اه من الزمن

ابوجمال

New member
آه من الزمن



كنت اراها يافعة كالفراشه تنتقل من زهرة الى اخرى بين المروج .

نور جمالها كضياء صباح مشرق تحيطه انسام الربيع ...
يتلألأ كشعاع الشمس حين يلامس صفحة بحر هاديء رقراق ...
وجهها دائري مفعم بألوان الصحة ... تتقاذفه الحمرة واوراد الخدود ... يتوسطه فم كسلال الكرز تتأوه بداخلها لاليء من البلّور النقي ...
عينان تشعان حياة ونظاره تدثّرهما اهداب سوداء تتلاكم حين تتلاقى في استحياء .. تحجبان في هجوعهما ونفورهما تلك العيون الخجلى من كل الوان الزرقة والخضرة والتعشب .
انفها يكاد من ابداعه ان يخطف الحسن من وجهها .
شعر يتهادى كموج البحر المرسل يلتحف جسد ابنوسي كالهة الأغريق الغارقة في الخيال.
تحركه اقدام في خفتها تطير .
سكبها الخالق في قالب من الحسن وبديع النسق .

كانت تعرف سلطان حسنها ... ومن ذا يفوز منها بنظرة او همسه ......

اختلف المكان
كانت له اسبابه
كرّت السنون
صورتها تتراقص في مخيلتي !
النسيان لاوجود له
ذلك الوجه الملائكي المشحون بألوان الأنوثة والمفعم بالشباب والنظاره .
بعد سنوات
بلا موعد
بلا ترتيب
دون سعي من كلينا
في مكان عام
ماهو ..؟
لايهم ... انه مكان وحسب ...
التقت عيني بعيني امرأه ...
انها هي ... تلك النظره النائمة المستيقظه .
نظرة لاتمحوها خربشات الزمن ...
ولكن ... الوجه ؟.. غير الوجه ؟
القوام ... لم يكن هو؟
وجه شاحب ... ترك الزمن اثاره عليه بلا رحمه !
بلا استئذان ...؟
الكثير من التجاعيد ... العديد من النُّدَبْ ؟
شعر ينشد الإختباء؟
وجه خريفي يعتلي جسد مترهل مشحوم ؟
يا ألله ... انها هي ؟!
اكاد اوهمني اني في يقظه ؟؟؟
احببت الأماني ان احلم ؟؟؟
هل هذا الشيء الذي اختفت تضاريسه
يمشي في تعرّج وميل خفيف قسري؟
هو تلك الحسناء الشاربة للعقول
صانعة الفتون ؟
استهواني الكذب
حقدت على الحقيقه
ياللزمن ؟؟!!
كل ذاك الحسن طوته الأيام !
لم يبق منه سوى اشعاع العينين !
البريق الدائم يتحدى الزمن !
اما ماعداه
سحقته السنون
جعلته الاحداث شظايا
اخترقه سندان الزمن ومطرقته
اغتصبه
بعثر الوانه
قصف ريشته
اه من الزمن
تحركت ببطء مسرعا
تغافلت كياني
سرقتني من نفسي
استهواني الرحيل
رحلت
تناسيت
تباكيت
احببت النسيان
ضممته بجوانح عقلي
اه من الزمن
شددت عزمي
ركضت
بحثت
وجدت المراه
دنوت منها ...
سمعت دبيب النمل في بناني
تحسست بأناملي اخاديد كياني
هل هذا انا ؟
وهل اذا كبرت هي اكبر انا ؟
عاودت التحسس بيدي على جهي
قررت وضحكت واطمئننت
وهتف قلبي:
انا اصغر منها
لم اكبر
لم اعد طفلا ... لكني كبرت
نعم
المراة تشيخ قبل الرجل
نعم ...
يالسذاجتي
يالمكابرتي
نحن نعدو سويا عبر بوابة الزمن
ولكني عاندت
انا اصغر منها
استقر رأيي على هذا
ليتيني لم ارها ؟؟؟
جعلتني انظر الى اجندة عمري
وكنت قد نسيتها
اه من الزمن
ظللت طوال يومي .. اردد..
اعيد ... اكرر... لازلت صغيرا

هي وحدها كبرت ... هي شاخت ..
اه من الزمن


هديه :
الضعيف في الحب من كان حبه اقوى ....( سعود ابوجمال )



هديه :
انّي خيّرتك فاختاري مابين الموت على صدري
او فوق دفاتر اشعاري
اختاري الحب او اللاحب فجبنٌ ان لا تختاري
لاتوجد منطقة وسطا مابين الجنة والنار
نزار قبّاني


وهديه نغميّه :

http://d.turboupload.com/d/655786/1603160416051577_159315781.mp3.html



 
ابو جمال
خاطرتك رائعة وحقا ان العمر يمضي والزمن يمر ولكننا نريد ان نبقى شبابا ولانعترف بالكبر
مشكور...........سالم..........
 
عودة
أعلى