صاحبة الظل الطويل

شمس الشتا

Well-known member


0d2d3464f91f5cce9a27c72fd0c1fb20-1.jpg

]
ليتك تعلم كم أحتفظ بأدق تفاصيلك في ذاكرتي
فلا أسقط منك لحظة ولو سهوا

ليتك تعلم كم غرمت بك عشقا ..وكم أهديتك
أشعارا ، وكم رسمتك شعرا ،وناجيتك سرا
وأستنشقتك عطرا .......

تلك تمتماتها وهي تمشي على أرصفة حارتها المهترئة مكانا ... الشائخة روحا
تترنح بمشيتها لا غنجا ودلال ،بل تعبا وأرهاق ..حتى أن قدماها لا تحملانها
لأكمال السير ... تتمتم بأشعار وخواطر شيئا تنسجه بخيالها ،وآخ تقتبسه مما كانت
تعشق في صباها ... متجهة حليمة البالغة من العمر الخامسة والثلاثين عاما ،
الى البقال ..بدراهم معدودة ..تحضر الفطور لعائلتها قبل أن يستيقظوا الى مدارسهم
وزوجها عصبي المزاج فارس الى عمله كالمعتاد ....

وصلت البقالة ومازالت تتمتم بما يسعد روحها ويبرد نار قلبها قليلا ...
لتلاقيها ضحكات أبا محمود الرجل السمين (كما يلقبوه جرانه من عظمة تخانته )
قائلا : ألا تملين تلك التمتمات يا حليمة ، أخبريني على الأقل ماذا تقولين
كل يوم تأتيني بعيونك اللامعة وتمتماتك المبهمة ..متابعا بضحة ساخرة ..ألهذا
الحد تلازمين الدعاء على زوجك فارس ...

جحرة به حليمة قائلة ..أولهذا الحد لاتعرف الصمت وككل يوم نتشاجر على سؤالك ؟؟
نظر لها وكأنه يريد أن يصفعها قائلا في نفسه ..يالك من فظة ...

متابعة حليمة ، أحضر لي كالمعتاد الخبز والجبن ..
قال ساخرا : أولاتجددين وأضع لك اللحم ... وضحك ضحكة عالية ...
لتجبه ....أو لهذا الحد أنت ضامن عدم غضب الله عليك ..ليصمت خجلا منه نفسه
وهي ترحل الى بيتها بسرعة قائلة ..ياله من احمق ..لقد تأخرت على الأولاد ...

وبدأت خطواتها تسابق انفاسها التعبة ...
لتصل البيت بوقت أقل من المعتادة عليه من دون التمتمات الموسيقية كما تسميها هي .

نزلت على الدرج الى قبو العمارة (المنزل الذي تسكن به وعائلتها ) ..
لتفتح باب بيتها الضيق ، قائلة ..هيا أستيقظوا يا أولادقد تأخرتوا على المدرسة
هيا يافارس أستيقظ ...
نهضت فاتن ..مسرعة الى والدتها غضبة معاتبة ..لما تتركيني نائمة للآن
السعة السادسة والنصف ..لدينا حصة أضافية اليوم ..يالهي ..

تعتذر منها والدتها قائلة : كالعادة أبو محمود وكلامه الثقيل كوزنه ..أعذريني
سأعد لك ساندويش وتأكليها ..
فاتن :لا لا أريد فقد مللت الجبن كل يوم على الفطور والعدس على الغداء ..
مجرد ذكرهم أشعر بزوفان معدتي ..
ليقاطعها أخيها ليث ..قائلا : أصمتي ايتها الحمقاء ...لا تجرحي والدتنا بهذا
الشكل ..هذا ما كتبه الله .

لتقاطعهما حليمة : أرأيت يافاتن أخوك البالغ من العمر الحادية عشر يقول هكذا بأيمان
وأنتي الناضجة أبنة الخامسة عشر تتدمرين ..

