حتى إشتعال اخر

رد: حتى إشتعال آخر

قلما يضرمون في مسمعك كلمات تحبها , أو أكاذيب يغريك طعمها الحلو بأن تصدقها ..
صدقهم معك جعلهم يؤثرون الصمت أمام روحك التي تنزف,
فهم الذين يكذبون باسم الحب, لا يستطيعون الكذب باسم كرههم لك !
 
رد: حتى إشتعال آخر

رغم الثقوب , لا حاجة بي إلى حب كالبحر يتغلغل بتفاصيلي بغية إروائها , ثم في ذروة السكرة يغرقها و إياي . .
رغم الوحدة , أنا اخر من تتمنى لقلبها خليلا يسد رمق عتمتها بشموع لا تقصي من ذهني تلك المخاوف التي تجعلني أتوجس من كل نفثة هواء تزيد سرعتها عن سرعة الهواء الميت حولنا . .
رغم البرد , لن أطالبك بأصابعك إن لم تشاركني سلفا نية قتل الشتاء بقهقهة البخار المنفوث من بين أيدينا قبل أن نكتب بها على جبين الثلج الإعتراف الذي سيذيبه وهو أننا : " دافئون جدا ! "
 
رد: حتى إشتعال آخر

أنا لا سنارة لي ,
ألتقط حظي بطعم ترمي به الصدف في غياهب الأيام ..
فمرة تسقط في حجري المنتظر قصيدة , و مرة وردة , و مرة صورة لرجل لا أدري كيف أتلافى مصير حبه فأفتش في ملامحه الشرقية على شائبة أتحذها مشجبا أعلق عليه أسباب التمنع ,
و مرة تسقط فيه حبة قمح هربت من نبوءات حصاد لن يكون وفيرا ,
ومرة تسقط خرقة ممزقة تحمل رائحة كفن ,
و مرة أسقط كلي على بعضي و أتراكم على نفسي في الوقت الذي ينال فيه الناس فرصة خلاصهم من أنفسهم
 
رد: حتى إشتعال آخر

انزلقنا داخل أنفسنا ... و بقينا هناك ,
نحتطب الأصدقاء من رجع أصدائنا ,
و نصمت حين تكمل غواية الوحدة زينتها في عقولنا ,
إذ يكفي أن يقضى على ضجيجنا حتى يفقد ضجيج العالم معناه
 
رد: حتى إشتعال آخر

قلما ينتظرونك .. مع أنك تسبقهم بساعات يثقل الشوق دوران ثوانيها
 
رد: حتى إشتعال آخر

دعني أمشي إلى حتفي بسلام ,
لا تعظني ,
لا تشوه هذا الموت في عيني فهو اللحظة الوحيدة التي يتزين بها جبين الزمان ...
 
رد: حتى إشتعال آخر

كنت طفل المطر في قصائدها ,
تلك الأنثى التي وهبتك ما يلذ و يطيب لك من الكلمات ,
اقتنتك من أرصفة الصدف بأزهد الأكاذيب ..
شربتك في أكوابها التي كنت تنسى انعكاسات وجهك فيها ..
و ها هي اليوم تجفف أوراقها منك , تكتبك على الهامش ..
ثم تسلمك لممحاة مطيعة كي تصير طفل القطرة الأخيرة من بكاء وحدي كنت أذرفه علي[نا]
 
رد: حتى إشتعال آخر

- لمن تقتطع التذكرة الثانية إن كنت سترحل وحيدا؟
- لشيء اخر لا أعرفه ولكني أشعر أنه سيجاورني في رحلتي إلى هناك ..
ربما صديق تأجل إلى لحظة أحتاجه فيها حين تضيق المسامع حولي ,
ربما حمامة ,
ربما وطن يختبىء خلف تفاصيل خريطة ترسم خطا واحدا من الماضي إلى الغد ...
ربما ريح يقتات عليها الشراع الهزيل ,
و ربما لأني بكل بساطة أريد أن أختلق رفيقا يشاركني محنة الهروب
 
رد: حتى إشتعال آخر

سألتهن برجفة مكشوفة : " كيف تميزن بين الرجل الذي يحب و ذاك الذي يكذب؟ " ..
و كنت أتلقى سيولا من المحاضرات تختلف من واحدة إلى أخرى ,
كلهن جربن الحب , ذقنه بقلوبهن , سافرن إليه بخطى مخدرة ..
كن يشبهنني في التجربة .. لا في الحبيب !
لأنك الوحيد الذي ينظم كل متناقضاته في ترتيب يجعلني أنفر من الظنون و الأسئلة المرتابة .. و كأنك تتقصد إقحامي فيها بعد أن ترحل تاركا وراءك رسائل مخبوءة في الهواء تنجلي معالمها رويدا رويدا لتفضح تفاصيلك المشبوهة من ابتسامات لم تكن تعنيها / زلات لسان شفافة لم أكن أتفطن إليها في ذروة سكرتي بك / كلمات وداع صاغها صوتك بالمقلوب كي تبدو للوهلة الأولى و كأنها قصائد غزل ...
كل هذا ورطني في السؤال : " أتحبني أم لا ؟ " ...
ففي الحالتين لا أعثر على أدلة كافية تثبت براءتك أو إدانتك ..
و في الحالتين أحبك .. و أتعب !
 
رد: حتى إشتعال آخر

هناك صوت : بين الأوراق , يقلد الحبر في انسكابه المرتجل على السطور ..
يكتب كلمات لا تقرؤها العين, فليس للعين لسان يراها !
 
رد: حتى إشتعال آخر

لا أذكر متى و أين و لم أحببت ,
لا أذكر حتى وجه الحبيب مع أنه لم يمض على فراقنا متسع من المحاولات الفاشلة للنسيان.
اه .. أهذا يعني أني نسيت ؟
مهلا .. ثمة خطأ !
دعوني أرتب هذه الكذبة من جديد ... كي تنطلي علي !
 
رد: حتى إشتعال آخر

تذكرت ذلك الطفل حين لمح نورسا في السماء فقال لي بصوت يلهج بالرجاء : " أسقطيني إلى الأعلى كي يلتقطني " ..
و لكن النورس مضى تاركا خلفه ريشة اقتعلتها الريح من أحد جناحيه ..
و حين سقطت بين يدي الطفل , همست له بنبرة مواسية : " ها قد التقطته أنت بعد أن صعد إليك ! "
 
رد: حتى إشتعال آخر

بالحب الكاذب ارتوينا,
وعلى وثير إبتسامتنا سرنا,
وحين وقعنا تأذينا,
ونهضنا كالسذج الموبوئين بوهم الوصول,
فسرنا,
وسرنا,
حتى انكسرنا !
 
رد: حتى إشتعال آخر

ظلمناك يا حب , فنحن أقوام نحيك جنات الوهم باسمك , و نكذب باسمك , و نفترق باسمك ...
فقط لأن أصواتنا تستسيغ طعمك في كل الجمل ..
 
رد: حتى إشتعال آخر

على العكس مني , أنت لا تتضور حنينا في الغياب ,
كأن قلبك في المواسم المشمسة محض مظلة تبقيها خلف الباب
 
رد: حتى إشتعال آخر

ان لي أن أغادر مسارح الحب ..
و سأكتفي بإقناع نفسي بأن الذي رأيته يبكي على الركح لم يكن قلبي !
 
رد: حتى إشتعال آخر

لا أذكر أني سمعتك يوما تقول " أحبك " دون أن تنطق بها ,
إذ يقولون أن لا شيء سوى الصمت يجيد تزيين هذه الكلمة
بالكيفية التي تشتهيها حواس العشاق .
لأن أصواتنا تلفظها بفوضوية نتجاهلها في أغلب الأحيان ,
و لكن يبقى تأثيرها حاضرا حتى بعد الفراق ,
تأثير يجعلنا نشكك في مصداقيتها ..
و نزج بها في ملاجىء النسيان كلقيط نخشى الإعتراف به .
 
رد: حتى إشتعال آخر

أي ماء هذا الذي يطفىء حرائق أفواه افتعلها الصمت المدقع
حتى أردى الكلمات رمادا يبلط الألسنة المثقوبة
و يسد فراغاتها قبل أزوف لحظة " فتح الفم " التاريخية !
 
رد: حتى إشتعال آخر

هذا الرصيف لم يمت بعد ,
لازالت الريح تجس نبضه و تهتز معه ,
لازال قادرا على حمل الكثير منا , إلينا , إليهم , إلى القبور التي تنتظرنا في المنتهى .
لازال قادرا على مسح الطين من وجهه بعد أن ترمي به أحذية العابرين .
لازال قادرا على إسقاط المتعثرين..
و تلقينهم درسا في الثبات حين يقشر الجراح عن ركبهم.
هو مركز المدينة ,
جسر المسافرين ..
أول أذن تنصت إلى الضجيج بإمعان ..
اخر يد تمتد إلى الأفواه الناعقة كي تسكتها ب " اصصص ! ثقبت دماغي ! " .
هو مهبط العصافير ,
ند السماء .. فلا أذكر أن نزاعهما الصامت يوما قد تحول إلى عراك ..
دبلوماسي جدا ..
يحفظ خطواتنا عن ظهر إجلال .
فلا أذكر أنه قام بالتلاعب بوقعها يوما ...
هو الحزين القانع بماسيه , بشقوقه والامه ,
بعجز النيام عن تبليط ثغراته .
 
رد: حتى إشتعال آخر

لازلت أقف هنا,
بيني وبين الأمس شارع طوله عشرون مترا أخشى أن يقودني إليك من جديد ,
إلى تلك الصدفة التي جعلتني أدلف إلى باب يخفيك وراءه ,
أخشى أن أكتشف بأنك غيرت ذاكرة عينيك و أنك بكل بساطة ستؤدي وقفة الصمت التلقائية التي تفصل بين شيء كنت تعرفه و نسيته و نفس الشيء بعد أن نسيته و صرت مرغما على تذكره من جديد.
أخشى أن تدس في جملك " الطبيعية " مصائد تلتقط بها ما سقط من ذاكرتك عني , و أن يكون استرسالي في الحديث أشبه بسكين تقشر عن عقلك النسيان فتتذكر .. وتقول بصمت مسموع :
" اه ! إنها هي ! ".
ما كان لكل هذه المخاوف أن يكون لها وجود لو أني لم أعرفك , لو أنك بكل بساطة رجل يتجدد أمامي بعد كل فراق , لو أن الحب الذي جمعنا يوما قد اندلق بالتساوي بين قلبينا بدل أن يسكب كله في قلبي و يترك قلبك فارغا بإرادة منك .
 
عودة
أعلى