اجمل ماقاله قيس فى ليلى

تونى

Member
من هو قيس ؟
هو قيس بن الملوح بن مزاحم العامري،شاعر غزل من المتيمين من اهل نجد
لم يكن مجنونا،انما لقب بالمجنون لشدة هيامه في حب ليلى.
قيل في قصته انه نشا معها الى انا كبرت وحجبها ابوها،فهام على وجه ينشد الاشعار،
ويانس بالوحوش،فيرى حينا فالشام،وحينا في نجد،او في الحجاز الى انا وجدملقى بين احجار،وهو ميت، سنة 68ه | 688م فحمل الى اهله.
من هي ليلى؟
هي ام مالك ليلى بنت مهدي بنت سعد تتصل بنسبه في كعب بن ربيعة.
* * *
كان سبب عشق المجنون لليلى، انه اقبل ذات يوم على ناقة له كريمة،وعليه حلتان من حلل الملوك،فمر بامراة من قومه يقال لها كريمة،وعندها جماعة نسوة يتحدثن، فيهن ليلى،فاعجبهن جماله وكماله،فدعونه للنزول والحديث، فنزل،وجعل يتحدثن،وامر عبدا له كان معه فذبح لهن ناقته،وظل يتحدثن بقية يومه،فبينما هو كذلك اذ طلع عليهم فتى عليه بردة من برود الاعراب يقال له: منازل،يسوق معزى له،فلما رايته اقبلن عليه،وتركن المجنون،فغضب وخرج من عندهن،وفي الصباح،لبس حلته،وركب ناقة له اخرى،ومضى متعرض لهن،فالفى ليلى قاعدةبفناء بيتها،وقد علق حبه بقلبها وهويته،وعندها جويرات يتحدثن معها، فوقف بهن وسلم،فدعونه للنزول،وقلن له: هل بمحادثة من لا يشغله منازل وغيره ولا غيره فقال:اي لعمري فنزل!،وفعل مثل ما فعله بالامس،فارادت ان تعلم هل لها عنده مثل ما له عندها،فجعلت تعرض عن حديثة ساعة بعد ساعة،وتحدث غيره وقد كان علق بقلبه مثل حبها اياه,وشغفته واستحملها،فبينا هي تحدثه اقبل قتى من الحي،فدعته وسارته سرارا طويلا،ثم قالت له:انصرف،وقد رات وجه المجنون تغير لونه ،وشق عليه فعلها
فانشات تقول:
كلانا مظهر للناس بغضا وكل عند صاحبه مكين
تبلغنا العيون بما اردنا وفي القلبين ثم هوى دفين
فلما سمع البيتين شهق شهقه شديدو واغمي عليه،فمكث على ذلك ساعة،ورشوا الماء على وجه حتى افاق وتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه حتى بلغ منه كل مبلغ. ويقال ان كل منهما علق بصاحبه،وهما صغيران يرعيان مواشي اهلهما،فلم يزال كذلك حتى كبرا،فحجبت عنه ويدل على ذلك قوله :
تعلق ليلى وهي ذات ذؤابة ولم يبد للاتراب من ثديها حجم
صيغرين نرعى البهم يا لي اننا الى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
ولما شهر امر المجنون وليلى وتناشد الناس شعره فيها خطبها وبذل لها خمسين ناقة حمراء وخطبها ورد بن محمد العقيلي وبذل لها عشرا من الابل وراعيها فقال اهلها: نحن مخيروها بينكم فمن اختارت تزوجته ودخلوا اليها فقالوا: والله لئن لم تختاري وردا لنمثلن بك فقال المجنون :
الا يا ليل ان ملكت فينا خيارك فانظري لمن الخيار
ولن تسبتدلي مني دينا ولا برما اذا احب القتار
فاختارت وردا وتزوجنه عل كره منها ولما عرف المجنون بزواجها خر مغشيا عليه ثم افاق فاقدا عقله فكان لا يلبث ثوبا الا خرقه ولا يمشي الا عاريا ويلعب بالتراب ويجمع العظام حوله فاذا ذكرت له ليلى انشا يتحدث عنها عاقلا ولا يخطى حرفا وترك الصلاة فاذا قيل له : ما لك لا تصلي لم يرد حرفا واذا حبس او قيد يعض لسانه وشفته حتى يخشى عليه فيخلى سبيله ويهيم
بربك هل ضممت اليك ليلى؟...
مر المجنون بزوج ليلى وهو جالس يصطلي في يوم شات واقد اتى بن عم له في حي المجنون لحاجة ثم انشا يقول:
بربك هل ضممت اليك ليلى قبيل الصبح او قبلت فاها
وهل رفت عليك قرون ليلى رفيف الاقحوان في نداها
فقال: اللهم اذا حلفتني فنعم فقبض المجنون بكلتا يديه قبضتين من الجمر فما فارقهما حتى سقط مغشيا عليه وسقط الجمر من لحم راحتيه وعض على شفته فقطعها فقام زوج ليلى مغموما بفعله متعجبا منه فمضى.
اطعته وعصيت الناس كلهم...
وروي انا ليلى وعدته قبل انا يختلط عقله تستزيره ليلة اذا وجدت فرصة لذلك فمكث مدة يراسلها في الوفاء وهي تعده وتماطله فاتى اهلها ذات يوم والحي خال من الرجال فجلس ناحية حيث تسمع كلامه فحادثهن طويلا ثم قال: الا انشدكن ابياتا احدثتها في هذه الايام؟ قلن: بلى فانشدهن:
يا للرجال لهم بات يعروني مستطرف وقديم كاد يبليني
