زينب ...

تطير
ك / عصفورة بجناح إلا أنه بعد ساعات يتكسر من حصاة الغياب ..
وتركض ..
غارسة قدمها بأعتاب ليل لن يرى نجمته هذا المساء




أنا زينب ..
بأحد أحياء أحساء هو مدفني ..
فتحت التراب ملحدي ..



*
**
*



أماه
من صعق كهرباء تقطعتْ أوصال بكائي والرجاء ..
و
بقى الألم يسكنني دقائق ..
*
**
*



أماه
بحثت عن ملجأ امن بقربك إلا أن أوتار المنية كانت أقرب لي منك



*
**
*



أماه
لساني تلعثم ...
و
بقى زبد الموت يعلن لكم الحداد ومجلس العزاء
ف /
لا عرس ولاتهليل الإنبساط ..
إنما سبات ورقود الأموات ...



وأنتم ...!
مكبلي ب نحب الفراق ..



*
**
*
أماه
لم ألبستموني الأبيض .؟
لاأريد أن أكون مثل ذاك الطبيب ..!



أ ...! أ ....! أ
عفوا .. ( قاتلي )
ف / هو على بساط الأرض ينهش بناب الظلم "الإنسانية "



*
**
*



أماه
بقسوة الصخر قد رفضني ..
و بسلاسل الموت قيدني ..



*
**
*



أماه
بتر أحلام طفولتي الورديه بقربك



*
**
*



أماه
لم أحرق قلبكم بعدم تفرغه لإسعافي .؟



*
**
*



أماه
أنا هنا رتلت شوقي وعتبي على ورق ..
ل / ك
و
للجاني ..



بعد مضي خميس من فراقي






/
:
/




صاحبة هذه الرساله زينب ابنة الثلاثة أعوام التي
انتهت من حفظ سورة الكوثر .. لتنضم لباقي السور المحفوظة في صدرها
أخذت بجهاز حفظ الأصوات وبدأت بالحديث عن الأمنيات ورغبتها بتحقيق الإنجازات وكأنها تخاطب أبيها
قائلة : بابا وعدتني بإعداد قالب كعك معك حين أنتهي من حفظ بعض سور القران ...
بابا ... لقد حفظت للان أممم .. أممممم ..
وبدأت بعد كم سورة قد حفظتها بأصابع يدها وقالت : فاتحة الكتاب .. واحد ..
الإخلاص اثنان و...3
و... أممم
وتتذكر فاتحة عينيها : الكوثر سته ..
بابا بابا ....
أخذت تنادي أبيها بفرح لايضاهيه فرح : بابا حفظت ثمانية سور ....



ب / سعاده غامره بوسط غرفتها ترقص مغمضة عينيها
وتحلم بأنها حمامه بيضاء تدور وتقول : ربي يحبني كثيرا .... بابا أنا سعيدة ... سأدخل الجنه ... لقد حفظت كلام الله ...
بابا ... بابا ... أحبك جدا..
وبوسط فرحتها دخل لدارها واحتضنها بقوله : حبيبتي ... تحاكين من .؟
زينب : أحاكيك وقربت الجهاز من عينيه وقالت : بهذا الجهاز ..
بدهشة أكملت : بابا وأنا مغمضه عيني رأيت الجنه ...
بإلحاح تشد ياقة قميصه : بابا أريد أن أذهب لها
بابا سأدخل اليوم الجنه وأكون حمامه
وبزعل أكملت : لا عصفوره كما تسميني
الأب بنبرة عاطفه : صغيرتي هيا اسمعيني ماحفظته اليوم ..
زينب بحماس : حسنا حسنا ...
أنزلها للأرض بعد أن قالت بصوت عالي : بسم الله الرحمن الرحيم ..
قاطعها قائلا وهو يبعثر بعض من خصلات شعرها : حبيبتي اخفضي صوتك قليلا ...
زينب باستنكار : لا بابا ألا تريد أن يسمعني الرب ويدخلني جنته ...؟!
وأكملت : إنا أعطينك الكوثر فصلي لربك وانحر .. إن شا شا وتلعثمت في الإكمال
وأعاد عليها شانئك ..
الأب : بابا هيا انطقيها .. شان
وأكملت : شان ئ ئ ئك هو الأبتر ...
وصفق لها نازلا لمستواها مقبلا جبينها وهمت هي بقول : الجنه ياأبي الجنه ...
الأب أصم فم ابنته بعد أن قرع بضربات متسارعه وتعوذ من إبليس الرجيم ...
وبعدها أخدت بيد أبيها : هيا .. هيا لنصنع قالب الكعك ..
قامت هي بتجهيز ماقد يحتاجه لصنع الكعكه ...
وأعطت أبيها معطف الطبخ ..
وهي تعيد ماحفظته من ايات بسرعه وكأنها بسباق مع الزمن ..
فبينما زينب مشغوله بتغسيل حبات الفراوله لتزين به الكعك
يرن جرس الباب ..
ويخاطب الاب ابنته : بابا امسكي مقبض محرك الكعك قليلا حالما أعود من الطارق .
زينب : حسنا أبي ...
أخذت المحرك ووضعته بالانيه وقامت بتحريكه لكن لم يتحرك نظرا لكثافة المزيج
وبينما هي تتغنج بشعرها الأسود محركه المقبض تقول : سأرى الجنة اليوم .. الله يحبني فسيدخلني جنانه لحفظي كلامه ..
أنا سعيده جدا جدا ..
وبدأت بتلحين صوتها وهي مقربه جهاز تسجيل الصوت قائله : بعد قليل سأكون حمامة تطير حول البيت حول البيت




