(منقول) (كيف توزن القصيدة و تكتشف الكسر)

(منقول) (كيف توزن القصيدة و تكتشف الكسر)

هذا موضوع بسيط عن كيفيه ((وزن القصيده او اكتشاف الكسر))
واتمنى أن تعم الفائده للجميع

سنبدأ أولاً بمثال :

نهيت القلب عن أشيا كثيره وانت أولها
وطاع الشور بالأشيا ولكنه عصاني بك

هذا البيت الأول من القصيده إذا اردنا معرفة وزنه
أو البحر الذي ينتسب اليه نقوم بتطبيق معادلة التفعيله
عليه وهي معادلة ( الفتحه / والسكون o )
بعد تقطيع البيت تقطيع لفظي فيكون على الشكل التالي :-

نهي...تل..قل..بعن..أش...يا..كث ي..ره...ون...تأو...و ل...ها
//5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5

وطا...عش....شو...ربل...أش....ي ا....ولا...كن....نه. ..عصا....ني....بك
//5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5

ماذا فعلنا ؟؟؟

قمنا اولاً بتقطيع البيت حسب النطق بحيث نقوم بعملية القطع عندما
نصادف(حرف ساكن أو مشدد أو المد بالالف أو المد بالواو أو المد بالياء)

1- عندما نصل الى حرف ساكن ( إي الحرف الذي عليه سكون )
نقوم بالقطع بعده

2- عندما نصل الى حرف مشدد ( اي الحرف الذي فوقه شده )
والحرف المشدد اصلاً عباره عن حرفين مدموجين ببعضها ..
نقوم باعتبارها حرفين الأول ساكن والثاني متحرك
فنقوم بعمليه القطع بعد الحرف الاول الساكن ونبدأ
بالحرف الثاني مقطعنا التالي
( مثال : الشّمس تكون بعد تقطيعها ==> اش شم س )

3- عندما نصل الى المد بالواو والياء والالف بحيث نقوم بعملية القطع بعد المد .

ماذا ايضا ؟؟


يجب ايضاً أن نتجاهل الحروف التي لا تنطق ولا نذكرها
في الميزان ( مثال : نهيت القلب ..يكون نطقها ==> نهيتلقلب ==>
حرف الالف في كلمة القلب لم ينطق لذلك سوف نتجاهله في الميزان )

إذا عرفنا متى نقوم بالقطع ( عند الحرف الساكن والحرف المشدد
( الحرف المشدد نقوم بفكه الى حرفين الاول ساكن وبعده نقوم
بعملية القطع والثاني متحرك ونبدأ به المقطع التالي )
وعند المد بالالف والواو والياء )

بعد عملية التقطيع نقوم بعملية المقابله بين المقاطع ومعادلة الفتحة واسكون ...

بحيث نقوم باعطاء اي حرف نقابله فتحه الى ان نصل
الى الحرف الذي تم بعده القطع ونعطيه سكون . مثال :

نما بين الضلوع الشوك وادمى خافقي سنّه
الى من الهوى أصبح خناجر وش يسمّابه


نقوم اولاً بعملية القطع :

نما...بي...نض...ضلو...عش....شو ....كود....ما....خا. ...فقي...سن....نه

1-المقطع الأول قمنا بالقطع بعد المد بالالف

2- المقطع الثاني قمنا بالقطع بعد المد بالياء

3- المقطع الثالث قمنا بالقطع بعد الحرف المشدد حيث قمنا بفك
الحرف المشدد الى حرفين الأول ساكن وهو الذي قمنا بالقطع
بعده والثاني نبدأ به المقطع التالي .. ونلاحظ هنا أن حرفين
الالف والياء في كلمة ( الضلوع ) لم يوضعان في الميزان لانهما
تكتبان ولا تنطقان فتم تجاهلهما .

4- المقطع الرابع قمنا بالقطع بعد المد بالواو

5- المقطع الخامس قمنا بالقطع بعد عند الحرف المشدد وهو حرف
الشين وينطبق على هذا المقطع ما ينطبق على المقطع رقم 3 .

6- المقطع السادس قمنا بالقطع بعد المد بالواو

7- المقطع السابع قمنا بالقطع بعد الحرف الساكن وهو حرف الدال.

8- المقطع الثامن قمنا بالقطع بعد المد بالالف

9- المقطع التاسع قمنا بالقطع بعد المد بالالف

10- المقطع العاشر قمنا بالقطع بعد المد بالياء .

11- المقطع الحادي عشر قمنا بالقطع بعد الحرف المشدد بعد
أن قمنا بفكه بحيث يعتبر الاول ساكنا ونقوم بالقطع بعده
والحرف الثاني نبدأ به المقطع التالي .

12- المقطع الثاني عشر قمنا بالقطع بعد الحرف الساكن وهو حرف الهاء.

بعد انتهاء عملية القطع نقوم بمقابة المقاطع بالفتحه والسكون

نما بي نض ضلو عش شو كود ما خا فقي سن نه
//5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5.

كما قلنا : نقوم بمقابلة ( الفتحه ) بالحروف المتحركه الى أن
نأتي عند الحرف الذي عنده القطع ونقابله ب ( السكون ) .

هكذا نقوم بنفس الذي قمنا به لصدر البيت نقوم بنفس الخطوات
لعجز البيت ايضا فيكون البيت كاملا كما يلي :

نما بي نض ضلو عش شو كود ما خا فقي سن نه
//5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5.
الى من نل هوى أص بح خنا جر وش يسم ما به
//5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5.


نلاحظ تطابق تفعيلة صدر البيت وعجزه ؟؟

غالباً ما تكون تفعلية صدر البيت وعجزه متطابقتان إلا في
أوقات يزيد فيها الصدر عن العجز او العجز عن الصدر ببضع
حروف او كلمات ولكن يجب ان يتطابق صدر البيت وعجزه من
البدايه الى ان تأتي الزياده مثال :

لو قمنا بتغيير البيت السابق كما يلي :


نما بين الضلوع الشوك وادمى خافقي سنّه
الى من الهوى أصبح خناجر وش يسمّا لو حصل

فيكون بعد تقطيعه وتفعيله :

نما بي نض ضلو عش شو كود ما خا فقي سن نه
//5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5.
الى من نل هوى أص بح خنا جر وش يسم ما لو حصل
//5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5. //5. /5. /5. //5

نلاحظ أن صدر البيت وعجزه متطابقان أولهما الى اخرها
إلا ان هناك زياده مقطع في اخر العجز عن الصدر وهذا
يجوز ولكن يجب ان يتطابقان من اولها الى ان تأتي الزياده .

لقد قمت بشرح كيفية تقطيع البيت ومتى يتم التقطيع وشرحت
أيضا كيف نقوم بمقابلة المقاطع بالتفعيله ( الفتحه والسكون )
وشرحت ايضا أن صدر البيت وعجزه يجب ان يتطابقان دائما
الا بعض الاحيان يزيد فيها الصدر عن العجز او العكس .

بهذا قمنا بمعرفة الوزن او التفعيله التي يجب ان تسير عليها
باقي ابيات القصيده فان شذ بيت من أبيات القصيده عن التفعيله
يكون البيت مكسورا .

إذا فالبيت الأول من كل قصيده هو أساس القصيده وهو الذي
نعرف من خلاله تفعيلة او وزن القصيده التي سوف تسير عليها
القصيده بكاملها .


وهذه وهذا مثال على درسنا :

/5.//5./5./5.//5./5./5.//5./5./5./5
/5.//5./5./5.//5./5./5.//5./5./5./5

يالله انك لا تواخذني بفعل ذنوبي
واغفر لزلة لساني ولقصور ايديه

أنت يا ربي تعَرْف امرادي ومطلوبي
يوم اطيح انك توقفني على رجليّه

بامرك تعز الذليل بدرهم(ن) مقطوبي
بامرك تذل العزيز مفرّش الزوليه

الى أخر القصيده .......

