بلا عنوان

يوم مظلم ...وغبار ملأ الجو

يوم لا ينسى ..ولن يحسب بالكون

تمطر عيناي الدمع مثلها كسماء الشتاء

وقلبي يتمزق وجعا بغير داء ولا دواء

لا أدرك ماذا أقول ..فقد ضاعت حروف الهجاء

دمعي أضاع كل ما أراه ..أصبحت بأعين لكني كالعمياء

يلوح لي براية الفراق ...يطلب مني السماح

يخبرني ان هذا ربما سيكون اخر صباح

ربما اليوم ربما غدا ..لا يعرف ..وحده موج القدر يدرك

متى تكون نهاية الاشياء

حقا أنا لا ادرك ماذا أقول ..ماذا اكتب

لكن قلبي ينفطر ...يحتضر

يطلب مني أن أجهز كفنه كي يرحل

يريد ان يترك الدنيا وما فيها

قال أن الموعد اقترب

ولا داعي للعجب

قال أته سيدع الدنيا وما فيها

لمن فيها ...ويرحل

ألى حيث جهز له القدر

يطلب أن اصلي عليه

صلاة غائب

وأن اذكره دوماّ بالخير

قال لي أنه سيرحل عن الكون

لن يبقى ..لن يخلد ...وهذا صدق وليس جنون

خفت أن أصدق كلماته ..ضربته ...دفعته على الأرض بحروفي

أتهمته بالكاذب ..بالمخادع .. لأنه يريد أن يتخذ من حنان قلبي طريقا ليصل لمبتغاه ..

أجل هذا ما أراده بالفعل ...هذا ما أخبرته به ..ولم أكن أرى أن دمعه يسبقه إليّ ...وكيف لي أن أرى ذلك ..وبيننا الأرض والبحر

وغدا سيكون بيننا ...كل العمر ..والقبر

و ظلام كالح السواد ..وغابات بلا عباد ..وزهر بلا عطر

أجل تلك هي نهاية كل شيء.. تلك هي نهاية أي شيء

ما لم أكن أدركه ولم أدركه حتى اليوم

لما كل شيء أحبه ..بصدق ..يموت بين ذراعيّ

يموت وكأنه لم يكون ..

ينتهي ..يختفي..يبقى ذكرى ...

وربما لن استطيع أن أحياها ..

وفجأة استأذن ومشي ..وقال الوداع

اكتبي لي كل يوم ..كل ما ذكرتيني

وإن جف حبر قلمك ...قلت من دمع عيني

قال لا ..لا أريدك ان تبكي عليّ

فالعمر أمامك

وأنا راحل ....هذا أمر مؤكد ..أما أنت فباقية ..وهذا بامر الله

سأذهب لأودع أهلي وناسي

واذكر من كان لي من عمرا ناسي

سأذهب سأشق قبري وأجهز بداخله فراشي

وأنتِ أجهزي لي كلماتٍ للوداع ..

فانا أحب كلماتك ...وأحب ذاك اليراع

امسكي بقلمك ..حافظي على طيبة قلبك

واتركيني فأنا مصيري القبر وما كان القبر ضياع

هو الحق ...هو الموت ...

قلت كفى ........فقد اكتفيت

والدمع غطى المكان

منقول
 
عودة
أعلى