هل نحن نكذب بالفطره ؟؟

هل نحن نكذب بالفطره ؟؟

--------------------------------------------------------------------------------

الصدق ذلك الكائن الخارق الاستثنائي
الذي لايوجد الا عند الاستثنائيون

نفتقده ونبحث عنه

نكره ان يواجهنا بمخالبه ولكننا نسعى
الى ان نواجه به الاخرين

نحبه ونفر منه

حبنا وخوفنا منه حولنا الى اناس متناقضين

نتشدق بالمبادئ ونتفاخر بالمهازل

حتى اصبح يخيل الينا اننا كذابين بالفطره

فنحن نكذب في افعالنا

ونحن نكذب في اقوالنا

ونحن نكذب في مبادئنا

ونحن نكذب في قناعاتنا

ونحن نكذب في مشاعرنا

ونحن نكذب في احلامنا

ونحن نكذب في نياتنا

حتى اصبحنا نصدق كذباتنا التي
اختلقناها على الاخرين ونصر عليه


يوميا تتعرى امامي حقائق اناس كنت
اتخيلهم مثال في الصدق والمبادئ

ويوميا اتأمل في عالمي الصدق

ويوميا يتساقط من عيني بشراً كنت اظنهم ملائكه

ويوميا احاول ان اقنع نفسي بأن نظرتي
لهم هي الظالمه الساقطه

وكأنني بين كل هذا الكذب احلم بالمستحيل
حين اريد التعايش مع هذا الواقع الكئيب

فالصدق في زمننا هذا خير عواقبه انكسار وانتحار

بينما شر عواقبه احتضار وقسوه لاتخلو من الشعور بالانتصار

ولكنه انتصار مهزوم لالذة له

وانت تفقد اعز احبابك لمجرد انك صادق
وتتعامل معهم على انهم صادقين

كثيرون الذين جعلناهم يتكئون على ارائك الاعزاز والمحبه في نفوسنا

وكثيرون الذين قسوا علينا وصدمنا بهم حين ساقت لنا المواقف حقائقهم

وبكل بساطه ودون ان نسعى نحن الي ان كشفهم

ولكن الكذب لايدوم وتجمد الاحساس والرياء في الاخلاق لابد له من يوم ويذوب

و اه من فجيعة انكشاف الوجه الاخر للعمله الواحده

الوجه الاول جميل هادئ مبتسم

والوجه الاخر دميم مفزع مخيف

فكيف السبيل لانصاف النفس من هؤلاء الكذابين

هل نقحم انفسنا في مهاترات التطاحن والتحارب معهم

او نفعل كما فعل الاسكندر المقدوني حين حاصر بعض المدن

فتأهب الناس لمحاربته فكف عن الحرب وفك حصار المدينه

وحين سئل عن سبب ذلك قال ..

هذا جيش ان غلبناه لم يكن لنا فيه فخر

وان غلبنا كانت الفضيحه مابقي الده


حين يفتقد من حولك اسمى صفه تتحلى
بها الانسانيه فالبعد عنهم هو الغنيمه

لان الانتصار عليهم لا فخر فيه فهم متخاذلون
متذبذبون لاينكشف ضعفهم الا عند المواقف

والانهزام امامهم وهم بكل هذا الضعف فضيحه
كبرى لاتغفرها لنا انفسنا

وتعاملنا معهم لن يكون الا على مستوى وعينا
ورقينا وتربيتنا وترفعنا ومبادئنا التي تشربناها

في الصغر ولازلنا نحتفظ بها مهما احاط بنا التخاذل من كل جهه

والسيطره على النفس والتحكم بها وحمايتها
من هذا الفيروس المسمى بالكذب

مهمه شاقه لايقدر عليها الا النخبه العاقله المميزه المؤمنه الواثقه



لكن اين هم هؤلاء النخبه؟
 
كلمات اعجز عن مديحها الف شكر اخي في قمة الروووعه
يوميا يتساقط من عيني بشراً كنت اظنهم ملائكه

ويوميا احاول ان اقنع نفسي بأن نظرتي
لهم هي الظالمه الساقطه

وكأنني بين كل هذا الكذب احلم بالمستحيل
حين اريد التعايش مع هذا الواقع الكئيب
 
عودة
أعلى