علامات تعجب !!!!!!
استوقفتني ...
عجبت ممن يتشدق في الكلام تفلسفا ،
لا ينفع ولا يستنفع منه ...
ربما ليرينا أنه مثقف ...
وفي الزاوية الأخرى أعجب أكثر من عالم ( رباني )
كثير الصمت ، شديد البكاء ..
عجبت ممن غره طول الامل ، وقوة الشباب ، ونسي
بأن له مع الموت لقاء ...
وأعجب أكثر من شيخ طاعن في السن ، لم يتعب بعد
من مجاراة السنين ...
عجبت ممن يعيش وحيدا ، أصبح الليل أنيسه ، والتفكر
جليسه ...
ربما ليهرب من أثقال لم تعد تنوأ بها كتفاه ...
وأنظر فأعجب أكثر من صاحب القبر ، لا أنيس ولا
جليس ...
ترى كيف حاله هناك ؟!!!
عجبت من المنتحر ، كيف يقدم على فعلة شنعاء
وجريمة كبرى في حق نفسه ...
كجريمة الانتحار ...
وأتعجب أكثر من المدخن ، يرى التحذير على عبوة
السيجار ...
فيمضي قدما مصرا على الانتحار ...
أتعجب من الناصح كيف ينصح الناس ويرشدهم إلى
فعل الصواب ...
حتى تظن أنه ملاك ...
وأتعجب أكثر عندما يمد الليل ردائه ، كيف يصبح !!!
وكأنك لا تعرفه ..
أتعجب ممن يتنصت ويرخي السمع ، ليعرف ما يقوله
الغير ...
لا يلقي بالا لنصح ناصح ، أو لقول قائل حكيم ..
ولكني أتعجب أكثر من متتبع عورات المسلمين ،
المتدخل في حياتهم الشخصية ...
لا يدري أنه كله عورات وللناس ألسن ...
أتعجب من الظالم المتجبر ، أليس في قلبه ذرة من
رحمة ؟!!
يرى بؤس الناس والامهم فيفرحه ذلك ...
ولا يلقي لصرخاتهم وأناتهم بالا ...
وأنظر ، فأتعجب أكثر من هذا العالم ، ينظر إلى المجرم
فيحكم عليه بأنه بريء ..
وذاك المظلوم يمسح الامه بدمه قائلا : حسبي الله
ونعم الوكيل ...
أتعجب من المتضايق لخسارة ما لحقت به ، فيلعن
الزمن والدهر ...
قائلا : هذا حظي النحس ، كله من عيون الحاسدين ...
وأتعجب أكثر ممن لا يملك قوت يومه ، ولا يحسب
حساب غده ...
يتمتم فيقول : الحمد لله ...
فاقد الشيء لا يعطيه ..