لتقول لها فاتن :يا أمي هو صغير لا يدرك أن الله يأمرنا بالسعي للرزق ،فالرزق لايأتي
وأبي بالفراش .. لتضع حليمة يدها على فم أبنتها قائلة : أصمتي ايتها الغبية ..سيسمعك
والدك وتتشاجران ككل يوم ...ألا تملين

فاتن :أن ملل الجلوس كالمقعدين بالفراش سأمل التلميح عليه بالكلام ....
.وتترك المطبخ سائرة الى غرفتها رافضة

أن تتناول الفطور ...
وتنادي أخوها ليث ليجهز نفسه للمدرسة ...

وبتدمر مسحت حليمة دموعها التي تتساقط كحبات المطر تروي يأس قلبها الحزين
وبتنهيدة حسرة تخرجها من جوفها ..تقول ربي اني أستودعك أمري وأولادي ....

وتلتفت الى الغاز الصغير في المطبخ الخالي من كل شيء ، المعدم من تفاصيل المطبخ
المحتفظ باسمه وحسب راضية بما رزقها به الله ، تعد القهوة السادة الى
زوجها الذي ما زال مستلقيا على سريره ، تفكر وهي تعد القهوة ،بأولادها وحياتها
التي باتت حيات المعدمين في الشوارع أفضل منها ,,,
وتضع في القهوة القليل من السكر وتمضي لأعطاء زوجها فنجانه المعتاد الذي
لطالما أخده منها بكلامه السام والبذيء ،

تفضل يا فارس أحتسي القهوة وهيا لعملك تأخرت لن تجد أحد يأخدك من الحي الكبير
(وكان تجمعا لكل العمال ليأخدوهم لأشغالهم ) ...

نظر لها بغضب وشرب شفة من الفنجان ، ... بغضب قال لها : من امرك أن تحلي القهوة ،
ألا تعلمين أحبها سادة ....

أتعلمين أيتها البلهاء لما أشربها سادة .... لأني في حداد على روحي لزواجي بك ....

هي صامتة ..فقد أعتادت كلامه القاسي . .. لفت ظهرها لتخرج من الغرفة كي لاتبقى وتسمع ثرثراته
.... ليتنرفز ويضربها بقوة بفنجان القهوة الذي أندثرت على يده حتى أحترقت ..وأخترقت رأسها حتى
نزفته .... ولكن ...ماردة فعلها لموقفه ..وهل نزيف الرأس كان
هو من آالمها أم هناك نزيف لم يبرأ بعد هو الأقسى
..... وماذا سيفعل فارس بعد نظرات حليمة المدماة دماء نزف ودموع قهر .........

تابعوني

بقلمي


 
يعني لو عندي زوج هيك بصبحو انا بفنجان قهوة على راسو الفاضي
من كل عقلك شموس مساوية هالقصة؟يعني الابداع فيها ماشاء الله
بس المشكلة انو بدي دافع عن هاي المسكينة بليز شمس ممكن أتدخل؟
 
كسر بايده إن شاء الله
قال رضينا بالهم والهم مش راضي بينا
بداية موفقة استمري شمس
بانتظار البارت القادم
لا توقعات الآن
 





البارت الثاني



ارتطم برأسها الفنجان الذي كسر وكسر شعورها الأنثوي أتجاه زوجها ..
تنظر له بعيون من أسى قائلة : أظنك قد قطعت كل الخيوط .لم يهمني الدماء
السائلة بقدر ما آلمني وجرحني شريط الذكريات التي طرأ على فكري
لهنيهات والعذاب أستحملته معك .... حقيقة يازوجي أستحق ....
ولكن ..غرور فارس وبطشه كان أشد من أن يحكمه شعور أنساني رحيم
فقام وصفعها مرة تل والأخرى حتى باتت ملقاه على الأرض كدمية لا تتحرك
الا بمعين ...وخرج من بيته غضبا ..

ليلاقيه ابا محمود ويمازحهه كعادته مزاح ثقيل ..قائلا له
مابك يافارس هل تشاجرت مع زوجتك فصفعتك ...ليلقى الصفعة أبا محمود
في وجهه .من فارس ..قائلا له : بدل الكلام الفارغ أيها الأحمق ..أذهب
وأضع وقت بأفراغ هذا الكرش البشع ...

ومضى فارس في طريقه لايعلم أين يذهب ..تاركا خلفه زوجته على الأرض تأن ألما
وأبا محمد الذي حقد أشد الحقد على صفعة فارس ..وأقسم على الأنتقام ...
لتمضي ساعة تلو والثانية والزوجة المسكينة الملقاه على الأرض بألمها وجرحها
قد فارقت الواقع .. وسكنت اللاوعي واللاشعور ...
ليدخل أبناؤها عليها فيجدوا الباب مفتوح متعجبين ينادون
أمي ...أمي ...ولم تجب تلك الأم المسكينة
لتبحث الفتاة عنها فتجدها بجانب السرير المهترىء ...بدمائها ...
صرخت فاتن بمرارة الواقع ..وضعف قوتها التي حاولت رفع والدتها وأخيها الصغير
فتعجز قواهما أن يرفعاها ...ليركض ليث الى أبا محمود قائلا له ....
أرجوك يا عم أمي أمي ...ساعدني
ولحق به أب محمود على عجل ليلق حليمة بمنظرها الذي رسم في مخيلته ولم يعتقد
أن بأمكان الزمان محو تلك الصورة .....

أتصل بسيارة الأسعاف التي قدمت على عجل ونقلتها وأبناؤها معها الى المشفى ....
مكثت بالعناية المكثفة ليلة ونصف اليوم بسبب النزيف في رأسها ....

وأولادها وأبا محمد بجانب الباب لايفارقهما القلق ولا الدعاء ....
حزن أبا محمد على الولدان اللذان قد أصفر لونهما خوفا على والدتهم ...سائلا :
مابها ..مالذي حدث .....

قال ليث : لا نعلم ياعم عدنا من المدرسة
لتقاطعه فاتن ..قائلة : ومن غيره أنه هو عديم الضمير ...

أبا محمد : من تقصدين .... أيكون ...
متابعة : نعم والدي وللأسف أنه يحمل لقب الأب ....
كما العادة شجار الصباح أما بعلقة قوية أو شجار لا يهدأ ..أعانها الله أمي ..أعانها الله

فهم هنا أبا محمود ماحدث وسبب عصبية فارس عندما لكمه في الصباح ...
حيث زاد غضبه على غضب ..وأصر على أن ينتقم لحليمة وله ....

ولكن ...بكل تلك الفوضى العارمة والممزوجة بالقلق والحسرة ....كان فارس
في الحانة يشرب الخمر ، كما عادته عندما تواجهه مشكلة ..يعالجها بالشرب والسكر ...
لم يعد يدرك الواقع من الخيال من كثرة الشرب ...فقد بدت تتراءا أمام عيناه صورة
حليمة وهي تمسك مشرط وتريد قطع رأسه وتضحك بقهقهات عالية وتقول سأنتقم ....


يصرخ فارس : لا لا مادا يديه على رأسه بخوف لا تقطعيه ياحليمه أعتذر ..أعتذر
جميع من في الحانة يضحكون ويتغامزون ...على منظر فارس..
ليهدأ قليلا على صوت ذاك الشاب الذي يضحك بقوة ويقول مجنون ....
مسك زجاجة الشرب وضربها على طاولة الشاب مؤمن ..البالغ من عمره خمس وعشرين
عاما ,,,, فار غضبا لفعلة فارس ومسك بالزجاجة يريد تهشيم رأسه وفارس ينظر له بغضب
ممزوج بخوف ...فعمر الشاب في ريعان الشباب ، أضافة الى قوته الجسدية الظاهرة على
جسده ...وفارس يبلغ من العمر 48 عاما نحيف قصير القامة ....

يجلس على الكرسي ناظرا للشاب وهو يتقدم بغضب ليمسكه النادل قائلا : أتركه أيها الشاب
فهو لايستحق .....صدقني لايستحق ...
رمى بالزجاجة بعنف على الأرض مؤمن وترك الحانة وخرج ....

أقترب النادل من فارس قائلا : هات الحساب وهيا سنغلق ....
لا أملك المال قال فارس بغضب ....

النادل : وكيف لاتملك المال وتشرب ..
هيا هات النقود والا قتلتك أنا ....
نظر فارس الى يده التي تزينها ساعة أثرية قديمة ..قائلا .. خذ هذه الساعة أتكفيك ....
نظر النادل بتعجب ضاحكا بسخرية ..وأمثالك من أين لهم بهكذا تحفة ....
خرج من باب الحانة قائلا من جدي ....

النادل أنتظر لك عندي أذن مبلغ ... يتبقى لك ..
فارس : أتركهن معك سأعود ...

وهو يتجه للبيت ..تربص له ذاك الشاب مؤمن يتحركش به ... ليضربه فارس أو يفعل ردة فعل فينتقم
ففوجىء بفارس يجلس على الأرض ، فاتحا ذراعيه ، هيا أقتلني وأرحني فأني سئمت الحياة
هيا أيها الأحمق المغرور
هيا أيها الصعلوك .
نظر مؤمن بأستغرااب وتعجب ..قائلا : فعلا لا تستحق ..وركله بقدميه ..ليقع على الأرض ويرحل
مؤمن وهو يشتمه ....

مكث على الأرض خمس دقائق ليتوازن ..وينهض .فترتطم به شاحنة كبيرة الحجم ..يطير فيها مسافة ويقع على
الأرض مغمى عليه ....

ينزل صاحب الشاحنة والرعب قد أكل معالم وجهه ..وينقله وسائق تاكسي في الطريق الى المشفى (حالة خطرة )
وهم متجهون لغرفة العناية المكثفة ..نظر أبا محمود الى من يحملونه فيصرخ ...يالهي أنه أباك يا فاتن
ركض الجميع يسألون مابه ...ليخبرهم صاحب الشاحنة في الأمر ...
ينزل الفتى ليث رأسه باكيا للأرض
ويقول أبا محمود ..انا لله وأنا اليه راجعون شفاه الله ، متناسيا ما حصل في الصباح ..
ولكن ..فاتن .كانت أكثر حقدا وألما ...فأبتسمت أبتسامة صفراء قائلة : حكم القدر نفذ بسرعة ..
شكرا لك ربي .....

ألتفت لها أبا محمود قائلا أنه والدك يا أبنتي
فاتن : أسميا من غير أفعال ..لاسامحه الله ...

ليخرج الطبيب مقاطعا له ...نحتاج أربع وحدات دم o+
ذهب أبا محمد ليجلب من حارتهم التي عرفت بالكرم وحدات الدم

ومكث الولدان باب غرفة العناية المشددة ينظرون من النافذة الزجاجية الى والديهما وقد مكثا في لحظة أشبه بحلم
بين الموت والحياة ....

فما الذي سيحدث

تابعوني

 
كملي يا عسلاية
حلو البارت وعجبني كثير
بس غيري زمرة دمه لفارس
مو ناقص إلا يكون مثل زمرة دمي
يسعدك ربي
 




البارت الثالث

في هذه الدنيا ..لكل شيء ثمن

أزرع جميلا تحصد الجميل ، وعش كرهيا لاتجد سوى النفور ...

وهكذا كان فارس في حيه ذو رائحة جعلت كل من يعرفه ينفر منه ،

جاء أبو محمود يطلب المساعدة بأربع وحد دم لفارس كما طلب الطبيب ..فلم

يكن هناك الا وحدتان للحاجة الضرورية لاتستطيع المشفى التخلي عنهن الا

في الضرورات القسوى .ليكتشق أن الجميع يكره فارس ويرفضون المساعدة .

ولكن ... بسعيه الجاد والتوسل للناس قد حصل على ودة ونصف من الدماء

الذي رفض الطبيب أن يكتفي بهم ... قائلا : معكم للمساء ..أن لم تأمنوا الوحدات
الباقية سوف يموت .

في هذه الأثناء كان فارس يصارع الحياة والموت ...
وزوجته بجانبه على السرير الآخر تحاول فتح عيونها بعدما كانت في أغماء ....