من عاذري من غريم غير ذي عسر يابى فيمطلني ديني ويلويني
وما كشكري شكر لو يوافقني ولا مناي سواه لو يوافيني
اطعته وعصيت الناس كلهم في امره وهواه وهو يعصيني
فقلن له: ما انصفك هذا الغريم الذي ذكرته وجعلن يتضاحكن وهو يبكي فاستحيت ليلى منهن ورقت له حتى بكت وقامت ودخلت بيتها وانصرف
قصة عجيبة معها...
وقيل لقيس: ما اعجب شي اصابك في وجدك بليلى؟ قال: طرقنا ذات ليلة اضياف ولم يكن عندنا لهم ادم (ما يوكل بالخبز) فبعثني ابي الى منزل ابي ليلى وقال لي : اطلب منه ادما فاتيته فوقفت على خبائه فصحت به فقال: ما تشاء؟ فقلت : طرقنا ضيفان ولا ادم عندنا لهم فارسلني ابي نطلب منك ادما فقال: يا ليلى اخرجي له ذلك النحي فاملائي له اناه من السمن فاخرجته ومعي قعب (قدح ضخم) فجعلت تصب السمن به ونتحدث فالهانا الحديث وهي تصب السمن وقد امتلا القعب ولا نعلم جميعا وهو يسيل حتى استنقعت ارجلنا بالسمن واتيتهم مرة ثانية اطلب نارا وانا متلفع ببرد لي فاخرجت لي نارا في عطبة فاعطتنيها وجعانا نتحدث فلما احترقت العطبة خرقت من بردي خرقة وجعلت النار فيها فكلما احترقت خرقة اخرى حتى لم يبق علي من البرد الا ما وارى عورتي .
اخر عهده بليلى...
لما اختلط عقل قيس بن الملوح وترك الطعام والشراب مضت امه الى ليلى فقالت لها: ان قيسا قد ذهب حبك بعقله وترك الطعام والشراب فلو جئته وقتا لرجوت ان يثوب اليه عقله فقالت ليلى: اما نهارا لا فلا لانني لا امن قومي على نفسي ولكن ليلا ، فاتته ليلا فقالت له : يا قيس ان امك تزعم انك جننت من اجلي وتركت المطعم والمشرب فاتق الله وابق على نفسك فبكى وانشا يقول :
قالت جننت ايش فقلت لها الحب اعظم مما بالمجانين
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه وانما يصرع المجنون في الحين
فبكى وبكت معه وتحدثا حتى كاد الصباح ان يسفر ثم ودعته وانصرفت فكان اخر عهده بها
ليلى وجارتها...
دخلت ليلى على جارة لها من عقيل وفي يدها مسواك تستاك به فتنفست ثم قالت سقى الله من اهدى الي هذا المسواك فقالت لها جارتها: من هو؟ قالت : قيس بن الملوح وبكت ثم نزعت ثيابها تغتسل فقالت ويحه : علق مني ما اهلكه من غير انا استحق ذلك فنشدتك الله، اصدق في صفتي ام كذب ؟ فقالت : لا والله بل صدق.
ولما بلغ المجنون قولها بكى ثم انشا يقول :
قالت لجارتها يوما تسائلها لما استحمت والقت عندها السلبا
يا عمرك الله الا قلت صادقة اصادق وصف المجنون ام كذبا ؟
كان قلبي...
لما زوجت ليلى بالرجل الثقفي سمع المجنون رجلا من قومها يقول لاخر: انت ممن يشيع ليلى ؟ وقال متى تخرج؟ قال: غدا ضحوة او الليلة فبكى ثم قال:
كان القلب ليلة قبل يغدى بليلى العامرية اة يراح
قطاة غرهتا شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
وعندكم عقلي...
وروي ان رجلا من بني جعدة بن كعب كان اخا وخلا للمجنون مر به يوما وهو جالس يخط على الارض ويعبث بالحصى فسلم عليه وجلس عنده فاقبل يخاطبه ويعظه ويسليه وهو ينظر اليه ويلعب فلما طال خطابه اياه قال : يا اخي اما لكلامي جواب ؟ فقال له : والله يا اخي ما علمت انك تكلمني فاعذرني فانني كما ترى ذهوب العقل مشترك اللب وبكى ثم انشا يقول:
وشغلت عن فهمي الحديث سوى ما كان منك فانه شغلي
واديم لحظ محدثي ليرى ان قد فهمت وعقلي عندكم
المجنون والحمامه...
كان المجنون ذات ليلة جالسا مع اصحاب له من بني عمه وهو لوه يتلضى ويتململ وهم يعظونه ويحادثونه حتى هتفت حمامه من سرحه(شجرة لا شوك فيها) كانت بازائهم فوثب وقال:
لقد غردت في جنح ليل حمامة على الفها تبكي واني لنائم
كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا لما سبقتني بالبكاء الحمائم
ثم بكى حتى سقط على وجه مغشيا عليه فما افاق حتى حميت الشمس عليه.
الهيام ...
مر رجل على المجنون فقال له ما بك يا فتى؟ فقال :
بي الياس او داء الهيام اصابني فاياك عني لا يكن بك ما بيا
قال : اعاشق انت ؟
قال : نعم
اذا انت لم تعشق فتصبح هائما ولم تك معشوقا فانت حمار
قال : وماذا تقول في الحي ايضا ؟ فقال:
الحب اول ما يكون لجاجه تاتي به وتسوقه الاقدار
اخوكم.. بقايا... جروح
 
عودة
أعلى