نلاحظ أن أبيات القصيده تسير على نفس تفعيلة البيت الاول
فأن شذ احدها كان مكسورا

=============================

وهذا أخواني الاعزاء درس الوزن فأرجو أنني لم اغفل اي نقطه
 
[] بحور الشعر][]

الحقيقة لا يوجد عدد محدد لبحور الشعر ولا حصر لها ولكن ثمة
بحور تستخدم بكثرة وهي المشهورة في أيامنا هذه ومنها :-

1- بحر المسحوب :

وهو أكثر البحور استخداما في أيامنا ،
وذلك بسبب خفته وسهولة تفاعيلة وسلاسته ؛

مثال

(أنا حبيبي بسمته تخجل الضيّ .. يكسف سنا بدر الدجى من جبينه).

============================== =======

2- بحر الصَخَرِي :

وقد سميّ بهذا الاسم نسبة لقبية بني صخر
والمعروف عن هذا البحر أنه ذو نبرة حزينة ؛

مثال

( غريب الدار ومناي التسلي .. أسلي خاطري عن حب خلي )

============================== ====
3- بحر الهجيني :

وهو بحر مشهور جدا ويعد من أكثر البحور استخداماً
بعد المسحوب في الخليج ، ويتميز بأنه سهل النظم
سريع لايقاع ويقال بأنه سمي بهذا الاسم لعلاقة بين
إيقاعه وطريقة سير الهجن أو الجمال ،

مثال

قصيدتي لاغدى ضييّ
شحيح وارتبكت ايديني

وتعثرت بي خطاويي
ولا عاد رايي يقديني

وصرت أطلب الصاحب يعيي
ماغير بعدين بعديني

وتنكرولي بني خيي
واستسهلوني معاديني

والموت ماعاد متهيي
والعمر ماعاد يمديني

تكفين لا يابعد حيي
ظلي معي لاتهديني

============================

4- بحر الحداء :


وينطق الحدا وهو بحر قصير الفقرات سريع النغمات قليل الأبيات ..

مثال

يا بو هلال ليتك تشوف .. حطوني العسكر نظام
يقودني مثل الخروف .. العسكري ولد الحرام

5- العرضه :

وهو لون جماعي حماسي يغنى بمجموعات ، وقد سمي بالحربي ..

مثال :

والله ياللي منتوي حربنا مايليق
واللي زبنا ننثني دونه وعينه ماتنام

واللي قعد عن لابته لاتجعلونه رفيق
خله مع الخفرات خدامٍ لسمر اللثام

كذلك يوجد :

السامري ، والهلالي ، والمربوع ، والقلطات ..



و للمعلوميه ... هناك طريقه اسهل من التفعيله او التنقيط
و هي التلحين ...

اي ان ناخذ القصيده ونسير بها على لحن واحد واذا خرج من احدى الابيات حرف زائد او ناقص او هناك نشاز في اللحن هذا يثبت ان البيت مكسور

على سبيل المثال


و اذكر ليالي الشوق فيني مكسوفه
و ان اشواقي لها مافي ابد مثله

وان همومي صارت فيني مألوفه
الا الفرقى هم(ن) ماقدر أشله

و هنا الشاعر وزن الابيات على طاروق او لحن (الكنه)