تنظر فاتن من الزجاج غير آبه بأبيها حزينة على والدتها جدا ..لترتسم على

محياها أبتسامة فرح ..مسرعة للطبيب _أستيقظت أمي أيها الطبيب ممسكة يده

بلا شعور وتدفع به الى الغرفة ..وهو بين حزنه عليها وفرحهه لها ...

قائلا : حسنا حسنا ياأبنتي هدئي من روعك ... أنتظري هنا وسأدخل وألقي
نظرة عليها ....

دخل الطبيب مسرعا لكي يحتفظ ببسمة تلك الفتاة التي لعبت معها الدنيا بقسوة

قائلا : الحمد لله أختي يبدوا أنك بخير ...

تجيب حليمة بصوت مرهق .أين أنا ، مالذي حدث ..أولادي

ااااه متعبة ، يألمني رأسي ....

الطبيب ..هوني عليك أختي الحمد للله على سلامتك ...كنت في حالة أغماء

منذ الأمس ...

قائلة حليمة : من احضرني الى هنا .أين أولادي ... أبتسم لها الطبيب ناظرا

الى النافذة حيث أشار الى ولديها اللذين يلوحان لها من بعيد وتباشير الفرح ترسم

على محياهما و عيناهما بريقا أمل يسطعان بقوة متناسيان والدهما ...

أبتسمت حليمة من بعيد ترفع يدها الشيء البسيط فهي مجهدة وتعبة ولكنها تكابر
لتظهر لهما أنها بخير ..

قال الطبيب أن بقيت أمورك هكذا .سأخرجك الى الغرفة العادية للعناية الشاملة ..
بدأ الطبيب ينظف لها بجرح رأسها ...

لتلتفت يمينا فتجد رجل ممددا على السرير والآلات الطبية تعانق صدره ويداه
تقول .. حليمة ..مسكين مابه ولاتستطيع رؤية وجهه ومعالمه بسبب الستارة عند رأسه..
الطبيب متناسي أنه زوجها قائلا :حادث سيارة بشع يلزمه أربع وحدات دم تأمن وحده ونصف الوحدة

وأن لم تتأمن الوحدات الباقية سيموت حتما بعلم الله .
متلعثما بالكلام وقد تذكر أنها زوجته ..لا لا عليك منه سوف انقلك للغرفة الأخرى كما أخبرتك
ورغب بنقلها للغرفة التمريضية لكي لا تشاهد زوجها وتتعرف عليه فتسوء حالتها ....

ولكن عندما يحكم القدر نلتززم الصمت أجبارا ....

فبقدوم الممريضين اللذين سيقلاها الى الغرفة الأخرى ..
قدم عامل التنظيف اللذي يعقم الغرفة اليها ..فرفع الستارة الى أعلى كي يشيل
الزجاجات الدوائية الفارغة .لتلمح حليمة ملامح زوجة .فتذهل .صارخة
أنه أنه فارس ..لا لا أظنني أهذي أو يخيل لي ..
فارس أنه زوجي ...
ونهضت بسرعة متناسية ألمها .وولديها يركضان ليفتحا باب العناية المكثفة بعدما
شاهداها من النافذة ..
وهي تنهض بسرعة تسابقها جراحها وآالامها التي رمتهما خلف ظهرها متناسية مافعل
خائفة عليه .....
الممرضان : أحذري أنك لم تشفي بعد ...
عامل التنظيفات ..يمنع الولدين من الدخول وهما يصرخان نريد أمي أرجوك سيدي
أريد لمسها ..
وفاتن تصرخ : يالك من أحمق أتمنعني عنها وبيننا خطوات ...
يحزن الممرض على حالتهما فيخبر العامل بتركهما يدخلان ..
وفاتن بجوار فارس تبكي فوق رأسه قائلة : أأنت الذي ستموت يا شريك الحياة

وأنا بضعفي لا أستطيع مساعدتك
لن أتركك ترحل وتتركني لاتقلق فأنا أحبك وسأسامحك ..لاتتركني ياعزيزي
فأني بحاجة لك ...
والممرضين متأثرااان عاجزان أن يفعلا شيء ولو أبعادها ..
وولديها يحتضنانها بقوة .أمي أمي ,,كم سعيدون بعودتك وشفائك غير آبهين بوالدهما

..هنا دخل الطبيب ليصررخ ماهذه المهزلة سوف تعاقبان أيها الممرضين
أبعداها بسرعة ستسوء حالتها ،وأنتما أيها الولدان أخرجا هيا ....

خرج الولدان بصمت ..وحليمة أعيدت للسرير مرغمة باكية فارس ...
قائلة للطبيب : سأتبرع بوحدتين من الدماء ....

الطبيب : لا الا أنتي فنسبة دمك 9 ..وأنتي مريضة لا يصلح أنتي ...
تصر على الطبيب أن تتبرع له بالدم قائلة ، أرجوك أريد أن يختلط دمي بدمه
كما أختلطت الأرواح فأمتزجت بروح واحدة ..أرجوك أيها الطبيب لا تدعني أعاني عجزي
عن مساعدته ...
بعصبية قال لها : قلت لا أنتي مريضة ولم تشفي بعد .... ودمك نسبته ضئيلة
فمسكت بيده تيد تقبيلها ليسحبها بسرعة قائلا :مابك أيتها المجنونة ...
حليمة : أرجوك أيها الطبيب حياتي ملك لله وان اراد أخدها مني ...فلا نسبة دم ولا مرض القلب
يقدم أو يأخر أرجوك لاتحرمني مطلبي ..أرجوك

هنا الطبيب في حيرة من أمره وأصرار حليمة العجيب الذي يجعله عاجزا عن الرفض ..
قائلا ستوقعين على ورقة أن حدث شيء أنتي التي تتحملي المسؤولية والطبيب والمشفى
لا يتحملان أي جء من الأمر ....

حليمة : موافقة ..وكأن قلبها برعشته الغير معتادة ينبؤها أن مكروه سيحدث لها ..
ولكن حبها لزوجها الذي كان لها كل الحياة رغم قسوته جعلها تصر على مساعدته

وطلبت من الطبيب ورقة وقلم ...لتكتب شيء في خاطرها ...
وفعلا كتبت كلمات عدة على الورقة وطوتها قائلة للطبيب : أرجوك أن تعطيها
لزوجي أن حدث لي مكروه ... مبتسمة لاتقلق ليست شكوى عليك ...
ضحك الطبيب ضحكة ألم وهو غير مقتنع بما يفعل ، ولكن أصرار حليمة يجبره على الرضوخ لها

...تم نقل حليمة الى الغرفة وجلست مع أبنائها قريب الساعتين تحدثهما ويسمعان كلامها وهي كما أنها
توصيهم على والدهما ..وعلى دراستهما وأن يعتنيا بنفسهما .

مقاطعة لها فاتن : مابك يا أمي هل أنتي بخير ...لما أشعر كأنك توديعينا
ضاحكة حليمة : لايا أبنتي أشتقت لتوصياتي فقط ...
حيث أن حليمة طلبت من الطبيب ألا يخبر أولادها بتبرعها الا بعدما تتبرع لأنها تعلم بكرههم له
وأنهما سيمنعانها من ذلك .....
وجاء الطبيب ليأخذ حليمة على الكرسي المتحرك ...لغرفة التحاليل لأخذ الدم ..
قائلة فاتن: أين تأخذها ..
وقبل أن يجيب الطبيب :الت حليمة .مابك يا أبنتي مجررد تحاليل .لما الخوف ..
ولكن فاتن ليست على مايرام تشر بشيء مريب ولكن ألتزمت الصمت ..فهي لاتريد أعاج والدتها
وخاصة أنها مريضة .....

وصل الطبيب بحليمة الى غرفة التحاليل وقبل بدأ سحب الدم أعاد سؤالها
هل أنتي متأكدة أنك تردين منحه الدم وأنتي تعلمين الخطر الذي ستمرين به على حياتك

قائلة حليمة ..نعم وهيا أسرع ايها الطبيب فأني مشتاقة لسريان دمي بدمه .هذا لي حياة .
وسحب وحدتان ونصف الوحدة من حليمة ..وأعادها بوجهها الأصفر وجسدها المنهك
الى غرفتها ... لا تستطيع الكلام ..

