إختاري - قصائد حب



إختاري - قصائد حب


للشاعر المرحوم نزار قباني



إعداد و ترجمة وتلحين : د . عدنان جواد الطعمة


إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري..
أو فوق دفاتر أشعاري..
إختاري الحب.. أو اللاحب
فجبن ألا تختاري..
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار..

* * *

إرمي أوراقك كاملة..
وسأرضى عن أي قرار..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثل المسمار..
لا يمكن أن أبقى أبدا
كالقشة تحت الأمطار
إختاري قدرا بين اثنين
وما أعنفها أقداري..

* * *

مرهقة أنت.. وخائفة
وطويل جدا.. مشواري
غوصي في البحر.. أو ابتعدي
لا بحر من غير دوار..
الحب مواجهة كبرى
إبحار ضد التيار
صلب.. وعذاب.. ودموع
ورحيل بين الأقمار..

* * *

يقتلني جبنك يا امرأة
تتسلى من خلف ستار..
إني لا أؤمن في حب..
لا يحمل نزق الثوار..
لا يكسر كل الأسوار
لا يضرب مثل الإعصار..
اه.. لو حبك يبلعني
يقلعني.. مثل الإعصار..

* * *

إني خيرتك.. فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار..



تنويه :

عند صدور كتابي باللغتين العربية والألمانية عام 1994 بعنوان :

الشعر العربي الحديث

ترجمة و نشر

د . عدنان جواد الطعمة

ماربورغ 1994



نشرت إحدى الصحف الصورة مع تفاصيل الحفلة

بدأت بإحياء أمسيات شعرية في الأندية الألمانية وفي المدن الألمانية لتعريف الشعب الألماني الصديق بشعرائنا و شاعراتنا المختارة من الدول العربية .
وقد طرأت على بالي فكرة تأليف هذا الكتاب عن شاعراتنا و شعرائنا من الدول العرب عندما كنت عضوا في النادي الأدبي الألماني بمدينتنا و استمع إلى قصائد الشعراء الألمان و الأوروبيين في الحفلات الشعرية و الأدبية للنادي في صباح الأحد في الساعة 11 مرتين في الشهر . تركت مكتبتي التي كانت عامرة بمختلف الدواوين عندما غادرت العراق لأسباب قاهرة في بغداد . و عندما و صلت ألمانيا و استقريت فيها رجوت أختي الكريمة أن تبعث لي بعض الكتب على هيئة رزم . وكنت حافظا لعشرات القصائد العربية التي نالت إستحساني . وهكذا كتبت قصائد الشعراء والشاعرات التي كانت مخزونة في ذاكرتي بالالة الكاتبة . ثم اشتريت بعض الدواوين العربية للشعراء بعد صدور كتابي الأول هذا . ومن خلال قيامي بتدريس الطلبة الألمان و الأجانب و العرب اللغة العربية و موضوع الترجمة بجامعة غيسن مع الصديق المستشرق الألماني الأستاذ فاغنر ، كنت أستنسخ بعض الدواوين الشعرية من المكتبة .
غادرت مدينتنا ماربورغ بسيارتي ذات يوم متوجها إلى مدينة غيسن لشراء المواد الغذائية واللحوم و بعض الحاجيات من السوق التركي . وعندما قدت سيارتي تقريبا 5 كيلومترات بدأت بترديد و إلقاء قصيدة نزار قباني إختاري بصوت عال و فجأة تحول إلقائي إلى لحن جميل دهشت منه جدا . فقلت في نفسي ما شاء الله يا عدنان كنت في السابق تجود القران الكريم وتقلد المرحومين الشيوخ مصطفى إسماعيل و أبو العين و الشعيشع و عبد الباسط الصمد و غيرهم في أداء تلاوة القران الكريم و تأدية تجويدهم 100%
والان بدأت بتلحين قصيدة . يعني صرت مطرب هههههه قلت ولم لا سأجرب .



برنامج حفلتنا الشعرية والموسيقية لقاء الشرق مع الغرب

وهكذا تركت رحلتي إلى غيسن وأدرت سيارتي مسرعا إلى بيتي من أجل تسجيل لحني بواسطة جهاز التسجيل القديم أبو البكر ات هههههههه حتى لا أنسى لحني .
وهكذا أعدت لحني و غناء القصيدة بدون الة موسيقية لأني لم أعرف العزف و لم تكن لدي الة موسيقية . وهكذا قمت أطرق على الطاولة وأسجل لحني و صوتي .
وفي تلك الأيام كانت لدي أمسية شعرية بالإشتراك مع الموسيقيين والممثلين الألمان على مسرح غيسن . دعوت ثلاثة أشخاص أحدهم مطرب و عازف و سيدتين ممثلتين وعازفتين إلى العشاء من أجل أن نكتب سوية برنامج أمسيتنا الشعرية و الموسيقية .
أخبرت الصدقاء الثلاثة بأني قبل أيام ولأول مرة في حياتي لحنت قصيدة شعرية تأثرت بها . طلبوا مني أن أغنيها لهم . بدأت بالطرق على الطاولة و غنيت الأغنية .
قال الأصدقاء الثلاثة يجب عليك أن تلقيها بالعربية و زميلتنا تلقيها بالألمانية و الصديق يعزف إيقاعا ت هادئة مع الصديقة . وفي نهاية غلقائك مجموعة قصائدك تقوم أنت بغناء القيصدة إختاري و تطرق على المنصة الصغيرة أمام المايكروفون .
إتفقنا جميعا على تأدية أدوارنا و أهما كان بطبيعة الحال قصيدة إختاري بالألمانية و العربية ثم غنائها و طربقاتي على المنصة الصغيرة الذي لا يتجاوز حجمها كتاب مفتوح .
و عندما غادر الأصدقاء بدأت أتقن اللحن و أطرق على الطاولة . فقلت في نفسي إذا تقوم بهذا الدور فعليك أن تلبس ملابس عربية دشداشة وعقال و عباءة . و بالفعل هيأت الملابس و سافرت بسيارتي وكان البرد شديدا في تلك الأمسية وكنت مصابا بالإنفلونزا .
وعندما قدمني عريف الحفل صعدت إلى المسح و حييت الضيوف المشاهدين والمستمعين أجمل تحية و تحدثت إليهم عن محاولاتي و جهودي الجبارة والمتواضعة أيضا تقريب الثقافات بين شعبينا العربي و الألماني من أجل أن نتعرف على بعضنا . ثم قلت لهم لدي هدية ثمينة وعزيزة على قلبي لكم بمتاسبة العام الجديد ونحن في مساء الجمعة المصادف يوم 10 شباط / فبراير 1995 ، في اخر الحفلة .



إحدى الصحف


وهكذا أنهيت إلقاء القصائد بالتناوب مع الصديقة ثم بدأت بالنقرة والطرق على المنصة الصغيرة و بإداء اللحن والأغنية . فوجئت بأن الجمهور إنسجم مع اللحن وقام كل واحد مع زوجته بالرقص و الدبكة هههههههه
طلبوا مني إعادة الأغنية لبيت طلبهم . وعندما نزلت من المنصة قام الألمان بالترحيب بي و وجهوا لي أسئلة . وأجملها كان هذا السؤال :
أين فرقتك الموسيقية ؟ أجبتهم أصابعي العشر هههههههه
ثم بدأوا بشراء نسخ من كتابي : الشعر العربي الحديث


و شاءت الصدف أني حضرت حفلة عراقية أعدها النادي العراقي والعوائل العراقية في مدينة فرانكفورت في حفلة المطرب العراقي حسين نعمة . حملت مجموعة كاملة من كتبي لعرضها وبيعها أثناء الإستراحة . تعرفت على عائلة ألمانية لطيفة ودعيتها لزيارتي في بيتي للعشاء . وعندما تحدثنا أخبرت الضيف بأني غنيت نصا ولكن لا أعرف العزف على الة موسيقية . أجابني بأنه موسيقار وعنده ستوديو لمدة 25 سنة و طلب مني أن أسجل له لحني و بصوتي وأترجم له القصيدة إلى الألمانية
ثم يقوم هو بعزف لحني بالاته الموسيقية المختلفة . طلب مني أن أرسل له الكاسيت والنص الألماني و العربي ، ففعلت ذلك .
و بعد أسبوعين إتصل بي هاتفيا و طلب مني أن أزوره في بيته وأنا عندهم ليلة واحدة .
وهكذا قمنا بتسجيل أغنيتي في غرفة صغيرة جدا وهو جالس أمام الطبلول والالات الموسيقية و الكميبورد وغير ذلك المنتشرة أمامه وعلى جانبيه وأمامي . و بعد هذه الأغنية لحنت 22 قصيدة لنفسي أطنطن وأطرق عالطاولة فقط للونسة .
الذي يريد أن يسويه يقدر يسويه وما في شيئ صعب بالحياة حسب نظري .



دمتم بودي و احترامي

د .عدنان
ألمانيا في 11 سبتمبر 2013





 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى