علاء حسين الأديب
Member
رسالة من قلبي
بَعَثَ لي قَلبي رسالةً جاء فيها..
بسم الله الّذي كَتَبَ لي أن أكونَ قلباً لكَ حتى نهاية العمر..
ياصاحبي..
عِندَما تَعيشُ الوَهمَ وأنتَ تَعلَمُ أنكَ واهِمٌ فِعلاً..فَماذا يَعني ذلك ؟
ماذا يَعني أن تَضَعَ الأمورَ في غَيرِ مواضِعِها ؟ ماذا يَعني أن تحاوِلَ صُنعَ شَيءٍ من اللاشَيءْ ؟
ماذا يَعني أن تَرسُمَ بالكَلِماتِ صورَةً وَهميَةً لامرأةٍ لاوجودَ لَها أِلاّ في خَيالِكَ المُشَتَتِ في افاقٍ مُتَلاشيَةِ الأبعادِ والمَلامِحْ ؟
ماذا يَعني أن تُبحِرَ في بَحرٍ هائِجَ الأمواجِ بِغَيرِ شِراعْ ؟
ماذا يَعني أن تَثورَ ضَدّ كُلِّ التَقاليدِ والأعرافِ وَتُحاوِلَ اقتلاع كلّ الجدران لِتَخرجَ إلى عالمٍ جديدٍ ليسِ لَهُ صورةً أِلا في مُخَيلَتكَ التي ترامَت أطرافُها حتى كادت أن تَكونَ أوسَعَ من عالمنا الّذي أعتدنا العيشَ فيه..؟إلى المجهولْ ؟
ألا تَرى أنّكَ لاتفعلُ أِلاّ مايَفعَلُهَ المَجانينْ؟ ولا أعتقد انّكَ تَتَصِفُ بِصِفاتِ المَجانين! فأنّهم أفضَلُ حالاً مِنك. فَهُم لايدركونَ مايَفعلونْ . بينما تُدرِكُ أنتَ ماتَفعَلْ.!
ياصاحبي .. حاشا المَجانينَ أن تَكونَ منهم وَحاشاكَ أن تَكونَ من العُقَلاءْ..
فَلِمَن تَنتَسِبْ ؟؟وِلِمِن تَنتَمي؟؟؟ وَماذا تَريدْ ؟؟؟ لماذا لاتُريحَ نَفسَكَ وَتُريحَني. لقد أرهَقتَني كَثيراً، لم أعد أحتمِلُ حماقاتِكَ المتكاثرة.وَتَطَلعاتكَ المتواترة،وسأمتُ من نَزَواتِكَ البليدة!!!
ياصاحبي.... لم أعُد أخفُقُ بانتظامْ..بدأت نَبَضاتي تَضعُف..وقدرتي على الخفقانِ صارت محدوده..فَتَرَفَق بي قليلاً..وأِلاّ فأنّي سأستقيلُ وأتوَقَفُ عن العَمَلْ..وبذلكَ سَتَفقدَني إلى الأبد وستَفقد معي كَلّ شَيْْْ..وَلن يبقى مِنكَ وَمِنّي سوى شَيءٍ يَتَسارَعُ الجَميعُ للخَلاصِ منهُ بدَفنِه تَحتَ الترابْ..أما ذِكرانا فَلَن يكونَ زَمنُها طويلاً، لأنّنا لم نَضَع في مشوارِ الحَياةِ بَصمَةً تَدلُّ على مرورنا بها. فَعُمرُ الحُزنِ علينا لايُعادِلُ اليَسيرَ مِنَ الحُزن الّذي عِشناهُ سَويَةً في الحياة.
ياصاحبي ..ياصاحبي..
لا تَعتَقد بأنّ مَن أفرَحناهُ وَفَرِحنا لأجلِهِ ذاتَ يَومْ سَيَحزَنُ عَلينا أكثَرَ مما فَرِحنا له.
ولا تتصور أِنّ العيونَ الّتي طالَما كانت تَقُرُّ وَتَفرَحُ في حياتِنا سَتَدمَعُ علينا عندَما نَرحَلَ عنها.!!
لَقَد تَعِبتَ ياصاحِبي..وأتعَبتَني مَعَكْ..فَأِمّا أن تَرحَمَني..وَأِمّا أن تُطلِقَني من أسري الّذي دام أكثَر َمن أربَعينَ عاماً بَينَ أضلاعٍ مَلّت مِنّي وَمَللتُ مِنها..
وتقبَل مِنّي الاعتذار ياصاحبي أن كُنتُ فَظاً مَعَك في خِطابي هذا..
ولكنّهُ الوَجَعُ الّذي أنطَقَني بَعدَ صَمتي الطَويلْ..
وَخَوفي من أن نَرحَلَ عن الدّنيا تارِكينَ وَراءَنا الّذينَ لايَزالونَ بِحاجَةٍ لوجودِنا في هذه الحياة.