يبدو بأن يدها قد تعبت من التحريك فإذا بها تتسائل لم عند مسك أبي تحركت بسرعه وأنا لا ..؟
أخدت بتحريكه والضغط على حباته بدون جدوى ..!
تلفتت بيديها هنا وهناك ..
إلا أن وقعت عيناها على مفتاح الكهرباء ..



زينب : أوه يبدو من هنا
وأخذت تحرك بيديها الإثنتين



فجأه ... !!!




تجمدت يداها ...
استثقل لسانها عن الحراك
و
تشنجت رجليها ..
حتى باتت ك



جثه ..



أ .... أ .. أ .......
على تكسير الانيه وصرخاتها أتى والدها لإبنته فلم ير إلا انسكاب المزيج وتطاير حبات الفراوله وبعض من روح زينب ..!
أخدها بسرعه لأقرب مستوصف لإنقاذها ...
الطبيب : اسف .. لاأستطيع معالجتها ..
الأب ممزوج بخوف وقهر : م ... م ... اذا .؟
أين أذهب بها .؟
بارتباك : حسنا .. حسنا أخطرهم ل ل .. اه نقلها .. نقلها بأحد سيارات الإسعاف لتعمل اللازم حال وصولنا لمشفى اخر ..
ببرود وهو ينظف نظارته عن بقايا غبار رد قائلا : لن أعمل لكم أي شيء ..!!!



باستغراب وخوف أخذ ابنته وهو يسابق عقارب الثواني
وسدها حضنه وهو بطريقه يتلو عليها بعض ايات القران الكريم ويسمي ويصلي عليها




ماهي إلا ثواني معدوده
حتى /




أ أ صبحت يدها شبه ورقة خفيفة
ق ... .. د /




سقطت من قبضة أبيها ..!!
بين /
حلم و واقع ..!!



بين /
رغبتها بأن تكون حمامه و عصفورة قد فارقت الحياه .. !!




أوقف سيارته متجنبا قارعة الطريق
أسند رأس ابنته بيديه واقترب من مجرى تنفسها وحاكاها بصوت منخفض متهجد ..



ابنتي .. قرة عيني .. ملاكي .. انهضي ..
أكمل بدمع :
ابنتي .. حبيبتي .. صغيرتي




واعتلى صوته مختنقا : أفي ... قي ..




بانكسار : بنيتي .. وشمعة بيتي ... بابا ..



قمري ..
قمري ..
قمري ..



فجأة رأى بعض من دمع بخدها الناعم ..
ف /
بين تهليل القلب وتكذيب الخبر ..
سارع بضرب خدها لتفيق من غفوتها والدمع يذرف أكثر ...
أدار محرك السياره وتوجه للمشفى .. وهو يرى بعض من الدمع قد تناثر بخدها وملابسها .. يمسح بدمعه ويدعي الله مبتسما لنجاة ملاكه ...
خاطبها وهوضاحك باكي : بنيتي .. لن أسميك عصفوره حتى لاتغضبي ستكوني حمامة بيضاء كما تتمني ..



بنيتي ..
يداه بوسط صدرها استقرت .. رجع عقله له وتزايد نبضه
لا نبض ..!!
لانفس ..!
لاحركه ..!
ماقصة الدمع ...؟!
بعدم تصديق : بابا ... تحملي لقد وصلنا الطبيب




أنزلها مسرعا للطبيب الذي أجاب مرتبكا : عفوا الصغيره قد فارقت الحياه لأكثر من ربع ساعه ...



بصراخ ممسكا عنق الطبيب كأنه يمنع هذا الخبر الصعود للسماء : لم تمت للتو تبكي ..
للتو قد رأيت دمعها ..... هيا انظر له انظر كيف حرق خدها المتورد ..
بغضب أكمل : انظر كيف توهج ...!!



يا أخ .. هذا الدمع دمعك أنت .. لا دموع الصغيره
فقد



فارقت الحياه ...
عظم الله أجرك ..
عظم الله أجرك ..



****



للتنويه فقط
( هذه القصه من نسج الخيال .. لاحقيقه فيها إلا ماجاء بهذا الخبر)



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى