أغلقته
ومن غريب الكنايات الواردة على سبيل الرمز وهو من الذكاء والفصاحة ما حكي أن رجلا كان أسيرا في بني بكر بن وائل وعزموه على غزو قومه فسألهم في رسول يرسله إلى قومه فقالوا لا ترسله إلا بحضرتنا لئلا تنذرهم وتحذرهم فجاؤا بعبد أسود فقال له أتعقل ما أقوله لك قال نعم إني لعاقل فأشار بيده إلى الليل فقال ما هذا قال الليل قال ما أراك إلا عاقلا ثم ملأ كفيه من الرمل وقال كم هذا قال لا أدري وإنه لكثير فقال أيما أكثر النجوم أم النيران قال كل كثير فقال أبلغ قومي التحية وقل لهم يكرموا فلانا يعني أسيرا كان في أيديهم من بكر بن وائل فإن قومه لي مكرمون وقل لهم إن العرفج قد دنا وشكت النساء وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها وان يركبوا جملي الأصهب بأمارة ما اكلت معكم حيسا واسألوا عن خبري أخي الحرث فلما أدى العبد الرسالة إليهم قالوا لقد جن الأعور والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملا أصهب ثم دعوا بأخيه الحرث فقصوا عليه القصة فقال قد أنذركم أما قوله قد دنا العرفج يريد أن الرجال قد استلأموا ولبسوا السلاح وأما قوله شكت النساء أي أخذت الشكاء للسفر واما قوله أعروا ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء واركبوا الجمل الأصهب أي الجبل وأما قوله أكلت معكم حيسا أي أن أخلاطا من الناس قد عزموا على غزوكم لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط فامتثلوا أمره وعرفوا لحن الكلام وعملوا به فنجوا
وأسرت طيء غلاما من العرب فقدم أبوه ليفديه فاشتطوا عليه فقال أبوه والذي جعل الفرقدين يمسيان ويصبحان على جبل طيء ما عندي غير ما بذلته ثم انصرف وقال لقد أعطيته كلاما إن كان فيه خير فهمه فكأنه قال له الزم الفرقدين يعني في هروبك على جبل طيء ففهم الإبن ما أراده أبوه وفعل ذلك فنجى.
يتبعق2
 
الفصل الثاني في الفصاحة..

وكانت علية بنت المهدي تهوى غلاما خادما اسمه طل فحلف الرشيد أن لا تكلمه ولا تذكره في شعرها فاطلع الرشيد يوما عليها وهي تقرأ في اخر سورة البقرة فإن لم يصبها وابل فالذي نهى عنه أمير المؤمنين ومن ذلك قولهم تركت فلانا يأمر وينهي وهو على شرف الموت أي يأمر بالوصية وينهي عن النوح ويقال ما رأيت فلانا أي ما ضربته في رئته ولا كلمته أي ما جرحته فإن الكلوم الجراح وما رأيت ربيعا فالربيع حظ الأرض من الماء والربيع النهر وما رأيت كافرا ولا فاسقا فالكافر السحاب والفاسق الذي تجرد من ثيابه وما رأيت فلانا راكعا ولا ساجدا ولا مصليا فالراكع العاثر الذي كبا لوجهه والساجد المدمن النظر والمصلي الذي يجيء بعد السابق وما أخذت لفلان دجاجة ولا فروجا فالدجاجة الكبة من الغزل والفروجة الدراعة وما أخذت لفلان بقرة ولا ثورا فالبقرة العيال الكثيرة يقال جاء فلان يسوق بقره أي عياله والثور القطعة الكبيرة من الأقط
وحكي أن معاوية رضي الله تعالى عنه بينما هو جالس في بعض مجالسه وعنده وجوه الناس فيهم الأحنف بن قيس إذ دخل رجل من أهل الشام فقام خطيبا وكان اخر كلامه أن لعن عليا رضي الله تعالى عنه ولعن لاعنه فقال الأحنف يا أمير المؤمنين إن هذا القائل لو يعلم أن رضاك في لعن المرسلين للعنهم فاتق الله يا امير المؤمنين ودع عنك عليا رضي الله تعالى عنه فلقد لقي ربه وأفرد في قبره وخلا بعمله وكان والله المبرور سيفه الطاهر ثوبه العظيمة مصيبته فقال معاوية يا أحنف لقد تكلمت بما تكلمت وأيم الله لتصعدن على المنبر فتلعنه طوعا أو كرها فقال له الأحنف يا امير المؤمنين إن تعفني فهو خير لك وإن تجبرني على ذلك فوالله لا تجري شفتاي به أبدا فقال قم فاصعد قال أما والله لأنصفنك في القول والفعل قال وما أنت قائل إن أنصفتني قال أصعد المنبر فأحمد الله وأثني عليه وأصلي على نبيه محمد ثم أقول أيها الناس إن أمير المؤمنين معاوية أمرني أن ألعن عليا ألا وإن معاوية وعليا اقتتلا فاختلفا فادعى كل واحد منهما أنه مبغي عليه وعلى فئته فإذا دعوت فأمنوا رحمكم الله ثم أقول اللهم ألعن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه والعن الفئة الباغية اللهم العنهم لعنا كثيرا أمنوا رحمكم الله يا معاوية لا أزيد على هذا ولا أنقص حرفا ولو كان فيه ذهاب روحي فقال معاوية إذا نعفيك يا أبا بحر
يتبعق2
 