قلبُك الُمتعَب
29/4/2008
.
بَعَثَ لي قَلبي رسالةً جاء فيها..
بسم الله الّذي كَتَبَ لي أن أكونَ قلباً لكَ حتى نهاية العمر..
ياصاحبي..
عِندَما تَعيشُ الوَهمَ وأنتَ تَعلَمُ أنكَ واهِمٌ فِعلاً..فَماذا يَعني ذلك ؟
ماذا يَعني أن تَضَعَ الأمورَ في غَيرِ مواضِعِها ؟ ماذا يَعني أن تحاوِلَ صُنعَ شَيءٍ من اللاشَيءْ ؟
ماذا يَعني أن تَرسُمَ بالكَلِماتِ صورَةً وَهميَةً لامرأةٍ لاوجودَ لَها أِلاّ في خَيالِكَ المُشَتَتِ في افاقٍ مُتَلاشيَةِ الأبعادِ والمَلامِحْ ؟
ماذا يَعني أن تُبحِرَ في بَحرٍ هائِجَ الأمواجِ بِغَيرِ شِراعْ ؟
ماذا يَعني أن تَثورَ ضَدّ كُلِّ التَقاليدِ والأعرافِ وَتُحاوِلَ اقتلاع كلّ الجدران لِتَخرجَ إلى عالمٍ جديدٍ ليسِ لَهُ صورةً أِلا في مُخَيلَتكَ التي ترامَت أطرافُها حتى كادت أن تَكونَ أوسَعَ من عالمنا الّذي أعتدنا العيشَ فيه..؟إلى المجهولْ ؟
ألا تَرى أنّكَ لاتفعلُ أِلاّ مايَفعَلُهَ المَجانينْ؟ ولا أعتقد انّكَ تَتَصِفُ بِصِفاتِ المَجانين! فأنّهم أفضَلُ حالاً مِنك. فَهُم لايدركونَ مايَفعلونْ . بينما تُدرِكُ أنتَ ماتَفعَلْ.!
ياصاحبي .. حاشا المَجانينَ أن تَكونَ منهم وَحاشاكَ أن تَكونَ من العُقَلاءْ..
فَلِمَن تَنتَسِبْ ؟؟وِلِمِن تَنتَمي؟؟؟ وَماذا تَريدْ ؟؟؟ لماذا لاتُريحَ نَفسَكَ وَتُريحَني. لقد أرهَقتَني كَثيراً، لم أعد أحتمِلُ حماقاتِكَ المتكاثرة.وَتَطَلعاتكَ المتواترة،وسأمتُ من نَزَواتِكَ البليدة!!!
ياصاحبي.... لم أعُد أخفُقُ بانتظامْ..بدأت نَبَضاتي تَضعُف..وقدرتي على الخفقانِ صارت محدوده..فَتَرَفَق بي قليلاً..وأِلاّ فأنّي سأستقيلُ وأتوَقَفُ عن العَمَلْ..وبذلكَ سَتَفقدَني إلى الأبد وستَفقد معي كَلّ شَيْْْ..وَلن يبقى مِنكَ وَمِنّي سوى شَيءٍ يَتَسارَعُ الجَميعُ للخَلاصِ منهُ بدَفنِه تَحتَ الترابْ..أما ذِكرانا فَلَن يكونَ زَمنُها طويلاً، لأنّنا لم نَضَع في مشوارِ الحَياةِ بَصمَةً تَدلُّ على مرورنا بها. فَعُمرُ الحُزنِ علينا لايُعادِلُ اليَسيرَ مِنَ الحُزن الّذي عِشناهُ سَويَةً في الحياة.
ياصاحبي ..ياصاحبي..
لا تَعتَقد بأنّ مَن أفرَحناهُ وَفَرِحنا لأجلِهِ ذاتَ يَومْ سَيَحزَنُ عَلينا أكثَرَ مما فَرِحنا له.
ولا تتصور أِنّ العيونَ الّتي طالَما كانت تَقُرُّ وَتَفرَحُ في حياتِنا سَتَدمَعُ علينا عندَما نَرحَلَ عنها.!!
لَقَد تَعِبتَ ياصاحِبي..وأتعَبتَني مَعَكْ..فَأِمّا أن تَرحَمَني..وَأِمّا أن تُطلِقَني من أسري الّذي دام أكثَر َمن أربَعينَ عاماً بَينَ أضلاعٍ مَلّت مِنّي وَمَللتُ مِنها..
وتقبَل مِنّي الاعتذار ياصاحبي أن كُنتُ فَظاً مَعَك في خِطابي هذا..
ولكنّهُ الوَجَعُ الّذي أنطَقَني بَعدَ صَمتي الطَويلْ..
وَخَوفي من أن نَرحَلَ عن الدّنيا تارِكينَ وَراءَنا الّذينَ لايَزالونَ بِحاجَةٍ لوجودِنا في هذه الحياة.
قلبُك الُمتعَب
29/4/2008
.