و لاكن من عيوب الطريقه الاخيره انها لا توزن مائه بالمائه


الوزن

توطئة

لعل من نافلة القول أن الشعر النبطي يلتقي في بحوره مع أبحر الشعر العربي الفصيح ذلك لأنه إمتداد طبيعي له حيث أن أصل الشعر النبطي يرجع للشعر الفصيح إلا أنه استنبط كلهجة جديدة محدثة استنبطها بنو هلال القبيلة العربية المعروفة كما تشير أغلب المصادر وسار الشعر النبطي على لهجتها حتى عصرنا هذا بدليل أنه يصطنع لغة واحدة على الرغم من وجود إختلافات قليلة أو كثيرة بين لهجات القبائل العربية المختلفة والمتفرقة التي ينتسب إليها هذا الشعر وتذكرنا هذه الظاهرة بما وصلنا من شعر الجاهلية فهو بلغة واحدة على الرغم من انتماء الشعر لقبائل مختلفة توجد بين لهجاتها فروق في نطق بعض الكلمات واستخدام بعض الاساليب او دلالاتها ولعل هذه الوحدة اللغوية التي تبدو في الشعر النبطي راجعة الى اتخاذ الشعراء من جميع القبائل اللهجة الهلالية أساساً لهذا الشعر كما أتخذ العرب في الجاهلية اللهجة القرشية أساساً لشعرهم إذاً فهو شعر عربي أصيل تعمقت جذوره في العروبة وتناقلته قبائل البادية حسب ترحالها وتوارثته هذه القبائل حتى الان.


الإيقاع الشعري


للشعر موسيقى يصدرها اللسان وتستقبلها الاذان ويعيها القلب ومن هذا المنطلق فإن معرفة الوزن لا تكون ميسرة بغير هذه الالات والإنسان كلما مارس الشعر قراءة وتنغيماً وانصاتا لنبرات مقاطعه وانسياب موسيقاه ورنين إيقاعه درب ملكته المتذوقة وأصبح قادراً على تمييز الأوزان الشعرية ومعرفتها معرفة سليمة وأدرك ما هو سليم الوزن وما هو مختله دون عناء أو مشقة واستطاع بالتالي ان يهتدي في يسر وسهولة إلى مواطن الخلل فيصلح ما عانى نشاز ليستقيم ويصبح منسجم التنغيم فالأذن المدربة لا يغيب عنها خلل اللحن كما لا يغيب عنها خلل الوزن المنسي لحنه .

