عشق الحش...........!!!

عشق "الحش"!

"الحش" هو عدو العمل الأول فإما أن تشغل نفسك بأعمالك أو أن تنشغل بما يقوله الاخرون عنك وأكثر الفنون التي

تنتشر في مجتمعنا على الألسنة بعد "الشعر النبطي" هي فن "الحش". :k::k:

والحش لغة: هو القطع :i:واصطلاحا: هو الحديث المركز عن عيوب من يخالفنا أو من يبغضنا وأحيانا... من نحب أيضا. غالبا

ما يكون الحش مصحوبا بالمبالغات وال"بهارات":l: ويبلغ الحش ذروته حينما يبدأ بمقولة "فلان يقول عنك" حينها فقط تطيب

الجلسة وتستمر لساعات :i:في حش شخص أو شخصين وربما أكثر حسب الجو وهكذا تضيع الأعمار والطاقات في

الدوران حول "الحش" والحش المضاد. :e:

وإذا كنت تتناول قهوتك أرخ سمعك للطاولات القريبة منك ستجد أغلب الجالسين انشغلوا بعيوب الاخرين "فلان حقير"

شفت "فلان ينقل عن فلان أن فلان يقول عنك" في سلسلة متواترة من التقطيع إمعانا في إسناد رواية الحش إلى

قائليها بسلسلة ذهبية ليقع السامع المسكين في حبائل "الكراهية" وليشغل نفسه وذاته بتوافه الأمور.

والفراغ هو أكبر أسباب الحش:eek:: فالذين انشغلوا بأعمالهم أو بإسعاد أنفسهم بالقصص الطريفة أو الذكريات الجميلة أو

بذكر الاخرين بجوانبهم المشرقة أكثر سعادة من الذين أشغلوا أعمارهم بالحش والتنصت على الاخرين خاصة أن بعض

الناس لديه هوس بالقيل والقال ونقل كلام هذا لذاك وذاك لذينك وهكذا دواليك. وما اجتمع "الحش" إلا

وحضرت "الكراهية" ولا جاءت عفة اللسان إلا وحضر "الحب" والتصالح من الذات والضمير.

ولو انشغل الناس بذواتهم بنصف حماسهم وهم ينشغلون بالاخرين لرأينا مجتمعا مبدعا لرأينا المعلم والموظف

والطبيب والمهندس في أعلى حالات إبداعهم وحب أعمالهم لأن التعطل الذي يشوب أعمالهم يعود إلى إحساسهم

بالغبن الذي تدعمه مقولات "الحش" التي يسمعونها من زملائهم لهذا تراهم يؤسسون جبهات معارضة لمديريهم

ويبدؤون بالتملص من أعمالهم وينهون تاريخهم المهني أو يبقون مستسلمين لحالة التوتر والكراهية.

قال أبو عبد الله غفر الله له: ولم أجد أبلغ من وصف القران للغيبة حينما شبه المغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتا وحسبك

به من توصيف فمن منا يجرؤ على أكل لحم حيوان ميت فضلا عن إنسان فضلا عن أخ وإذا كنا نتساءل عن سر

انتشار "الكراهية" بين الناس وانتشار التوتر والأمراض النفسية فإن الغرق في أقوال الاخرين والوقوع تحت

فريسة "الحش" أبرز سبب لانتشار الكراهية بين الناس وإذا كان الإنسان يقضي ساعة من يومه في "الحش" فإنه

شهريا يكون قد خصص يوما ونصف يوم للحديث عن الاخرين بما يعادل ثلاثين ساعة خالية من الإنتاج أو المحبة.
 
ولو انشغل الناس بذواتهم بنصف حماسهم وهم ينشغلون بالاخرين لرأينا مجتمعا مبدعا لرأينا المعلم والموظف

والطبيب والمهندس في أعلى حالات إبداعهم وحب أعمالهم
فكرة الموضوع حلو وطرحك فيه احلى ياحلوه
 
موضوع راثع وجميل
وهذا اللي صاير هالأيام
كل واحد يحش في الثاني
ولا يشوفون عيوبهم ويطالعون في عيوب الناس
.........الخ
 
عودة
أعلى