وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه القضية تصنف ضمن القضاية النفسية بالدرجة الأولى لما يتعلق بها من أسباب نفسية
تدفع الشخص لإتباع الحيل أو الكذب لأهداف مختلفة ومتعددة ويجب أن نفرق بين هذه
الحيل والأكاذيب
ساري بلا ليل فهمت هنا من كلامك
أنها في هذه الحاله لا تعتبر أكاذيب
بل حيل وانا اعتقد ان الحيله والكذب
شيء واحد ؟؟؟
من حيث إنها حالة مرضية أصبحت ملازمة للشخص أم إنها مجرد حالة
وفقا للمرحلة العمرية فتصنف هذه الحيل وهذا النوع من الكذب إلى عدة أصناف يطول
شرحها والحديث عنها لكن سأكتفى هنا لنوع من أنواع الكذب الذى يعتبر ظاهرة طبيعية
غير مرضية وهو الكذب التخيلى أو الخيالى وهذا غالبا يكون فى مرحلة الطفولة المبكرة
وهذا يعتبر من أنواع التأليف المنسوج من خيال الطفل لا صحة له على أرض الواقع وهذا
يعتبر شئ طبيعى لأن الأطفال فى هذه المرحلة يميلون إلى القصص والخيال
انا أتفق معك في هذه المرحله
معلوماتي قليله عن كذب الأطفال
ولكن ما أعرفه أن الكذب عند
الأطفال في هذه المرحله يكون
من استماعهم لأمور تناقش امامهم
او مواقف يشاهدونها فيختزنوها
في عقولهم ويترجمونها الى خيالهم
وينسجون منها الروايات
وايضا عندما تكثر المشاكل في
البيت يرسمون لهم عالم هم يريدونه
ولكن الخطر ليس هنا الخطر إذا
تفاقم الأمر وأصبح الطفل قادر في
سن صغيره على نسج الأكاذيب
حتى تصبح عند الاخرين حقيقه يترجمونها
الكبار الى مشاحنات
ثانيا
بعد تعمقي فى القضية المطروحة لاحظت بان المقصود هو الحيل التى تصبح وتتحول الى حالة
مرضية ملازمة للشخص فلايمكن له العيش وممارسة حياته اليومية مع من هم حوله إلا من خلال
أختلاق هذه الحيل والأكاذيب وهذا النوع من الكذب يعرف لدينا كمختصين بالصحة النفسية
الكذب التعويضى وتعرف هذه الحيل بالحيل الدفاعية
هنا تقصد أن الشخص يكذب ليعوض نقص عنده
مثلا انا أكذب في قضيه لأعوض ما لم أستطع
أن أجده فيها أم أني أكذب لأجذب انتباه غيري
والنوعان كذب تعويضي يعتبران
أنا أعرف ان التعويضي هو ابدال الواقع بالخيال
لعدم قدرة الواقع على اشباع المفقود من مشاعره
ولما سمي بالدفاعي ؟؟؟ لم أجد أن كلمة تعويضي ودفاعي
بنفس المعنى أرجو أن تنير ضالتي بنور فكرك
وحقيقة هناك أسباب متعددة ومختلفة من شخص الى اخر تدفعهم للإحتماء خلف هذا الأسلوب
يصعب شرحها هنا بشكل مفصل وسأكتفى التحدث بشكل عام
فى غالب مثل هذه الحالات يكون الأهمال بحق هؤلاء الأشخاص هو العامل الرئيسى الذى يدفعهم
لأستخدام هذه الحيل بهدف جذب الأنتباه لهم ولنأخذ هنا أمثله على هذه الحالة
مثال
لوكان هناك مراهق
يعيش فى اسرة لا تعيره اى إهتمام وجميعنا يدرك بأن هذه المرحلة هى حرجة جدا يحتاج بها المراهق
الى كمية وجرعة عالية من الأهتمام ومنحه الثقة بالنفس والتعبير عن ذاته فعند فقدانه هذا الإهتمام