وللإيقاع ودراسته أهمية بالغة لا غنى عنها لمن له صلة بالشعر ونقده وذلك تمييز الشعر عن النثر من خلال معرفة وحدته الإيقاعية المطرده إلتزاماً والتي تختلف من نظام شعري إلى اخر والإيقاع هو الظاهرة الصوتية التي تفصل النص بعد إستيفائه النظام الإيقاعي من مجال النثر إلى مجال الشعر وهي الصفة الأساسية التي لا يكون الشعر شعراً بدونها وهذه الإيقاعات تحكمها وحدات تفعيلية وهي لا تعني شيئاً سوى كونها معايير يقاس بها كلمات البيت أو أجزاؤه من حيث المدة الزمنية التي يستغرقها التلفظ بها أي أنها حوامل للحركات والسكنات المصورة في الموزون المقابل غير أن الشعر النبطي لم يتخذ الوزن العروضي أي هذه الوحدات التفعيلية التي اتخذها الشعر الفصيح مقياسا لوزنه لضبط وتنظيم الايقاعات الموسيقية ولكنها تنطبق عليه تماما كما تنطبق على الشعر الفصيح واهميتها تكمن في حفظ الاوزان عن الضياع فبالنسبة للشعر النبطي فإنه يعتمد في وزن القصيدة على الغناء حيث ينظم الشاعر شعره بالغناء ويعايره به **يقيسه** بمعنى ان الشاعر حينما تتبادر الى ذهنه فكره او خاطرة او يحس بهاجس الشعر يقوم بتجسيد ذلك في قوالب من الألفاظ والعبارات ويركبها على لحن موسيقي ذة ايقاعات منتظمة على وتيرة واحدة ترجع الى بحر معين ويستمر في عملية النظم أثناء تداعي المعاني على نفس اللحن حتى نهاية القصيدة وغالباً ما يكون العجز إعادة حرفية لصدر اللحن وقديأتي مختلفاً إختلافاً بسيطاً وهذا الإختلاف اكثر ما يقع في النهاية **القفله** ويجدر التأكيد هنا على تساوي اللحن مع شطري البيت وزناً وأن لحن الشطرة الأولى يعاد حرفياً أو معدلاً لشطره الثاني ولكل أشطر القصيدة . ولكي نعرف وزن القصيدة ومدى إستقامتها على هذا الوزن نقوم بتحديد هذا البحر الذي إختاره الشاعر ثم نغنيها عليه فإذا لم يتعثر الغناء أو الجرس الموسيقي في بيت أو شطره عرفنا أن القصيدة كلها مستقيمة أما إذا أختلف الغناء أو إضطرب الجرس الموسيقي ولم يساير بقية الأبيات عرفنا أن هناك خلل بهذا البيت أو الشطر ناتج عن نقص أو زيادة في الحروف التي تتألف منها مفرداته فعملية وزن القصيدة غنائياً عملية صعبه ودقيقه جداً للإنتقاد إلا لذوي الحس الموسيقي المرهف فالأذن غير المدربة تدريباً جيداً قد يغيب عنها خلل اللحن أو الوزن إذ أن **الشدة** مثلاً تتسبب في إضطراب الجرس الموسيقي إذا جائت ضمن كلمة يرفضها إنسيابه والعكس صحيح إذا وضعت في سياق البيت كلمة يستدعيها الجرس الموسيقي مشددة وكانت غير ذالك فإنها تحدث فيه إختلالاً وكمثال على ذالك نورد هذين النموذجين فقط لنوضح الخلل فيهما وكان بودنا أن نأتي بنماذج كثيرة لاثراء ذهنية المبتدىء في كتابة الشعر والذي يعاني من صعوبة ضبط الوزن بمحاولته الشعرية نظراً لدقته وصعوبة السيطرة عليه بصعوبة ولكن يتعذر علينا ذلك تقديراً لضيق المقام وما يقتضيه من الإيجاز فالأمثلة كثيرة جداً وتحتاج إلى كتاب موسع .




النموذج الأول




جسمه رشيقٍ يحوي كل المحاسن ....... سبحان ربي كمّل اوصاف جسمه



هذا البيت المنظوم على بحر المسحوب تفعيلاته **مستفعلن مستفعلن فاعلاتن** لكلا الشطرين وبالتالي كل القصيدة الخلل الذي يوجد فيه كامن في قافيته **جسمه** لكونها غير مشددة والجرس الموسيقي يقتضيها مشددة وبطبيعة الحال لايمكن تشديدها لانها مبنية صرفيا على ذلك وانما يمكن تغيرها بكلمه مشددة مثل **يهمه .مذمه ..يشمه**..الخ وهذا الخلل يقع فيه الكثير من الشعراء الذين لا يتمتعون بأذن موسيقية مرهفة . كما ان كلمة

**رشيق** لايقبلها الوزن الا منونه بكسرتين تحتها ولو جاءت مجرده من ذلك لادت الى كسر الشطر وكذلك كلمة**رب** ويمكن استقامة الشطر ايضا بوضع ياء المتكلم الى هذه الكلمه لتصبح**ربي** لذا نجد الشاعر حين يقرأ قصيدة منشوره بديوان شعري او مطبوعة صحفية او غير ذلك وكلمات بعض ابياتها غير منونة وهذا مانجده في الغالب يعرف موقع التنوين لاي كلمة من اشطر القصيدة وذلك بفضل السليقة الموسيقية التي تكونت لديه نتيجة الخبرة و المراس وكذلك هضم الاوزان الشعرية مما يجعله يكتشف وزن القصيدة من مطلعها و على ذلك يدرك المكسور من المستقيم فيها.