الفصل الثاني في الفصاحة..

وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب إن عليا قد قطعك وأنا وصلتك ولا يرضيني منك إلا أن تلعنه على المنبر قال أفعل فصعد المنبر ثم قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه أيها الناس إن معاوية بن ابي سفيان قد امرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوه فعليه لعنة الله ثم نزل فقال له معاوية إنك لم تبين من لعنت منهما بينه فقال والله لا زدت حرفا ولا نقصت حرفا والكلام إلى نية المتكلم ودخلت امرأة على هرون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه فقالت يا أمير المؤمنين أقر الله عينك وفرحك بما اتاك واتم سعدك لقد حكمت فقسطت فقال لها من تكونين أيتها المرأة فقالت من ال برمك ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم وسلبت نوالهم فقال أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله ونفذ فيهم قدره وأما المال فمردود إليك ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه فقال أتدرون ما قالت هذه المرأة فقالوا ما نراها قالت إلا خيرا قال ما أظنكم فهمتم ذلك أما قولها أقر الله عينك أي أسكنها عن الحركة وإذا سكنت العين عن الحركة عميت وأما قولها وفرحك بما اتاك فأخذته من
قوله تعالى ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة )
وأما قولها وأتم الله سعدك فأخذته من قول الشاعر:
( إذا تم أمر بدا نقصه ... ترقب زوالا إذا قيل تم )
وأما قولها لقد حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى ( وأمالقاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) فتعجبوا من ذلك
وحكي أن بعضهم دخل على عدوه من النصارى فقال له أطال الله بقاءك وأقر عينك وجعل يومي قبل يومك والله إنه ليسرني ما يسرك فأحسن إليه وأجازه على دعائه وامر له بصلة وكان ذلك دعاء عليه لأن معنى قوله أطال الله بقاءك حصول منفعة المسلمين به في اداء الجزية واما قوله وأقر عينك فمعناه سكن الله حركتها أي أعماها وأما قوله وجعل يومي قبل يومك أي جعل الله يومي الذي أدخل فيه الجنة قبل يومك الذي تدخل فيه النار وأما قوله إنه ليسرني ما يسرك فإن العافية تسره كما تسر الاخر فانظر إلى الاشتراك وفائدته ولولا الاشتراك ما تهيأ لمتستر مراد ولا سلم له في التخلص قياد وكان حماد الراوية لا يقرأ القران فكلفه بعض الخلفاء القراءة في المصحف فصحف في نيف وعشرين موضعا من جملتها
قوله تعالى ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ) بالغين المعجمة والسين المهملة
وقوله ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ) بالباء الموحدة
ليكون لهم عدوا وحزنا بالباء الموحدة ( وما يجحد باياتنا إلا كل ختار ) بالجيم والباء الموحدة
( هم احسن أثاثا ورئيا ) بالزاي وترك الهمزة ( عذابي أصيب به من أشاء ) بالسين المهملة
( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) بالنون والعين المهملة
( سلام عليكم لا نبتغي ) باسقاط التاء ( بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) بالغين المعجمة والراء المهملة
قرن الشقاق بالغرة وهذا لا يقع إلا من الأذكياء
.