فاتن ..ترى والدتها وقد دخلت الغرفة ووضعت على السرير كأنها جثة لا حول لها ولاقوة
تصرخ بالطبيب مابها مابها امي ..خرجت لا تتألم من شيء .مافعلت بها ..

حليمة أصمتي يا فاتن أنا من أجبرته على ذلك .

فاتن : ماذا على ما أجبرته ..تخاطب الطبيب وليث ينظر بخوف للطبيب وكأنه يقول
له لا يوجد لدي سوى أم لا تؤذها .....

الطبيب أمك أصرت على منح والدك وحدتان ونصف من الدم الذي ينقصه ووقعت على
ورقة أنها تتحمل كامل المسؤولية .مع العلم أني قد أبلغتها بخطر هذا الشيء على حياتها ...

فاتن : ولما تسمع لها .....لما

حليمة : لاترهقيني ا أبنتي أرجوووك أني متعبة
أستئذن الطبيب مغادرا الغرفة ..ليجلس ليث باكيا بصمت على المقعد
وفاتن تنظر لأمها المرهقة معاتبة لها بعينيها فقط لاتريد أرهاقها ..
وكأنها تقول ..أنه لايستحق نقطة من دماءك فلما منحته كل هذا القدر ....

وبعد مرور 3 ساعات من الوقت ...جاء الطبيب الى فاتن وحليمة قائلا .
.زوجك حالته أستقرت بعد تزويده ب الدم ....
والفضل لله ثم لك ياحليمة ..
فاتن تنظر للطبيب بعيونها الصامتة ولاتجيب
وليث نائم مرهق على المقعد
وحليمة مغمضة العينين بلا حراك ..

ينظر الطبيب لحيمة مستغربا من نومها ..وهو يتقدم لها سائلا أبنتها متى قدم الممرض لرؤيتها
فاتن : منذ نصف ساعة ..تكلمت كلمتان معه ونامت ولم أرغب بأقلاقها ..

مسك يديها التي بدأت تبرد .لينبض قلبه بسرعة خائفا مما يفكر به
حاول فتح عينها ..لم يستطع ...
ليصرخ بالممرض الذي بجانبه : بسرعة الصعقة الكهربائية أنها تموت ..أنها تموت
قلت لها لا تمنحيه الدماء ..
وفاتن الدموع غزت وجنتيها وليث قام فزعا يصرخ أمي أمي لاتتركيني وترحلي
لا يشترون أما ثانية ولا أريد غيرك .......

يصرخ الطبيب أصمتا .....
ويصعق حليمة التي عانقت روحها السماء .... مضحية بقطرات الحياة دماء الحب
لشريك حياتها .....

توقف الطبيب عن صعقها وقد ضرب يده بالحائط قائلا ...يالني من أحمق كيف سمحت لها
فاتن : تنظر لأمها بلا حركة
بلا صوت
نظرات دهشة ...متفاجئة ..

ليث : أغمي عليه ووقع على الأرض ليأخذه الممرض للسرير الآخر محاولا أنقاذه ..
الطبيب بعيون متحسرة ينظر لفاتن ولايعلم هل هو سبب تعاسة تلك الفتاة أم أنه حكم القدر .....

فماذا سيحدث خلف كل هذه الأحداث
ومالذي سيلحق بفارس
وماهي الرسالة التي كتبتها حليمة لزوجها


تابعوني
 
بارت جميل جدا
بس ليش موتيها وعشان حدا ما يستاهل
انا احتج واستنكر وادين
رجعيها لولادها شمس بسرعة
 
شمووووووووس روعة غلاتي يعطيك العافية
يالله لي بعدو
والله مسكينة بس هاي سنة الحياة
الله يعين الدكتور المسكين مابيكفيه احساس بالذنب كمان رح يشيلها عراسو
 
عودة
أعلى