يقوم بإختلاق الأكاذيب مثل الأفتراء على أحد الأقارب أو يقوم بسرقة أشياء ثمينة من البيت ويباشر
ولكن أوقفني هذا السبب متعجبه ما علاقة جذب الاهتمام
بالافتراء على أحد الأقارب هنا سيكشفوه ويكرهوه
وأيضا السرقه هو يريد أن يجذب انتباههم لا ان يبعدهم عنه
بإتهام غيره من أفراد الاسرة ويقوم بأختلاق القصص الكاذبة كيف شاهده يسرق وكيف كان يتربص
به ويكون هذا بدافع إثبات قدراته أمام أهل البيت وجلب الإهتمام له
ولكن هنا أرى ان الكذب أصبح تخطيط وتنفيذ وقدرات
عاليه في فن الكذب هل تتقد بهذه الحاله أن الاهتمام
به قد يجعله يكف عن تلك الأمور في تلك الحاله
مثال ( 2 )
طفل يتظاهر بالمرض الدائم حيث أنه في أغلب الأحيان تظهر عليه
أعراض المرض الذي يدعيه وأسباب هذه الحيلة إهماله من قبل الوالدين
وتكثر هذه الحالات عند إنجاب الام مولود جديد فتوليه كل الأهتمام
على حساب الذي سبقه فيدفعه إلى هذه الحيل الدفاعية التعوضية
لجذب انتباه أمه من جديد
أخي بالنسبه للأطفال أنا لدي المعلومات البسيطه
تقول بأن الطفل قبل الأربع سنوات لا يستطيع
التفريق بين الكذب والخيال وهنا لا يلام بينما
بإبتداء عمره من الست سنوات نجد أنه بدأ التفريق
بين الخطأ والصواب وهنا يبدأ دور الاهل في
حثه على الأخلاق وتحذيره من الكذب وترغيبه
بصدق الحديث
مثال ( 3 )
أشخاص فاشلين في الحياة العملية ومجرياتها اليومية فيبادروا
بالكذب لتبرير فشلهم والتغطية عليه ومن هذه النوعية نجد أشخاص
يميلون للعب دور الضحية في الحياة بأنهم دائما مظلومين من قبل الاخرين
فيباشروا بالحيل والأكاذيب التى بين للناس بانهم ضحية القسوة
والعنف والزيف ويدعو بانهم نبلاء لايقدرون على ممارسة هذه الحياة الزائفة
بهدف تبرير فشلهم
ولكن أستاذي الفاضل هنا ما علاقة تبرير فشلهم
بجذب الانتباه أم تقصد أنه سيبدأ الشخص فيهم
ينسج الروايات ويصف نفس بالبطل لجذب
الناس ونيل احترامهم
العلاج في مثل هذه الحلات مختلف ومتعدد على حسب الفئة العمرية
وعلى حسب الدافع من وراء هذه الاساليب الخداعية وسف أتحدث هنا عن العلاج في مرحلة الطفولة فقط
1- تعويدهم وتعليمهم بأن الكذب يفقدهم حب الناس والأهل
2- عدم التعاطى مع أكاذيبهم وملاحقتها
3- إعطائهم أهتمام بشكل اكبر
4- الثناء عليهم عند الصدق والصراحة وتبيخهم بشكل متزن عند كذبهم
وأضيف نقطه راقت لي بعد إذنك سيدي قرأتها لطبيب نفسي في
هذه الحاله عدك نعتهم بالكذاب أو الكذابه حتى لو كذبوا
ولكن سيدي أرجوا أن تفيدنا من بحر علمك ما النصائح
للكبار أيضا لعلاجهم خصوصا اذا كان الأب أو الام
من يستخدمو الحيل لجلب انتباه أبنائهم
يعطيكم العافية
تقديرى واحترامى
سارى بلا ليل
نورت الموضوع بجمال ردك ونور علمك
زادك الله بسطه في العلم
تحياتي