يتبعق2
 
الفصل الثاني في الفصاحة..

وحكي أن المأمون ولي عاملا على بلاد وكان يعرف منه الجور في حكمه
فأرسل إليه رجلا من أرباب دولته ليمتحنه فلما قدم عليه أظهر له أنه قدم في تجارة لنفسه ولم يعلمه أن أمير المؤمنين عنده علم منه
فأكرم نزله وأحسن إليه وسأله أن يكتب كتابا إلى أمير المؤمنين المأمون يشكر سيرته عنده ليزداد فيه أمير المؤمنين رغبة فكتب كتابا فيه

بعد الثناء على أمير المؤمنين أما بعد فقد قدمنا على فلان فوجدناه اخذا بالعزم عاملا بالحزم قد عدل بين رعيته وساوى في أقضيته أغنى القاصد وأرضى الوارد وأنزلهم منه منازل الأولاد وأذهب ما بينهم من الضغائن والأحقاد وعمر منهم المساجد الداثرة وأفرغهم من عمل الدنيا وشغلهم بعمل الاخرة وهم مع ذلك داعون لأمير المؤمنين يريدون النظر إلى وجهه والسلام

فكان معنى قوله اخذا بالعزم أي إذا عزم على ظلم أو جور فعله في الحال وقوله قد عدل بين رعيته وساوى في أقضيته أي أخذ كل ما معهم حتى ساوى بين الغني والفقير وقوله عمر منهم المساجد الداثرة وأفرغهم من عمل الدنيا وشغلهم بعمل الاخرة
يعني أن الكل صاروا فقراء لا يملكون شيئا من الدنيا
ومعنى قوله يريدون النظر إلى وجه أمير المؤمنين أي ليشكوا حالهم وما نزل بهم
فلما جاء الكتاب إلى المأمون عزله عنهم لوقته و ولى عليهم غيره.
يتبعق2
 
الفصل الثاني في الفصاحة..

ومن ذلك ما حكي أن القاضي الفاضل كان صديق خصيص به وكان صديقه هذا قريبا من الملك الناصر صلاح الدين وكان فيه فضيلة تامة
فوقع بينه وبين الملك أمر فغضب عليه وهم بقتله فتسحب إلى بلاد التتر وتوصل إلى أن صار وزيرا عندهم وصار يعرف التتر كيف يتوصل إلى الملك الناصر بما يؤذيه فلما بلغه ذلك نفر منه وقال للفاضل اكتب إليه كتابا عرفه فيه انني ارضي عليه واستعطفه غاية الاستعطاف إلى أن يحضر فإذا حضر قتلته واسترحت منه فتحير الفاضل بين الاثنين صديقه يعز عليه والملك لا يمكنه مخالفته فكتب إليه كتابا واستعطفه غاية الاستعطاف ووعده بكل خير من الملك فلما انتهى الكتاب ختمه بالحمدلة والصلاة والسلام على النبي وكتب إن شاء الله تعالى كما جرت به العادة في الكتب فشدد إن ثم أوقف الملك على الكتاب قبل ختمه فقرأه في غاية الكمال وما فهم إن وكان قصد الفاضل أن الملأ ياتمرون بك ليقتلوك فلما وصل الكتاب إلى الرجل فهمه وكتب جوابه بأنه سيحضر عاجلا فلما أراد أن ينهي الكتاب ويكتب إن شاء تعالى مد النون وجعل في اخرها ألفا وأراد بذلك أنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فلما وصل الكتاب إلى الفاضل فهم الاشارة ثم أوقف الملك على الجواب بخطه ففرح بذلك.

وحكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره يتفرج فلاحت منه التفاتة فرأى امرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤن أحسن منها فالتفت إلى بعض جواريه فقال لها لمن هذه فقالت يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز قال فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها فاستدعى بفيروز وقال له يا فيروز قال لبيك يا مولاي قال خذ هذا الكتاب وامض به إلى البلد الفلانية وائتني بالجواب فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه وجهز أمره وبات ليلته فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك وأما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعا وتوجه متخفيا إلى دار فيروز فقرع الباب قرعا خفيفا فقالت امرأة فيروز من بالباب قال أنا الملك سيد زوجك ففتحت له فدخل وجلس فقالت له أرى مولانا اليوم عندنا فقال زائر فقالت أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيرا فقال لها ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني فقالت بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل في قولهم:
( سأترك ماءكم من غير ورد ... وذاك لكثرة الوراد فيه )
( إذا سقط الذباب على طعام ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه )
( وتجتنب الأسود ورود ماء ... إذا كان الكلاب ولغن فيه )
( ويرتجع الكريم خميص بطن ... ولا يرضى مساهمة السفيه )
وما أحسن يا مولاي قول الشاعر
( قل للذي شفه الغرام بنا ... وصاحب الغدر غير مصحوب )
( والله لا قال قائل أبدا ... قد أكل الليث فضلة الذيب )
ثم قالت أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه قال فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها فنسي نعله في الدار هذا ما كان من الملك وأما ما كان من فيروز فانه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه فتذكر أنه نسيه تحت فراشه فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد نعل الملك في الدار فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله فسكت ولم يبد كلاما وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار فمضى فيروز إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء وهيأ هدية حسنة وأتى إلى زوجته فسلم عليها وقال لها قومي إلى زيارة بيت أبيك قالت وما ذاك قال إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك قالت حبا وكرامة ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها فأقامت عند أهلها شهر فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها فأتى إليه أخوها وقال له يا فيروز إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك فقال إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقا فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه فقال أخو الصبية أيد الله مولانا قاضي القضاة أني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره فالتفت القاضي إلى فيروز وقال له ما تقول يا غلام فقال فيروز أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ما كان فقال القاضي هل سلم إليك البستان كما كان قال نعم ولكن أريد منه السبب لرده قال القاضي ما قولك قال والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت دخول البستان إكراما للأسد قال وكان الملك متكئا فاستوى جالسا وقال يا فيروز ارجع إلى بستانك امنا مطمئنا فوالله ان الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره قال فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك
والله أعلم
يتبعق2
 
الفصل الثاني في الفصاحة..

وهذا كله مما يأتي به الانسان من غرائب الكنايات الواردة على سبيل الرمز
ومنه ما يجده المتستر في أمره من الراحة في كتمان حاله مع لزوم الصدق ورضا الخصم
بما وافق مراده لأن في المعاريض مندوحة عن الكذب
كما روي في غزوة بدر أن النبي كان سائرا بأصحابه يقصد بدرا فلقيهم رجل من العرب
فقال ممن القوم فقال له النبي من ماء أخذ ذلك الرجل يفكر ويقول من ماء من ماء يرددها لينظر أي العرب يقال لهم ماء
فسار النبي بأصحابه لوجهته وكان قصده أن يكتم أمره وقد صدق رسول الله في قوله فإن الله عز وجل قال ( فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق )

وكما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للكافر الذي سأله عن رسول الله وقت ذهابهما إلى الغار
هو رجل يهديني السبيل وقد صدق فيما قال رضي الله عنه فقد هداه الله وهدانا السبيل ولا سبيل أوضح ولا أقوم من الأسلام

وكما حكي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه لما سأله بعض المعتزلة بحضرة الرشيد ما تقول في القران
فقال الشافعي أياي تعني قال نعم قال مخلوق فرضى خصمه منه بذلك ولم يرد الشافعي إلا نفسه
وكما حكي عن ابن الجوزي رحمه الله تعالى أنه سئل وهو على المنبر وتحته جماعة من مماليك الخليفة وخاصته وهم فريقان قوم سنية وقوم شيعة فقيل له من أفضل الخلق بعد رسول الله أبو بكر أم علي رضي الله عنهما
فقال أفضلها بعده من كانت ابنته تحته فأرضى الفريقين ولم يرد إلا أبا بكر رضي الله عنه
لأن الضمير في ابنته يعود إلى أبي بكر رضي الله عنه وهي عائشة رضي الله عنها
وكانت تحت رسول الله والشيعة ظنوا أن الضمير في ابنته يعود إلى رسول الله وهي فاطمة رضي الله عنها
وكانت تحت علي رضي الله عنه فهذه منه جيدة حسنة وكلمة باتت جفون الفريقين منها وسنة
والله أعلم
يتبعق2
 
عودة
أعلى