النموذج الثاني



(وفي لحظة ألم فتحت عيني....لقيت اني على أحلى المواني)

وهذا البيت نظم على بحر الصخري الملتقي مع الوافر وتفعيلاته هي ***مفاعلتن مفاعلتن فعولن*** لكل شطر من القصيدة لو نطقنا كلمة فتحت غير مشددة التاء الثانية فيها لأختل الجرس الموسيقي بذالك الشطر لكنها لو جاءت في غير ذلك الموضع لاقتضاها الوزن غير مشددة مثل **فتحت القلب لك يا نور عيني...وفي حبك بنيت احلى الأماني** كما نلاحظ أن الشطر الثاني من البيت السابق يتطلب وضع الهمزة على الألف في كلمة أحلى في حين يرفضها هذا الشطر**وفي حبك بنيت احلى الأماني**

لذا نجد الشاعر حين يلقي القصيدة يتشكل نطقه للكلمات تشكلا متباينا وهذا التشكل لا يفتعله من نفسه وانما يستدعيه وزن القصيدة لكي تناسب النغمة او الجرس الموسيقي انسيابا سلسا بين عبارات القصيدة ومفرداتها وهذا سيلاحظه المبتدىء أثناء نظم شعره بالغناء اذ سيجد الغناء هو المتحكم في نطق الكلمات وتشكيلها وفق الوزن الذي اختاره لقصيدته.

ونظم الشعر بالطريقة التي أشرنا اليها سلفاً أي بواسطة الغناء ضروري جدا بالنسبة للشعراء الجدد حديثي العهد بالشعر والذين لم يتمكنوا من الالمام بأوزان الشعر النبطي ومن هم في بداية الطريق أما بالنسبة للمتمرسين فانهم يستطيعون وزن القصيدة بطريقة تلقائية عفوية كما يستطيعون الحكم على أحد أبياتها اذا كان مكسوراً او مستقيما من مجرد سماعه نتيجة الخبرة والمراس فقد طبعت بأذانهم الموسيقى الشعرية لكافة بحور الشعر النبطي.

ومما هو جدير بالذكر أنه يجب ان تكون القصيدة النبطية موزونه على وزن واحد ويستمر هذا الوزن من بدايتها حتى نهايتها ولا يجوز أبداً إخلال الوزن في أحد الأبيات أو إدخال وزن جديد على القصيدة غير الوزن الذي بني عليه مطلعها أي البيت الأول ويجوز في حال اذا كان البيت الأول على وزنين أي كل شطر على وزن معين شريطة ان يستمر هذا الوزن حتى نهاية القصيدة كما تجدر الإشارة الى انه قد يكون للقصيدة ذات الوزن الواحد عدة ألحان غنائية وتستقيم وزنا ولفظا بها جميعا وهذا هو الأعم الأغلب كما قد يكون للقصيدة ذات الوزن الواحد عدة ألحان غنائية ولكن ليس كل لفظ يستقيم به اللحن بل يصلح للحن من ذالك الوزن ما لا يصلح للحن اخر من نفس ذالك الوزن وأي لحن يبتدعه المترنم او المتغني بالقصيدة يكشف على وزنها اذا لم يتعثر به الغناء وعلى هذا الأساس أشتق وزن الشعر حيث تولد للعامة الكثير من اوزان الشعر العربي بمصادفة اللحن أي ان استحضار بعض الأوزان العربية القديمة كان بمصادقة الألحان التي إبتكرها العوام وتغنوا بها لأن الوزن الواحد يقبل ما لا يحصر من الألحان ولكن ليس بالضرورة ان الألحان الشعبية هي نفس الألحان العربية القديمة لأن الألحان العربية الحقيقة قد ضاعت وانما بقيت اوزانها لانها لم تدون تدويناً موسيقياً وبقيت أصداء من الألحان في ذاكرة الأجيال كألحان بعض الموشحات الأندلسية إلا اننا لا نثق بأنها بقيت كما هي دون تحريف أو
تطوير
 
عودة
أعلى