رب سمكة احيت امة

lamis-terlebas

New member
في اخر يوم من ايام الشتاء الباردة، حيث الشمس باشرت سحب خيوط اشعتها الذهبية الدافئة شيئاً فشيئاً عن تلك البقعة من الارض لتعاود بثها في جانب اخر من الدنيا لتمحنها الدفء، وحيث ليل الشتاء القارص شرع في بث جوانب دهمته في كل فراغ خلفته خيوط الشمس.

هناك حيث يعمل اربعمائة عامل في ثنايا قصر ال(بك)، وقد شارفت ساعات العمل على نهايتها حيث ينتهي وقت العمل تمام الساعة الخامسة.

هناك حيث الكل يتهيأ للانطلاق، إذا بواحد من الحراس يلحظ شيئاً ما يطفو فوق سطح البحيرة. بحيرة الاسماك التي تتوسط باحة قصر ال(بك). كان الشيء ابيض اللون، لا يعرف احد ما هو ذلك الشيء الطافي حدثت جلبة في القصر تحركت الزوارق نحوه فاذا بهم يجدونها سمكة ميتة.

يرفع رئيس الحراس الهاتف النقال الذي كان بحوزته حذاء اذنه، ومن موقعه داخل البحيرة يصدر أوامره بعدم السماح لأي من العمال بتخطية باب القصر. ثم بعدها يطلب رقما اخر ليعلو المكان خلال لحظات صفير سيارة اسعاف نقلت السمكة من خلالها إلى المختبر فوراً.

بدأ اعضاء الأمن في القصر بترتيب الاجراءات اللازمة وتداولوا الامر فيما بينهم، ووضعوا الاحتمالات التي يمكن أن يتضمنها الأمر هل ماتت السمكة مسمومة يا ترى ام انها ماتت حتف أنفها؟

ثم انها لو مات مسمومة من الذي قام بذلك العمل الشنيع يا ترى؟ وهل هو من داخل القصر ام من خارجه؟ ثم ان كان من خارجه من الذي ساعده في ولوجه في الوقت الذي لا ينفذ الطير الى داخله؟

كل من الاحتمالات قد حسب حسابه في الوقت الذي يباشر اعضاء المختبر الاختبارات اللازمة على السمكة.

كل ذلك وقلوب العمال المساكين قد نال منها الهلع، واطارت التهديدات عقولهم فلم يسمح لاحدهم بان ينبس ببنت شفه. كانت الدقائق تمر كالايام والساعات كالسنين.

و بعد مضي اربع ساعات تظهر نتيجة التحليلات وهي ان السمكة كانت قد مات موتاً طبيعياً.

عند ذلك تحرك رئيس الحرس مع مجموعة من معاونيه صوب المحل الذي احتجز فيه العمال. فتح الابواب الذي هبطت قلوب الجميع مع صريرها إلى الارض.. فكل لا يعرف مصيره، صاح رئيس الحرس عندها هيا اخرجوا لقد انتهى وقت العمل فهرع الجميع غير مصدقين بالنجاة.

كان رئيس الحرس يهمهم حينها.. لو كانت السمكة قد ماتت بالسم لاعدمتهم جميعاً.

ترحم الجميع على السمكة.

فرب سمكة احيت امة.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى