قصة الشكاك
جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟
فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.
فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟
فقال ابن عقيل:
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون.
قصة الطاعون
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.
وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.
فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟
فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!
ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟!
قصة المرأة الحكيمة
صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة على أربعمائة درهم.
فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم.
ولاهلك عليك حق قصة جميله وروعة
دخل الطفل على والده الذي أنهكه العمل, فمن الصباح إلى المساء وهو يتابع مشاريعه ومقاولاته, فليس عنده وقت للمكوث في البيت إلا للأكل أو النوم.
الطفل/ لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي وتقول لي قصة, فقد اشتقت لقصصك واللعب معك,
فما رأيك أن تلعب معي اليوم قليلاً وتقول لي قصة؟
الأب/ ياولدي أنا لم يعد عندي وقت للّعب وضياع الوقت, فعندي من الأعمال الشيء الكثير وقتي ثمين.
الطفل/ أعطني فقط ساعة من وقتك, فأنا مشتاق لك يا أبي.
الأب/ يا ولدي الحبيب أنا أعمل وأكدح من أجلكم, والساعة التي تريدني أن
أقضيها معك أستطيع أن أكسب فيها ما لا يقل عن 100 ريال, فليس لدي وقت لأضيعه معك, هيا اذهب والعب مع أمك.
تمضي الأيام ويزداد انشغال الأب وفي إحدى الأيام يرى الطفل باب المكتب مفتوح فيدخل على
أبيه.
الطفل/ أعطني يا أبي خمسة ريالات.
الأب/ لماذا؟ فأنا أعطيك كل يوم فسحة(5)ريالات, ماذا تصنع بها؟ هيا أغرب عن وجهي, لن
أعطيك الان شيئاً.
يذهب الابن وهو حزين, ويجلس الأب يفكر في ما فعله مع أبنه, ويقرر أن يذهب إلى غرفته لكي يراضيه, ويعطيه الخمسة ريالات.
فرح الطفل بهذه الريالات فرحاً عظيماً, حيث توجه إلى سريره ورفع وسادته, وجمع النقود التي تحتها, وبدأ يرتبها!
عندها تساءل الأب في دهشة, قائلاً:
كيف تسألني وعندك كل هذه النقود؟
الطفل/ كنت أجمع ما تعطيني للفسحة, ولم يبق إلا خمس ريالات لتكتمل المائة, والان خذ يا أبي هذه المائة ريال وأعطني ساعة من وقتك؟