بدون عنوان - اميمه عبدالعزيز زاهد

لا لم تعد كما كنت، كان قلبي يحدثني بذلك ومشاعري تشعر بكل تحولاتك وتغيراتك التي طرأت على أحاسيسك تجاهي قبل أن تتركني وتسافر دون وداع ودون أمل بلقاء ودون حتى اعتذار، لحظتها لم أبك ولم اهتز من هول المفاجأة ولكني عشت في حالة ذهول وسكون وانكسر بعدها بريقي وذبلت ملامحي... على الأقل كان يجب أن يكون وداعك بحجم حبك لي.
تركتني لتواصل مستقبلك الذي خططنا له معاً وحلمنا به معاً وجعلتني من الماضي بعدما كنت حاضرك ومستقبلك وبعد ما أحببتني حباً لم اسمع أو أشاهد أو اعرف مثل قوته وصدقه وعمقه وبعد ما أحببتني بقلبك وعقلك وكل حواسك، لقد كنت شاهدة على أسرار حياتك، كنت تتكئ على كتفي واسمع أناتك وأنت تشكو عن تعبك في عملك وفي حياتك وتحكي لي أحلام طفولتك وأحزان رجولتك وكم وعدتني بأنك لن تجعل الابتسامة تفارق وجهي ووعدتني أن صورتي لن تفارقك وحبك لن يتوقف ولن تفقد منه في يوم ما ذرة... أخبرتني بأنك منذ أحببتني لم يعرف اليأس طريقه إلى قلبك ولن تعرف كلمة اسمها المستحيل في سبيل تحقيق سعادتنا، أخبرتني بأني منحتك قوة تمكنك من تحويل الهزيمة إلى انتصار والخيال إلى واقع والحلم إلى الحقيقة والظلام إلى نور يضيء لنا طريق حياتنا ونحن معاً.
وبعدما ذهبت تركت لي حبك الذي أراه في كل لحظة وفي كل ورقة كتبتها وكل همسة همستها وكل موقف عشته معك وتحولت إلى مجرد صور ومواقف وأرقام وأعداد احتفظت بها كلها في ذاكرتي.
وبعدما تركتني سببت لي جرحاً غائراً ازداد نزيفه مع الأيام وعمق طوله مع السنوات... جرح لن يندمل إلا بعودتك وكم قررت أن أنساك ولكن هل النسيان ينفذ بمجرد قرار اتخذته أو كلمة قلتها؟ لقد أصبحت تائهة بين حبي لك وحرماني منك وفضلت العزلة فما قيمة حياتي دونك؟ لقد كان حبنا سراً خاصاً بنا لا يجب أن أظهره أو أبوح به أو أتألم أو اشتكي عن حزني وعن الحريق الذي يشتعل بداخلي حتى لو كان علاجي يحتم عليّ البوح بما في أعماقي لأي إنسان ليخفف من معاناتي ويعالج منبع انهياري ويقاسمني ويشاركني تفاصيل مأساتي ويداويني ويتحمل عني بعض دموعي واهاتي ليتبخر حزني واغسل جروحي لعلي أبرأ مما أنا فيه ولكن مهما اشتقت إليك ومهما تعذبت ومهما تألمت لن أتمكن من الكلام وسيظل حبنا مدفوناً للأبد لا يعلم عنه سوى مقلب القلوب سبحانه وأنا وأنت... إني احبك واحترمك وعندما يحب الإنسان يطلب من الله السعادة لمن يحب حتى لو كان ليس معه في هذه الحياة.


.....منقول....
اجمل تحيه للكاتبه الكبيره والمتميزه دائما: اميمه عبدالعزيز زاهد
 
عودة
أعلى